باكستان ستريم.. مسار جديد لدعم صادرات الغاز الروسي إلى آسيا

يعدّ خط أنابيب “باكستان ستريم” أحد المشروعات الهادفة إلى دعم صادرات الغاز الروسي باتجاه الدول الآسيوية. وفي هذا الإطار، أعرب سفير باكستان في روسيا، شوكت علي خان، عن أمل بلاده أن يبدأ بناء خط أنابيب الغاز الذي يربط إسلام آباد بموسكو خلال العام المقبل (2023). بدأ الغاز الروسي خلال المدة الأخيرة البحث عن جهات جديدة في أعقاب عزم دول الاتحاد الأوروبي تنويع الإمدادات بعيدًا عن موسكو في أعقاب عزو أوكرانيا، وعدم السماح بالضخ في نورد ستريم 2 الذي تمّ قبل نحو عام.

إمدادات الغاز الروسي
أكد الدبلوماسي الباكستاني اهتمام بلاده بإمدادات الغاز الطبيعي المسال من روسيا، متوقعًا أن يربط خط أنابيب الغاز “لباكستان ستريم” البنية التحتية لمحطات الغاز المسال في مواني كراتشي وغوادار في جنوب باكستان بالمحطات الكهربائية والمنشآت الصناعية في منطقة البنغاب شمال البلاد.

ومن المتوقع أن يتجاوز طول خط الأنابيب “باكستان ستريم” للمشروع نحو 1.1 ألف كيلومتر، وستبلغ قدرته ما يصل إلى 12.3 مليار متر مكعب سنويًا. وتمتلك روسيا عدّة خطوط لتصدير الغاز إلى أوروبا، من بينها نورد ستريم 1، و2، وشبكة خطوط أنابيب عبر أوكرانيا، إضافة إلى خط يامال أوروبا، وترك ستريم وبلو ستريم، إذ كانت تزوّد القارة العجوز بنحو 40% من احتياجاتها.

وأعادت روسيا خلال المدة الماضية إحياء عدد من مشروعات خطوط الغاز مع دول آسيا، وفي مقدّمتها الصين، التي وقّعت معها اتفاقية طويلة الأجل في فبراير/شباط الماضي، لمدة 30 عامًا، تتضمن إنشاء خط جديد للغاز. كان عملاق الغاز الروسي غازبروم قد بدأ دراسة للجدوى في 2020 لمشروع خط الأنابيب “باور أوف سيبريا-2″، الذي سيضخ ما يصل إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا إلى الصين عبر منغوليا.

الاتفاق مع باكستان
وُقِّعَت الاتفاقية بين حكومتي روسيا وباكستان بشأن تنفيذ مشروع بناء خط أنابيب الغاز “باكستان ستريم” في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، وتقضي الوثيقة باستخدام المواد والتكنولوجيات والخدمات الروسية، إلّا أن الإطار الزمني لتنفيذ المشروع مُدِّدَ عدّة مرات. وفي 28 مايو/أيار 2021، وقّع وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف، وسفير باكستان في روسيا، وثيقة تتيح بدء تنفيذ مشروع إنشاء خط أنابيب “باكستان ستريم” في المستقبل القريب.

شدد السفير الباكستاني على أن بلاده تَعُدّ المشروع إستراتيجيًا، ومن حيث الإرادة السياسية للأحزاب لا توجد عقبات أمام تنفيذه، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية. وأوضح أن العقبات التي قد تواجه المشروع مسائل إجرائية وقانونية ومالية وليست حرجة، إذ إن الأساس هو كون مشروع “باكستان ستريم” لا يزال على المسار الصحيح من حيث الإرادة السياسية للحكومتين.

الفحم الإيراني يبدأ التدفق إلى أسواق باكستان

بدأ الفحم الإيراني يتدفق إلى أسواق باكستان لتعزيز محطات توليد الكهرباء المتضررة من الفيضانات المدمرة التي تتعرّض لها الأخيرة، وفق مصدر مسؤول في طهران. وقال عضو غرفة التجارة علي ريجي ميرجافه، إن البلدين لم يحددا حجم الفحم الذي ستحصل عليه باكستان، ولكن هذه الصادرات تُنفذ في إطار عمليات بنظام المقايضة، حسبما ذكر موقع برس تي في.

