وصفت افتتاحية “التايمز” البريطانية نجاة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من تصويت سحب الثقة الذي أجري الليلة الماضية بأنه نصر مكلف، وجاء بفارق ضئيل، ويشير إلى حجم التمرد ضد قيادته.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى إعراب جونسون عن أمله في أن تصويت الليلة الماضية سيمكن الحزب من وضع حد للأحداث الأخيرة، لكنها لفتت إلى أن التاريخ يوحي بغير ذلك. وعلقت بأنه، بالطبع، سيدعم نفسه ليخالف التاريخ، ويتخلص من هذه النكسة الأخيرة كما فعل كثيرا في حياته المهنية من قبل.
إذا تجنب جونسون قيادة حزبه إلى هزيمة كارثية في الانتخابات المقبلة، فسيحتاج إلى إظهار درجة من السيطرة والتركيز كانت غائبة إلى حد كبير حتى الآن في رئاسته للوزراء
وأضافت الصحيفة أنه حتى لو نجا جونسون من هذه الاختبارات، فإن السؤال الأوسع هو ما الذي ينوي فعله لاستعادة ثقة الجمهور قبل الانتخابات المقبلة؟ فرغم كل شيء لم يكن التمرد عليه مدفوعا فقط بالغضب العام منه أو الشكوك حول نزاهته.
وكما قال جيسي نورمان، الوزير السابق والمؤيد السابق لجونسون، في رسالة شديدة اللهجة “تحت قيادتك يبدو أن الحكومة تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية، فهي لديها أغلبية ولكن ليس لديها خطة طويلة الأجل”.
ورأت الصحيفة أنه إذا تجنب جونسون قيادة حزبه إلى هزيمة كارثية في الانتخابات المقبلة، فسيحتاج إلى إظهار درجة من السيطرة والتركيز كانت غائبة إلى حد كبير حتى الآن في رئاسته للوزراء، حتى في ظل فريقه الحالي من المستشارين.
وأضافت الصحيفة مع ذلك فإن الخطر يكمن في أن سلطته قد تأثرت بشدة لدرجة أنه سيجد صعوبة متزايدة في إنجاز أي شيء. وبدلا من ذلك سيكون الإغراء هو الاستمرار في السعي إلى تعزيز موقفه بإثارة انقسامات جديدة، سواء بتشجيع الحروب الثقافية داخليا أو تأجيج صراعات جديدة مع الاتحاد الأوروبي. وختمت بأنه من غير المرجح أن يغفر الجمهور مثل هذا الافتقار العميق للجدّ مع التحديات غير المسبوقة التي تواجه البلاد.