الاقتصاد النفطي: كيف تؤثر أسعار النفط على الاقتصاد العالمي

لطالما كان النفط، الملقب بـ “الذهب الأسود”، عاملاً حيوياً في محرك الاقتصاد العالمي. كواحد من مدخلات الطاقة الرئيسية للصناعة والنقل، يمكن أن يكون لأسعار النفط تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، مما يؤثر على كل شيء من نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى التضخم وأسعار الصرف.

فهم أسعار النفط
يتحدد سعر النفط في الأسواق الدولية من خلال التفاعل بين العرض والطلب. ومع ذلك، فإن هذه الأسواق شديدة التقلب ويمكن أن تتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، من التقلبات في الإنتاج إلى التوترات الجيوسياسية وسياسات أوبك والتطورات في الاقتصاد العالمي.

النفط والاقتصاد العالمي
يلعب النفط دورًا حاسمًا في الاقتصاد العالمي، سواء كمصدر للطاقة أو في دوره في إنتاج عدد من السلع والخدمات. عندما ترتفع أسعار النفط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الإنتاج للشركات، مما قد يؤدي إلى التضخم. على العكس من ذلك، عندما تنخفض أسعار النفط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خفض تكاليف الإنتاج وربما تعزيز النمو الاقتصادي.

النفط والتضخم
ترتبط أسعار النفط ارتباطًا وثيقًا بالتضخم. عندما ترتفع أسعار النفط، تميل أيضًا تكاليف السلع والخدمات المعتمدة على النفط إلى الارتفاع. يمكن أن يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعار المستهلك، مما قد يؤدي إلى التضخم. في المقابل، يمكن أن يكون للتضخم عدد من الآثار الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض القوة الشرائية والحاجة المحتملة إلى زيادة أسعار الفائدة.

أسعار النفط والصرف
يمكن أن تؤثر أسعار النفط أيضًا على أسعار الصرف. قد تشهد البلدان التي تعد من كبار منتجي ومصدري النفط ارتفاع عملاتها عندما ترتفع أسعار النفط، في حين أن الدول التي تعتبر مستورداً صافياً للنفط قد ترى عملاتها تضعف. قد يكون لذلك سلسلة من التداعيات الاقتصادية التي تؤثر على القدرة التنافسية للصادرات وقيمة الواردات والديون الخارجية.

النفط والسياسة الاقتصادية
يمكن أن يكون لأسعار النفط تأثير كبير على السياسة الاقتصادية. يمكن للتقلبات في أسعار النفط أن تدفع الحكومات إلى تعديل سياساتها المالية والنقدية، وحتى مراجعة سياساتها المتعلقة بالطاقة والبنية التحتية. على سبيل المثال، قد يدفع ارتفاع أسعار النفط الحكومات إلى البحث عن طرق لتنويع مصادر الطاقة لديها والاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات الموفرة للطاقة.

الإبحار في بحر من النفط
تعتبر أسعار النفط مقياسًا رئيسيًا للاقتصاد العالمي، حيث تؤثر على كل شيء بدءًا من نمو الناتج المحلي الإجمالي وحتى التضخم وأسعار الصرف. على هذا النحو، فإن فهم كيفية عمل أسعار النفط وكيف تؤثر على الاقتصاد العالمي أمر بالغ الأهمية لواضعي السياسات والمستثمرين وعامة الناس. بينما يسعى العالم جاهدًا لتقليل اعتماده على النفط والتحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يتطور هذا النظام الديناميكي والمعقد.

خفض الضرائب على الوقود في كوريا الجنوبية للمرة الثانية خلال شهرين

تعمل كوريا الجنوبية على خفض الضرائب على الوقود، للمرة الثانية في أقل من شهرين، للحد من معدلات التضخم التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا بسبب الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار الطاقة.

ووصلت أسعار النفط والغاز إلى مستويات قياسية، منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، إذ اقتربت أسعار النفط من حاجز 140 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع لتدور في فلك 110 إلى 120 دولارًا في الوقت الحالي.

وكانت حكومة كوريا الجنوبية أعلنت في أبريل/نيسان الماضي زيادة نسبة خفض الضرائب على الوقود من 20% إلى 30%، بدءًا من الأول من مايو/أيار إلى نهاية يوليو/تموز، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة. وكانت سول قد أجرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تخفيضات كبيرة على ضرائب الوقود بلغت 20% لمدة 6 أشهر.

خفض الضرائب على الوقود بنسبة 37%
قال مسؤولون في وزارة المالية، السبت 18 يونيو/حزيران لوكالة “يونهاب” ، إن الحكومة تدرس زيادة التخفيضات الضريبية على الوقود من 30% في الوقت الحالي، إلى الحد الأقصى البالغ 37%. ويعتزم وزير المالية في كوريا الجنوبية، تشو كيونغ، عقد اجتماع طارئ برئاسته مع وزراء المجموعة الاقتصادية يوم الأحد 19 يونيو/حزيران، إذ من المُرجّح أن تتم الموافقة على إجراء مزيد من التخفيضات على ضريبة الوقود.

وتصاعدت الضغوط التضخمية في الدولة الواقعة في شرق آسيا، بسرعة في ظل ارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية، بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا وانتعاش الطلب بعد جائحة كورونا. وقفز مؤشر أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية، بنسبة 5.4% على أساس سنوي في مايو/أيار الماضي، وهو أعلى معدل للتضخم منذ 14 عامًا تقريبًا، مرتفعًا من 4.8% خلال أبريل/نيسان.

ويهدف بنك كوريا الجنوبية إلى إبقاء معدل التضخم السنوي عند 2% على المدى المتوسط. وتجاوز متوسط سعر التجزئة للديزل في كوريا الجنوبية 2100 وون (1.62 دولارًا أميركيًا)، في حين سجل سعر البنزين 2.098 وون. وتشكّل الضرائب على الوقود نحو 40% من أسعار الديزل والبنزين في كوريا الجنوبية، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الديزل والبنزين
قفزت أسعار البنزين في كوريا الجنوبية، فوق حاجز 2000 وون (1.55 دولارًا) في منتصف مارس/آذار الماضي، وهي المرة الأولى منذ أكثر من 9 سنوات. ويرجع الارتفاع المستمر في أسعار الوقود إلى نقص المعروض من المنتجات النفطية الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تلاه من عقوبات على موسكو، أحد أهم مصدري الطاقة في العالم..

وانخفض استهلاك البنزين والديزل في كوريا الجنوبية، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بنحو 18.3% على أساس سنوي، إلى 17.4 مليون برميل. ويمثّل هذا التراجع انخفاضًا بنسبة 5.8% على أساس شهري، وذلك مقارنة باستهلاك شهر مارس/آذار، الذي شهد استهلاك 18.4 مليون برميل. واستوردت كوريا الجنوبية منتجات نفطية بقيمة 9.66 مليار دولار، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.

وتصدّرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول المصدرة للنفط في الدولة الآسيوية، بإجمالي 3.13 مليار دولار، تلتها الولايات المتحدة الأميركية (1.23 مليار دولار)، والكويت (1.11 مليار دولار)، ثم العراق (963 مليون دولار)، والإمارات العربية المتحدة (672 مليون دولار).

(الدولار الأميركي = 1251.5 وون كوري جنوبي)