إنتاج أوبك+ النفطي يرتفع إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2020

ارتفع إنتاج أوبك+ من النفط الخام في أغسطس/آب (2022)، إلى أعلى مستوياته منذ أبريل/نيسان (2020)، بدعم من تعافي إنتاج ليبيا ودول الخليج الكبرى، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة. وأظهر مسح أجرته ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس، أن أعضاء أوبك البالغ عددهم 13 عضوًا، ضخوا 29.56 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022) بزيادة 480 ألف برميل عن يوليو/تموز.

وتمكّنت أوبك وحلفاؤها في أوبك+ من ضخ 42.58 مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز (2022)، بزيادة قدرها 490 ألف برميل عن إنتاج يونيو/حزيران. ومع ذلك لم تستطع دول المجموعة الوفاء بحصص إنتاج شهر أغسطس/آب، التي لا تزال أقل من سقف الإنتاج المُعلن، جرّاء الخسائر الحادة في إنتاج قازاخستان ونيجيريا.

إنتاج أوبك+ النفطي
انخفض إنتاج روسيا و8 حلفاء آخرين من خارج أوبك بمقدار 220 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس/آب (2022)، ليصل إلى 13.28 مليون برميل يوميًا. وبلغ إجمالي إنتاج أوبك+ نحو 42.84 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 260 ألف برميل يوميًا عن إنتاج يوليو/تموز (2022).

ويُعد هذا أعلى مستوى إنتاج لأوبك+ من الخام منذ أن أعلن التحالف إنتاج 47.56 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان (2020) خلال حرب أسعار قصيرة في نزاع حول إستراتيجية الوباء قبل الاتفاق على التخفيضات التاريخية لاحقًا. وباستثناء الأعضاء المعفيين (إيران وليبيا وفنزويلا)، فإن إنتاج أوبك+، تراجع بمقدار 3.61 مليون برميل يوميًا عن أهدافه، وهي الفجوة الأوسع في تاريخ التحالف الممتد لما يقرب من 5 سنوات.

وضخت روسيا التي تواجه عقوبات متزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا، 9.77 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022)، في حين زاد باقي الأعضاء الإنتاج بنحو 440 ألف برميل يوميًا فقط منذ فبراير/شباط الماضي، في حين ارتفعت الحصص بمقدار 2.96 مليون برميل، بحسب بيانات المسح. وكان تحالف أوبك+ قد اتفق في الاجتماع الوزاري يوم 3 أغسطس/آب (2022) على رفع حصص سبتمبر/أيلول بمقدار 100 ألف برميل يوميًا.

إنتاج السعودية
وفقًا للعديد من المحللين، تمتلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة -اللتان تمتلكان أكبر طاقة إنتاجية فائضة في العالم تقريبًا- القدرة على زيادة الإنتاج، في ظل معاناة غالبية منتجي أوبك من مشكلات فنية أو نقص في الاستثمارات أو اضطرابات داخلية.

واتفق وزراء أوبك+ في اجتماعهم الأخير في 5 سبتمبر/أيلول الجاري على خفض سقف الإنتاج بنحو 100 ألف برميل يوميًا لشهر أكتوبر/تشرين الأول (2022) لدعم أسعار النفط. ووجد المسح الذي أجرته ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس، أن السعودية -أكبر دول أوبك إنتاجًا- عزّزت إنتاجها بمقدار 150 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب إلى 10.92 مليون برميل يوميًا، وهو ما لا يزال أقل من حصتها البالغة 11 مليون برميل يوميًا.

وتؤكد السعودية أنها قادرة على ضخ 12.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام إذا لزم الأمر، في حين تقّدر (بلاتس أناليتيكس) القدرة المستدامة للمملكة العربية السعودية بنحو 11.5 مليون برميل يوميًا. وارتفعت حصة السعودية في سبتمبر/أيلول 2022 إلى 11.03 مليون برميل يوميًا.

وينخفض إنتاج السعودية من النفط يوميًا، في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بنحو 26 ألف برميل عن إنتاج سبتمبر/أيلول الجاري (2022)، الذي تبلغ حصة إنتاج المملكة فيه نحو 11 مليونًا و30 ألف برميل يوميًا، وفق وثيقة حصص الإنتاج التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

انتعاشة في إنتاج ليبيا
أضافت دولتا الخليج المجاورتان، الإمارات العربية المتحدة والكويت، 400 ألف برميل يوميًا لكل منهما خلال شهر أغسطس/آب الماضي بما يتماشى مع حصصهما. وارتفع إنتاج ليبيا -التي مزقتها الحرب- إلى 1.10 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير/شباط (2022)، إذ أعادت المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة إنتاجها بسرعة في العديد من الحقول الرئيسة تحت إدارتها الجديدة.

وأقالت الحكومة الليبية رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المخضرم مصطفى صنع الله، في 14 يوليو/تموز (2022)، وعينت بدلًا منه في خطوة ذات دوافع سياسية، محافظ البنك المركزي السابق فرحات بن قدارة. وبلغ إنتاج ليبيا -المعفاة من حصة أوبك+ نتيجة عدم الاستقرار في البلاد- في يوليو/تموز (2022)، 650 ألف برميل يوميًا.

ومنعت القبائل والجماعات المتناحرة في ليبيا الإنتاج والصادرات لعدة أشهر، في محاولة للسيطرة على المؤسسة الوطنية للنفط وعائداتها. وتراجع إنتاج قازاخستان من النفط الخام خلال أغسطس/آب (2022) بنحو 150 ألف برميل يوميًا إلى 1.24 مليون برميل.

وأدت التشققات في منشآت التحميل الخاصة بخط أنابيب “سي بي سي” إلى إعاقة الصادرات القازاخستانية، مع توقف الإنتاج في حقل (تنغيز) بسبب أعمال الصيانة، وتسرب الغاز في المرافق المرتبطة بحقل كاشاغان.

وواصلت نيجيريا التي تتفوّق عليها أنغولا الآن، بصفتها أكبر مُنتج في أفريقيا، المستوى الهبوطي في الإنتاج بانخفاض قدره 130 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب. وانخفض إنتاج نيجيريا من النفط الخام بنسبة 30% منذ يناير/كانون الثاني (2022)، إذ ابتُليت البلاد بسلسلة من إغلاق خطوط الأنابيب والحوادث الأمنية وسرقة النفط المتفشية. الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة يظهر حصص الإنتاج المتفق لتحالف أوبك+ خلال شهر أغسطس/آب.