قالت صحيفة “شرق” الإيرانية إن “دور روسيا السلبي”، ومطالبة طهران بشطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، يعدان من أهم العوامل المؤثرة في وقف مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن إحياء الاتفاق النووي “أصبح رهن اللاعب الروسي”، منتقدة السياسة الإيرانية في إعطاء روسيا دورا كبيرا في ملف المفاوضات النووية. ونقلت الصحيفة عن السفير الإيراني السابق في بريطانيا جلال ساداتيان قوله إن السبب وراء تعليق المفاوضات النووية في فيينا نابع مما سماه “التقابل السياسي” بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وليس الاختلاف بينهما على القضايا التقنية. ورأى الدبلوماسي الإيراني أن مفاوضات فيينا تأثرت بالفعل بالمواجهة الروسية الغربية في أوكرانيا، مضيفا أن موسكو -وبعد حربها على أوكرانيا- عملت على تحقيق مصالحها السياسية مع الجانبين الأوروبي والأميركي، مستغلة بذلك دورها التقني في إحياء الاتفاق النووي، لا سيما تعاونها مع إيران في مفاعلي بوشهر وفوردو ونقل اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب إليها لتبديله إلى الكعكة الصفراء. وحذّر ساداتيان من التداعيات السياسية والاقتصادية لاستمرار توقف المفاوضات النووية على معيشة الإيرانيين. وأشار إلى أنه بعد الحرب على أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، تمثل الظروف الراهنة فرصة ذهبية للتوصل إلى توافق بشأن الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن إيران.
ما تريده روسيا
ورغم أن روسيا لا تجني ثمرة مباشرة من توتير الأوضاع بين إيران والغرب -حسب قول الصحيفة- فإن إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران لا يصبان في صالح موسكو. ويرى ساداتيان أن الكرملين “لم ولن يدخر جهدا في سبيل رفع أسعار الطاقة عبر صنع أزمات موازية لما يجري على الأرض الأوكرانية لموازنة الضغوط الغربية على موسكو”. وعن السيناريو المثالي بالنسبة لروسيا في مفاوضات فيينا، يعتقد ساداتيان أنه في ضوء الأزمة الأوكرانية يرجح الكرملين استمرار توتر مدروس بين إيران والجانب الغربي في المباحثات. واتهم الدبلوماسي الإيراني الروس باتخاذ المفاوضات النووية مطية لموازنة مصالحهم في مواجهة الغرب من جهة، وللحيلولة دون إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، ومنع طهران من رفد الأسواق العالمية بالطاقة من جهة أخری. وأشار إلى أن إيران طالبت في بادئ الأمر برفع العقوبات بشكل متزامن عن مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري، إلا أنها مؤخرا لم تتحدث عن رفع العقوبات عن مكتب المرشد، وهذا يعني أن هناك اتفاقا قد حصل في هذا المجال. وخلص إلى أن ملف الحرس الثوري مرتبط بالبرنامج الصاروخي والدور الإيراني في الإقليم، وهو ما يعقّد شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية، مشددا على أن قمتي شرم الشيخ والنقب الأخيرتين عقدتا لمناقشة موضوع رفع العقوبات عن الحرس الثوري.
تحالف مناهض
وفي السياق، يعتقد الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه أن بلاده ارتكبت خطأ تاريخيا في ربطها مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بمصالح روسيا. وأكد أن ما يقال عن خطوط إيران الحمر بشأن الحرس الثوري في مفاوضات فيينا تهدف إلی “تطهير الدور الروسي السلبي في المفاوضات”. وأوضح أن سلوك المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف -لا سيما تغريدته عن تحقيق إيران إنجازات كبيرة جدا في المفاوضات النووية- أدى إلى تشكيل تحالف مناهض لمفاوضات فيينا بمشاركة التيار المتطرف في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية. وأكد فلاحت بيشه أن هناك هجمة شرسة يشنها التحالف المناهض لمفاوضات فيينا على حكومة بايدن ومبعوثها إلى إيران روبرت مالي، لعزمها العمل على حسم المفاوضات النووية.