وتعرّضت باكستان إلى فيضانات مدمرة خلال الشهرين الماضيين، قتلت ودمرت آلاف الأشخاص والمنازل، وهي الكارثة الطبيعية التي أرجع بعض المحللين أسبابها إلى تغير المناخ، وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إليها في اجتماع له أمس الأربعاء الموافق 21 سبتمبر/أيلول في الإطار ذاته، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات سنوية
قال عضو غرفة التجارة في طهران علي ريجي ميرجافه، إن صادرات الفحم الإيراني إلى باكستان قد تبلغ 0.5 مليون طن متري سنويًا. وأضاف أن صادرات الفحم الإيراني بدأت التدفق إلى باكستان، بعد الفيضانات التي حطمت جزءًا كبيرًا من بنية محطات الطاقة التحتية، وفقدت كثير منها الوقود المُخزّن لديها.

ورغم أن مكتب رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، كان قد أعلن مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، عودة التيار الكهربائي إلى 46 محطة توزيع من أصل 81 محطة متضررة من الفيضانات، فإنه أشار إلى أن الكهرباء منقطعة حتى الآن في 35 محطة توزيع أخرى، انتظارًا لانحسار مياه الفيضانات.

وأوضح البيان -الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، حينها- أن 881 وحدة تغذية بقوة 11 كيلو فولت تأثرت بالأمطار الموسمية والفيضانات؛ ما انعكس سلبًا على إمدادات الكهرباء لـ975 ألف مستهلك، وأن الحكومة أتمت صيانة 475 وحدة من وحدات التغذية الكهربائية المتضررة. وما يزال نحو خُمْس محطات إقليم السند، ومحطتان في إقليم بلوشستان، مغمورة بمياه الفيضانات التي يبلغ ارتفاعها بين 91.44 و121.92 سنتيمترًا.

سوق باكستان
أسالت الفيضانات لعاب الدولتين العدوتين للغرب والمستهدفتين بعقوباته الاقتصادية، طهران وموسكو، حول إمكان تحول باكستان إلى سوق سهلة لمنتجاتهما، فبالإضافة إلى الفحم الإيراني، تنافس الدولة الفارسية روسيا على تصدير الغاز إلى إسلام آباد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرّح في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري، بأن بلاده يمكنها تأمين إمدادات الغاز إلى باكستان عبر خطوط الأنابيب.

وتوقع عضو غرفة التجارة في طهران علي ريجي ميرجافه، أن تنمو قيمة التبادل التجاري مع باكستان بمقدار 3 أضعاف خلال المستقبل القريب بصورة عامة لتبلغ 5 مليارات دولار أميركي، وليست في صادرات الفحم الإيراني فقط. وأشار -في تصريحات لوكالة “إل إن إيه نيوز” المحلية شبه الرسمية- إلى أن الاتفاقات التجارية بين البلدين لم تدخل جميعها حيز التنفيذ بعد، ما يسمح بزيادة مساحة التبادل التجاري.

وأوضح أن إيران تصدر إلى باكستان منتجات نفطية وسلعًا زراعية، وتستورد مقابلها من إسلام آباد أرزًا وفاكهة. وتابع أنه سيبدأ تنفيذ اتفاق مقايضة بين البلدين في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تصدر من خلاله إيران العنب والتفاح، وتحصل مقابلهما على عنب باكستاني.

مخزونات الديزل في باكستان تصل إلى ملياري لتر

أعلن وزير المالية في باكستان مفتاح إسماعيل، أن بلاده تملك ملياريْ لتر من الديزل، ومن المرجح أن تنخفض فاتورة استيراد الوقود بصورة كبيرة الشهر المقبل، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. وأشار الوزير إلى أنه لم يُسجَّل نقصًا في زيت الوقود في باكستان للشهر الحالي والشهر المقبل، وبالتالي فإن ضغط الاستيراد المتعلق بالطاقة سيتراجع بصورة كبيرة في الأشهر المقبلة.

وأوضح أن الانتهاء من إجراءات ترشيد تعرفة الكهرباء يتسبب في تأخير الإفراج عن شريحة القرض من قبل صندوق النقد الدولي، حسبما أوردت صحيفة “إكسبرس تريبيون” الباكستانية في 29 يوليو/تموز الجاري. وتطرّق مفتاح إسماعيل إلى الضغط على سعر صرف الروبية الباكستانية مقابل الدولار، وقال إن الضغط ناجم عن مدفوعات مقابل فاتورة استيراد الديزل لشهر يونيو/حزيران، التي بلغت 7.5 مليار دولار.

