مسؤولة: أسعار الغاز في أميركا سترتفع بحلول الشتاء

أبدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، تخوفها من ارتفاع أسعار الغاز في أميركا خلال الشتاء المقبل، مع دخول حظر النفط والغاز الروسيين من جانب الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

وقالت يلين، في تصريحات صحفية اليوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول (2022)، إن الغاز سيشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعاره بالنسبة للأميركيين في الشتاء، عندما يخفض الاتحاد الأوروبي بشكل كبير شراء النفط الروسي، وفق ما نقلت عنها وكالة رويترز.

وأضافت الوزيرة الأميركية، أن سقف أسعار الغاز والنفط الروسيين، الذي اقترحته الدول الغربية مؤخرًا على إمدادات الطاقة الروسية، كانت مصممة لتحجيم الأسعار وإبقائها تحت السيطرة، معتبرة أنها “مخاطرة”.

أسباب ارتفاع أسعار الغاز
بررت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين توقعاتها لارتفاع أسعار الغاز خلال الشتاء المقبل، بأن هذه الزيادة المحتملة سببها توقف الاتحاد الأوروبي -في الغالب- عن شراء النفط الروسي، وفرض حظرًا على الخدمات التي تسمح لروسيا بشحن النفط عن طريق الناقلات.

وشملت خطة تحديد سقف أسعار النفط الروسي، التي وافقت عليها مجموعة الـ7، رفض التأمين والتمويل والسمسرة والملاحة والخدمات الأخرى لشحنات النفط التي تزيد أسعارها عن سقف أسعار الخام والمنتجات النفطية، الذي لم يتم تحديده بعد.

وأوضحت الوزيرة الأميركية، أن سقف الأسعار يهدف إلى خفض الإيرادات التي يمكن أن تستخدمها روسيا لشن حرب في أوكرانيا، مع الحفاظ على إمدادات النفط الروسية للحفاظ على انخفاض الأسعار العالمية، إلا أنه يحمل من الجهة الأخرى خطر ارتفاع أسعار الغاز في أميركا.

تراجع صادرات الغاز الطبيعي النرويجي يضع أوروبا في أزمة قبل الشتاء

تتجه الأوضاع في أوروبا من سيئ إلى أسوأ، وأصبحت تقف على شفا الهاوية بعد إعلان النرويج انخفاض صادرات الغاز الطبيعي للقارة العجوز؛ استعدادًا لإجراء عمليات صيانة مكثفة. ومن المتوقع أن تسفر عمليات الصيانة عن انخفاض صادرات الغاز، في سبتمبر/أيلول (2022)؛ إذ حاولت أوسلو، في وقت سابق، تأجيل عمليات الصيانة لتعويض الدول الأوروبية عن الإمدادات الروسية، حسب وكالة رويترز.

في الوقت نفسه، سبق أن أعلنت روسيا توقف إمدادات الغاز الطبيعي بالكامل بواسطة خط أنابيب نورد ستريم 1 عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، لمدة 3 أيام بدءًا من 31 أغسطس/آب (2022)؛ حيث سيخضع خط الأنابيب للصيانة -أيضًا- وتتزايد المخاوف من مواصلة روسيا وقف الإمدادات بعد ذلك، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الغاز النرويجي
أصبحت النرويج المصدر الرئيس للغاز إلى أوروبا، وتزود بريطانيا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا بالغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، وسط مساعٍ من دول القارة العجوز لزيادة سعة تخزين الغاز قبل الشتاء لتجنب أسوأ أزمة طاقة محتملة. ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج الغاز النرويجي قرابة 122 مليار متر مكعب، خلال العام الجاري (2022)، وفقًا للتوقعات الرسمية الصادرة في مايو/أيار (2022)، بزيادة 8% عن عام 2021.

ويرجع ذلك إلى إعطاء البلاد الأولوية لبيع الغاز على إعادة الحقن لتعزيز إنتاج النفط الخام؛ إذ تعهدت بتوفير إمدادات مستقرة إلى أوروبا، خلال فصل الصيف، خاصة بعد تراجع تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية. وهذا يعني أن مشغل البنية التحتية للغاز “غاسكو” اضطر إلى تأجيل أعمال الصيانة المخطط لها سابقًا.

وأكد متحدث باسم غاسكو أن المشغل عدّل مواعيد عمليات الصيانة المقررة هذا العام (2022) لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا خلال أشهر الصيف. وستؤدي عمليات الصيانة المقررة وغير المقررة إلى انخفاض السعة الإنتاجية لـ13 حقلًا، ومحطة معالجة طوال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، وستبلغ الأحجام المفقودة ذروتها عند 154.68 مليون قدم مكعبة يوميًا في 7 سبتمبر/أيلول (2022)، وفقًا لبيانات غاسكو.

في الوقت نفسه، ستشهد نقاط الخروج في أوروبا وبريطانيا أعمال صيانة، وسيؤدي ذلك دورًا في تحديد إلى أين سيتدفق الغاز النرويجي، خلال سبتمبر/أيلول (2022). بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تحد عمليات الصيانة من إجمالي إنتاج الغاز، الذي سينخفض إلى 323.9 مليون متر مكعب يوميًا، وهو أدنى مستوى له خلال العام الجاري (2022)، وفقًا لتوقعات مديرية النفط النرويجية.

