تصاعدت حدة الأزمة العمالية التي تشهدها محطة بريلود الأسترالية، وهي أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا وتديرها شركة “شل”؛ ما أدى إلى توقف عمليات التصدير منها بسبب الإضراب.
وأعلنت شركة شل، يوم الإثنين 11 يوليو/تموز، أن المحطة -التي تقع قبالة سواحل أستراليا الغربية وتبلغ قدرتها 3.6 مليون طن متري سنويًا- عُلِّقَت عمليات التصدير منها، بعد رفض عمال النقابات بأغلبية ساحقة عرضًا ماديًا، بحثًا عن أجور أفضل وظروف عمل ملائمة أكثر، وفق ما نشرته منصة “ناتشورال غاز إنتل”.
وأبلغ التحالف البحري شركة شل بأن العمال يخططون لمنع الناقلات الراسية بجانب أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا؛ ما يمنع خروج الغاز الطبيعي المسال وغاز النفط المسال من المنشأة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأ النزاع بين إدارة الشركة والتحالف البحري -الذي يضم اتحاد عمال النفط والغاز الأسترالي والاتحاد البحري الأسترالي- في مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، مع تصويت التحالف لمدة 3 أيام على قبول العرض، ولكن 95% من أعضاء التحالف رفضوه.
تعطل تصدير الغاز المسال
أبلغت شركة شل عملاء محطة بريلود للغاز بأن أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا لن تتمكن من توفير أي شحنات من الغاز المسال أو غاز النفط المسال، حتى يوم 21 يوليو/تموز على الأقل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه؛ اعتبر خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، وائل حامد عبدالمعطي، أن توقف محطة بريلود الأسترالية عن التصدير؛ يأتي في وقت تشتعل فيه أزمة الغاز المسال عالميًا.
وأشار خبير أوابك، في تغريدة له بموقع تويتر، إلى أن حظر الاستيراد الذي يفرضه العمال على محطة بريلود التي تديرها شركة شل في الوقت الحالي؛ يتزامن مع بحث الأسواق الأوروبية عن إمدادات الغاز، على خلفية الأزمة التي تشهدها أوروبا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفق المحللة في شركة “كبلر”، لورا بيج؛ فإن شل تمكّنت من تصدير شحنة واحدة من محطة بريلود خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث حُمِّلَت ناقلة في 7 يوليو/تموز اتجهت إلى آسيا، لافتة إلى أن الشحنة كان من المقرر تفريغها في اليابان في يوم 16 من الشهر الحالي.
وأضافت: “لا توجد شحنات يمكن إرسالها هذا الأسبوع، ولكن السفينة التي انطلقت مؤخرًا من المنتظر وصولها من 17 إلى 18 يوليو/تموز؛ فإذا كان حقيقيًا أنه لا توجد شحنات حتى 21 يوليو/تموز؛ فيمكننا أن نرى هذه السفينة عالقة على الشاطئ لعدة أيام”.
وأوضحت أنه إذا تسبب الإضراب في توقف تحميل الناقلات؛ فستكون هناك خسارة لشحنة واحدة أسبوعيًا؛ حيث إن شركة شل هي المالكة لأكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا، وهذا يعني أنها ستحتاج إلى تغطية مواقعها بمصادر بديلة للإمداد؛ ما قد يؤدي إلى إحكام ميزان السوق إلى حد ما”.
أزمة غاز مسال عالمية
يأتي إغلاق محطة بريلود الأسترالية، في توقيت يتعرض فيه الغاز الطبيعي المسال عالميًا لضغوط، بسبب انخفاض عمليات التسليم الروسية إلى أوروبا، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة. وبدأ خط أنابيب نورد ستريم 1 أعمال صيانته السنوية لمدة 10 أيام، وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت شركة غازبروم الروسية ستعيد الخط إلى طاقته الكاملة في 21 يوليو/تموز كما هو مقرر.
ويشعر بعض المحللين بالقلق من أن روسيا قد لا تكثف إمدادات نورد ستريم 1 عند اكتمال الصيانة، في وقت تسبب فيه حريق، الشهر الماضي، في محطة تصدير “فريبورت” للغاز الطبيعي المسال في تكساس بالولايات المتحدة، في قطع كميات ضخمة من الغاز.
وألقى منسق التحالف البحري زاك دنكالف، باللوم على إدارة شركة شل في تصاعد الأزمة مع العمال؛ ما أدى إلى إغلاق أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا، موضحًا أن هذا الوضع نموذجي لتاريخ طويل من إدارة غير كفؤة للمنشأة، لافتًا إلى إمكانية حل الأزمة بسهولة إذا أسقطت الإدارة ببساطة تكنيكات ردود الفعل الصناعية الغريبة شديدة العدوانية.
وواجهت محطة بريلود مشكلات، منذ تحميل أول شحنة لها في عام 2019، وعلّقت شركة شل الإنتاج مؤقتًا بين شهري ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان، وأُوقِفَت المحطة لمدة 11 شهرًا، بداية من فبراير/شباط 2020 إلى يناير/كانون الثاني 2021 بسبب مشكلات فنية.
سعة محطة بريلود
يشمل الإضراب في محطة بريلود، أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا، نحو 200 عامل، يعملون على إنجاز الطاقة الاسمية السنوية لإنتاج المحطة البالغ 3.6 مليون طن من الغاز المسال، بالإضافة إلى إنتاج 1.3 مليون طن من المكثفات، و400 ألف طن من غاز النفط المسال.
وتبلغ نسبة حصة شركة شل في المحطة الأسترالية نحو 67.5%، وتعد مشغل المشروع، بينما تمتلك شركة إنبكس اليابانية نسبة 17.5%، وتملك شركة غاز كوريا حصة قدرها 10%، وتعمل شل على زيادة إنتاج المحطة.