توطيد العلاقات الألمانية الأفريقية “ذات الأهمية الاستراتيجية” لتنويع إمدادات المواد الخام

وفقًا لنتائج بحث أجراه اتحاد الصناعات الألمانية (BDI)، يجب أن تنطلق العلاقة الألمانية الأفريقية إلى بداية جديدة لتقليل الاعتماد على عدد محدود من موردي المواد الخام. وفقًا لسيغفريد روسورم ، رئيس معهد التنمية الألماني (BDI)، “تكتسب إفريقيا بسرعة أهمية استراتيجية واقتصادية لألمانيا”. وفقًا لنتائج التحليل، يتعين على الشركات الألمانية “توسيع عملياتها لتشمل القارة الأفريقية من أجل تنويع مصادر دخلها بشكل أكثر فعالية وتقليل اعتمادها على دول معينة، وأبرزها الصين. المواد الخام، مثل الكوبالت والليثيوم أو أي من المعادن في مجموعة البلاتين لها أهمية خاصة بالنسبة للتنقل الكهربائي والرقمنة ، وكلاهما ضروري للانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الانبعاثات وكذلك انتقال الطاقة.

وفقًا لروسورم ، تمتلك الدول الأفريقية كميات كبيرة من هذه الموارد؛ نتيجة لذلك، من الضروري زيادة التعاون في سياسة المواد الخام مع الدول الأفريقية. يجب أن تكون ألمانيا، بصفتها رائدة تكنولوجية في سلاسل قيمة الهيدروجين (إنتاج H2 وتوزيعه وتخزينه وتطبيقه)، “المحرك الأول” في القارة الأفريقية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر. هذا لأن المناخ في القارة الأفريقية مناسب بشكل خاص لإنتاج الهيدروجين الأخضر. في خطة عملهم المكونة من 39 نقطة، دعا المؤلفون إلى مزيد من التعاون في مجال توريد المواد الخام، وتحديداً توريد المعادن والهيدروجين الأخضر، فضلاً عن نشر تقنيات جديدة في جميع مجالات صناعة الهيدروجين.

في الوقت الحالي، تعتمد أوروبا بشكل كبير على التقنيات المطورة في الصين لمساعدتها على المضي قدمًا في تحول الطاقة. هذا ينطبق بشكل خاص على قطاع الطاقة الشمسية. وفقًا لتقارير هيئة الإذاعة العامة في ألمانيا، فإن حوالي 95 بالمائة من الخلايا الشمسية المركبة في البلاد تأتي من الشركات المصنعة في الصين. بالإضافة إلى ذلك، تستورد ألمانيا 39 من أصل 46 مادة خام ذات صلة مطلوبة لتحقيق الأهداف الرئيسية في الطاقة والسياسة الصناعية، والصين هي المصدر الأساسي لـ 23 من هذه المواد الخام. أعدت وزارة الخارجية الألمانية مسودة ورقة بعنوان “استراتيجية الصين” أوصت فيها ألمانيا بتقليل اعتمادها الأحادي الجانب من خلال تنويع مصادر التوريد وزيادة التصنيع المحلي. بعد تقرير صدر بتكليف من وزارة الاقتصاد والمناخ (BMWK) وجد أنه يجب استيراد الغالبية العظمى من المواد الخام الهامة وأن الدولة أكثر اعتمادًا مما كان يُعتقد سابقًا، وهي استراتيجية موارد جديدة تتضمن مشاركة أقوى للدولة يمكن أن يكون قادمًا في ألمانيا.

شل تعتزم الاستحواذ على شركة نيجيرية متخصصة بالطاقة الشمسية

باتت سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا عامل جذب واستقطاب لكبريات شركات الطاقة العالمية. فبعد إعلان اندماج شركتي ستارسايت وسولار أفريكا الأفريقيتين، كشفت شركة شل استعدادها للاستحواذ على شركة دايستار باور، ومقرّها لاغوس، ضمن مساعيها لتطوير مشروعات في الطاقة النظيفة، حسبما نقل موقع بي في ماغازين.

