حذّرت شركة شيفرون من أن ارتفاع أسعار الوقود قد يؤثّر سلبًا في الدعم الشعبي لانتقال الطاقة، في ظل تهافت الدول على البحث عن مصادر بديلة لإمدادات النفط والغاز الروسية المنبوذة بسبب الهجوم على أوكرانيا، حسب رويترز.
ويشهد العالم طفرة غير مسبوقة في أسعار النفط، والتي تخطّت حاجز 130 دولارًا للبرميل في وقت سابق من العام الجاري، بدعم من التوترات الجيوسياسية في المنطقة وتراجع المعروض أمام الطلب.
وقال الرئيس التنفيذي لعملاق النفط والغاز الأميركية، مايكل ويرث، إن خطة أوروبا لمضاعفة استخدام الوقود المتجدد، بعد الارتفاعات القياسية في أسعار المحروقات، قد يكون لها تأثير سلبي قصير المدى، يتمثل في زيادة الأسعار، وإبطاء تحول الطاقة، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تعزيز مصادر الطاقة المتجددة
تؤمن المفوضية الأوروبية أن الحل الأفضل لتقليل الاعتماد على واردات الطاقة الروسية هو تعزيز مصادر الطاقة المتجددة من 40% إلى 45% من إجمالي إمدادات توليد الكهرباء، بحلول عام 2030.
وفي سبيل تقليل الطلب على الغاز بنحو 9 مليارات متر مكعب، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز سعة الطاقة الشمسية إلى 320 غيغاواط بحلول عام 2025، ثم 600 غيغاواط نهاية العقد. وأضاف ويرث: “إن هذه التأثيرات السلبية قد تؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي، الذي يعدّ ضروريًا لانتقال الطاقة، “هناك نوع من التناقض”.
وتعدّ أسعار الديزل والبنزين من أهم الموضوعات الانتخابية في دول مختلفة من العالم، بما في ذلك انتخابات الكونغرس الأميركي، والصراع الرئاسي في البرازيل، وكلاهما ينطلقان في وقت لاحق من هذا العام. وتتعرض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لضغوطات عديدة لخفض أسعار الوقود، قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، والمقرر إجراؤها خلال 5 أشهر من الآن.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، إن استمرار أسعار الديزل عند سعر 6 دولارات للغالون وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الذي يقترب من 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، يمكن أن يكون له تداعيات سلبية على صانعي السياسات في الولايات المتحدة الأميركية.
خفض انبعاثات الكربون
دعا ويرث إلى اتّباع سياسة تحفّز على خفض انبعاثات الكربون، بدلًا من تقييد إمدادات النفط والغاز، حتى تكون مصادر الوقود المتجدد مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قادرة على الإحلال محلّ الوقود الأحفوري التقليدي.
وارتفعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في الولايات المتحدة أكثر من 6%، من 296 مليون طن متري، إلى 4.9 مليار طن متري، مع تعافي النشاط الاقتصادي من تداعيات وباء كورونا، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. ودافع ويرث عن الحاجة إلى وجود آلية لتسعير الكربون في الولايات المتحدة مماثلة لتلك المحددة في أوروبا.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، قد توقّع في وقت سابق من الشهر الجاري، أن تظل أسعار النفط والوقود مرتفعة، لكنه حذّر من تقييد الصادرات لضمان الإمدادات الأميركية، بحسب رويترز.
وتوقّع رئيس ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في الولايات المتحدة، تراجعَ الإنتاج الروسي من الخام الأسود خلال الأشهر المقبلة، بدعم من العقوبات الغربية وحظر التأمين على السفن التي تحمل نفط موسكو.