ارتفاع أسعار الغاز
أدى انخفاض مستويات الطاقة الكهرومائية وإيقاف بعض محطات الطاقة النووية في فرنسا إلى ارتفاع أسعار الغاز والطاقة في أوروبا عند مستويات قياسية. وأشارت معطيات التداول الأخيرة إلى تجاوز عقود الغاز القياسي للسوق الأوروبية 330 دولارًا/ميغاواط/ساعة، يوم الخميس 25 أغسطس/آب (2022)، وهو أعلى مستوى منذ 7 مارس/آذار (2022).

وأظهرت بيانات البنية التحتية للغاز الأوروبية أن مستودعات تخزين الغاز في القارة كانت ممتلئة بنسبة تزيد قليلًا على 78%، واقتربت من هدف المفوضية الأوروبية البالغ 80% بحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول (2022). أما عن تأثير تراجع الإمدادات النرويجية؛ فقد قال أحد التجار إن هناك تدفقات كافية لتغطية الطلب اليومي، ولا يمثل انخفاض الإمدادات مصدر قلق حقيقيًا، حسب وكالة رويترز.

وأوضح أن شهر سبتمبر/أيلول عمومًا ليس من الأشهر التي يزداد فيها الطلب على الغاز، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. أما بريطانيا؛ فقد ارتفعت عقود التسليم الفورية بمقدار 10 بنسات (0.1182 دولارًا أميركيًا)، عند 540 بنسًا لكل وحدة حرارية، لكن عقود التسليم في عطلة نهاية الأسبوع انخفضت بمقدار 27 نقطة إلى 510 بنسات لكل وحدة حرارية.

تأجيل أعمال الصيانة
كانت شركة إكوينور النرويجية قد أعلنت، في مارس/آذار (2022)، زيادة إنتاج الغاز الطبيعي؛ لتزويد أوروبا بالإمدادات اللازمة، ومساعدتها في التصدي لنقص الوقود وارتفاع الأسعار. فقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع حاد في أسعار الغاز، وتدافع الدول الأوروبية لملء المخزونات التي استهلكتها خلال فصل الشتاء، فضلًا عن البحث عن بدائل للإمدادات الروسية.

وقالت شركة إكوينور إنها ستؤجل عمليات الصيانة، وستجري تعديلات أخرى بالتعاون مع مشغل خطوط الأنابيب “غاسكو”. وكشفت عن أن التعديلات ستسمح لحقل أوسبيرغ بزيادة الصادرات بنحو مليار متر مكعب حتى 30 سبتمبر/أيلول (2022)، بينما يمكن أن تزيد صادرات حقل هايدرون من الغاز الطبيعي بمقدار 0.4 مليار متر مكعب خلال العام الجاري (2022).

ويمكن لهذه الكمية (1.4 مليار متر مكعب) أن تلبي الطلب على الغاز الطبيعي لنحو 1.4 مليون منزل أوروبي خلال عام. في عام 2021، بلغ إنتاج الغاز الطبيعي النرويجي 113 مليار متر مكعب، وتصدر النرويج قرابة 95% من الغاز عبر شبكة من خطوط الأنابيب تحت البحر مرتبطة بمحطات في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا. ومن المتوقع الانتهاء من تطوير خط أنابيب جديد إلى بولندا هذا العام (2022).

أسعار الغاز القياسية تضرب أكبر شركة كيماويات في بولندا

تسبّبت أسعار الغاز الطبيعي القياسية في تراجع أسهم أكبر شركة كيماويات في بولندا لليوم الثامن، لتنخفض بما يصل إلى 10% في وارسو. وأعلنت شركة “أزوتي” وقف إنتاج الأسمدة النيتروجينية وتقليص إنتاج الأمونيا، نظرًا إلى أن “الوضع الحالي في سوق الغاز الطبيعي الذي يحدد ربحية الإنتاج، استثنائي”، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وتصف أزوتي نفسها بأنها ثاني أكبر منتج للأسمدة المعدنية في الاتحاد الأوروبي، وتُعد من بين أكبر مشتري الغاز الطبيعي في بولندا، إذ تستهلك أكثر من 20 غيغاواط/ساعة من الوقود كل عام، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

قرارات أكبر شركة كيماويات في بولندا
أعلنت أزوتي -في بيان صحفي- إغلاق مصنع إنتاج الأسمدة النيتروجينية والكابرولاكتام والبولي أميد 6 مؤقتًا، في 23 أغسطس/آب 2022، نظرًا إلى أسعار الغاز الطبيعي القياسية، المادة الخام الرئيسة المستخدمة في إنتاج الشركة. كما قررت الشركة خفض الإنتاج مؤقتًا في منشآتها الواقعة في مدينة بولاوي، بحسب ما جاء في بيان صحفي أصدرته أزوتي اليوم الثلاثاء (23 أغسطس/آب).

وقالت الشركة: “نلاحظ ارتفاعًا غير عادي، وتاريخيًا لأسعار الغاز الطبيعي في البورصات الأوروبية، منذ عدوان روسيا على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022”. وارتفعت أسعار الغاز في الأشهر الـ6 الماضية من 72 يورو (71.85 دولارًا أميركيًا)/ميغاواط ساعة في 22 فبراير/شباط، إلى 276 يورو (275.42 دولارًا)/ميغاواط ساعة في 22 أغسطس/آب.

