تأميم شركة كهرباء فرنسا يثير قلق أكبر مشروعات الرياح البحرية في أيرلندا

امتد تأثير قرار تأميم شركة كهرباء فرنسا “إي دي إف” خارج حدود البلاد، إذ طال مشروعات الطاقة المتجددة في أيرلندا التي تشارك بها الشركة، وأبرزها أكبر مشروعات الرياح البحرية التابع للحكومة.

وأثارت تلك الخطوة القلق حول مصادر توليد الكهرباء الأيرلندية، لا سيما أنها تتزامن مع محاولات حثيثة للدول الأوروبية لتوفير إمدادات بديلة للغاز الروسي ومصادر تضمن الحصول على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانب آخر، أكد مطوّر مشروع مزرعة الرياح البحرية -الأكبر ضمن 6 مشروعات حكومية في الطاقة المتجددة- أن عملية التأميم لن تؤثّر في المشروع الذي أُطلق عليه “كودلينغ وايند بارك”، بحسب ما نُشر في صحيفة آيرش إكسامينر.

شركة الكهرباء الفرنسية في أيرلندا
سعت فرنسا إلى اتخاذ تدابير عدّة لضمان أمن الطاقة، بعدما توقفت إمدادات الغاز الروسي عن دول الاتحاد الأوروبي، وكثّفت من تلك الإجراءات في الآونة الأخيرة، بمحاولة لتوفير الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء. ويشمل قرار تأميم الشركة الفرنسية، محطات الكهرباء والمولدات النووية المحلية، وكذلك المشروعات التي تملك الشركة حصصًا بها خارج البلاد.

وتملك الشركة نصف حصص المشروع الأكبر ضمن 6 مشروعات لطاقة الرياح البحرية التي تعوّل عليها أيرلندا لتوفير مستهدفات إمدادات الكهرباء المولدة عبر المصادر المتجددة بحلول نهاية العقد (2030). وفي محاولة لاحتواء مخاوف تأثّر تلك المشروعات، أكد المتحدث باسم شركة “إي دي إف رينيوبلز أيرلاند” أن تداعيات التأميم الشامل للشركة لصالح الحكومة الفرنسية لن تطال مشروع “كودلينغ” أو التوسعات المستقبلية للشركة في دبلن.

وأضاف أن شركته -بالتعاون مع شركائها- تُسهم في تطوير إمكانات أيرلندا في قطاع الرياح البحرية. وبخلاف مزرعة الرياح البحرية، تتوسع شركة “ووكسفورد سولار” التابعة لشركة “إي دي إف رينيوبلز أيرلاند” الفرنسية (ذراع شركة كهرباء فرنسا للطاقة المتجددة في أيرلندا) خطط تطوير 8 مواقع في الدولة الواقعة شمال غرب أوروبا، ومزرعة رياح برية.

مزرعة كودلينغ للرياح البحرية
بموجب قرار التأميم، تؤول نصف أصول أكبر مزارع الرياح البحرية التابعة للحكومة الأيرلندية “كودلينغ وايند بارك” بالإضافة إلى مشروعات أخرى للطاقة المتجددة، من بينها المشروعات الشمسية ومشروعات الرياح البرية لصالح شركة كهرباء فرنسا. وتشمل الخطط الحكومية في أيرلندا تطوير 6 مشروعات بحرية لتزويد الشبكة بإمدادات ضخمة من كهرباء الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد (2030)، وتأتي مزرعة “كولينغ” على رأس تلك المشروعات.

ويُتوقع أن يسهم المشروع في توليد ما يتراوح بين 900 ميغاواط و1.5 غيغاواط من الكهرباء، بما يعادل بناء 3 محطات كبرى تعمل بالغاز. ويبلغ إسهام مزرعة “كودلينغ” ضعف الإنتاج المتوقع من ثاني أكبر مشروعات الرياح البحرية في البحر الأيرلندي، وهي مزرعة تعود ملكيتها إلى الشركة الفرنسية بالتعاون مع شركة “فريد أولسن” النرويجية.

وتزداد حدة المخاوف من تداعيات تأميم شركة كهرباء فرنسا على المشروعات الأيرلندية باحتساب رفع الحكومة طموحاتها لمشروعات الرياح البحرية إلى ما يتراوح بين 5 و7 غيغاواط، حتى تتمكن من تحقيق هدفها الرامي إلى إسهام المصادر المتجددة بحصّة قدرها 80% ضمن مزيج الكهرباء في غضون السنوات الـ8 المقبلة.