وتقدّم شركة دايستار باور، التي تعمل في نيجيريا وغانا والسنغال وتوغو، حلولًا في الطاقة الشمسية والبطاريات. وأعلنت الشركتان صفقة الاستحواذ والاندماج، التي ما زالت تخضع للموافقات التنظيمية، من خلال بيان صحفي صدر هذا الأسبوع، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خطوة أساسية
لم تكشف الشركتان عن قيمة صفقة الاستحواذ، لكن وصفها نائب الرئيس التنفيذي لقسم الطاقة المتجددة في شركة شل توماس بروستوم بأنها خطوة أساسية لشركة شل؛ لترسيخ مكانتها في أسواق الطاقة الناشئة.

وأشار إلى أن الصفقة تمثّل الخطوة الأولى لشركة شل في قطاع الطاقة المتجددة بالقارة السمراء. وتأتي هذه الصفقة عقب استحواذ شركة شل على شركات متخصصة في الطاقة المتجددة ببلدان أخرى، من بينها المجموعة الهندية “سبرنغ إنرجي” في أبريل/نيسان (2022)، مقابل 1.55 مليار دولار، وشركة “سافيون” الأميركية في ديسمبر/كانون الأول (2021).

وأفادت التقارير أن صفقة الاستحواذ على شركة دايستار باور أقلّ بكثير من الصفقتين السابقتين. وتبلغ قدرة توليد الشركة النيجيرية قرابة 32 ميغاواط، مقارنة بـ2 غيغاواط تابعة لشركة “سبرنغ” الهندية. وجمعت الشركة النيجيرية تمويلًا قدره 92 مليون دولار منذ تأسيسها في عام 2017، ويتضمن تسهيلات بقيمة 20 مليون دولار من مؤسسة التمويل الدولية، ومقرّها واشنطن، خلال العام الماضي (2021).

وبخصوص الصفقة، قالت شركة دايستار باور، إن دعم شركة شل سيمكّنها من توسيع عملياتها في الأسواق الأفريقية، وتحقيق هدف توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 400 ميغاواط بحلول عام 2025. وقال الرئيس التنفيذي، المؤسس المشارك لشركة دايستار باور جاسبر غراف فون هاردينبيرغ: “لقد شهدنا زيادة في الطلب على الطاقة الشمسية في الأسواق الأفريقية الموجودين فيها، وانعكس ذلك على نمو الشركة”.

وتابع: “نحن على المسار الصحيح لزيادة سعة الطاقة الشمسية المركبة بنسبة 135% في عام 2022.. وسنكون قادرين على تسريع تنفيذ مهمتنا بخفض انبعاثات الكربون وتوفير تكلفة الكهرباء للأنشطة التجارية في جميع أنحاء القارة، بصفتنا جزءًا من شركة شل”. وأشار إلى أن شركة شل لديها خبرة كبيرة في قطاع الطاقة، ولديها باع طويل في أفريقيا، ويجعلها ذلك الأنسب لدفع أعمالهم نحو التقدم.

تاريخ شل في نيجيريا
تتمتع شركة شل بتاريخ طويل ومعقّد في نيجيريا. وكانت أول شركة تكتشف النفط في البلاد عام 1956، ومن بين الشركات الرائدة لتطوير هذا القطاع خلال العقود اللاحقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. ومع ذلك، عانت في السنوات الأخيرة من قضايا فساد بصناعة النفط النيجيرية وقضايا بيئية في العديد من المشروعات، وأثار ذلك انتقادات واسعة.

وفي العام الماضي (2021)، أعلنت خططًا للاحتفاظ بعملياتها في أصولها البحرية، وإنهاء أصولها البرية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل المنتهيه ولايته بن فان بيردن، خلال مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز في يوليو/تموز (2022)، إن شركة شل ستواصل تصفية الأصول النفطية، واستخدام العائدات لتمويل المزيد من صفقات الطاقة المتجددة.

