محور الهيدروجين الأخضر.. ميناء ضخم يضع بلجيكا في صدارة الدول الأوروبية

سلّطت الحكومة البلجيكية الضوء على ميناء أنتويرب-بروج، بوصفه مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر ووارداته وصادراته، في إطار الجهود الرامية لتحقيق الحياد الكربوني. وأكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أن إستراتيجية الميناء ومشروعاته لاستيراد وإنتاج الهيدروجين الأخضر تجعله لاعبًا أساسيًا بطموح بلجيكا لتصبح مركزًا للهيدروجين في أوروبا، وفق ما نقلته منصة “ريفييرا ماريتيم ميديا”. واقترح -خلال زيارته للميناء- مراجعة إستراتيجية الهيدروجين، مع التعديلات المخطط لها التي لتشمل إنشاء مجلس هيدروجين فيدرالي، لتتماشى مع هدف الطاقة الأوسع للحكومة، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إستراتيجية الهيدروجين في بلجيكا
تمّت الموافقة على إستراتيجية الهيدروجين الفيدرالية البلجيكية في أواخر عام 2021، وهي جزء من التحوّل إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% والحياد المناخي. قال دي كرو: “جنبًا إلى جنب مع جميع أصحاب المصلحة من الحكومة والصناعة، قمنا بتطوير إستراتيجية مركّزة مبنية على كل المعرفة الفنية التي تراكمت لدى بلجيكا خلال العقود الماضية”. وأضاف: “نريد استغلال إمكاناتنا لنصبح روّادًا أوروبيين في مجال الهيدروجين، من خلال ضمان أمن إمدادات الهيدروجين بحلول النصف الثاني من هذا العقد، وتعزيز ريادتنا التكنولوجية، وتطوير سوق للهيدروجين، وتحويل بلجيكا إلى مركز قاري رائد للهيدروجين”. وتابع تصريحاته قائلًا: “نعتقد أن الهيدروجين سيؤدي دورًا رئيسًا في رغبتنا بإعادة رسم أساسيات الطاقة في قارتنا بأكملها”.

دور الهيدروجين في تحول الطاقة
يؤدي الهيدروجين دورًا رئيسًا في تحول بلجيكا إلى الطاقة المتجددة، وتنظر إليه الحكومة على أنه رابط ضروري في نظام طاقة مستدام وقوي مستقبلًا. ولكي تصبح بلجيكا محايدة للكربون، لا تحتاج فقط إلى الكهرباء المتجددة، بل تحتاج -أيضًا- إلى كميات كبيرة من الهيدروجين المتجدد الذي يُنتَج محليًا، ولكن يجب استيراده بكميات كبيرة. ويتمثل أحد أهداف الإستراتيجية في وضع بلجيكا بوصفها مركز استيراد وعبور في أوروبا للهيدروجين الأخضر.ُ ذكر أن بلجيكا ليس لديها مساحة كافية لإنتاج الكميات المطلوبة من الهيدروجين الأخضر بمفردها؛ لذلك يجب تكملة الإنتاج المحلي باستيراد الهيدروجين الأخضر وناقلات الهيدروجين من المناطق التي لديها ما يكفي من الشمس والرياح، بالإضافة إلى وفرة من الفضاء. وبوصفه ميناءً عالميًا، يرى ميناء أنتويرب-بروج دورًا رئيسًا لنفسه في استيراد الهيدروجين الأخضر وإنتاجه محليًا ومعالجته وتدفّقه إلى المناطق النائية.

توسعة الميناء البلجيكي
يستثمر الميناء في وقود الهيدروجين والميثانول لسفن الخدمات البحرية، ويختبر استعماله على القاطرات البحرية في إطار مشروعات القاطرات التي تعمل بالهيدروجين والميثانول. وبدءًا من عام 2026 فصاعدًا، سيشهد ميناء أنتويرب-بروج زيادة سعته الحالية بشكل أكبر لاستقبال جزيئات الهيدروجين الأخضر الأولى على منصته، وفق ما جاء في بيان صحفي نُشر في الموقع الرسمي للميناء. وقال الرئيس التنفيذي للميناء جاك فاندرميرين: “برفقة شركائنا في منظمات مثل تحالف استيراد الهيدروجين واللاعبين الرؤساء في منصتنا، نستثمر في البنية التحتية والمشروعات لتسريع استيراد ونقل وإنتاج الهيدروجين الأخضر”. وتابع: “التعاون مع الحكومة والدعم المناسب منها هو مفتاح ذلك؛ لذلك فإنني أرحب بهذه الإستراتيجية المنقحة التي توفر توجهًا ملموسًا، وتعترف بالواردات بوصفها ركيزة لإمدادات الطاقة والموارد لدينا، وتوضح التزامنا بالعمل مع الصناعة على تطوير حلول للتحديات المحتملة التي قد تعترض طريقنا”.

خطوط أنابيب الهيدروجين
أُنشِئ تعاون بين ميناء أنتويرب-بروج والعديد من مناطق التصدير لبدء سلسلة الهيدروجين، ومشروعات التصدير ذات الصلة في جميع أنحاء العالم. ويُنقل الهيدروجين إلى المناطق النائية الأوروبية عبر وسائط النقل المختلفة، مثل خطوط الأنابيب والسكك الحديدية والممرات المائية الداخلية. وستكون البنية التحتية الجيدة -مثل خطوط أنابيب ومحطات الهيدروجين ذات الوصول الحر- ضرورية لبناء موقع محور الوقود الأخضر. ويعمل ميناء أنتويرب-بروج على توسيع السعة النهائية لناقلات الهيدروجين الحالية والجديدة في كلا موقعي الميناء. بالإضافة إلى ذلك، ستموّل حكومة بلجيكا شبكة من خطوط أنابيب الهيدروجين التي ستربط المواني بالمناطق الصناعية في البلاد، وفي ألمانيا، بحلول عام 2028.