وأضاف أن الحكومة لا تستطيع التدخل في سوق الصرف الأجنبي للسيطرة على ارتفاع سعر الدولار في ظل الالتزام تجاه صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى ضمان جميع الإجراءات التنظيمية والتنفيذية الأخرى بالتعاون مع البنوك وشركات الصرافة. وأكد الوزير أن سعر صرف الروبية مقابل الدولار والضغط على احتياطيات العملات الأجنبية سينخفض، ومن المتوقع أن يستقر سعر الصرف بدءًا من أغسطس/آب فلاحقًا.

تداعيات انخفاض قيمة الروبية
ترى صناعة النفط في باكستان أنه نتيجة لأسوأ انخفاض في قيمة الروبية، فُتحت خطابات ائتمان جديدة بسعر أعلى من سعر صرف الروبية للدولار بين البنوك. ويشير ذلك إلى أنه سيكون هناك المزيد من الإنفاق من قبل باكستان على فاتورة الاستيراد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة “الطاقة” المتخصصة.

وأوضح المتخصصون في صناعة النفط أنه لو استبدلت باكستان وارداتها من المشتقات النفطية خاصة الديزل، بنسبة 100% بإمدادات النفط، لكانت الدولة ستوفر أكثر من مليار دولار في الأشهر الـ6 الماضية، حسبما أوردت صحيفة “إكسبرس تريبيون” الباكستانية في 29 يوليو/تموز الجاري

وأكدوا أنه إذا حصل قطاع تكرير النفط على دفعة من الحكومة، فيمكن أن يساعد بسهولة في تقليل الاعتماد على واردات الوقود والديزل، وتوفير مليارات الدولارات. وأعربوا عن أسفهم لعدم استخدام الصناعة بالطريقة الصحيحة، على الرغم من قدرتها على المساعدة في تلبية احتياجات الطاقة في البلاد.

الطلب على الديزل ومخاوف المستثمرين
يرى المختصون أن المصافي تعمل -حاليًا- بأقل من سعتها عند 60-65%، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين الأجانب، لكن الحكومة لم تتعامل مع هذه المسألة بجدية، وفق ما اطلعت عليه منصة “الطاقة” المتخصصة.

وقال مسؤولو الصناعة إن الحكومة كانت تتحدث عن استثمار المملكة العربية السعودية ودول أخرى في قطاع النفط، إلا أن وزير الخارجية السعودي، أكد بوضوح أهمية امتلاك سعة تكرير كافية، في بيان صدر مؤخرًا.

تُجدر الإشارة إلى أن الطلب السنوي على الديزل والمشتقات النفطية لباكستان يبلغ نحو 18 مليون طن، ويمكن لمصافي التكرير المحلية تلبيتها بسهولة نظرًا إلى قدرتها الإجمالية. ويشير هذا بوضوح إلى أن تدفق الدولار الأميركي يمكن تقليصه، تحقيقًا لاستقرار سعر الروبية من خلال خفض الواردات.

الطاقة المتجددة في باكستان تسعى لجذب الاستثمارات الصينية

تسعى باكستان لجذب الشركات الصينية من أجل الاستثمار في الطاقة المتجددة، مؤكدة أهمية الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الشركات الصينية إلى الاستثمار في الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية في باكستان، حسبما نقلت صحيفة “إكسبريس تريبيون” المحلية. كما أشار إلى أن باكستان منفتحة على الاستثمار، وأن الحكومة تتخذ خطوات لإزالة جميع العوائق لتسهيل الأمر بالنسبة للمستثمرين.