الطاقة المتجددة في أفريقيا
يُنظر إلى الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، على أنها طوق نجاة للقارة الأفريقية، إذ يعاني أكثر من 600 مليون شخص، أو 43% من السكان، من نقص الكهرباء. وتعتمد العديد من الشركات في نيجيريا وأماكن أخرى في المنطقة على مولدات الديزل المكلفة لتشغيل المصانع عند تعطّل شبكة الكهرباء.

ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء النيجيري، ارتفعت تكلفة الديزل في البلاد بأكثر من 200% في أغسطس/آب (2022)، مقارنة بالمدة نفسها في عام 2021. وجاءت صفقة شل ودايستار باور بعد أيام من إعلان صفقة الاستحواذ بين شركتي ستارسايت إنرجي وسولار إنرجي. وستتنوع أصول الكيان الجديد بين 220 ميغاواط من الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، و40 ميغاواط من بطاريات التخزين، ومشروعات قيد التطوير بقدرة تتجاوز 1 غيغاواط. وتعهدت كلتا الشركتين بزيادة الاستثمارات في مشروعات الطاقة الشمسية بجنوب أفريقيا، والتوسع بمناطق جديدة غرب القارة.

المملكة المتحدة تستغل فرص الطاقة المتجددة في مصر وجنوب أفريقيا

استعرضت حكومة المملكة المتحدة فرص الأعمال الخضراء التي تدرسها في مصر وجنوب أفريقيا وبقية القارة الأفريقية، من أجل تعزيز انتقال الطاقة ومواجهة تغير المناخ. وأكدت الحكومة -في دراسة حالة جديدة- أن أفريقيا تُعد واحدة من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ، على الرغم من إسهاماتها المنخفضة نسبيًا في الانبعاثات العالمية.

وشددت على أن “المملكة المتحدة في وضع قوي لمساعدة أفريقيا على اغتنام الفرصة لبناء أعمال مستدامة وخضراء وشاملة ومرنة لدفع عملية الانتقال”، بصفتها مقدمًا رائدًا للمنتجات والخدمات الخضراء، وفقًا لما نقلته منصة “بيزنس تك”.

فرص الأعمال الخضراء في أفريقيا
من خلال مشهد شامل لأكثر من 50 فرصة، حددت دراسة الحالة 8 مجالات ذات إمكانات عالية تتمتع بأوضح إمكانات التجارة والاستثمار بين المملكة المتحدة وأفريقيا، تتعلق بصفة رئيسة بمجالات الطاقة النظيفة والزراعة والتمويل الأخضر. وتوجد الفرص بصفة ملحوظة في 6 بلدان هي: نيجيريا، وغانا، وكينيا، وإثيوبيا، ومصر، وجنوب أفريقيا، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وذكرت الحكومة -في دراستها- أن هذه الفرص تميل إلى أن تكون أقل تقدمًا من الناحية التكنولوجية (مثل تقليل النفايات مقابل تقليل انبعاثات الكربون)، كما أنها في مستويات مختلفة من النضج، ومعظمها في المناطق التي تمتلك فيها أفريقيا ميزة قوية من الموارد الطبيعية. وأوضحت أن التأثير البيئي المحتمل لمجموعة الفرص يمتد على نطاق واسع من النتائج من الحد من انبعاثات الكربون، إلى تعزيز التكيف والمرونة، وتقليل النفايات.

وأضافت: “إن تفعيل مجموعة الفرص لديه القدرة على إطلاق مكاسب مستدامة في تأثير التنمية عبر أفريقيا، مع تعزيز المصالح التجارية لكل من الشركات الأفريقية والبريطانية.. والأهم من ذلك، أنه سيؤدي -أيضًا- دورًا مهمًا في إثبات طموحات المملكة المتحدة لتكون رائدة عالميًا في العمل المناخي”.

مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا

إنتاج الهيدروجين الأخضر
من المتوقع أن يصل إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى ما يقرب من 25% من مصادر الطاقة العالمية بحلول عام 2050، مع إمكان حصول أفريقيا على حصة كبيرة، خاصةً في جنوب أفريقيا ومصر والمغرب وناميبيا. وتتمتع الشركات في المملكة المتحدة بوضع جيد للمشاركة عبر القارة من خلال توفير رأس المال للمحطات، فضلًا عن الخدمات الاستشارية.

تطوير مزرعة الرياح البرية
من المقرر أن تنمو طاقة الرياح من 2 غيغاواط في عام 2013 إلى 80 غيغاواط في عام 2030، مع وجود فرص في جنوب أفريقيا ومصر على وجه الخصوص. وتُعدّ المملكة المتحدة رائدة عالمية في هذا القطاع، وهناك فرصة قوية للشركات البريطانية لزيادة الاستثمار في أفريقيا لإنشاء مزارع الرياح وتوسيع نطاقها.

تطوير مشروع الطاقة الشمسية
هناك فرصة للشركات البريطانية للاستفادة من خبرتها القوية في مجال الطاقة الشمسية، لقيادة المشاركة في مشروعات الطاقة الشمسية في بلدان مثل جنوب أفريقيا ومصر.

ويُمكن للمستثمرين في المملكة المتحدة توفير رأس المال لإنشاء نطاق مشروعات الطاقة الشمسية وتوسيعها، للاستفادة من الأهمية المتزايدة للطاقة الشمسية في مزيج الطاقة الإجمالي في أفريقيا، والمساعدة في دفع الكهربة العالمية.

إصدار السندات الخضراء
يُمكن أن تصل سوق السندات الخضراء إلى 10-15 مليار جنيه إسترليني (12-18 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2030، مع زيادة الطلب على التمويل المستدام. ويُمكن للتطور الإيجابي في جنوب أفريقيا ومصر أن يكون بمثابة إثبات لهذا المفهوم. وفي هذا السياق، تقود المملكة المتحدة سوق السندات الخضراء على مستوى العالم، ويُمكن للبنوك وشركات الاستشارات البريطانية دعم عمليات الإصدار في أفريقيا.

مبادرة لدعم التخفيف من آثار تغير المناخ في أفريقيا والهند

تطلق مؤسسة أكيومين، ومقرها مدينة نيويورك الأميركية، مبادرة جديدة لدعم مكافحة تغير المناخ، والاستخدام الإنتاجي للطاقة في أفريقيا والهند، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويقدم برنامج هذه المبادرة 25 مليون دولار من خلال عدة مؤسسات نشطة في أفريقيا، وتطلق مؤسسة أكيومين مبادرة جديدة لدعم التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه في أفريقيا. تعمل المؤسسة -التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها في الولايات المتحدة الأمريكية- على إنشاء مبادرة تعزيز سبل العيش باستخدام الطاقة الشمسية (بي إي آي آي+)، حسبما نشر موقع “أفريك21”.

وتهدف المبادرة -البالغة قيمتها 25 مليون دولار- إلى تعزيز سبل العيش في الهند وغرب وشرق أفريقيا من خلال استخدام الطاقة الكهروضوئية الشمسية. وتحظى مبادرة (بي إي آي آي+) بدعم شركة الأثاث السويدية إيكيا، ومؤسسة الأعمال الخيرية “تشارلز آند لين شوسترمان فاميلي فيلانثروبيز”، ومؤسسة “أوتوديسك” وصندوق الكهرباء الموزعة “ديستربيوتد باور فاند”.

