أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن بلاده تدعم تمديد اتفاق أوبك+، في الوقت الذي تترقب فيه أسواق النفط العالمية قرارات التحالف في اجتماعه المقبل. وصرّح نوفاك بأن شركات النفط الروسية تدعم التمديد، وذلك تعليقًا على مستقبل اتفاق أوبك+ بين كبار منتجي النفط العالميين، الذي أُبرم في 2016 وينتهي في العام الجاري (2022)، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وقال إن “التعاون، الذي اتُّفق عليه في عام 2016، أظهر فاعليته في مختلف المواقف.. لقد نجحنا في تجاوز الأزمة خلال الجائحة في عام 2020، لذا فإن وجهة نظري هي أننا بحاجة إلى مواصلة هذا التعاون”. وأضاف: “لقد ناقشنا هذا الأمر مع شركاتنا النفطية، وهي تدعمه أيضًا”، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إمكانات أوبك+ لمواجهة التحديات
كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد تحدث عن احتمال خفض إنتاج النفط، من بين عدة إمكانات يمتلكها تحالف أوبك+، للتعامل مع التحديات التي تشهدها الأسواق العالمية. وأوضح الوزير السعودي أن التحالف يُعَدّ أكثر مرونة، ويملك وسائل -ضمن إطار آليات إعلان التعاون- تجعله قادرًا على التعامل مع التحديات كافة، وتتضمّن هذه الآليات خفض الإنتاج في أيّ وقت، وبطرق مختلفة، وهو ما أثبته مرارًا خلال عامي 2020 و2021.
وشدد -في تصريحاته لوكالة بلومبرغ نقلتها وكالة الأنباء السعودية “واس”- على أن تذبذب أسواق النفط وضعف السيولة يتركان إشارات خاطئة للأسواق، في توقيت تشتد فيه الحاجة إلى الوضوح. وقال: “حاليًا لا نحتاج إلى النظر بعيدًا لنرى الدليل، فالسوق الآجلة والفورية صارتا منفصلتين، وتعاني الأسواق حالة انفصام، وهذا الوضع -دون شك- يخلق سوقًا تعاني التذبذب بين الارتفاع والانخفاض، ويرسل رسائل خاطئة، في ظل الحاجة إلى مزيد من الوضوح والشفافية”.
ارتفاع إنتاج النفط الروسي
في سياق آخر، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن إنتاج النفط الروسي قد يرتفع في العام الجاري (2022)، على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة بسبب الحرب في أوكرانيا. وصرّح بأن إنتاج النفط والمكثفات من المتوقع أن يتراوح بين 520 مليون طن و525 مليون طن في 2022، بعد أن بلغ 524 مليون طن في 2021، وفق ما نقلته رويترز.
وقال نوفاك للصحفيين: “نحن ننتج بالضبط بقدر ما لدينا القدرة على الإنتاج والبيع.. لدينا زيادة طفيفة، الوضع يتحسّن كما ترون.. إذا استمر الوضع في الاستقرار، وإذا وجدت شركاتنا أسواقًا (جديدة) بثقة، أعتقد أن الإنتاج سيرتفع أيضًا”.
وكان إنتاج النفط والمكثفات قد انخفض بنسبة 11.5% في أبريل/نيسان إلى ما يزيد قليلًا على 10 ملايين برميل يوميًا، إلا أنه انتعش منذ ذلك الحين، إذ ارتفع الإنتاج في يوليو/تموز إلى 10.76 مليون برميل يوميًا. ويوضح الرسم البياني التالي إنتاج روسيا من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية منذ عام 1985 حتى عام 2022، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
روسيا مستعدة للحظر الأوروبي
لا تزال روسيا تواجه المزيد من التحديات في أسواق النفط، بما في ذلك خطط للحد من أسعار نفطها. وسيتوقف الاتحاد الأوروبي -أيضًا- عن شراء النفط الروسي المنقول بحرًا، بدءًا من أوائل ديسمبر/كانون الأول، وسيحظر جميع المنتجات المكررة الروسية بعد شهرين في إطار العقوبات المفروضة على موسكو.
وفي هذا الصدد، أكد نوفاك أن الشركات الروسية مستعدة للحظر النفطي، كما انتقد خطط الاقتصادات العالمية الرائدة للحد من أسعار النفط الروسي. وقال: “في رأيي هذا سخيف تمامًا. وهذا تدخل في آليات السوق لصناعة مهمة مثل النفط”.