أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية في الهند.. والمواطنون يبيعون الكهرباء

أعلنت الهند أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية بالكامل في البلاد، تعزيزًا لجهود الحكومة نحو نشر الطاقة المتجددة. وصرّح رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأن قرية موديرا في منطقة ميهسانا بولاية غوجارات أصبحت أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية في الهند.

وقال رئيس الوزراء -في كلمته-، إن الحكومة تقدّم مساعدة مالية لتوليد الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية على الأسطح، ورُكِّبَت مئات الآلاف من المضخات الشمسية في جميع أنحاء البلاد لأغراض الري، وفق ما نقلته صحيفة “هندوستان تايمز” المحلية.

كان مودي قد وصل إلى ولاية غوجارات -مسقط رأسه- يوم الأحد (9 أكتوبر/تشرين الأول)، في زيارة تستغرق 3 أيام لإطلاق مشروعات متنوعة تزيد قيمتها عن 14.600 كرور روبية (1.8 مليار دولار أميركي).

موديرا أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية
وفقًا لحكومة ولاية غوجارات، رُكِّبَ أكثر من 1000 لوح شمسي على منازل قرية موديرا، لتوليد الكهرباء على مدار الساعة للقرويين. وقد استثمرت الحكومة المركزية وحكومة الولاية أكثر من 80 كرور روبية (9.7 مليون دولار) في المشروع، مع تخصيص الدولة 12 هكتارًا من المساحة للمشروع، بحسب بيان صادر عن حكومة ولاية غوجارات.

وجاء في البيان: “يمكن لأهالي القرية توفير من 60% إلى 100% من فواتير الكهرباء الخاصة بهم، خلال هذا المشروع”. وقال البيان، إنّ جعْل موديرا أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية في البلاد على مدار الساعة يتضمن تطوير محطة طاقة شمسية مثبتة على الأرض، وأكثر من 1300 نظام شمسي على الأسطح في المباني السكنية والحكومية.

الكهرباء مجانية.. وبيع أي كميات فائضة
قال رئيس الوزراء الهندي -خلال مخاطبته تجمعًا ضخمًا في موديرا-: “ستُعرف موديرا -التي ترتبط بمعبد الشمس- بخطواتها الواسعة في مجال الطاقة الشمسية.. إنه يوم عظيم بالنسبة لموديرا، إذ تقفز قفزة عملاقة نحو تسخير الطاقة الشمسية”.

وأكد ناريندرا مودي أن المواطنين في أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية “ليسوا مضطرين الآن لدفع ثمن الكهرباء، لكن يمكنهم البدء في بيعها والربح منها”. واعتادت الحكومة إنتاج الكهرباء، وقام المواطنون بشرائها، لكن الدولة تبذل الآن جهودًا لضمان أن يتحول المواطنون إلى منتجين للكهرباء، على حدّ قول رئيس الوزراء.

وقال مودي: “المواطنون لا يحصلون فقط على الكهرباء المجانية، بل إنهم يكسبون المال عن طريق بيع الكهرباء الإضافية المتولدة.. هنا، يُعدّ أصحاب المنازل والمزارعون مولّدين ومستعملين للكهرباء”.

وأضاف: “مهما كانت الكهرباء الإضافية التي تُوَلَّد، فإنهم يبيعونها للحكومة، ليس فقط تخفيض فواتير الكهرباء الخاصة بهم إلى الصفر، بل يمكنهم -أيضًا- تحقيق بعض الدخل الإضافي من خلال بيع الكهرباء للحكومة”.

وشدد على أنه “عندما يتحدث الناس عن الطاقة الشمسية مستقبلًا، ستكون موديرا في المقدمة، إنه مكان يُشَغَّل فيه كل شيء باستخدام الطاقة الشمسية، سواء كانت الزراعة أو المرافق المنزلية”.

الكهرباء.. قاعدة اقتراع قبل الانتخابات
برزت الكهرباء بوصفها قاعدة اقتراع رئيسة قبل انتخابات ولاية غوجارات، إذ من المقرر إجراء انتخابات مجلس النواب في الولاية قريبًا. وتُعدّ الانتخابات حاسمة بالنسبة لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي يهدف إلى الاحتفاظ بالسلطة في ولاية رئيس الوزراء مودي، في حين يأمل حزب المؤتمر الوطني بالفوز بعد البقاء خارج السلطة لمدة 27 عامًا في الولاية.

قال مودي: “احتلّت ولاية غوجارات المرتبة الأخيرة في البلاد بقطاع الزراعة.. ولهذا السبب اهتممتُ بها، لأنه إذا تقدّمت الزراعة، ستتقدّم قريتي؛ وإذا تقدّمت القرية، فلن تتخلّف غوجارات عن الركب أبدًا”. وشدد على أنه بسبب نقص الكهرباء والماء فشلت الأجيال السابقة في الاستفادة المثلى من إمكانات الولاية، لكن الجيل الحالي لديه فرص لا حدود لها، على حدّ قوله.

وأكد مودي أن الصناعة والسياحة ستؤديان إلى تنمية المنطقة، قائلًا: “لقد جذبت البنية التحتية الأفضل صناعات مختلفة، وجعلتها مركزًا للسيارات، لقد أصبحت مهسانا مركزًا للطاقة بمختلف الصناعات”. كما قال رئيس الوزراء: “الآن نصنع السيارات، والأيام ليست بعيدة عندما نصنع طائرات في الولاية”.