علاوة على ذلك، تلقت المبادرة تمويلًا إضافيًا من صندوق المعونة البريطاني التابع لحكومة المملكة المتحدة من خلال منصة تحويل الطاقة (تي إي إيه). وتخطط مؤسسة أكيومين للاستفادة من موارد البرنامج للقيام باستثمارات مبكرة في 10 شركات جديدة، على مدى السنوات الـ5 المقبلة، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

توفير الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية
ستُشغل مؤسسة أكيومين الأميركية معدات الطاقة المتجددة لدعم الشركات الناشئة في مجال الطاقة والزراعة المحلية. وستستضيف مؤسسة أكيومن اجتماعات من أجل تبادل المعرفة مع قطاع الوصول إلى الطاقة لجمع المزيد من رأس المال والمساعدة في تنمية هذا النظام البيئي. وتهدف مبادرة تعزيز سبل العيش باستخدام الطاقة الشمسية (بي إي آي آي+) إلى دعم الشركات الناشئة التي توفر الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية، مثل طواحين الهواء ومضخات الري والثلاجات.

وقال مدير برنامج (الطاقة المتجددة) في شركة الأثاث السويدية إيكيا، بيسواروب بانيرجي، إن هذه المبادرة ستساعد العائلات الفقيرة على زيادة دخلها من خلال دعم مزارعها وأعمالها، أو من خلال توفير فرص تنظيم المشروعات في قطاع التنقل، وتجهيز الأغذية وتخزينها.

وأفادت مؤسسة أكيومين الأميركية بأن مبادرة (بي إي آي آي+) وبرنامجها يتماشيان مع التزامات التحالف العالمي للطاقة والكوكب (جي إي إيه بي بي) المعني بمكافحة شحّ الطاقة والتخلص من انبعاثات الكربون، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأُطلِق هذا البرنامج العالمي على هامش قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو، إسكتلندا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ويهدف إلى حشد 100 مليار دولار على مدى 10 سنوات لتسريع نشر الطاقة المتجددة في البلدان النامية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.

بدورها، فإن مؤسسة أكيومن، التي تشارك في تحقيق أهداف خطة العمل العالمية في مجال المناخ، تضاعف مبادراتها لصالح التكيُّف المناخي والتنمية المحلية، حسبما نشر موقع “أفريك21” في 15 يوليو/تموز الجاري. وفي يوليو/تموز 2022، أغلقت مؤسسة أكيومين صندوقًا قيمته 58 مليون دولار لتمويل مشروعات التكيف مع تغير المناخ لصالح صغار المزارعين في أفريقيا.

أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تطلق سندات بقيمة 723 مليون دولار

بهدف استئناف تطوير أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، تسعى شركة “دانغوتي إندستريز” لجمع 300 مليار نايرا نيجيرية (723 مليون دولار أميركي).

(نايرا نيجيرية= 0.0024 دولارًا أميركيًا)

وقدّمت الشركة عرضًا خلال عطلة نهاية الأسبوع لجمع قرابة 300 مليار نايرا في تمويل الديون متوسطة الأجل من مستثمرين نيجيريين، ضمن مساعيها لاستكمال عمليات البناء بالمصفاة، حسبما أوردت صحيفة ذا ناشن النيجيرية.

وفور الانتهاء من عمليات التطوير في الربع الأول من العام المقبل (2023)، ستعالج أكبر مصفاة في أفريقيا نحو 540 ألف برميل من الخام النيجيري يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تمويل أكبر مصفاة نفط في أفريقيا
تقدّم الشركة، من خلال صندوق تمويل خاص، شريحتين من السندات لجمع نحو 150 مليار نايرا لكل منهما، في إطار برنامج إصدار الديون البالغ 300 مليار نايرا. ومن المقرر إغلاق تسجيل المُكتتبين المُحتملين يوم الخميس المقبل 30 يونيو/حزيران.

