وجدت شركة تسويق النفط العراقي “سومو” بالسوق الأوروبية المتعطشة إلى الوقود، في ظل التشديد على الإمدادات الروسية، منفذًا جديدًا لزيادة الصادرات. وتسعى سومو إلى زيادة الصادرات نحو القارّة العجوز، مع تحوّل عدد من المشترين الرئيسيين للنفط العراقي في الهند والصين إلى الخامات الروسية الأرخص ثمنًا في أعقاب غزو أوكرانيا، وإحجام العديد من الدول الأوروبية على شراء النفط الروسي.
وقال مدير الشركة، علاء خضر الياسري، إن سومو تبحث بصورة مستمرة عن الفرص المتاحة لتسويق النفط العراقي، ومفاتحة الشركات الأوروبية التي لا تمتلك تعاقدات معها. وأشار إلى تلقّي سومو مؤخرًا عددًا من الردود الإيجابية لبعض الشركات قد تُفضي إلى تعاقدات جديدة، وتؤدي إلى زيادة مبيعات الخامات العراقية في السوق الأوروبية.
شركة تسويق النفط العراقي
أضاف الياسري أن شركة سومو لديها عقود لتجهيز النفط مع شركات أوروبية بكمية كلّية تصل لنحو 600 ألف برميل يوميًا من نفط خام البصرة المتوسط والبصرة الثقيل ونفط خام كركوك.
وأوضح أن الشركات التي تعاقدت معها سومو تمتلك طاقات تصفية إجمالية تصل لنحو 60% من طاقات التصفية الكلّية في قارّة أوروبا. تأتي تحركات شركة سومو نحو السوق الأوروبية، في ظل المنافسة الشديدة التي يواجهها النفط العراقي من روسيا وساحل الخليج الأميركي، للاستحواذ على حصص في السوق الآسيوية، التي يبحث المشترون فيها على المزيد من البراميل ذات السعر المنخفض.
السوق الأوروبية
أشار الياسري إلى قدرة العراق على تغطية السوق الأوروبية، موضحًا أن الوضع الراهن في أوروبا يحتّم على الشركات إيجاد نفوط مناسبة غير خاضعة للعقوبات الدولية، إذ يعدّ نفط خام البصرة أحد تلك النفوط المناسبة.
وقال، إن المتوسط الحامضي لنفط البصرة بإمكانه أن يُغذّي المصافي الأوروبية، على الرغم من اختلاف بعض المواصفات النوعية عن النفوط المستهلكة في تلك المصافي حاليًا، والتي تشكّل إلى حدّ ما عائقًا أمام اعتماد المشترين الأوروبيين على النفط العراقي بشكل كامل. وأكد أنه من ناحية مستوى الطلب على النفط الخام في السوق الأوروبية، فقد بلغت الكميات الكلّية الواردة لهذا السوق من النفوط المتوسطة الحامضية نحو 2.5 مليون برميل يوميًا.
وأضاف: “في ظل التوترات السياسية التي تعصف بأوروبا التي قد تؤثّر في المعروض من النفط الخام، وقد يحصل عجز يصل إلى مليون برميل يوميًا من النفط الخام المتوسط الحامضي، وهو فرصة للنفوط العراقية بعيدًا عن السوق الآسيوية، كونها السوق الواعدة على المدى البعيد، والتي تحقق عائدًا أكبر للدولة العراقية، وتضمن استقرار الطلب على النفوط العراقية”.
قرارات أوبك+
لفت رئيس شركة سومو إلى التزام العراق بقرارات أوبك+، والتي تهدف دائمًا السعي إلى استقرار أسواق النفط العالمية وتوازن العرض والطلب. وأوضح أن أيّ كميات تُخَصَّص إلى سوق معينة تكون ضمن سقف الإنتاج المتفق عليه.
وأضاف أن شركة تسويق النفط العراقي تعتمد آلية للسعر الرسمي المعلن لجميع الأسواق في بيع كميات النفط، ويُحَدَّد السعر لكل سوق ولكل نوع من النفوط بصورة شهرية، وفقًا لمعطيات ومتغيرات أسواق النفط العالمية.