تعدّ أستراليا الغربية من الولايات الرائدة في قطاع الطاقة الشمسية على الأسطح، وتطمح لاستبدال الطاقة المتجددة بمحطات الفحم خلال السنوات المقبلة. وتخطط الولاية لاستثمار أكثر من 3.8 مليار دولار في مشروعات خضراء جديدة قبل نهاية العقد؛ لمساعدتها في تسريع إغلاق آخر محطتين كهرباء تعملان بالفحم.
ومع بداية فصل الربيع الأسترالي في 1 سبتمبر/أيلول (2022)، استطاعت الطاقة الشمسية على الأسطح توفير 72% من الطلب لشبكة أستراليا الغربية -أكبر شبكة معزولة في العالم-، حسب موقع رنيو إكونمي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وفّرت 71% من الطلب خلال يوم السبت 10 سبتمبر/أيلول (2022)، و72% يوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
موسم الربيع
يعدّ فصل الربيع الأسترالي موسمًا لتحقيق الطاقة المتجددة أرقامًا قياسية، لا سيما الطاقة الشمسية، مع وجود ما يكفي من ضوء الشمس الساطع وانخفاض الطلب -نسبيًا-، فدرجات الحرارة المعتدلة لا تشجع المواطنين على استخدام تكييف الهواء، وعادةً ما يكون الطلب في عطلات نهاية الأسبوع أقلّ من أيام الأسبوع.
ويبدو أن الأرقام القياسية الجديدة قد تفوقت على الأرقام السابقة في 10 سبتمبر/أيلول (2021)، عند 69%. ووفقًا لبيانات مشغّل سوق الطاقة الأسترالية (إيه إي إم أو)، حقق الحد الأدنى للطلب التشغيلي بولاية أستراليا الغربية رقمًا قياسيًا مرتين في نهاية هذا الأسبوع، خلال يوم السبت 10 سبتمبر/أيلول (2022) عند 759 ميغاواط، ثم يوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول (2022) عند 742 ميغاواط.
وكشفت البيانات أن 70% من احتياجات الكهرباء في الولاية توفرها الطاقة الشمسية على الأسطح. كما أوضحت البيانات أن حصة الطاقة الشمسية على نطاق واسع كانت عند مستوى صفر، رغم أن بيانات أخرى تُظهر أن أكبر محطة للطاقة الشمسية في الولاية كانت تولّد الكهرباء في ذلك الوقت.
التحدي الأكبر
تمثّل إدارة الطاقة الشمسية على الأسطح التحدي الأكبر لمشغّل السوق ومورّدي الشبكات والسلطات الحكومية. ويرجع ذلك إلى أن ولاية أستراليا الغربية غير متصلة بولاية أخرى، ولا تحوي الشبكة الرئيسة نظامًا للتخزين على نطاق المرافق، مع أنها بدأت العمل في تطوير أول بطارية ضخمة بمدينة كونانا.
ويعدّ برنامج “بروجكت سيمفوني” من المشروعات الرائدة في أستراليا الغربية، فهو مصمم لتحقيق أقصى استفادة من الطاقة الشمسية والبطاريات والأجهزة المنزلية. وتبلغ قيمة المشروع 35.5 مليون دولار أميركي، وسيختبر البرنامج التجريبي قدرة موارد الطاقة الموزّعة على المشاركة في أسواق الطاقة ومحطات الكهرباء التقليدية لمدة عامين.
تقدم غير مسبوق
خلال السنوات الأخيرة، شهد قطاع الطاقة في ولاية أستراليا الغربية تغيرًا غير مسبوق، مع احتضان الأسر تقنيات الطاقة المتجددة، إذ يقوم قرابة 3 آلاف منزل بتركيب الطاقة الشمسية على الأسطح شهريًا. وتُظهر البيانات الحكومية أنه في عام 2021 أضافت الأسر في الولاية 191 ميغاواط من قدرة التوليد على أسطح المنازل، ورفع ذلك إجمالي قدرة الطاقة الشمسية السكنية في الشبكة الرئيسة للولاية إلى أكثر من 1.35 غيغاواط.
ويعني ذلك أن الطاقة الشمسية على الأسطح هي أكبر مولد تراكمي في الولاية، إذ تفوق قدرة محطة موجا العاملة بالفحم بقدرة 854 ميغاواط، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة بالولاية بيل جونستون، إنه رغم كون التقنيات الجديدة توفر فرصة الحصول على كهرباء منخفضة التكاليف والانبعاثات للمواطنين، فإن عدم استقرار هذه المصادر يمثّل تحديًا للحفاظ على الموثوقية.
وأضاف أن الطاقة الشمسية على الأسطح زادت عن 600% خلال السنوات الـ10 الماضية، ومن المتوقع أن تصل نسبة المنازل المعتمدة على الألواح الشمسية في الولاية إلى 50% بحلول عام 2030. وأوضح أن الحكومة أقرّت مجموعة من السياسات والمبادرات لضمان استمرار الاستفادة من الطاقة الشمسية على الأسطح في المنازل وتجنّب انقطاع التيار الكهربائي.
إغلاق محطات الفحم
على صعيد آخر، قدّمت حكومة ولاية أستراليا الغربية موعدًا لإغلاق آخر محطات الفحم المملوكة للدولة، وتعهدت بإنفاق 4 مليارات دولار على مصادر الطاقة المتجددة والتخزين وتحديث الشبكات. ووفقًا للتقارير المحلية، ستغلق الولاية المحطات المتبقية العاملة بالفحم بحلول عام 2030.
وقالت، إنها ستغلق محطة كولي بحلول عام 2027، وستبدأ إغلاق الوحدات في محطة موجا تدريجيًا، واستبدال مشروعات جديدة في الطاقة المتجددة بهما. ويرى رئيس وزراء الولاية مارك ماكغوان أن فواتير المستهلكين سترتفع إذا لم تتجه الولاية إلى مصادر الطاقة المتجددة.