أسعار الغاز وإنتاج الأسمدة
حاولت الشركة -التي تسيطر عليها الدولة- تجنُّب تقليص إنتاج الأسمدة، حتى بعد أن ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية أكثر من 4 أضعاف في العام الجاري (2022)، وسط انخفاض الإمدادات من روسيا. وقال المحلل في بنك بيكاو -ثاني أكبر مصرف في بولندا-، كرزيستوف كوزيل: “إعلان أزوتي سلبي للغاية، لكنه متوقع؛ لأن إنتاج الأسمدة بأسعار الغاز المرتفعة لا يُؤتي ثماره”.

وقال إن المستثمرين سيكونون في حالة تأهب لأي مساعدة تقدمها الحكومة، بالإضافة إلى بوادر انتعاش في أسعار الحبوب يُمكن أن تساعد في تعزيز سوق الأسمدة. وكانت شركة يارا إنترناشيونال النرويجية قد أوقفت الإنتاج الشهر الماضي، كما أوقفت أنويل -وحدة البتروكيماويات التابعة لأكبر شركة تكرير في بولندا “بي كيه إن أورلين”- إنتاج الأسمدة يوم الإثنين بسبب الأسعار غير المواتية.

خطة بولندا لمواجهة ارتفاع الأسعار
صرّح وزير الزراعة البولندي، هنريك كووالتشيك، للإذاعة الحكومية بأن أزوتي لديها مخزون كافٍ لتوفير الأسمدة لموسم البذور في الخريف. وأوضح أنه يأمل في استقرار سوق الغاز، لأن بولندا “بحاجة إلى التفكير في بذور الربيع” أيضًا.

من جانبه، قال رئيس الوزراء ماتيوس موراويكي -في تعليقه على قرارات المنتجين بخفض الإنتاج- إن الحكومة ستعد إجراءات للتدخل في سوق الأسمدة المتأثرة بارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وفق ما نقلته وكالة رويترز. وكان مجلس الوزراء البولندي قد وافق، اليوم الثلاثاء، على حزمة جديدة من إجراءات الدعم المالي، المصممة لحماية المستهلكين من ارتفاع أسعار الطاقة الذي سببته الحرب في أوكرانيا.

وستعوض هذه الإجراءات الأسر والمستخدمين العامين المعرضين للخطر بما في ذلك المستشفيات والمدارس التي تستخدم زيت التدفئة وغاز النفط المسال والأخشاب للتدفئة. بالإضافة إلى ذلك، ستحصل محطات التدفئة على تعويض في مقابل ارتفاع الأسعار بنسبة لا تزيد على 40%، في حين ستحصل البلديات على 13.7 مليار زلوتي (2.86 مليار دولار أميركي) لمساعدة البولنديين على التعامل مع فواتير الطاقة المرتفعة، حسبما قال مورافيكي للصحفيين.

أسعار الغاز تقفز إلى مستويات قياسية في هولندا وبريطانيا

قفزت أسعار الغاز في كل من بريطانيا وهولندا إلى مستويات قياسية، يوم الإثنين 22 أغسطس/آب، بسبب التوقف المنتظر لضخّ الغاز الروسي إلى أوروبا، عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، نهاية الشهر الجاري، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وأعلنت شركة غازبروم الروسية، الجمعة 19 أغسطس/آب (2022)، أن نورد ستريم 1، الذي يمدّ الغاز من روسيا إلى أوروبا تحت بحر البلطيق، سيغلق للصيانة ابتداءً من 31 أغسطس/آب إلى 2 سبتمبر/أيلول (2022).

وتشهد أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعات متتالية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وفرض الدول الغربية عقوبات على موسكو. وكانت القارة العجوز أكبر المتضررين من الحرب؛ بسبب اعتمادها على روسيا لتلبية أكثر من 40% من احتياجاتها من الغاز، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الغاز اليوم
ارتفعت أسعار الغاز في العقود الآجلة الهولندية، بنحو 47 يورو (47 دولارًا أميركيًا)، ما يعادل نسبة الخمس، وبلغت 292 يورو لكل ميغاواط/ساعة، بحلول الساعة 01.21 مساء بتوقيت غرينتش (04.21 مساء بتوقيت مكة المكرمة).

في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الغاز في المعاملات الفورية في بريطانيا بنحو 1.39 جنيهًا إسترلينيًا، أو بنسبة 37%، وبلغت 5.03 جنيهًا إسترلينيًا لكل ثيرم (الثيرم يعادل 100 ألف وحدة حرارية بريطانية)، بينما زادت في العقود الآجلة بنحو 1.19 جنيهًا إسترلينيًا، ما يعادل الثلث، وبلغت 4.8 جنيهًا إسترلينيًا، وكلاهما وصلا إلى أعلى مستوى في 5 أشهر.

وقال المحلل في شركة التحليل “أونادا”، كريغ إيرلام: إن “قرار روسيا بتعليق صادرات الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 لمدة 3 أيام نهاية الشهر، زاد من مخاوف دول القارة العجوز مجددًا من استخدام موسكو سلاحًا سياسيًا، ووقف الصادرات بحجة إجراء صيانة لخط الأنابيب”. ولم يكن إعلان شركة غازبروم، المملوكة للدولة، تعليق صادرات الغاز إلى أوروبا، أول محاولات روسيا للتضييق على القارة التي تعتمد بكثافة على نفطها وغازها.

خفض الصادرات
في يونيو/حزيران الماضي، خفضت روسيا ضخّ الغاز إلى أوروبا لإجراء صيانة، وقررت في الموعد المحدد لبدء التشغيل أواخر شهر يوليو/تموز الماضي خفضه بنسب إضافية ليصل إلى 20%، بحجة حاجتها إلى مراجعة أعمال صيانة توربين في خط الأنابيب. واستقرت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1، اليوم الإثنين 22 أغسطس/آب (2022)، بينما زادت الكميات العابرة من ألمانيا إلى بولندا في شرق القارة عبر خط “يامال-أوروبا”.

وواصلت تدفقات الغاز من النرويج إلى أوروبا نشاطها بصورة طبيعية، رغم توقعات سابقة بهبوط الكميات المخصصة للتصدير، بسبب توقّف العمل في بعض الحقول. وهبطت صادرات الغاز النرويجية إلى بريطانيا بنحو 15 مليون متر مكعب، لتبلغ 55 مليون متر مكعب فقط، مقارنة بأمس الأحد الموافق 21 أغسطس/آب.

وعلّق محلل سوق السلع في شركة “أورورا إنرجي ريسيرش”، كريستوس آناغنوستوبلوس، على ارتفاع أسعار الغاز، قائلًا: “استمرار أعمال الصيانة في محطة كوللسنز وحقول ترول في النرويج حتى نهاية الشهر الجاري، وزيادة طلب المنازل في أوروبا وبريطانيا على الغاز، أسهما في دفع الأسعار إلى أعلى”. وشهدت بريطانيا عجزًا في إمدادات الغاز بنحو 5 ملايين متر مكعب، بسبب أعمال الصيانة الواسعة في حقول الجرف القارّي، رغم امتلاء مستودعات التخزين تقريبًا، وفق بيانات الشبكة الوطنية.

تخزين الغاز
بلغ معدل ملء مستودعات تخزين الغاز في بريطانيا 76.9%، وهو يقترب من المستهدفات الأوروبية عند 80%، والمتوقع تحقيقها في أكتوبر/تشرين الأول (2022). وشهدت معدلات توليد الكهرباء من مزارع الرياح في بريطانيا انخفاضًا، اليوم الإثنين، وبلغت ذروتها عند 3.9 غيغاواط، ما يزيد الضغط على أسعار الغاز، نتيجة لارتفاع الطلب على حرقه لتوليد الكهرباء. وفي سوق الكربون الأوروبية، هبطت العقود الآجلة في تعاملات الجمعة 19 أغسطس/آب، بنسبة 5%، ما يعادل 4.88 يورو، وبلغت 93.13 يورو للطن.

“نورد ستريم 1” مغلق للصيانة نهاية أغسطس.. وأسعار الغاز تقفز لمستويات قياسية

تستمر روسيا في توجيه ضربات متتالية وموجعة إلى الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن قلق القارة العجوز في محلّه؛ إذ تستعد موسكو لوقف إمدادات نورد ستريم 1. وفي هذا الإطار، أعلنت شركة غازبروم الروسية، يوم الجمعة 19 أغسطس/آب (2022)، أن خط الأنابيب، الذي يمد الغاز من روسيا إلى أوروبا تحت بحر البلطيق، سيغلق للصيانة من 31 أغسطس/آب إلى 2 سبتمبر/أيلول (2022)، حسب وكالة بلومبرغ.

وقالت شركة الطاقة الروسية، المملوكة للدولة، في بيان -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إنه من الضروري إجراء عمليات صيانة كل 1000 ساعة من التشغيل. وجاءت هذه الصفعة مع ارتفاع العقود الآجلة الأوروبية إلى مستويات قياسية، والتي استمرت تتفاقم منذ أن بدأت روسيا في خفض الصادرات إلى أوروبا في يونيو/حزيران (2022).

صيانة نورد ستريم 1
أوضحت شركة غازبروم أن التوربين الوحيد الذي يعمل في محطة الضغط “بورتوفايا” بحاجة إلى الصيانة الدورية، وسيستغرق ذلك 3 أيام، بدءًا من 31 أغسطس/آب حتى يوم 2 سبتمبر/أيلول (2022). ووفقًا للبيان، ستجري غازبروم أعمال الصيانة في المحطة مع متخصصين من شركة سيمنس الألمانية؛ بما يتماشى مع عقود الخدمة. وأفادت بأنه فور انتهاء عمليات الصيانة وفي ظل عدم وجود أعطال فنية بالوحدة، ستستأنف التدفقات البالغة 33 مليون متر مكعب يوميًا.

ويأتي هذا الإعلان في وقت أدانت فيه الدول الغربية موسكو باستخدام الطاقة “ورقة ابتزاز”، وزادت فيه مخاوف أوروبا من نقص الطاقة في جميع أنحاء القارة. وكانت روسيا قد قطعت إمدادات الغاز عن أوروبا مرارًا، بعدما فرضت الدول الغربية عقوبات على موسكو؛ ردًا على الحرب الأوكرانية.

أزمة التوربينات
بررت روسيا خفض الإمدادات بصعوبة إعادة توربين تابع لشركة سيمنس الألمانية بعد إجراء صيانته في كندا. وتتهم الدول الأوروبية موسكو بالضغط عليها من خلال تأخير عودة التوربين بهدف استخدام الطاقة سلاحًا.

