ودعت الطاقة النووية في إسبانيا محطة “زوريتا” بطاقة 142 ميغاواط، والتي كانت تلبي ما يصل إلى 75% من الطلب على الكهرباء بإحدى مدن الدولة الواقعة جنوب غرب أوروبا، وذلك بإشراف من الشركة الوطنية لإدارة النفايات المشعة “إنريسا”.
وبدأ التمهيد لمرحلة التفكيك منذ عام 2006 واستمر حتى عام 2009، تولت بعدها شركة إنريسا مهمة التعامل مع أجزاء المحطة كافة وأسندت إلى شركة أميركية تفكيك جانب من الأجزاء الداخلية، بحسب ما نشرته صحيفة وورلد نيوكلير نيوز (World Nuclear News) اليوم الإثنين 27 يونيو/حزيران.
تأتي تلك الجهود استعدادًا لإعلان محطة الطاقة النووية في إسبانيا “زوريتا” منطقة خالية من الإشعاعات عقب استكمال إجراءات التطهير والتنظيف، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
خطوات التفكيك
تقع محطة “زوريتا” بمدينة غوادالاجارا، وبدأ تشغيلها عام 1968، ورغم صغر طاقتها -البالغة 142 ميغاواط- مقارنة بمقاييس ومواصفات المحطات الحالية، إلا أنها كانت تسهم في تلبية الطلب على الكهرباء بالمدينة بنسبة تصل إلى 75%. وباعتبارها المُشغل، تولت شركة الكهرباء والغاز “يونيون فينوسا” مهمة الانتهاء من إجراءات ما قبل التفكيك، بين عامي 2006 لدى توقف محطة الطاقة النووية في أسبانيا وعام 2009. وتضمنت إجراءات مرحلة ما قبل التفكيك، التحكم وإدارة الوقود المستخدم، والتعامل مع نفايات عمليات التشغيل.
وعقب إتمام أنشطة ما قبل التفكيك عام 2009، نُقلت ملكية محطة الطاقة النووية في إسبانيا إلى “إنريسا” في 11 فبراير/شباط عام 2010 بموجب قرار من السلطات الوزارية لمتابعة أعمال وقف تشغيلها نهائيًا. وخلال عام 2010 وعام 2013، تولت شركة ويستنغهاوس إلكتريك الأميركية -التي وردت المفاعل- تفكيك الأجزاء الداخلية للمفاعل ومرافق الضغط، عقب فوزها بعقد من إنريسا.
المرحلة الأخيرة.. والنفايات المشعة
دخلت أولى محطات الطاقة النووية في إسبانيا المراحل النهائية لعملية التفكيك والتقاعد، بعدما أعلنت إنريسا أنها عكفت خلال الشهرين الماضيين على إحالة المبنى المجاور لهيكل المفاعل -والمعني بعوامل المساعدة والأمان لعملية التشغيل- إلى التقاعد. وكشفت إنريسا أن إزالة المبنى تُشير إلى أن أولى محطات الطاقة النووية في إسبانيا “زوريتا” في طريقها للخضوع لمراحل الرقابة الإشعاعية وهي المراحل النهائية لوقف تشغيل المحطة تمامًا.
وأكدت إنريسا، التعامل مع النفايات المشعة للمبنى، وكذلك أجزاء المحطة النشطة ومن ضمنها المفاعل المائي المضغوط. ويتبقى لإتمام مراحل الإغلاق النهائية وإعادة موقع أولى محطات الطاقة النووية في إسبانيا إلى صورته الأولى، مواصلة خطة الترميم التي أقرها مجلس الأمان النووي مؤخرًا.
ويتعين على إنرسيا التيقن من خلو موقع محطة زوريتا من أية أنشطة إشعاعية، وإجراء عمليات التنظيف اللازمة. وتواصل دول عدة إغلاق محطاتها النووية، إما لبلوغها عمر التشغيل الافتراضي أو تنفيذًا لخطط والتزامات مناخية تعهدت بها.
غير أن المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- حاولت مطلع العام الجاري (2022) إدراج الغاز والطاقة النووية ضمن الوثيقة الخضراء للاستثمارات صديقة البيئة، وهي محاولة يُتوقع تجددها لا سيما وأن غالبية الدول تشهد أزمة طاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.