تتوسع مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر، لتأمين احتياجات العديد من القطاعات والمؤسسات، بالتزامن مع خطة إستراتيجية لتحول البلاد إلى الطاقة النظيفة. وفي هذا الإطار، وقّعت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة اتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، من أجل تزويد المساجد والمدارس القرآنية والزوايا بسخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية وتركيبها بها بتمويل مشترك.
تزامن توقيع الاتفاقية التي تهدف إلى التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر، مع إطلاق قافلة توزيع المصابيح الموفِّرة للكهرباء على المساجد والمدارس القرآنية. تأتي القافلة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، لتعميم الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية في الجزائر وتطبيقاتها على مستوى الفضاءات العمومية، وتعدّ مؤسسات العبادة من الأماكن العامرة فجرًا إلى ما بعد المغرب.
سخانات المياه بالطاقة الشمسية
أشار بيان وزارة الانتقال الطاقوي، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن فعاليات اليوم اشتملت على محورين، الأول، يخص سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية، وهي عملية مسجلة في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة. أما المحور الثاني فيتمثل في تنفيذ مشروع توزيع 3 ملايين مصباح موفّر للطاقة من نوع “ليد”.
ومن المقرر تمويل مشروع تركيب سخانات المياه بالطاقة الشمسية بشكل مشترك، إذ تجري تغطية 50% من تكلفة معدّات السخان من قبل الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والتوليد المشترك للطاقة، ضمن مشروع يهدف تنفيذه لنشر “سخانات المياه بالطاقة الشمسية” ذات الإمدادات الفردية لإنتاج الماء الساخن المنزلي في المساكن والمساجد والمدارس والمؤسسات الصحية على وجه الخصوص.
ويهدف المشروع إلى إيجاد سوق وطنية محلية لهذه السخانات، إذ إنها تنطوي على تقنية بسيطة نسبيًا، يمكن للمصنّعين المحليين من إنتاج الأنظمة وتركيبها وصيانتها بأنفسهم، بما يوفر حلًا ميسور التكلفة. كما يمكّن من إنشاء شبكة وطنية من المشغّلين الصناعيين والحرفيين لتنفيذ برنامج واسع لتعميم استخدام سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية في الجزائر.
الاستفادة من المشروع
لتنفيذ المشروع، أُطلِقَت دعوات للراغبين في الاستفادة من المشروع، إذ تهدف الدعوة الأولى إلى اختيار مركّبي “سخانات المياه بالطاقة الشمسية” الذين سيكونون مسؤولين عن تنفيذ المشروع لصالح المستفيدين، والثانية أُطلِقَت في اتجاه الولايات وقطاعات عديدة (الشؤون الدينية والأوقاف، التربية والمؤسسات التعليمية، والصحة) لإبداء الاهتمام بغرض الاستفادة من صيغة التمويل المشترك المعتمد في إطار المشروع، بما يتيح المجال للمنشآت التابعة لهذه القطاعات من توفرها بشكل دائم على الماء الساخن المنتج باستخدام الطاقة الشمسية.
وأوضح البيان أن من بين القطاعات المستجيبة للمبادرة، كان قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، إذ بلغ عدد المساجد التي حُدِّدَت بـ 1673 مسجدًا عبر 33 ولاية بصفتها جهات يمكنها الاستفادة من تركيب “سخانات المياه بالطاقة الشمسية”. الاتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لبدء مشروع طموح، من خلال تركيب وتشغيل 880 سخان مياه بالطاقة الشمسية بمرحلة أولى، تأتي في ضوء التوقعات بأن تصل قدرات مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر إلى 15 ألف ميغاواط بحلول 2035.
ترشيد استهلاك الكهرباء
أشارت الوزارة إلى أن المحور الثاني المتمثل في تنفيذ مشروع توزيع 3 ملايين مصباح موفر للطاقة من نوع “ليد”، مسجل كذلك في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة لاستبدال المصابيح المتوهجة، إذ سيجري ضمان اقتناء مصابيح عن طريق التمويل المشترك بضمان 50% من التكلفة من الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والتوليد المشترك للطاقة. وأشارت الوزارة إلى أنه سيُخَصَّص نحو 500 ألف مصباح موفر للكهرباء لصالح مؤسسات العبادة بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، والعملية بدأت اليوم رمزيًا بتوزيع 4000 مصباح على 8 مؤسسات.
ويهدف المشروع إلى تجسيد أهداف ترشيد استهلاك الكهرباء، لا سيما من خلال السماح للمساجد والزوايا والمدارس القرآنية من الحصول على الإضاءة الموفرة التي يصل عمرها إلى نحو 10 أضعاف مصادر الإضاءة التقليدية، وباستهلاك أقلّ من تلك التي تستهلكها المصابيح المتوهجة بنسبة توفير للكهرباء تصل إلى 80%.