التعاون بين باكستان والصين
أكد شهباز شريف أن تعميق التعاون الاقتصادي أمر بالغ الأهمية للنهوض الاجتماعي والاقتصادي لباكستان، في حديثه مع وفد رفيع المستوى من شركة نورينكو الصينية المملوكة للدولة. وسلّط الضوء على أهمية الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، بصفته مشروعًا تحويليًا من أجل المنفعة المتبادلة والتنمية لكل من البلدين الصديقين. وترأس الوفد نائب رئيس شركة نورينكو إنترناشيونال وانغ شياو بينغ، والمدير التنفيذي لشركة نورينكو إنترناشيونال باكستان لي تشين، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره لـ”نورينكو”؛ لدورها في مشروع قطار مترو لاهور أورانج لاين، الذي كان يسهّل وصول مئات الآلاف من الركاب إلى المدينة كل يوم. وأشار إلى أنه أُجري المزيد من المفاوضات مع صاحب العطاء الأقل؛ ما أدى إلى توفير 600 مليون دولار، مضيفًا أن ذلك كان بالتأكيد علامة فارقة في تاريخ التنمية في باكستان.

اهتمام بالطاقة المتجددة في باكستان
أشار الوفد إلى أن سياسات باكستان الصديقة للأعمال ساعدت على تعميق التعاون الاقتصادي، وسهّلت الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد. وقد أظهر الوفد اهتمامًا كبيرًا بالاستثمار في مجموعة واسعة من مشروعات الطاقة المتجددة في باكستان، وخاصةً في ممر الرياح بمدينة ثاتا؛ إذ اقتُرِحَ مشروع طاقة الرياح 100 ميغاواط.

كان الاستثمار في خطوط الألياف الضوئية على طول خطوط السكك الحديدية، وتعدين النحاس وخام الحديد؛ حيث جرى إثبات الاحتياطيات، وتطوير البنية التحتية في المدن الكبرى، من بين الفرص الاستثمارية الرئيسة التي أبرزتها الشركة الصينية.

أحدث مشروعات الطاقة المتجددة في باكستان
في سياقٍ متصل، شُغِّلَ مشروع كاروت للطاقة الكهرومائية في باكستان بالكامل، الأربعاء الماضي (29 يونيو/حزيران 2022). وهو أول مشروع استثماري للطاقة الكهرومائية في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني؛ وطورته شركة “تشاينا ثري غورجس” الصينية (سي تي جي) ووفرت الاستثمار اللازم له. في حفل التشغيل التجاري، قدم المدير العام بالإنابة لمجلس الطاقة والبنية التحتية، منور إقبال، الشكر نيابة عن الحكومة الباكستانية إلى الشركة الصينية.

وقال إقبال: “على الرغم من تأثير فيروس كورونا؛ فقد ظل التقدم في بناء المشروع مرضيًا. وبسبب هذا البناء الرائع، بدأ المشروع بنجاح في توفير الطاقة النظيفة والخضراء التي تشتد الحاجة إليها للشبكة الوطنية”، بحسب ما نقلته صحيفة “إكسبريس تريبيون”.

وأضاف أنه “بالنيابة عن حكومة باكستان، أود أن أؤكد من جديد التزامنا بتنفيذ وتحقيق أهداف التعاون في مجال الطاقة في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وتسهيل تحقيق مبادرة الحزام والطريق”.

وقال رئيس شركة “تشاينا ثري غورجس إنترناشيونال” وو شنغ ليانغ، إن مشروع كاروت سيوفر 3.2 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء الرخيصة والنظيفة للشبكة الوطنية كل عام، لتلبية الطلب لنحو 5 ملايين مستهلك محلي.

أسعار الكهرباء تشهد زيادة جديدة في كبرى المدن الباكستانية

تشهد أكبر مدن باكستان زيادة جديدة في أسعار الكهرباء، بسبب الارتفاعات القياسية في تكلفة الوقود، التي أججّتها الحرب الروسية على أوكرانيا.

وتعتمد إسلام آباد على الغاز المسال لتلبية أكثر من ثلث إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد، ومع الزيادات الأخيرة في الأسعار العالمية، عجزت الدولة الآسيوية عن توفير احتياجات مواطنيها من الطاقة الكهربائية، ولجأت إلى قطع التيار لساعات طويلة، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

ووافقت الهيئة الوطنية لتنظيم الكهرباء في باكستان (نيبرا)، على زيادة قدرها 5.27 روبية (0.025 دولارًا) لكل كيلوواط/ساعة، في أسعار الكهرباء الخاصة بشركة كهرباء كراتشي لشهر أبريل/نيسان 2022، بسبب تعديل أسعار الوقود، حسبما ذكرت صحيفة ذي إكسبرس ترييبون المحلية .

