محادثات تأميم يونيبر الألمانية تدفع فنلندا للمطالبة بتعويض

تتواصل الخسائر المتلاحقة لمختلف شركات الطاقة الأوروبية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وبدأت الحكومة الألمانية تتجه إلى تأميم يونيبر بعدما دفعتها الأزمات المتتالية إلى حافة الإفلاس والانهيار. وفي أحدث تصعيد للأزمة، تسعى فنلندا للحصول على تعويض يصل إلى 8 مليارات يورو في حالة تأميم ألمانيا شركة يونيبر، وهي شركة تابعة لشركة فورتوم الفنلندية، حسبما نشرت وكالة رويترز.

وصرحت الوزيرة الفنلندية للشؤون الأوروبية، تيتي توبوراينن، أمام البرلمان الفنلندي، بأن بلادها لن تسمح لألمانيا بتأميم يونيبر دون تعويض. وقالت إنه من المهم لفنلندا أن تعيد شركة يونيبر حزمة التمويل البالغة 8 مليارات يورو إلى شركة فورتوم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المطالب الفنلندية
تمتلك ألمانيا -حاليًا- حصة قدرها 30% في شركة يونيبر، وفقًا لخطة إنقاذ موقّعة في يوليو/تموز (2022). وكشفت تقارير، يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول (2022)، عن أن برلين تسعى إلى زيادة حصتها في الشركة متجاوزة الـ50%، وبات مقترح تأميم يونيبر مطروحًا على الطاولة. وقالت يونيبر إنه نظرًا لتزايد الشكوك في بيئة التشغيل، يبحث الطرفان عن حلول بديلة طويلة الأمد. وأشارت شركة فورتوم -أكبر شركة طاقة في فنلندا وتمتلك 56% من الشركة الألمانية- في بيان لها إلى أن المحادثات مع شركتها الفرعية والحكومة الألمانية جارية لإيجاد حل طويل الأجل، ولم تُتَّخذ قرارات بخلاف ما اتُّفِقَ عليه في خطة الإنقاذ خلال يوليو/تموز (2022).

وفي هذا الصدد، قالت الوزيرة الفنلندية للشؤون الأوروبية، تيتي توبوراينن، يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول (2022)، إن الاتفاقية الوحيدة الملزمة -حاليًا- هي المبرمة في يوليو/تموز الماضي. وفي أحدث تصريح لها، أوضحت توبوراينن أن فنلندا ستحتاج إلى التعويض عن خطوة تأميم يونيبر، قائلة: “سنركز على حقيقة أن التمويل البالغ 8 مليارات يورو الذي قدمته شركة فورتوم لشركة يونيبر سيبقى بمثابة دينًا مستحقًا”.

تأميم يونيبر مسألة وقت
اشترت الشركة الفنلندية يونيبر في عام 2017 مقابل 7 مليارات يورو. وقُدرت قيمة يونيبر، يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول (2022)، بقرابة 1.6 مليار يورو. وانجرفت يونيبر إلى حافة الإفلاس بسبب شح إمدادات الغاز الروسي، وشراء الغاز من مصادر بديلة بأسعار أعلى من السوق الفورية. ووفقًا لبنك كريدي سويس، تُقدر خسائر يونيبر بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا بنحو 130 مليون يورو يوميًا، وفقدت أسهم الشركة 90% من قيمتها منذ بداية العام الجاري (2022).

وتركز فورتوم على إعادة القروض والضمانات البالغة 8 مليارات يورو التي منحتها لشركة يونيبر في وقت سابق من العام الجاري (2022). وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم المالية في جامعة آلتو الفنلندية، فيسا بوتونين، إن شركة يونيبر من الشركات المهمة لألمانيا ولا يمكن السماح لها بالإفلاس، وإذا أرادت ألمانيا إنقاذ الشركة؛ فيجب الاستحواذ عليها عاجلًا أم آجلًا، مؤكدًا أنها ليست سوى مسألة وقت.

خطة إنقاذ
في يوليو/تموز (2022)، وافقت الحكومة الألمانية على خطة إنقاذ بقيمة 15 مليار يورو، واستحوذت على حصة بنسبة 30% من شركة يونيبر. إلا أن الشركة طالبت بالمزيد من المساعدات المالية في أغسطس/آب (2022)، وأدى ذلك إلى رفع فاتورة خطة الإنقاذ إلى 19 مليار يورو.

وقالت الشركة الألمانية إنه منذ توقيع الاتفاق، تفاقمت أزمة الطاقة في أوروبا مع وقف روسيا إمدادات الغاز من خط نورد ستريم 1، الذي يربط روسيا بألمانيا. وأضافت أن ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء وتقلباتها أسفر عن زيادة خسائرها المالية بسبب ارتفاع تكلفة شراء الغاز.

فمنذ بداية عام 2022، تضاعفت أسعار الغاز الأوروبية 3 مرات عند 211 يورو للميغاواط/ساعة، وسارعت في الارتفاع منذ انخفاض الإمدادات عبر نورد ستريم 1 لأول مرة في يونيو/حزيران (2022)، واضطر التجار إلى البحث عن مصادر بديلة، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار الكهرباء بشدة؛ حيث يُستخدم الغاز في توليد الكهرباء.