وسيُستخدم صافي عائدات إصدار السندات في تمويل مشروع مصفاة دانغوتي، الذي من المقرر أن يبدأ عملياته في النصف الأول من عام 2023، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويأتي ذلك بعد قرابة شهر من إنهاء الاتفاقيات والشروط الرئيسة لبرنامج السندات المحلية بقيمة 750 مليون دولار للمساعدة في تمويل إكمال المشروع، والذي توقّف منذ سنوات، بسبب نقص العملة الأجنبية، وتعثّر الاقتصاد، وفيروس كورونا، إلى جانب مشكلات في التمويل.

وأوضح تقرير أصدرته مؤسسة التصنيف الائتماني العالمية “فيتش” أن أكبر مساهم في مصفاة دانغوتي، أغنى رجل في أفريقيا، أليكو دانغوتي، لا يمتلك التمويل اللازم لتطوير المصفاة، ويحتاج لجمع مبلغ قيمته 1.1 مليار دولار لإنهاء المشروع، وتشغيله في 2023.

سندات دانغوتي
تقدّم دانغوتي سندات غير مضمونة بفائدة ثابتة مع نطاق سعري يتراوح بين 12.25% و12.75% بأجل 7 سنوات، تُستحق في 2029. أمّا الشريحة الثانية بأجل لمدة 10 سنوات مع نطاق سعري يبلغ 13% و13.50%، وتُستحق في 2032، وستُدفع فائدة السند على أساس نصف سنوي. كما إن الحدّ الأدنى للاكتتاب في العرض هو 10 آلاف وحدة، بسعر 1000 نايرا لكل وحدة.

وبعد الإنتهاء من البرنامج، سيُدرج السند في سوق الأوراق المالية “إف إم دي كيو”، والبورصة النيجيرية. وتعدّ شركة دانغوتي إندستريز ليمتد “ديل” النيجيرية مسؤولة عن إصدار السندات مع شركتي “دانغوتي أويل ريفينينغ” و”دانغوتي فيرتيليزر ليمتد” بصفتهما شريكين في الالتزام.

وتتنوع محفظة المجموعة لتشمل العديد من الصناعات، من بينها الأسمنت والسكر والملح والتعبئة والطاقة والأسمدة والبتروكيماويات. وفي الوقت الراهن، تُسهم 3 أنشطة تجارية -الأسمنت والسكر والملح – بأغلبية أرباح المجموعة. وحصلت دانغوتي على تصنيف السندات بدرجة (AA+) من قبل وكالة التصنيف الأفريقية “جي سي آر”، ودرجة (AA) من قبل وكالة فيتش.

مصفاة دانغوتي
من المتوقع الانتهاء من تطوير مصفاة دانغوتي -أكبر مصفاة نفط في أفريقيا- في النصف الأول من عام 2023. وفور اكتمالها، ستكون قادرة على معالجة 540 ألف برميل من الخام النيجيري يوميًا خلال المرحلة الأولى من التشغيل، وسترتفع إلى 650 ألف برميل يوميًا.

وبالإضافة إلى وقود الطائرات، ستنتج المصفاة 65 مليون لتر من البنزين، و15 مليون لتر من الديزل، و3 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميًا. وستسهم المصفاة في حلّ أزمة النفط بالبلاد المتمثلة في دعم الوقود واستمرار نقص الإمدادات، إذ تعتمد نيجيريا على الوقود المستورد لتلبية احتياجاتها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبعد أن شهدت البلاد انخفاضًا في إنتاج النفط لعدّة أشهر، ارتفع الإنتاج في مايو/أيار بمقدار 70 ألف برميل يوميًا، وبلغ متوسط الإنتاج 1.42 مليون برميل يوميًا. وحددت منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) هدفًا قدره 1.772 مليون برميل يوميًا لشهر يونيو/حزيران، ارتفاعًا من 1.735 مليون برميل يوميًا. إلّا أن البلاد تكافح للالتزام بحصة أوبك وسط تزايد عمليات سرقة النفط الخام، لذا القدرات المتوقعة للمصفاة ستعزز الإنتاج النيجيري.