غازبروم تقطع الغاز عن لاتفيا.. صراع الروبل واليورو يصل إلى سادس الدول الأوروبية

غازبروم تقطع الغاز عن لاتفيا.. صراع الروبل واليورو يصل إلى سادس الدول الأوروبية

تواصل شركة غازبروم الروسية قطع إمدادات الغاز عن الدول الأوروبية الرافضة للامتثال إلى القواعد الجديدة التي أقرتها موسكو ضمن تداعيات الحرب على أوكرانيا حول عملة الدفع.

وقرر عملاق الغاز الروسي، اليوم السبت 30 يوليو/تموز، وقف إمدادات الغاز إلى دولة لاتفيا الواقعة في أوروبا الشمالية، ضمن إطار صراع العملة الأوروبية مع عملة الدب الروسي، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبموجب قرار شركة غازبروم أكبر منتجي الغاز في العالم، تحصد لاتفيا لقب سادس الدول الأوروبية التي تدخل في صراع العملات والإمدادات؛ إذ سبقها على مدار الأشهر الماضية قطع الإمدادات عن 5 دول أوروبية أخرى، وفق ما نشرته “رويترز” اليوم السبت.

لاتفيا.. الضحية السادسة
اتهمت شركة غازبروم الروسية دولة لاتفيا الأوروبية بمخالفة شروط تلقيها الإمدادات، بعدما امتنعت ريغا عن الامتثال لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدفع بالروبل الروسي بدلًا من اليورو الأوروبي مقابل إمدادات الغاز. وجاء قرار الشركة الروسية وقفها الإمدادات إلى لاتفيا، اليوم السبت، ردًا على تمسك شركة لاتفيا غاز للطاقة بشراء الإمدادات باليورو، بحسب ما أعلنته أمس الجمعة.

ويتسم انتظام إمدادات الغاز الروسي للدول الأوروبية عقب غزو أوكرانيا بالاضطراب؛ إذ أكد المتحدث باسم لاتفيا غاز للطاقة أن شركته لم تكُن تتلقى إمدادات الغاز عبر شركة غازبروم فيما لم يُفصح عن المُورد الفعلي لإمدادات بلاده. وتأتي تصريحات مسؤولي شركة الغاز في لاتفيا الأوروبية، أمس الجمعة، في إطار الصراع الأوروبي-الروسي على سُبل الدفع مقابل إمدادات الغاز الروسي، بينما لم تعلن الشركة خطوط الإمدادات البديلة أو السيناريوهات المتوقعة لخططها عقب قطع الإمدادات من موسكو.

ووفق قرار عملاق الغاز الروسي غازبروم تصبح لاتفيا سادس الدول الأوروبية التي تشهد انقطاع إمدادات موسكو؛ إذ سبقها على وتيرة متباعدة الأشهر الماضية كل من بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا والدنمارك.

اليورو أم الروبل؟
رأى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قراره بتغيير عملة الدفع مقابل إمدادات الغاز من اليورو إلى الروبل يتعلق فقط بالدول “غير الصديقة” حسبما ذكر في قراره المُعلن مارس/آذار الماضي. واشترط بوتين حينها الدفع مقابل إمدادات الغاز الروسي بالروبل ضمن حسابات في بنوك روسية؛ للرد على حزمة العقوبات التي فرضتها أميركا والدول الأوروبية على موسكو لغزوها أوكرانيا قبل 5 أشهر.

وعلى الجانب المقابل، تسعى لاتفيا عبر موقفها الرافض لدفع مقابل إمدادات الغاز بالروبل الروسي إلى الاستجابة للتحذير من خرق العقوبات الذي أطلقته المفوضية الأوروبية في وقت سابق. ودعت المفوضية الشركات التابعة للاتحاد الأوروبي إلى التمسك بالدفع باليورو وفق العقود المبرمة مسبقًا مع الشركة الروسية.

ويبدو أن صراع موسكو مع الدول الأوروبية وأميركا تشتد حدته، ولم يعد يقتصر على قطع الإمدادات من شركة غازبروم وإنما امتد ليشمل الشركات التابعة للدولة كافة ومن بينها شركة سخالين. وطالبت شركة سخالين، المنشأة حديثًا لإدارة مشروع سخالين 2 للغاز المسال عقب تخارج شركة شل من استثماراتها في روسيا، عملاءها الأوروبيين بتغيير عملة الدفع أيضًا.

الغاز الروسي والأسواق الأوروبية
يشكل الغاز الروسي عنصرًا مهمًا ضمن مزيج الطاقة الأوروبي، ولا سيما أن غالبية دول القارة العجوز تعتمد عليه بصورة فائقة للحصول على التدفئة خلال فصل الشتاء، ولضمان إمدادات الكهرباء في حالة تعثر إنتاج مصادر الطاقة المتجددة.

ولا يقتصر غياب الغاز الروسي عن الأسواق الأوروبية على التأثير في نقص الإمدادات خلال مدة التخزين الصيفي فقط، وإنما يمتد تأثيره إلى إشعال أسعار الغاز بالأسواق ودفعها نحو مستويات قياسية جديدة. وتسبب خفض شركة غازبروم التدفقات عبر خط نورد ستريم 1 لاعتبارات فنية، الأسبوع الماضي، في رفع أسعار الغاز الأوروبية لتتجاوز 56 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، الثلاثاء الماضي.

واستبعد أمين عام أوابك، علي سبت بن سبت، إمكان تراجع أسعار الغاز في الأسواق الفورية خلال الآونة القريبة، بل على العكس توقع مواجهة أسعار الغاز جولة جديدة من الارتفاعات، بحسب تصريحاته الخاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة قبل أيام. وأرجع بن سبت توقعاته إلى زيادة الإقبال على شراء شحنات الغاز المسال من السوق الفورية لضمان الإمدادات وأمن الطاقة، في وقت تشهد خلاله الأسواق ضغوطًا وزيادة في معدلات الطلب مع مواصلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا.