تسعى ترينيداد وتوباغو إلى تأمين احتياجات منطقة البحر الكاريبي من الغاز المسال، بعد أن عزّزت البلاد إمداداتها إلى أوروبا خلال العام الجاري (2022)، وسط زيادة الطلب وارتفاع الأسعار. فقد بدأت شركة الغاز المملوكة للدولة العمل على تصميم محور صغير للغاز المسال يُمكن أن يساعد منطقة البحر الكاريبي على الابتعاد عن توليد الكهرباء القائمة على النفط، وفق ما نقلته وكالة رويترز. إذ تعتمد معظم منطقة البحر الكاريبي على المنتجات المكررة، بما في ذلك زيت الوقود والديزل لتوليد الكهرباء. وتُعَد ترينيداد وتوباغو وبيرو المصدّرتين الوحيدتين للغاز المسال في أميركا اللاتينية، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو
أوضحت شركة الغاز الوطنية أنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع بحلول عام 2025، وستبلغ طاقته الاستيعابية 500 ألف طن سنويًا. ومن المفترض أن تكون المنشأة -القادرة على تخزين الغاز المسال وتداوله وشحنه في المنطقة- قابلة للتوسع مع زيادة الطلب. وقالت شركة الغاز -في بيان-: “يهدف المشروع إلى دعم التحول الإقليمي في مزيج الطاقة إلى سلسلة جزيئات منخفضة الكربون والانبعاثات”، حسب وكالة رويترز. وتوجد في ترينيداد 3 خطوط لتسييل الغاز في الخدمة، و11 محطة للأمونيا، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 5.2 مليون طن متري سنويًا.
مشروع رائد للغاز المسال
تمتلك شركة الغاز الوطنية 11% من خط التسييل الرابع لمشروع “أتلانتيك للغاز المسال” الرائد في ترينيداد، و10% من الخط الأول، الذي توقف عن العمل منذ أواخر عام 2020 بسبب نقص إمدادات الغاز. والغاز الطبيعي المسال الذي سيُتداول في المنشأة الجديدة، سيزوّد مشروع “أتلانتيك الغاز المسال” بالوقود. وقالت شركة الغاز الوطنية إنها ستواصل بيع الوقود للعملاء في مناطق أخرى، وستقيّم جدوى شحنات الغاز المسال عبر حاويات متعددة الوسائط التي يمكن تحميلها على سفن التغذية، أو عبر ناقلات الغاز المسال الصغيرة إذا كانت اقتصادية. وستكون محطات إعادة تغويز الغاز مطلوبة في الأماكن المتوجهة إليها الشحنات عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
نقص إمدادات الغاز
في سياقٍ متصل، قال وزير الطاقة في ترينيداد، ستيوارت يونغ، الأسبوع الماضي، إن بلاده تستكشف طرقًا لتعزيز شحنات الغاز والمنتجات البتروكيماوية للمساعدة في تخفيف النقص العالمي. إلا أنه سلّط الضوء على أن هناك حاجة إلى مزيد من الغاز الطبيعي من أجل الإسهام بصورة كبيرة في الإمدادات العالمية. وقال يونغ -في مؤتمر افتراضي نظّمه المجلس الأطلسي-، إن الدولة يمكن أن تعزّز صادراتها من الغاز المسال إلى جيرانها المتعطشين للغاز في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الجنوبية، لتوليد الكهرباء بمجرد اكتمال إعادة هيكلة مشروع “أتلانتيك للغاز المسال”. وقد عُلّق أول خط تسييل للغاز المسال لمشروع “أتلانتيك” في أواخر عام 2020، بسبب نقص إمدادات الغاز. وعزّزت الدولة الإنتاج في الخطوط الثلاثة الأخرى، ولكن يجب إكمال تجديد الملكية قبل استئناف السعة الكاملة وإعادة توجيه الصادرات. ويجري تشغيل المشروع من قبل شركة تشمل شل وبي بي والحكومة.
مشروعات جديدة في ترينيداد
أوضح وزير الطاقة -في تصريحاته- أنه “في الوقت الحالي، لدينا قدرة كبيرة في محطاتنا -الغاز المسال والميثانول واليوريا والأمونيا- كل منها يمكن أن تنتج أكثر مما نحتاج، بمجرد أن نتمكن من الوصول إلى الغاز الطبيعي”. وتعتمد ترينيداد على الإنتاج البحري المكلف لتزويد مجمعات الغاز المسال والبتروكيماويات بالغاز. ويسارع المنتجون من القطاع الخاص إلى المشروعات لجلب إنتاج جديد إلى السوق في السنوات المقبلة، في حين تُجري الحكومة محادثات مع فنزويلا. قال يونغ إنه يناقش مع المنتجين في ترينيداد مشروعات الأمونيا الخضراء، التي تُعد أكثر صداقة للبيئة. ويمكن أن يكون المنتج النهائي بمثابة سماد أو وقود كثيف الطاقة. وقد أحيا اقتراح الأمم المتحدة بضخ غاز الأمونيا الروسي إلى الحدود الأوكرانية، الآمال في إمكان تخفيف النقص العالمي في الأسمدة، وبالتالي التخفيف من نقص الغذاء العالمي الذي تفاقم بسبب الصراع في أوكرانيا.