عطّل إضراب عمال مصافي النفط في فرنسا، منذ أكثر من 10 أيام، قرارًا حكوميًا بوضع قيود على استهلاك الوقود، وفق ما ذكرت وكالة رويترز، اليوم السبت 8 أكتوبر/تشرين الأول (2022).
واجتاحت الإضرابات العمالية مصافي التكرير، بسبب مطالب متعلقة بزيادة الأجور، لمواجهة معدلات التضخم المتقافزة مؤخرًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. وقال وزير البيئة الفرنسي كريستوف بيتشو لراديو “فرانسيفو”، ردًا على سؤال بهذا الشأن: “لم نصل لنقطة تستدعي فرض قيود على استهلاك الوقود بعد، بسبب إضراب عمال مصافي النفط في فرنسا، وأعتقد أن الأمور ستهدأ بعد أيام”.
تأثُّر محطات الوقود
بدأت محطة وقود من كل 5 محطات تعاني أزمة إمدادات في فرنسا، بسبب إضراب عمال المصافي، وذلك بالتزامن مع دخول عمال شركة توتال إنرجي في اليوم الـ11 لإضرابهم.
ومع نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي 2022، فقدت مصافي النفط في فرنسا نحو 60% من طاقتها التكريرية، أي ما يعادل 740 ألف برميل يوميًا بسبب إضرابات العمال، ما تسبّب في تقليص إمدادات الديزل والبنزين إلى محطات الوقود في البلاد.
ونجم عن ذلك تعطيل عمليات تكرير المنتجات النفطية وتسليمها إلى شركة توتال إنرجي، التي تضررت 4 مصافٍ مملوكة لها داخل فرنسا. وقال كبير محللي النفط في أويل إكس، نيل كروسبي: “موجة الإضرابات في فرنسا فاجأت السوق، وهناك حالة من عدم اليقين بشأن مدتها”.
6 مصافٍ
توقفت 6 من مصافي النفط في فرنسا، 4 منها تابعة لشركة توتال إنرجي منذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، واثنتان تتبعان شركة إكسون موبيل الأميركية منذ 20 سبتمبر/أيلول الماضي. وقال ممثل نقابة عمال توتال إنرجي: “لم يحدث أي جديد.. المضربون مستمرون في إضرابهم حتى الآن”. وأضاف أن النقابة وجهت نداء اليوم السبت إلى رئيس الشركة باتريك بويانيه، لبدء مفاوضات مع اقتراب موعد محادثات الأجور الرسمية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 2022. إلا أن ممثل نقابة عمال توتال إنرجي أكد عدم تراجع النقابة عن أي من مطالبها.
إضراب إكسون موبيل
قالت شركة إكسون موبيل إن إضراب العمال في اثنتين من مصافي النفط التابعة لها في فرنسا مستمر حتى اليوم السبت، “ويبدو أنه سيتواصل حتى نهاية الأسبوع الجاري”. وأضافت الشركة أنها ستبدأ محادثات جديدة مع ممثلي العمال بعد غد الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول.
وطالب وزير البيئة المواطنين بالتزام الهدوء والتحلي بالمسؤولية جراء تأثُّر محطات الوقود سلبًا بإضراب عمال المصافي. وتعاني باريس مع أوروبا وباقي دول العالم أزمة طاقة بسبب ارتفاع الأسعار الناجم عن غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
دعم الوقود في فرنسا
قررت فرنسا -في منتصف مارس/آذار الماضي 2022- دعم أسعار الوقود بأكثر من ملياري يورو (2.03 مليار دولار)؛ أو ما يعادل 0.15 يورو لكل لتر، ثم 0.18 يورو للّتر في أبريل/نيسان لكل لتر من البنزين والديزل.
ويبدو أن كل دول العالم من غير منتجي مصادر الطاقة، أو ليس لديها اكتفاء ذاتي منها، ستشهد مزيدًا من المعاناة، بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها المعروف بـ(أوبك+)، بخفض الإنتاج مليوني برميل بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ودفع قرار أوبك+ -الذي اتخذته الأربعاء الماضي- دولًا مثل أميركا إلى توجيه نقد عنيف إلى الدول الأعضاء، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.