اتجهت العديد من الصناديق السيادية في منطقة الشرق الأوسط، وفي المقدمة منها جهاز الاستثمار في سلطنة عمان، نحو مشروعات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، في ظل التحول العالمي لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
وفي هذا الإطار، أعلن جهاز الاستثمار العماني (الصندوق السيادي لسلطنة عمان) الاستثمار في شركة “جروب 14” الأميركية الرائدة في مواد بطاريات السيارات الكهربائية، والمتخصصة في تصنيع أنودات السيليكون المبتكرة التي تُستَعمَل بديلًا للغرافيت في بطاريات الليثيوم أيون.
يساند الشركة الأميركية مجموعةٌ من كبار المستثمرين الرائدين في مجال مواد البطاريات، مثل “إس كيه ماتيريال” و”بورشه”، وعدد من المستثمرين الماليين البارزين، إضافة إلى ارتباطها بـ 90% من شركات تصنيع البطاريات في العالم.
التقنيات الحديثة
ذكر جهاز الاستثمار العماني، في العدد الـ5 من نشرته الفصلية “إنجاز وإيجاز”، أن التقنية التي تعمل بها الشركة الأميركية تُسهم في تخفيض التكلفة وزيادة كثافة طاقة بطاريات السيارات الكهربائية. وأوضح أن استثماره يأتي متوافقًا مع حرص سلطنة عمان على الانضمام إلى سلسلة توريد الشركة الأميركية التي نجحت في استقطاب قاعدة قوية من العملاء.
وكشف رئيس جهاز الاستثمار العماني عبدالسلام بن محمد المرشدي عن الاستعداد لتفعيل بعض المشروعات الوطنية للشركات التابعة للجهاز. كان جهاز الاستثمار العماني قد أعلن مؤخرًا عن الاستثمار في شركة “كروسو” الأميركية لتقنيات الطاقة، في ظل مواصلة سلطنة عمان تنويع استثماراتها جغرافيًا وقطاعيًا، بما يعود بالنفع على الدولة، سواء من ناحية عائدات الاستثمار، أو جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ونقل التقنيات الحديثة والمتقدمة.
ويستهدف الاستثمار في شركة “كروسو” إلى توسيع عمليات الشركة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، أكثر المناطق المنتجة للنفط والغاز في العالم، وتحقيق أغراض بيئية عن طريق خفض التلوث الناتج عن انبعاثات الشعلة في حقوق النفط والغاز. وتعمل شركة كروسو على تقنية حديثة، تستهدف شركات وحقول النفط والغاز، إذ تنتج الشركة الطاقة عبر استهلاك الغازات المنبعثة من الشعلة، والتي تؤثّر في الاحتباس الحراري، الأمر الذي يقلّل من انبعاثات الغازات، بما يتكافأ مع خفض ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة 63%، ويشمل ذلك خفض غاز الميثانين بنسبة 98%.
بورصة مسقط
تطرَّق الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط هيثم بن سالم السالمي في نشرة “إنجاز وإيجاز” إلى المحاور التي تتضمنها إستراتيجية البورصة، المتمثلة في تنمية الاقتصاد الوطني وجاذبية البورصة وسهولة الدخول إليها والتركيز على التكنولوجيا المالية وتطور البنية الأساسية وتأكيد الأساس التجاري الذي يجب على البورصة العمل في إطاره. وأكد أن البورصة قطعت خلال المدة الماضية خطوات مهمة لتحقيق الأهداف التي من شأنها تعزيز ثقة المستثمرين فيها.
وأضاف أن البورصة قامت بسلسلة من البرامج الترويجية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا؛ للتعريف بالبورصة وإستراتيجيتها والفرص المتاحة، وانتقال مهام الترخيص والرقابة على الشركات العاملة في مجال الأوراق المالية إلى البورصة، وتوقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة تداول السعودية؛ لتعزيز العلاقات الثنائية وإيجاد فرص استثمارية، وإطلاق آلية جديدة تُستَعمَل من قبل مجموعة كبيرة من البورصات العالمية المتقدمة لاحتساب أسعار إغلاقات الشركات المدرجة. يُذكر أن نشرة “إنجاز وإيجاز” فصليّة، تتضمن مجموعة من الحوارات والتقارير والأخبار عن جهاز الاستثمار العماني وشركاته التابعة له.