تعرفة الكهرباء
كانت شركة كراتشي قد طلبت زيادة أسعار الكهرباء بمقدار 5.037 روبية لكل كيلوواط/ساعة، ما كان سيضع عبئًا قدره 10 مليارات و216 مليون روبية (49 مليون دولار) على مستهلكي شركة الكهرباء. وعقدت هيئة تنظيم الكهرباء جلسة استماع عامة بشأن التماس الشركة في 14 يونيو/حزيران 2022، ووافقت على زيادة قدرها 5.27 روبية لكل كيلوواط/ساعة في تعرفة الكهرباء خلال أبريل/نيسان 2022.

وسيجبر رفع التعرفة مستهلكي الشركة على دفع نحو 10 مليارات و15 مليون روبية، وستسترد كراتشي الزيادة في أسعار الكهرباء في فواتير يوليو/تموز 2022، وسيُطبّق قرار تعديل تكلفة الكهرباء على جميع المستهلكين باستثناء الفئات التي لا يتجاوز استهلاكها 50 كيلوواط شهريًا.

وفي 26 يناير/كانون الثاني 2010، وقعّت الشركة الوطنية للنقل والتحكم اتفاقية خمسية مع شركة كراتشي، لبيع 650 ميغاواط وشرائها بسعر السلة؛ وفي وقت لاحق، قرر مجلس المصالح المشتركة -وهو هيئة مشتركة بين المقاطعات الباكستانية في اجتماعه في نوفمبر/تشرين الثاني 2012- تقليص 300 ميغاواط من إمدادات الكهرباء إلى شركة كراتشي.

وطعنت كراتشي في القرار أمام المحكمة العليا في إقليم السند. ولم تُوقَّع حتى الآن أي اتفاقيات جديدة بين الشركة الوطنية للنقل والتحكم ومرفق الكهرباء في كراتشي، مع استمرار الأخيرة في الحصول على الكهرباء من الشبكة الوطنية، التي تصل إلى 1100 ميغاواط في الوقت الحالي.

أسباب زيادة أسعار الكهرباء
في وقت سابق، طلبت شركة كهرباء كراتشي من هيئة تنظيم الطاقة في باكستان زيادة تعرفة الكهرباء بمقدار 11.33 روبية لكل كيلوواط/ساعة على حساب تعديل تكلفة الوقود لشهر مايو/أيار 2022.

وارتفعت تكلفة الوقود خلال شهر مايو/أيار، بسبب زيادة أسعار زيت الوقود والكهرباء المشتراة من وكالة ضمان شراء الطاقة المركزية. وارتفع سعر زيت الوقود بنسبة 38% في مايو/أيار، مقارنة بشهر مارس/آذار، في حين ارتفع سعر الغاز الطبيعي المسال المعاد تغويزه بنسبة 50% خلال المدة ذاتها.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال مع زيادة واردات أوروبا من الوقود وسط تزايد المخاوف من وقف روسيا إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب، كما أدى حريق محطة فريبورت للغاز المسال الأميركية إلى إغلاقها لأكثر من 90 يومًا، وزاد ذلك من أزمة شح الإمدادات. وتضخم سعر الكهرباء المشتراة من وكالة ضمان شراء الطاقة المركزية بنسبة 53% إلى 13 ألفًا و897 روبية لكل كيلوواط في مايو/أيار مقارنة بـ9 الآف و387 روبية لكل كيلوواط/ساعة في مارس/آذار.

وتجري أعمال مراجعة تعديل تكلفة الوقود شهريًا، وتنطبق على فواتير المستهلك لمدة شهر واحد فقط. تُجدر الإشارة إلى أن تكاليف الوقود للمرافق تختلف بسبب التباين العالمي في أسعار الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء والتغير في مزيج توليد الكهرباء، وتُحول هذه التكاليف إلى المستهلكين بعد معاينة (نيبرا) لها والموافقة عليها.

وتحاول الحكومة الباكستانية الحفاظ على استهلاك الكهرباء، وخفّضت ساعات عمل الموظفين الحكوميين إلى 5 أيام بدلًا من 6، كما أمرت مراكز التسوق والمصانع بالإغلاق المبكر في عدة مدن، بما في ذلك كراتشي. وتعهّد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يوم الخميس 23 يونيو/حزيران 2022، باتخاذ تدابير إضافية لإنهاء انقطاع التيار الكهربائي.