وأثار إغلاق الخط لإجراء عمليات الصيانة لمدة 10 أيام في يوليو/حزيران (2022) مخاوف في الدول الأوروبية، التي تحاول تنويع الإمدادات منذ الأشهر الماضية. ويمكن لخط أنابيب نورد ستريم 1 -عادةً- نقل قرابة 167 مليون متر مكعب يوميًا.

محطة بورتوفايا
صُممت محطة ضغط بورتوفايا في روسيا، التي يبدأ من عندها خط أنابيب نورد ستريم 1، لتشغيل 6 توربينات رئيسة وتوربينين أصغر حجمًا. وفي الوقت الذي علق فيه أحد التوربينات بألمانيا، ما زالت التوربينات الأخرى في روسيا تحتاج إلى الصيانة سواء في كندا أو في الموقع.

ومن المتوقع أن يزيد الإغلاق من أزمة إمدادات الغاز في أوروبا، ولا سيما أن خط أنابيب نورد ستريم 1 يعمل بنسبة 20% فقط من طاقته. ويأتي ذلك بعدما أشارت شركة غازبروم في وقت سابق إلى الحاجة لصيانة محطات الضغط الأخرى، وتخشى القارة العجوز أن تقطع روسيا الإمدادات نهائيًا في موسم الشتاء.

أسعار الغاز
بعد إعلان شركة غازبروم، قفزت أسعار الغاز الأوروبية إلى مستوى قياسي جديد عند إغلاق التداول، اليوم الجمعة، 19 أغسطس/آب (2022)، وقفزت العقود الآجلة الأوروبية إلى قرابة 9%. وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في مركز “تي تي إف” الهولندي (المرجع الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا) إلى أعلى مستوى إغلاق عند 257.49 يورو (258.30 دولارًا أميركيًا)، وسط مخاوف من شح الإمدادات في فصل الشتاء.

وتجاوز سعر الغاز الفوري في أوروبا 2700 دولار لكل ألف متر مكعب، بعد انتشار تقارير إيقاف نورد ستريم 1. ووفقًا لوكالة تاس الروسية؛ فقد ارتفع سعر الغاز في أوروبا فوق 2500 دولار لكل ألف متر مكعب خلال تعاملات يوم 16 أغسطس/آب (2022) للمرة الأولى منذ 5 أشهر.

في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة لتسليم سبتمبر/أيلول في مركز “تي تي إف” الهولندي (المرجع الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا) إلى 2501 دولار لكل ألف متر مكعب. ووصل سعر الغاز الفوري إلى قرابة 3 آلاف و900 دولار في 7 مارس/آذار (2022) لكل ألف متر مكعب، لأول مرة في التاريخ. وتوقعت شركة غازبروم الروسية ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى 4 آلاف دولار لكل ألف متر مكعب خلال فصل الشتاء.

Neutrino Energy – خفض الإمدادات الروسية يسرع من ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية

نتيجة لتنفيذ روسيا لتهديدها بزيادة قطع الإمدادات عن المنطقة، ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية، مما زاد من احتمال أن تعاني القارة من نقص في فصل الشتاء. ارتفعت أسعار الغاز بنسبة تصل إلى 13 في المائة نتيجة انخفاض التدفقات على خط أنابيب نورد ستريم 1، والتي تم تخفيضها إلى خمس طاقتها النموذجية فقط.

وجه سياسيون في أوروبا اتهامات لروسيا بتسليح إمدادات الغاز كشكل من أشكال الانتقام من العقوبات المفروضة على روسيا نتيجة صراعها مع أوكرانيا. وقد تم تخفيض سعته من خط أنابيب نورد ستريم 1 المهم، الذي يربط بين روسيا وألمانيا، إلى 40 في المائة في يونيو، وهددت موسكو بتخفيضه أكثر هذا الأسبوع. أدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى تفاقم أزمة تكلفة المعيشة وزيادة تكاليف الصناعة، مما يهدد بدفع المنطقة إلى الركود. لقد أجبرت بالفعل العواصم الأوروبية على بذل الجهود لحماية المستهلكين والشركات من الأسعار المتصاعدة.

أنفقت ألمانيا مليارات اليوروهات على إنقاذ مرافق الغاز لضمان إمدادات كافية لفصل الشتاء القادم. تعمل فرنسا على تأميم شركة الكهرباء المملوكة للدولة EDF للمساعدة في كبح تكاليف الأسرة، لكن المملكة المتحدة طورت حزمة بقيمة 15 مليار جنيه استرليني لمساعدة الناخبين في ارتفاع الفواتير. لكن في الأسابيع الأخيرة، تعمق وضع الغاز حيث شددت روسيا قبضتها على الإمدادات. وصل العقد القياسي الأوروبي TTF إلى مستوى مرتفع بلغ 222.5 يورو لكل ميغاواط ساعة يوم الأربعاء قبل أن ينخفض إلى 202.5 يورو.

زاد العقد بمقدار الربع تقريبًا هذا الأسبوع وزاد بأكثر من الضعف منذ بدء التداول في أوائل يونيو، مما أدى إلى توقع الحاجة إلى مساعدة حكومية إضافية. عند هذه المستويات، يتوافق سعر البنزين مع سعر نفط يبلغ 380 دولارًا للبرميل، وهو ما يزيد عن أربعة أضعاف السعر الحالي. صرح إيرا جوزيف، مستشار الطاقة الذي يمتلك عقودًا من الخبرة في هذا القطاع، “الأسعار مرتفعة جدًا لدرجة أنه ليس لدينا أي فكرة عن كيفية استجابة الاقتصاد أو الطلب؛ لم نر أبدًا أي شيء قريب حتى من مستويات الأسعار هذه عن بعد. لسنا متأكدين بعد من رد فعل جميع الحكومات. من الآمن أن نستنتج أنه سيتم القضاء على القليل من الاحتمالات في هذه المرحلة “.

اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لتقليل اعتماده على الغاز الروسي، الذي كان يشكل أكثر من 40٪ من إمدادات الكتلة قبل الصراع بين روسيا وأوكرانيا. كما شجعت الأعضاء هذا الأسبوع على خفض الاستخدام طواعية بنسبة 15٪ للمساعدة في ملء مرافق التخزين استعدادًا لفصل الشتاء. ومع ذلك، تستمر المخاوف من أن الصناعة والمستهلكين قد يعانون من التقنين أو النقص هذا الشتاء، مع احتمال فرض مزيد من القيود على العرض من قبل روسيا. صرح المحللون في جولدمان ساكس هذا الأسبوع أن “تدمير الطلب المدفوع بالأسعار” أصبح أكثر أهمية “للمساعدة في تعويض مثل هذه الخسائر الكبيرة في العرض”.

قال تجار غاز إن قدرتهم على شراء وبيع العقود في السوق تضاءلت، مما أدى إلى زيادة التقلبات، مع انسحاب المستثمرين الماليين وتعامل المرافق بشكل أقل لتأمين الإمدادات. وعزت روسيا الانخفاض في تدفقات نورد ستريم 1 إلى مشاكل في التوربينات، زعمت أنها تفاقمت بسبب العقوبات الغربية. جازبروم ، الشركة المملوكة للدولة التي تحتكر صادرات الغاز، لم تسد الفجوة بأساليب بديلة. نفى ديمتري بيسكوف ، المتحدث باسم الكرملين، أن تكون غازبروم تخفض الإمدادات لدفع الاتحاد الأوروبي إلى إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا. وبدلاً من ذلك، ذكر أن العقوبات نفسها كانت تعيق تدفق الغاز.

“جازبروم تشحن أكبر قدر ممكن وبقدر ما هو مطلوب. نحن ندرك أن الفرص التكنولوجية لضخ الغاز قد تضاءلت. لقد تضاءلوا. لماذا ا؟ لأن الصيانة التكنولوجية أصبحت أكثر صعوبة بسبب القيود والعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، قال بيسكوف للصحفيين، وفقًا لما أوردته وكالة إنترفاكس. أفادت شركة يونيبر الألمانية أن التدفقات انخفضت إلى 20٪ مما طلبته من شركة غازبروم.

أبلغت شركة إيني الإيطالية للطاقة من قبل شركة غازبروم أنها ستتلقى 27 مليون متر مكعب من الغاز يوم الأربعاء، بانخفاض 20 في المائة مقارنة بـ 34 مليون متر مكعب في الأيام الأخيرة. انخفض اعتماد إيطاليا على الغاز الروسي من حوالي 40 في المائة من إجمالي وارداتها من الغاز إلى ما يقرب من 25 في المائة، والجزائر – التي تعد الآن أكبر مورد لإيطاليا – هي التي تشكل الفارق. في خطاب ألقاه أمام البرلمان الإيطالي قبل أسبوع من استقالته من منصب رئيس الوزراء، أرجع ماريو دراجي “اعتماد البلاد غير المستدام للطاقة” على روسيا إلى “عقود من القرارات الغبية والمحفوفة بالمخاطر”.

النقص في الغاز له تأثير مضاعف في جميع أنحاء العالم، ويشكل خطر حدوث كساد وموجة إضافية من التضخم. لكن لحسن الحظ، لا يزال هناك أمل لأوروبا لأن الوقت والجهد اللذين يبذلهما عدد كبير من المتخصصين والعلماء المتحمسين للغاية والمبدعين في مجال الطاقة من جميع أنحاء العالم لجعل مستقبل الطاقة المتجددة حقيقة واقعة لن يمر مرور الكرام. أشخاص مثل أولئك في مجموعة نيوترينو للطاقة، الذين عملوا بجد لتحسين تقنيتهم الكهروضوئية لمساعدة الطاقة التي تنتجها مزارع الرياح، والمصفوفات الشمسية، ومشاريع الطاقة المستدامة الأخرى. مصدر طاقة فريد من نوعه سيحدث ثورة في طريقة تفكيرنا في الطاقة المتجددة في السنوات القادمة.

 

طاقة النيوترينو: وقود المستقبل الذي لا نهاية له
لفترة طويلة، رفض الخبراء فكرة استخدام النيوترينو كمصدر للطاقة. ومع ذلك، قام عالمان مستقلان، هما آرثر ماكدونالد من كندا وتاكاكي كاجيتا من اليابان، بتحديد كتلة النيوترينو في عام 2015. وقد أقنع هذا الاكتشاف بعض العلماء والمهندسين بأن طاقة النيوترينو هي احتمال حقيقي. منذ ذلك الحين، كان الهدف العام لمجموعة نيوترينو للطاقة هو تسخير قوة النيوترينو بالإضافة إلى أنواع أخرى من الإشعاع غير المرئي. يشبه استخدامها استخدام الخلايا الشمسية الكهروضوئية في العديد من الجوانب. بدلاً من جمع النيوترينو وأنواع أخرى من الإشعاع غير المرئي، يتم امتصاص جزء من طاقتها الحركية وتحويلها لاحقًا إلى كهرباء.

