اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة جديدة لتأمين احتياجاته من الغاز النرويجي، في إطار خطته للتخلص التدريجي من واردات الطاقة الروسية.
واتفق نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز، ومفوضة الطاقة كادري سيمسون، ووزير النفط والطاقة النرويجي تيرجي آسلاند، على تكثيف التعاون من أجل ضمان إمدادات غاز إضافية قصيرة وطويلة الأجل من النرويج، لمعالجة قضية ارتفاع أسعار الطاقة.
كما وافقوا على تطوير تعاون طويل الأجل في مجال الطاقة المتجددة البحرية، والهيدروجين، واحتجاز الكربون وتخزينه، وأبحاث الطاقة وتطويرها؛ بهدف تطوير شراكة أعمق طويلة الأجل في مجال الطاقة، حسبما جاء في بيان مشترك نشرته المفوضية الأوروبية، اليوم الخميس (23 يونيو/حزيران).
التعاون بين أوروبا والنرويج
سلّطت المفوضية الأوروبية والنرويج الضوء على العلاقة القوية بصفة خاصة بين الاتحاد الأوروبي والنرويج؛ إذ إنهما تتشاركان القيم الأساسية المشتركة وأهداف المناخ وإطار العمل التنظيمي المشترك من خلال المنطقة الاقتصادية الأوروبية، فضلًا عن حوار مستمر بشأن سياسة الطاقة.
وشدد الطرفان -في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- على أن النرويج هي أكبر منتج للنفط والغاز في أوروبا، مع إنتاج يُسهم بصفة كبيرة في أمن الطاقة الأوروبي، من خلال توفير ما يقرب من ربع استهلاك دول الاتحاد الأوروبي من الغاز.
كما أشارا إلى أهمية سوق الطاقة الأوروبية بوصفها سوق التصدير الرئيسة لقطاع النفط والغاز النرويجي، والإمكانات المستقبلية للتعاون في مجال الطاقة المتجددة البحرية والهيدروجين، والتقاط الكربون وتخزينه.
وتابعا أنهما يعملان على تأمين إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي بأسعار معقولة في السياق الجيوسياسي الحالي، وللتخلص التدريجي من الاعتماد على الغاز الروسي، ما دفعها إلى إنشاء منصة الاتحاد الأوروبي للطاقة في 7 أبريل/نيسان 2022.
النرويج.. موّرد آمن لأوروبا
أفاد البيان بأن الطرفين اتفقا على أن أهمية إنتاج النفط والغاز في النرويج لأمن الطاقة الأوروبي قد ازدادت بعد الحرب الروسية الأوكرانية. وأكدت المفوضية الأوروبية أن الشركات المنتجة للنفط والغاز في النرويج تنتج الغاز حاليًا بطاقة عالية جدًا.
وبالنظر إلى مستويات الإنتاج المرتفعة التي شوهدت في النرويج في الأشهر الأولى من العام، هناك إمكانية قوية لزيادة المبيعات إلى أوروبا في عام 2022؛ ما يجلب ما يقرب من 100 تيراواط/ساعة من الطاقة الإضافية إلى السوق الأوروبية، بحسب البيان. كما سلطت المفوضية الضوء على موثوقية النرويج بوصفها موّردًا آمنًا للنفط والغاز إلى أوروبا على مدار الأعوام الـ50 الماضية من الحقول في جميع أنحاء الجرف القاري النرويجي.
إنتاج النفط والغاز النرويجيين
اعترف الجانبان بأن النرويج لديها موارد كبيرة متبقية من النفط والغاز، ويمكنها الاستمرار في كونها موردًا كبيرًا لأوروبا أيضًا على المدى الطويل بعد عام 2030، من خلال الاستكشاف المستمر والاكتشافات الجديدة والتطورات الميدانية.
ويدعم الاتحاد الأوروبي الاستكشاف والاستثمارات النرويجية المستمرة لجلب النفط والغاز في السوق الأوروبية. كما أشار البيان إلى أن متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان من إنتاج النفط والغاز النرويجي منخفض في السياق العالمي، وهو أقل من نصف المتوسط العالمي. وأكد أن النرويج والاتحاد الأوروبي ملتزمان باتفاق باريس والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والعمل معًا لضمان انتقال الطاقة النظيفة مع وصول موثوق إلى الطاقة.