أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يبحث عن مصادر تمويل في مصر وإيطاليا

يبحث القائمون على أنبوب الغاز الجزائري النيجيري عن مصادر لتمويل المشروع الضخم؛ لبدء تنفيذه على أرض الواقع تمهيدًا لزيادة ضخ الغاز من أفريقيا إلى أوروبا الساعية إلى تنويع مصادر إمداداتها من الوقود بعيدًا عن روسيا.

وفي هذا الإطار شارك وزيران نيجيريان في حدثين دوليين بكل من القاهرة وميلانو؛ للبحث عن تمويل لتوسعة مشروعات الغاز، منها خط أنابيب التصدير إلى أوروبا عبر الجزائر. وقالت وزيرة مالية نيجيريا، زينب أحمد، إن بلادها تبحث عن تمويل منخفض التكلفة للتوسع في مشروعات الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية، وتصديره لدول العالم المختلفة التي تطلبه.

وأضافت الوزيرة، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي في نسخته الثانية، الذي بدأت أعماله أمس الأربعاء الموافق 7 سبتمبر/أيلول، أن الغاز مهم في المرحلة الانتقالية لتحول الطاقة، بوصفه وقودًا أحفوريًا أنظف بالمقارنة بأنواع الوقود الأخرى، لذلك ترغب بلادها في التوسع في إنتاجه. وتُعد نيجيريا أكبر منتج للنفط في أفريقيا، وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ، كما أن لديها كميات واعدة من الغاز، ورغم ذلك فإن شعبها يعاني نقص الوقود والكهرباء.

عجز الكهرباء
قالت وزيرة المالية النيجيرية: “إن البلاد تعاني عجزًا كبيرًا في الكهرباء”، لكنها رفضت الرد على سؤال لمنصة الطاقة المتخصصة بشأن سرقة النفط في بلادها، وتطورات الموقف في بلادها.

وتتفاقم أزمة سرقة النفط في نيجيريا، لدرجة أن مسؤولًا بارزًا في القطاع، صرح مؤخرًا بأنها بلغت بين 85% و95% من بعض المناطق، واتهم كل أطياف المجتمع بالتورط في هذه الجريمة، بمن فيهم رجال دين في الكنائس والمساجد. وكانت وزيرة المالية قد صرحت، في شهر أغسطس/آب الماضي، بأن سرقة النفط من الأسباب الأساسية لانخفاض الإنتاج، وتراجع الإيرادات بموازنة الدولة.

تصدير الغاز المسال
من جهة أخرى قال وزير النفط النيجيري، تيمبري سيلفا، إن بلاده ستصبح قادرة على تصدير مزيد من الغاز المسال إلى أوروبا خلال الشتاء المقبل. وأضاف الوزير، خلال مشاركته في مؤتمر “غازتك” المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية، أمس الأربعاء، أن أمن أوروبا التي تسعى إلى الاستغناء عن الغاز الروسي يتطلب حصولها على بدائل لموسكو، ونيجيريا ستتخذ قرارًا قريبًا جدًا، بشأن استثمارات البنية التحتية لخط أنابيب تصدير الغاز إلى القارة العجوز، والتي تزيد على 10 مليارات دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وأضاف الوزير أن شركات النفط النيجيرية و الجزائرية ستُسهِم بالمشروع في إشارة إلى أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، كما أبدت شركات خاصة وأيضًا إيني الإيطالية اهتمامًا بالمشروع.

أنبوب الغاز العابر للصحراء
أطلقت أبوجا مبادرة “عَقد من الغاز” خلال المدة من 2020 إلى 2030، لاستغلال مواردها الهائلة من الغاز لتنمية الاقتصاد ودفع عجلة التصنيع، وأعلنت، في يونيو/حزيران الماضي، 20 مشروعًا جديدًا، بهدف زيادة الإنتاج بمقدار 3 أضعاف؛ من بينها مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري. وكانت الجزائر قد أعلنت، نهاية يوليو/تموز الماضي، توقيع مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر؛ لمد خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر الصحراء، المعروف باسم أنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي تصل تكلفته إلى نحو 13 مليار دولار.

واتفقت الدول الثلاث، في يونيو/حزيران، على إحياء المحادثات بشأن مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي يمثّل فرصة لأوروبا لتنويع مصادرها من الغاز. وفي 22 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن وزير النفط النيجيري أن بلاده ستبدأ إنشاء أنبوب الغاز النيجيري الجزائري، مشيرًا إلى أنه التقى عددًا من الشركات والدول الأوروبية للحصول على التمويلات اللازمة للمشروع. كما أعلن، في 18 فبراير/شباط 2022، الموافقة على خريطة طريق من قِبل ممثلي النيجر والجزائر ونيجيريا، وهي البلدان التي سيمر عبرها الأنبوب، ليتدفق الغاز إلى أوروبا.