طاقة النيوترينو لها إمكانات لا حصر لها؛ على سبيل المثال، لا تواجه خلايا النيوترينو فولتيك نفس عقبات الكفاءة والاعتمادية مثل مصادر الطاقة المتجددة الأخرى. يمكن للنيوترينو أن تنتقل عبر جميع المواد المعروفة تقريبًا، مما يعني أن خلايا النيوترينو فولتيك لا تحتاج إلى ضوء الشمس لتعمل. فهي متعددة الاستخدامات بما يكفي لاستخدامها في الداخل والخارج وحتى تحت الماء. نظرًا للبساطة التي يمكن بها عزل خلايا النيوترينو فولتيك مع استمرار توليد الطاقة، فإن هذه التقنية لا تتأثر بالثلج وأنواع الطقس العاصف الأخرى، مما يمكنها من توليد الكهرباء على مدار الساعة، 365 يومًا في السنة، بغض النظر عن موقعها في العالم.

ميزة أخرى رائعة حول طاقة النيوترينو هي أنها مصدر للطاقة لا تتطلب أنظمة تخزين الطاقة. حتى على نطاق متواضع، تتمتع تكنولوجيا الخلايا الكهروضوئية بالقدرة على تخفيف عبء مصادر الطاقة المتجددة التي تعتمد على التخزين. حتى إذا كانت طاقة النيوترينو تلبي 10 بالمائة فقط من احتياجات الطاقة لشبكة الطاقة المتجددة، فإنها تلغي الحاجة إلى تخزين 10 بالمائة من كهرباء هذا النظام في البطاريات.

اللامركزية هي جوهر جاذبية تكنولوجيا النيوترينو فولتيك. بينما لا يمكن إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري إلا في المناطق الحضرية ومعظم الأسر تفتقر إلى الألواح الشمسية أو توربينات الرياح، يمكن دمج أجهزة النيوترينو فولتيك مباشرة في الهواتف المحمولة والأجهزة والمركبات والقوارب، مما يجعل تخزينها أو تبديدها غير ضروري عن طريق نقلها حول المدينة.

ومع ذلك، فإن قطاع الطاقة ليس الوحيد الذي يستفيد من الإمكانات غير المحدودة للنيوترينو؛ تتمتع صناعة التنقل الكهربائي أيضًا بمزايا كبيرة. في حين أن غالبية مستخدمي السيارات الكهربائية لا يزالون يستمدون الطاقة من مقبس كهربائي، فإن أي شيء يتم تشغيله بواسطة تقنية خلايا النيوترينو فولتيك يستمد الطاقة من البيئة. نظرًا لأن محرك الاحتراق الداخلي لم يتم تصميمه لهذا النوع من الطاقة، فلم يهتم به أحد حتى الآن. ومع ذلك، بالنسبة للمركبة الكهربائية، فإن الطاقة المحيطة تشبه مضخة الوقود الثابتة، واندفاع الأشعة الكونية اللانهائي من الشمس والضوء والنيوترونات وغيرها من الإشعاعات غير المرئية.

حقق مشروع Car Pi نجاحًا باهرًا بفضل مجموعة نيوترينو للطاقة المرموقة في برلين، ألمانيا. تعمل الشركة جاهدة على تطوير وبناء وتصنيع Car Pi إلى سيارة فريدة من نوعها تستمد طاقتها ببساطة من البيئة – مستقلة تمامًا عن الكهرباء “غير الشريفة” التي تأتي من احتراق الوقود الأحفوري. جعل هذا الاختراع أحد أكثر المهام طموحًا التي قامت بها البشرية على الإطلاق، وهو يقترب من أن يصبح حقيقة.

تولد هذه السيارة الاستثنائية طاقتها الخاصة من خلال تسخير النيوترينو وغيرها من الإشعاعات غير المرئية، مما يجعلها أول سيارة في العالم لا تتطلب إعادة الشحن في محطة شحن عادية، وبدلاً من ذلك تسحب ما تحتاجه لتدور بشكل دائم، سواء كانت متحركة أم لا. اعتمادًا على الظروف، فإن مجرد ترك السيارة بالخارج لمدة ساعة واحدة يمكن أن يوفر ما يصل إلى 100 كيلومتر من المدى.

ليست السيارات الكهربائية هي الوحيدة التي ستستفيد بفضل النيوترينو وغيرها من الإشعاعات غير المرئية. بعد نجاح مشروع Car PI، ستنتقل مجموعة نيوترينو للطاقة إلى مشروع Nautic Pi كخطوتها التالية. لغرض تكييف التكنولوجيا مع اليخوت والقوارب الكهربائية، سيتم توظيف أكثر من ألف مهندس، وسيتم استثمار أكثر من مليار دولار. سيمكن ذلك هذه السفن من الإبحار في المحيطات دون استخدام قطرة واحدة من الوقود الأحفوري، ولن تكون مطلوبة لتخزين الطاقة في البطاريات.

تعد طاقة النيوترينو هي الطاقة الحقيقية للمستقبل، وذلك بفضل عمل مجموعة نيوترينو للطاقة وتقنيتها النيوترينو فولتيك الرائعة. تمتلك البشرية الآن حلاً موثوقًا طال انتظاره لمعضلة الطاقة الحالية. نأمل أن نعيش في عالم أفضل وأكثر صداقة للبيئة في السنوات القادمة نتيجة لجهودهم وجهود الآخرين الذين نأمل أن يسيروا على خطىهم.

