صادرات الكهرباء السويدية إلى أوروبا وألمانيا ترفع الأسعار المحلية

تحتل إمدادات الكهرباء السويدية الصدارة في أوروبا، غير أن تلك الصدارة باتت مهددة بارتفاع أسعار الإمدادات المحلية، التي أثرت في الأسر والشركات.

وتشق إمدادات الكهرباء طريقها من السويد إلى ألمانيا -أكبر الاقتصادات الأوروبية- عبر خط نقل بحري تابع لشركة “بلطيق كابل” النرويجية بالكامل، بحسب صحيفة تيلر ريبورت. ورغم التأثير المحلي السلبي لارتفاع أسعار الكهرباء فإن زيادة الصادرات أنعشت خزينة الشركة النرويجية بعائدات ضخمة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

لماذا ترتفع الأسعار محليًا؟
تُعَد السويد أكبر مُصدِّر صافٍ للكهرباء إلى أوروبا خاصة ألمانيا، وتُنقل الإمدادات عبر خط النقل البحري التابع لشركة “بلطيق كابل” النرويجية. وبلغت عائدات صادرات الكهرباء السويدية إلى ألمانيا عبر الشركة النرويجية “بلطيق كابل” 3 ملايين كرونة العام الجاري (2022)، وحققت شركة النقل المملوكة بالكامل للنرويج أقصى استفادة من ارتفاع الأسعار.

وارتفعت أسعار الكهرباء السويدية على الصعيد المحلي، نظرًا إلى عوامل عدة، فمن جهة انخفض إنتاج الكهرباء من مناطق الجنوب ومن جهة أخرى واجهت سعة النقل من الشمال قيودًا. ومن ضمن العوامل الخارجية التي أدت إلى زيادة أسعار الكهرباء السويدية على الصعيد المحلي زيادة معدل الصادرات إلى أوروبا وبصفة خاصة ألمانيا. يأتي هذا، في حين تسجل أسعار الكهرباء في المنطقة الـ4 بجنوب السويد الأعلى بين المستهلكين الذي تضرروا بشدة سواء على مستوى الأسر أو الشركات.

زيادة العائدات
ارتفعت عائدات الشركة النرويجية “بلطيق كابل” بما يُسمى “عائدات الاختناقات”، وهو مصطلح عادة ما يشير إلى وجود فارق في أسعار الكهرباء بين المناطق المُصدّرة والمستوردة، ويتم ذلك عن طريق علاقة طردية، إذ تزيد العائدات كلما زاد الفارق بين أسعار الطرفين.

وزوّدت الكهرباء السويدية ألمانيا بنحو 2 تيراواط/ساعة خلال المدة من يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2022) حتى يوليو/تموز، ما يعادل إمدادات الكهرباء لتزويد المناطق السكنية في مدينة سكانيا السويدية خلال عام.

ودفعت الاختناقات نحو زيادة عائدات الشركة النرويجية “بلطيق كابل” المملوكة بالكامل لشركة الطاقة التابعة للحكومة النرويجية “ستيت كرافت” بنحو 800 مليون كرونة سويدية العام الماضي (2021).

وعلى الصعيد المحلي، دفعت أسعار الكهرباء السويدية المرتفعة والمتوقع ارتفاعها إلى مستويات أعلى خلال فصل الشتاء المقبل نحو إقدام الحكومة على إعلان خطة لدعم الشركات التي تسمح لعملائها بسداد الفواتير في صورة أقساط.

وتسمح تلك الخطة للمرافق بالاقتراض والسماح للمستهلكين بمدد سداد أطول، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة ونشرته في وقت سابق.

دعم حكومي
تسعى الحكومة السويدية لتقديم الدعم المتواصل إلى الشركات والأسر، واستبقت مقترحها الأخير باقتراح آخر يسمح بمنح تلك الكيانات ما مقداره 90 مليار كرونة سويدية، لتعويض فارق تكلفة الطاقة وأسعار الكهرباء المرتفعة.

وفي وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري أعلنت الحكومة عزمها تقديم حزمة دعم إلى شركات الطاقة في صورة ضمانات تُقدّر بنحو 250 مليار كرونة، وتستمر حتى مارس/آذار العام المقبل، لمواجهة نقص الإمدادات وارتفاع أسعارها.

