حظر النفط الروسي ينعش الطلب على ناقلات الديزل لأعلى مستوى في 30 عامًا

تعتزم أوروبا حظر النفط الروسي المنقول بحرًا، بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وهو القرار الذي ستكون له تداعيات إيجابية على ناقلات الديزل والبنزين خلال العام المقبل (2023). وتستعد ناقلات النفط، التي تنقل أنواعًا من الوقود مثل البنزين والديزل، لأكبر زيادة في الطلب خلال 3 عقود، العام المقبل (2023)، مع توقف تدفقات النفط من روسيا؛ ما يعزّز المسافات التي يتعيّن على السفن الإبحار فيها، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة. ويُنتَج الديزل عن طريق تسخين النفط الخام إلى درجات حرارة تتراوح بين 200 و350 درجة مئوية، وهو أثقل من البنزين وأكثر لزوجة وأقلّ تبخرًا، إلّا أنه يحتوي على طاقة أكبر؛ لذلك يُستخدم في الشاحنات والقوارب والمعدّات الكبيرة.

ناقلات الديزل والبنزين
من المتوقع أن يرتفع مقياس صناعة الشحن الذي يُراقب من كثب، والمعروف باسم ميل/طن -حجم الحمولة المنقولة مضروبًا في المسافة التي تبحر بها- بنسبة 9.5% بحلول عام 2023، وفقًا لتقديرات خدمة أبحاث كلاركسون التي نقلتها بلومبرغ. وستكون هذه أكبر زيادة سنوية للناقلات التي تنقل الوقود المكرر منذ عام 1993، وفقًا لبيانات من وحدة الأبحاث لأكبر سمسار سفن في العالم. وفرضت الدول الغربية حزمة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي، منذ أن شنّت موسكو هجومًا عسكريًا على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022). ومع بدء سريان العقوبات على منتجات النفط الروسية بدءًا من فبراير/شباط (2023)، يبدو أن تغيير المسار العالمي لتدفقات شحنات الديزل والبنزين أمر حتمي لا مفر منه، مما يزيد من المسافات التي تقطعها السفن. ومع دخول قرار حظر النفط الروسي حيز التنفيذ، سيتعيّن على أوروبا توفير إمدادات بديلة من أماكن بعيدة، كما سيحتاج النفط الروسي -الذي يشكّل 11% من الإمدادات العالمية- إلى إيجاد منافذ جديدة. وقال المحلل في كبلر شوفروكس: “يمكن أن تزيد المسافات 5 أو 6 أضعاف، هذا يعني أنك ستحتاج إلى المزيد من السفن لنقل الكميات نفسها التي استوردتها سابقًا، وسيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على ناقلات المنتجات النفطية”. وعند دمجها مع تدفقات النفط الخام، من المتوقع أن ترتفع الأميال/الطن بأكبر قدر منذ عام 2014، بزيادة 6.4% خلال العام المقبل (2023). وتُعَدّ ناقلات النفط عنصرًا حيويًا في عملية تصدير النفط الخام بصورة سلسة وطبيعية.

أرباح ناقلات النفط
تُظهر بيانات كلاركسون، أن أسعار استئجار ما يُسمّى الناقلات متوسطة المدى التي تحمل الوقود المكرر لمدة عام واحد هي الأعلى منذ عام 2008، وتقترب أرباح ناقلات النفط الخام من أعلى مستوياتها منذ مايو/أيار 2020. وتوقع مالك الناقلة “أردمور شيبينغ” ومشغلها، أنتوني جورني، زيادة الطلب على ناقلة المنتجات النفطية بنسبة 7 إلى 8% بسبب الحظر النفطي الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على منتجات الوقود الروسية. وقال جورني، إن حظر النفط الروسي يعزّز الطلب في سوق تعاني ضيق الإمدادات، الذي من المتوقع أن يستمر حتى عام 2023، حتى تتغير الظروف الجيوسياسية، بحسب موقع إس بي غلوبال. ومع ذلك، من المتوقع أن ينخفض إجمالي الطلب على المنتجات المكررة في الربع الرابع في أوروبا إلى ما دون مستويات المدة نفسها من عام 2019؛ بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة؛ ما يجبر الأسر على خفض الإنفاق في فصل الشتاء، وفقًا لتوقعات سوق النفط. وتحتاج أوروبا إلى استبدال مليون برميل يوميًا من واردات المنتجات المكررة من روسيا، خاصة النافثا والديزل، قبل 5 فبراير/شباط من العام المقبل (2023). وستحتاج أوروبا إلى استيراد المنتجات النفطية، خاصة الديزل، من مناطق مثل الولايات المتحدة والشرق الأوسط والهند ودول آسيوية أخرى، مع دخول قرار حظر النفط الروسي حيز التنفيذ. واشترى الاتحاد الأوروبي نحو 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، و1.2 مليون برميل يوميًا من المنتجات المكررة من روسيا في عام 2021.