أرباح إيني الإيطالية ترتفع إلى 3.9 مليار دولار خلال الربع الثاني من 2022

حققت شركة إيني الإيطالية طفرة في الأرباح خلال الربع الثاني من العام المالي الجاري (2022)، بدعم من ارتفاع أسعار النفط والغاز، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وقفزت أسعار النفط والغاز إلى مستويات قياسية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، وهو ما انعكس إيجابًا على نتائج أعمال شركات الطاقة الكبرى.

وبلغت أرباح شركة إيني الإيطالية، 5.8 مليار يورو (5.94 مليار دولار) قبل احتساب الفوائد والضرائب، بزيادة 13% على أساس ربع سنوي، بدعم من هوامش التكرير القوية، وفقًا لنتائج أعمال الشركة المنشورة على موقعها الإلكتروني.

أرباح إيني الإيطالية
بلغ صافي الربح المعدل لشركة إيني الإيطالية، خلال الربع الثاني من العام المالي الجاري (2022) 3.8 مليار يورو (3.89 مليار دولار)، مقابل 0.93 مليار يورو خلال المدة نفسها من العام السابق، بزيادة قدرها 2.9 مليار يورو، متجاوزة التوقعات البالغة 3.27 مليار يورو.

ورفعت عملاق الطاقة الإيطالية خططها لإعادة شراء الأسهم هذا العام، ووافقت على برنامج شراء أسهم جديد لعام 2023. وبدأ برنامج إعادة شراء الأسهم لعام 2022 في نهاية مايو/أيار وحتى 22 يوليو/تموز، وجرى شراء 29.4 مليون سهم مقابل نفقات نقدية قدرها 355 مليون يورو.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة كلاوديو ديسكالزي: “بناءً على هذه النتائج القوية وتوقعاتنا المحدثة للسوق، فإننا نعزّز توزيع أرباح المساهمين من خلال زيادة إعادة شراء أسهم 2022 إلى 2.4 مليار يورو”. ووافقت الشركة على برنامج جديد لإعادة شراء الأسهم بحد أدني 1.1 مليار يورو، مع احتمال زيادتها إلى 2.5 مليار يورو.

وستُسدد الدفعة الأولى من أرباح عام 2022، بقيمة 0.22 يورو للسهم الواحد في سبتمبر/أيلول المقبل. وبلغ إنتاج الشركة من النفط خلال الربع الثاني 1.58 مليون برميل بانخفاض قدره 1% مقارنة بالعام السابق، وبانخفاض طفيف عن الربع الأول بسبب أحداث قاهرة في ليبيا ونيجيريا وكازاخستان. وتتوقع الشركة أن يبلغ إنتاجها من النفط 1.67 مليون برميل يوميًا خلال عام 2022، بمتوسط سعر 105 دولارات للبرميل.

مشروعات النفط والغاز
سجلت أعمال الكيماويات التي تديرها شركة فيرساليس أرباحًا بقيمة 125 مليون يورو في الربع الثاني من العام المالي الجاري، ارتفاعًا من خسارة قدرها 115 مليون يورو خلال الربع الأول.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي: “وسط حالة من عدم اليقين والتقلب في الأسواق، تحركنا بسرعة لتأمين إمدادات طاقة جديدة، بعد توقيع اتفاقيات الغاز الجديدة مع شركائنا في الجزائر والكونغو ومصر في وقت سابق من العام، دخلت إيني في يونيو/حزيران مشروع حقل الشمال الشرقي في قطر، وهو جزء من أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم”.

وأضاف ديسكالزي: “في شرق أفريقيا، بدأ إنتاج الغاز من محطة كورال ساوث العائمة للغاز الطبيعي المسال، التي تديرها إيني، وهو أول مشروع لتطوير إمكانات موزمبيق الكبيرة. وفي إيطاليا، استثمرنا في إعادة بناء مخزون الغاز قبل فصل الشتاء، ورفعت مصافي التكرير لدينا معدلات المعالجة بصورة كبيرة لضمان توفر المنتجات النفطية للسوق”.

وفي مارس/آذار الماضي، تعهّدت شركة إيني الإيطالية بضخ إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي والمسال إلى أوروبا؛ لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، من خلال مشروعاتها في العديد من الدول، في مقدمتها دول أفريقيا: مصر والجزائر وأنغولا ونيجيريا وموزمبيق.

وأعلنت شركة إيني الإيطالية تحقيق صافي ربح معدل، 3.27 مليار يورو (3.4 مليار دولار) خلال الربع الأول من 2022، من 0.27 مليار يورو (0.29 مليار دولار) قبل عام، بزيادة قدرها 3 مليارات يورو (3.17 مليار دولار)، ليتجاوز التوقعات البالغة 2.47 مليار يورو (2.61 مليار دولار).

وتتوقع شركة الطاقة الإيطالية اكتشاف نحو 700 مليون برميل من النفط خلال العام الجاري 2022. وتعتزم إيني خفض الانبعاثات المطلقة بنسبة 35% بحلول عام 2030، من مستويات 2018، وبنسبة 80% بحلول عام 2040، وصولًا إلى الحياد الكربوني الكامل بحلول 2050.