وقدّرت شركة الكهرباء السويدية “غود إل” أن تكلفة أسعار الكهرباء قد ترتفع إلى 1581 دولارًا أميركيًا شهريًا لوحدة تستهلك 20 ألف كيلوواط/ساعة سنويًا، بما يزيد بنحو 1200 دولار عن الشهر ذاته العام الماضي (2021).

وبنظرة عامة، تشير توقعات المحللين إلى مواجهة الدول الأوروبية شتاء يشهد زيادة في الطلب على الكهرباء والتدفئة لا سيما مع خلوه من إمدادات الغاز الروسي. وزادت تلك التوقعات عقب المناوشات التي شهدها خط أنابيب نورد ستريم 1 (المسار الرئيس لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا)، التي بدأت بخفض التدفقات ثم تعليقها، وصولًا إلى إغلاق الخط لأجل غير مسمى.

جفاف مياه نهر كولورادو يهدد 7 ولايات أميركية بأزمة في إمدادات الكهرباء

تواجه 7 ولايات أميركية خطر تراجع إمدادات الكهرباء، مع انخفاض منسوب مياه نهر كولورادو بسبب أزمة الجفاف التي تواجهها العديد من دول العالم. وتهدد آثار أزمة التغير المناخي التي لحقت بالنهر الأميركي توليد الكهرباء من السدود، إضافة إلى توفير احتياجات العيش لسكان الولايات التي يمر بها، حسبما ذكر موقع إن بي آر.

ويعاني نهر كولورادو، الذي يحتوي على أكبر احتياطي من المياه في الولايات المتحدة، من تراجع منسوبه منذ عقدين، وهو يزوّد 40 مليون أميركي بمياه الشرب، وتُستخدم مياهه في ريّ ملايين الأفدنة الزراعية. ولن يؤثّر نقص مياه النهر في الولايات الأميركية الـ7 فقط، إذ إنه يعبر الحدود الأميركية ليزوّد مدن ولايتين في المكسيك ومزارعهما باحتياجاتها المائية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كهرباء سد باول
يهدد نقص مياه نهر كولورادو بتوقّف الطاقة الكهرومائية من السد الواقع على بحيرة باول، وهو يحتلّ المرتبة الثانية من ناحية أكبر كمية من احتياطي المياه في البلاد، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل (2023)، بسبب ضعف دفع المياه للتوربينات. وبدأت آثار نقص مياه النهر تتضح من خلال إغلاق أرصفة المراكب، باستثناء 2 فقط.

ورغم اتجاه نقص مياه نهر كولورادو إلى الأسوأ، ما يزال هناك ارتباك بين المسؤولين في الولايات والحكومة الفيدرالية بشأن الحلول المطروحة. وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، حدد مسؤولون فيدراليون لقادة الولايات الـ7 موعدًا في منتصف شهر أغسطس/آب الجاري، لوضع خطة إنقاذ مخزون المياه في مساحة 2-4 ملايين فدان مكعب، جنوب غرب البلاد، عبر خفض الاستهلاك.

وبحلول شهر أغسطس/آب الماضي، اقترب المخزون على الانتهاء، ولا يوجد أيّ خطط واضحة بشأن إنقاذ مياه النهر في المنطقة المحددة، ما دعا بعضهم إلى المطالبة بتولّي الحكومة الفيدرالية القضية. والولايات الـ7 المهددة من نقص مياه نهر كولورادو هي: أريزونا، كاليفورنيا، كولورادو، نيفادا، نيو مكسيكو، يوتا، إضافة إلى وايومنغ.

خطط الحكومة الفيدرالية
قالت مساعدة وزيرة الداخلية لشؤون المياه والعلوم تانيا تروجيلو، إن الحكومة الفيدرالية الأميركية ستتصرف حيال تخفيضات استهلاك المياه في نهر كولورادو، بوصفها خطة إنقاذ، وتتخذ إجراءات لحمايته.

وتتنوع الإجراءات المحتملة التي ستتخذها الحكومة الفيدرالية بين دراسة تعديل الأنظمة الهندسية لأكبر السدود على النهر، لتتمكن من العمل وتوليد الكهرباء، إضافة إلى تمويل رفع كفاءة استهلاك المياه في القطاع الزراعي. وأعلنت الحكومة الفيدرالية مزيدًا من الخفض التدريجي لاستهلاك مياه نهر كولورادو في ولايتي أريزونا ونيفادا، بدءًا من يناير/كانون الثاني المقبل.