هبط سهم يونبير الألمانية بأكثر من 30% خلال تعاملات اليوم الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول (2022)، بعد إعلان الحكومة الألمانية تأمين الشركة. وتحركت ألمانيا لتأميم شركة يونيبر بحزمة قيمتها 8 مليارات يورو (7.9 مليار دولار)، لتضاف إلى المليارات التي أنفقتها في إنقاذ مستورد الغاز المتعثر، في الوقت الذي تحاول فيه برلين تأمين طاقة كافية لأكبر اقتصاد في أوروبا. وبحلول الساعة 12:30 مساءً بتوقيت غرينتش (03:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، تراجع سهم يونيبر الألمانية، أكبر مستورد للغاز الروسي، نحو 30:36% مسجلًا نحو 2.91 يورو (2.88 دولارًا).
تأميم شركات الطاقة
يعدّ تأميم أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا الخطوة الثانية خلال أسبوع من قبل حكومة برلين للسيطرة على أعمال الطاقة، وهي جزء من استجابة أوروبية أوسع لأزمة الشتاء، بما في ذلك استحواذ فرنسا على شركة إي دي إف. سيطرت ألمانيا الأسبوع الماضي أيضًا على مصفاة نفط مملوكة لروسيا، توفر 90% من الوقود للعاصمة برلين، ووضعت وحدة روسنفط تحت وصاية منظم الصناعة، وتولت السيطرة على مصفاة شويدت.
استنفدت شركة يونيبر سيولة شراء إمدادات بديلة، بعد أن قطعت موسكو تدفقات الغاز إلى ألمانيا، مما أدى إلى حزمة إنقاذ حكومية بقيمة 15 مليار يورو (14.87 مليار دولار) في يوليو/تموز. ولكن كما هي الحال مع شركات الطاقة الأوروبية الأخرى التي فشلت في التعامل مع أسعار الغاز المرتفعة، سرعان ما أصبح واضحًا أن خطة الإنقاذ لم تكن كافية لتغطية خسائر الشركة الألمانية المتزايدة.
تفاصيل صفقة التأميم
من المقرر أن تستحوذ ألمانيا على حصة 98.5% من أسهم يونيبر، عن طريق توفير رأس مال بقيمة 8 مليارات يورو، وشراء أسهم شركة الطاقة الفنلندية “فورتوم” مقابل 500 مليون يورو (495.69 مليون دولار)، ما يعادل 1.70 يورو (1.69 دولارًا) للسهم. في المقابل، صعد سهم فورتوم الفنلندية بعد الصفقة الألمانية بنحو 10.62%، مسجلًا 13.38 يورو (13.26 دولارًا)، بحلول الساعة 12:30 مساءً بتوقيت غرينتش.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: “ستفعل الدولة -هذا ما نعرضه الآن- كل ما في وسعها للحفاظ على استقرار الشركات في السوق دائمًا”، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وقالت برلين، إنها ستراجع طلبًا مقدمًا في وقت سابق من هذا الشهر من شركة في إن جي، وهي إحدى أكبر مستوردي الغاز الطبيعي الروسي في ألمانيا، والتي طلبت من الحكومة المساعدة للبقاء واقفة على قدميها. أضاف هابيك أن برلين ستفرض ضريبة غاز على المستهلكين، كما هو مخطط لها من بداية أكتوبر/تشرين الأول، بهدف مساعدة المستوردين في التكاليف الإضافية لاستبدال الغاز الروسي.
الغاز الروسي
أوقفت شركة غازبروم الروسية، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أجل غير مسمى تدفقات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1″، ما أدى إلى تفاقم معاناة الشركة، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة يونيبر، كلاوس ديتر ماوباتش. وأعلنت شركة فوتوم أنه منذ الاتفاق على حزمة الاستقرار الخاصة بشركة يونيبر في يوليو/تموز الماضي، تدهور وضع الشركة بشكل سريع وملحوظ، ولذلك اتُّفِق على إجراءات جديدة لحلّ الوضع.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة المرافق الفنلندية، ماركوس راورامو، إنه في ظل الظروف الحالية بأسواق الطاقة الأوروبية، وإدراكًا لخطورة وضع يونيبر، فإن سحب الاستثمارات هو الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها. يشار إلى أن حكومة ألمانيا كانت تمتلك حصة 30% في شركة الطاقة المتعثرة، والتي استحوذت عليها بموجب صفقة التأميم.