تسبّبت أسعار الغاز الطبيعي القياسية في تراجع أسهم أكبر شركة كيماويات في بولندا لليوم الثامن، لتنخفض بما يصل إلى 10% في وارسو. وأعلنت شركة “أزوتي” وقف إنتاج الأسمدة النيتروجينية وتقليص إنتاج الأمونيا، نظرًا إلى أن “الوضع الحالي في سوق الغاز الطبيعي الذي يحدد ربحية الإنتاج، استثنائي”، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وتصف أزوتي نفسها بأنها ثاني أكبر منتج للأسمدة المعدنية في الاتحاد الأوروبي، وتُعد من بين أكبر مشتري الغاز الطبيعي في بولندا، إذ تستهلك أكثر من 20 غيغاواط/ساعة من الوقود كل عام، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
قرارات أكبر شركة كيماويات في بولندا
أعلنت أزوتي -في بيان صحفي- إغلاق مصنع إنتاج الأسمدة النيتروجينية والكابرولاكتام والبولي أميد 6 مؤقتًا، في 23 أغسطس/آب 2022، نظرًا إلى أسعار الغاز الطبيعي القياسية، المادة الخام الرئيسة المستخدمة في إنتاج الشركة. كما قررت الشركة خفض الإنتاج مؤقتًا في منشآتها الواقعة في مدينة بولاوي، بحسب ما جاء في بيان صحفي أصدرته أزوتي اليوم الثلاثاء (23 أغسطس/آب).
وقالت الشركة: “نلاحظ ارتفاعًا غير عادي، وتاريخيًا لأسعار الغاز الطبيعي في البورصات الأوروبية، منذ عدوان روسيا على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022”. وارتفعت أسعار الغاز في الأشهر الـ6 الماضية من 72 يورو (71.85 دولارًا أميركيًا)/ميغاواط ساعة في 22 فبراير/شباط، إلى 276 يورو (275.42 دولارًا)/ميغاواط ساعة في 22 أغسطس/آب.
أسعار الغاز وإنتاج الأسمدة
حاولت الشركة -التي تسيطر عليها الدولة- تجنُّب تقليص إنتاج الأسمدة، حتى بعد أن ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية أكثر من 4 أضعاف في العام الجاري (2022)، وسط انخفاض الإمدادات من روسيا. وقال المحلل في بنك بيكاو -ثاني أكبر مصرف في بولندا-، كرزيستوف كوزيل: “إعلان أزوتي سلبي للغاية، لكنه متوقع؛ لأن إنتاج الأسمدة بأسعار الغاز المرتفعة لا يُؤتي ثماره”.
وقال إن المستثمرين سيكونون في حالة تأهب لأي مساعدة تقدمها الحكومة، بالإضافة إلى بوادر انتعاش في أسعار الحبوب يُمكن أن تساعد في تعزيز سوق الأسمدة. وكانت شركة يارا إنترناشيونال النرويجية قد أوقفت الإنتاج الشهر الماضي، كما أوقفت أنويل -وحدة البتروكيماويات التابعة لأكبر شركة تكرير في بولندا “بي كيه إن أورلين”- إنتاج الأسمدة يوم الإثنين بسبب الأسعار غير المواتية.
خطة بولندا لمواجهة ارتفاع الأسعار
صرّح وزير الزراعة البولندي، هنريك كووالتشيك، للإذاعة الحكومية بأن أزوتي لديها مخزون كافٍ لتوفير الأسمدة لموسم البذور في الخريف. وأوضح أنه يأمل في استقرار سوق الغاز، لأن بولندا “بحاجة إلى التفكير في بذور الربيع” أيضًا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء ماتيوس موراويكي -في تعليقه على قرارات المنتجين بخفض الإنتاج- إن الحكومة ستعد إجراءات للتدخل في سوق الأسمدة المتأثرة بارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وفق ما نقلته وكالة رويترز. وكان مجلس الوزراء البولندي قد وافق، اليوم الثلاثاء، على حزمة جديدة من إجراءات الدعم المالي، المصممة لحماية المستهلكين من ارتفاع أسعار الطاقة الذي سببته الحرب في أوكرانيا.
وستعوض هذه الإجراءات الأسر والمستخدمين العامين المعرضين للخطر بما في ذلك المستشفيات والمدارس التي تستخدم زيت التدفئة وغاز النفط المسال والأخشاب للتدفئة. بالإضافة إلى ذلك، ستحصل محطات التدفئة على تعويض في مقابل ارتفاع الأسعار بنسبة لا تزيد على 40%، في حين ستحصل البلديات على 13.7 مليار زلوتي (2.86 مليار دولار أميركي) لمساعدة البولنديين على التعامل مع فواتير الطاقة المرتفعة، حسبما قال مورافيكي للصحفيين.