تصدّرت مشروعات الهيدروجين والطاقة والبتروكيماويات استثمارات بقيمة 30 مليار دولار وقّعتها الرياض وسول، على هامش زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى كوريا الجنوبية. ووصل الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية، مساء أمس الأربعاء، وأجرى في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني، جلسة مباحثات مع الرئيس الكوري يون سيوك يول، ورئيس الوزراء هان دوك سو، والتقى عددًا من رجال الأعمال والمسؤولين في العاصمة سول.
تعزيز التعاون
قال ولي العهد السعودي، خلال جلسة المباحثات مع الرئيس الكوري، إن الزيارة تأتي تزامنًا مع مرور 60 عامًا على إنشاء العلاقات بين المملكة وكوريا؛ بما يؤكد رغبة بلدينا في الاستمرار في ترسيخ أسس العلاقة التاريخية والعمل على استكمال الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات. وشدد على سعي بلاده، بالتعاون مع كوريا، إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين ويؤثر في أمن الطاقة وسلامة سلاسل الإمداد. وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا، خلال العقود الـ6 الماضية، معربًا عن تطلع المملكة إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتأكيد على أهمية الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة والمتاحة للتعاون بين البلدين. من جانبه، أعرب رئيس كوريا عن تطلع بلاده إلى توسيع وتطوير التعاون الثنائي والاستثمار في مجالات النمو الجديدة والمشروعات الضخمة مثل نيوم والصناعات الدفاعية والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين والثقافة والسياحة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
استثمارات ضخمة
وقّعت السعودية اتفاقيات استثمار بقيمة 30 مليار دولار مع شركات كورية جنوبية، في عدد من المجالات؛ في مقدمتها الهيدروجين والطاقة وصناعة الدفاع ومشروعات البناء، على هامش زيارة ولي العهد السعودي. وقال وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبدالعزيز الفالح، إن الصفقات الموقّعة، اليوم الخميس، بلغت قيمتها 30 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وأعلنت وزارة الصناعة في كوريا الجنوبية أن عددًا من الشركات، بما في ذلك سامسونغ وبوسكو هولدينغ، وقّعت أكثر من 20 اتفاقية مع نظيراتها السعودية في مجالات مثل التعاون في مجال الطاقة والسكك الحديدية والمواد الكيميائية والأدوية والألعاب.
مشروع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا
من بين الاتفاقيات، وقّعت شركة كوريا إلكتريك باور “كيبكو” و4 شركات كورية أخرى مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا في المملكة. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع نحو 6.5 مليار دولار، وسيبدأ بناء المصنع في عام 2025 حتى عام 2029، وينتج المصنع 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية. وتتكون الشركات الـ5 من مؤسسة كوريا للطاقة الكهربائية “كيبكو” ومؤسسة كوريا للطاقة الجنوبية والمؤسسة الكورية للنفط وشركة بوسكو لصناعة الصلب وشركة سامسونغ سي آند تي. ويشمل هذا المشروع بناء المصنع وتشغيله لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا لمدة 20 سنة، والذي تبلغ مساحته 396 ألف متر مربع في مدينة ينبع السعودية على ساحل البحر الأحمر. كشفت وزارة الصناعة الكورية عن أن اتفاقية أخرى هي مذكرة تفاهم هيونداي روتيم مع المملكة العربية السعودية للتعاون في مشروع سكة حديد للمنطقة الاقتصادية ومدينة نيوم التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار. وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي، لي تشانغ يانغ: “ستدعم الحكومة الكورية الجنوبية بنشاط التنفيذ الناجح للمشروعات التعاونية التي تطبق الهندسة المعمارية الكورية الحديثة في مدينة نيوم”.
أكبر مشروع بتروكيماويات
من جهة أخرى أعلنت شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أضخمَ استثمار لها في البتروكيماويات في كوريا الجنوبية. وتخطط عملاق النفط السعودي لاستثمار 7 مليارات دولار في مصنع أولسان التابع لشركة إس أويل الكورية التي تستحوذ على غالبية أسهمها لإنتاج المزيد من المنتجات البتروكيماوية عالية القيمة. يهدف المشروع، الذي يُعرف باسم شاهين وتبلغ قيمته 26 مليار ريال (7 مليارات دولار)، لاستخدام تقنية مبتكرة لأول مرة لتحويل النفط الخام إلى مواد أولية للبتروكيماويات، وسيمثّل ذلك أول تسويق لتقنية تحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري من أرامكو السعودية ولوموس تكنولوجيز؛ ما يزيد من إنتاج البتروكيماويات ويقلل تكاليف التشغيل. ويقع المشروع الجديد في الموقع الحالي لمجمع (إس أويل) في أولسان، ومن المقرر أن تكون للمشروع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 3.2 مليون طن من البتروكيماويات سنويًا. كما سيشمل المشروع منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في عام 2023 ويكتمل بحلول عام 2026.