السيارات الكهربائية تنعش السياحة في تنزانيا

أسهمت السيارات الكهربائية في تحريك المياه الراكدة بسوق السياحة التنزانية، مع تفضيل السائحين استخدامها في زيارة المنتزهات الوطنية في أروشا والمنطقة السياحية الشمالية، إذ تمتاز مركبات البطاريات بالهدوء، ولا يصدر عنها أيّ انبعاثات كربونية. وتقع مدينة أروشا الغنية بالمظاهر الطبيعية والمليئة بالمنتزهات الوطنية في شمال تنزانيا، وتجذب أكثر من مليون سائح سنويًا، بحسب معلومات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

كانت معظم السيارات الكهربائية في الدولة الواقعة بشرق أفريقيا، تعمل بالوقود الأحفوري، قبل أن تتمّ كهربتها، وفقًا لموقع ذا سيتيزن المحلي. ويسهم قطاع النقل العالمي بنحو 22% من إجمالي الانبعاثات الكربونية، وفقًا لوكالة البيئة الأوروبية، وتشير الدراسات إلى أن تلوث الهواء يتسبّب في أكثر من 3.2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا في جميع أنحاء العالم.

السيارات الكهربائية في تنزانيا
قال مدير العمليات في شركة إي موشن أفريكا ليمتيد، غيلبرب مينجا، إن شركته تستطيع، بالتعاون مع 4 من شركائها، تحويل مركبات الوقود الأحفوري إلى سيارات كهربائية 100%. وأضاف مينجا: “يمكن أن تكون السيارات الكهربائية هي مستقبل السياحة القادم، كونها آمنة على البيئة، ولا تُصدر أيّ انبعاثات كربونية ملوثة، ومع ارتفاع أسعار الوقود يمكن أن تكون هذه المركبات وسيلة بديلة للتنقل النظيف في مناطق الحياة البرية والمنتزهات الوطنية”.

وأسهمت الحرب الروسية على أوكرانيا -التي اندلعت شرارتها الأولى في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)- باشتعال أسعار الديزل والبنزين في أغلب دول العالم، مع نقص الإمدادات الروسية من النفط والغاز. ويمكن إعادة شحن السيارات الكهربائية بوساطة أجهزة الشحن المحمولة (أحادية وثلاثية المراحل)، والشواحن الثابتة، والشواحن فائقة السرعة ثلاثية المراحل، بحسب مينجا.

وقال مدير العمليات في شركة إي موشن أفريكا ليمتيد، إن شحن سيارة واحدة يستغرق ما بين 6 و10 ساعات، حسب قدرة الإمداد بالكهرباء (3 مراحل أو مرحلة واحدة) ونوع الشاحن. وأضاف أنه: “عند الشحن بالكامل، يمكن أن تسير السيارة الكهربائية لمسافة تتراوح بين 120 و250 كيلومترًا، حسب الطريق”.

وعلى الرغم من أن البطارية الكهربائية لا تُنتج أيّ ملوثات في الغلاف الجوي خلال التشغيل، فإن هناك انبعاثات مُدرَجة في مراحل أخرى من دورة حياتها، خلال التعدين والتصنيع والنقل وبناء معدّات التوليد. وتوقّع تقرير أصدرته شركة “ريكاردو” الهندسية أنه، بحلول عام 2030، يمكن أن تحقق السيارات الكهربائية -خلال دورة حياتها- انخفاضًا أكبر في الانبعاثات بنسبة 76%، مقارنة بالسيارات التقليدية.

أول سيارة كهربائية محلية الصنع في تنزانيا
حثّ مدير العمليات في شركة إي موشن أفريكا ليمتيد، غيلبرت مينجا، أصحابَ المصلحة، بما في ذلك شركة الكهرباء التنزانية “تانيسكو”، على بناء نقاط شحن للسيارات الكهربائية في المنتزهات الوطنية.

وقال: “إن السيارات الكهربائية لا تُصدر ضوضاء؛ مما يجعل السائح يتحرك في الحياة البرية بهدوء، دون إزعاج الحيوانات أو تخويفها، مما يمنح السائحين تفاعلًا أقرب مع الحيوانات البرية، دون أن يشعروا بالحاجة إلى الدفاع عن أنفسهم من هجوم”. وقال رئيس اتحاد السياحة في تنزانيا وجمعية وكلاء السفر التنزانية، مصطفى خطاو، إن السيارات الكهربائية أسهمت في إنعاش قطاع السياحة في البلاد.

وأضاف: “هذه مبادرة جيدة جدًا للسياحة البيئية والاستدامة تجاه تغير المناخ، يقدّر السائحون الابتكار في هذا المجال”. وفي 3 أبريل/نيسان من العام الجاري (2022)، كشف رسام الكاريكاتير التنزاني، مسعود كيبانيا، رسميًا عن أول سيارة كهربائية محلية الصنع في البلاد.

وقال كيبانيا -المعروف برسومه الكرتونية الساخرة-، إن السيارة الكهربائية هي فكرته الإبداعية الخاصة التي استغرق إكمالها 11 شهرًا، وتحمل السيارة الصديقة للبيئة اسم “كايبي موتور”، وتتطلب 6 ساعات من الشحن. وتستهدف الدولة الواقعة في شرق أفريقيا خفضَ الانبعاثات الكربونية بنسبة 30% إلى 35% بحلول عام 2030، عبر تقليص الاعتماد على الديزل والفحم في توليد الكهرباء، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.