مخزونات الغاز في أوروبا “سلاح ذو حدين”.. هل تنقذها الجزائر ومصر؟

وصلت مخزونات الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية قبل بداية فصل الشتاء، ما أعطى القارة العجوز “وهمًا” بحلّ أزمة الطاقة التي تفاقمت جراء الحرب الروسية الأوكرانية. إذ تعمل الشركات على تخزين الغاز الطبيعي للاستفادة من الأسعار المرتفعة في أوروبا؛ فالمعروض قليل، والطقس البارد سيعزز الطلب في النهاية، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ. وعملت دول أوروبا على تنويع وارداتها من الغاز من عدّة دول، خاصة دول شمال أفريقيا، وفي المقدمة منها مصر والجزائر، والتي زادت صادراتها بشكل كبير خلال العام الجاري (2022)، في اتجاه الشمال. وعلى الرغم من ذلك، فإن الانخفاض الكبير الأخير في أسعار الجملة يقلب اقتصاديات القطاع رأسًا على عقب، وهو الوضع الذي يطرح تساؤلًا مهمًا: هل يتعين على أوروبا تخزين الغاز، أم بيعه؟

مخزونات الغاز في أوروبا 2022
كان الدفع لملء مرافق التخزين قبل بداية فصل الشتاء ناجحًا؛ إذ اقتربت العديد من مخزونات الغاز في أوروبا من السعة الكاملة، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة. إلّا أن بعض المورّدين قد يرغبون الآن في الاحتفاظ بتلك الاحتياطيات، حتى يتمكنوا من بيع الغاز المخزّن لديهم بأسعار أكثر ربحًا بالنسبة لهم. مثل هذه الخطوة ستدفع أسعار السوق إلى أعلى، وستُلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد الأوروبي الذي يتجه بالفعل إلى الركود، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير لتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في أسواق الطاقة. يقول مدير الطاقة والمناخ والموارد في مجموعة أوراسيا في لندن، هينينغ غلويستين: إن “هذه مشكلة حقيقية.. ربما يمكن حلّها فقط إذا أعادت بعض الشركات التي تأمّمت مؤخرًا بيع الغاز باهظ الثمن بخسارة”. ومن جانبه، يقول محلل الغاز في شركة إنرجي أسبكتس، ليون إيزبيكي: “ستشتري الشركات الغاز على أساس اليوم التالي لتحسين أعمالها، بدلًا من السحب من المخزونات، ما دامت تستطيع تعظيم الأرباح”.

صادرات الجزائر ومصر
عملت الجزائر على تعديل اتفاقيات بيع الغاز مع العديد من دول أوروبا خلال العام الجاري، ووقّعت اتفاقيات مع إسبانيا، وعدّة صفقات مع إيطاليا لزيادة الصادرات، في حين تُجري مباحثات مع عدّة شركات أخرى للاستفادة من الارتفاع الكبير بأسعار الغاز. وأعلنت سوناطراك (شركة النفط والغاز الحكومية في الجزائر) زيادة أسعار الغاز إلى إسبانيا وإيطاليا، بعد خطوة مراجعة الأسعار، بموجب العقود الأصلية الموقّعة بينها وبين عملائها في أوروبا. وتعدّ الجزائر المورّد الثالث للغاز الطبيعي لقارة أوروبا، وضخّت سوناطراك في السوق الحرة كميات إضافية من الغاز بلغت 3.2 مليار متر مكعب، منها تقريبًا 2.6 مليار متر مكعب موجّهة للسوق الإيطالية. ويتدفق الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر 3 خطوط رئيسة تربط الجزائر بكل من إسبانيا وإيطاليا، بينها خطّان بحريّان مباشران وخط برّي يعبر تونس، ثم يعبر البحر المتوسط نحو إيطاليا، في حين أُوقِف الخط الرابع بقرار جزائري، وهو الخط الذي كان يعبر المغرب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021. من جهة أخرى، سعت مصر إلى تعزيز موقعها من خلال زيادة صادرات الغاز المسال إلى أوروبا، بعد إعادة تشغيل محطات الإسالة في دمياط وإدكو بكامل طاقتهما. ووقّعت مصر عدّة اتفاقيات، من بينها اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، تعمل بموجبها على إعادة تسييل الغاز الطبيعي الإسرائيلي في محطات الإسالة لديها ثم إعادة تصديره إلى أوروبا، وعززت تعاونها مع الشركات العاملة في شرق المتوسط. وتهدف مصر لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى 8 ملايين طن هذا العام (2022)، مقارنة بـ6.1 مليون طن في 2021، وفق تصريحات وزير البترول المصري طارق الملا. وأشار وزير البترول المصري، في تصريحات صحفية على هامش أديبك 2022، اليوم الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، إلى قدرة بلاده على تصدير ما يصل إلى 12 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، متوقعًا أن تصل إيرادات مصر النفطية خلال العام الجاري إلى 19 مليار دولار.

مصادر إمدادات الغاز في أوروبا
عادةً ما يُحقن الغاز في مرافق التخزين بوساطة المرافق وتجّار الطاقة خلال فصل الصيف، عندما تنخفض الأسعار، ويُعاد إلى السوق في الشتاء عندما ترتفع الأسعار. وقد تحركت العقود -خلال العام الجاري (2022)- في الاتجاه المعاكس، ما يعني أن بعض المشغّلين -خاصةً في ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز في المنطقة- قد يخسرون أموالًا عند بيع الوقود المخزّن المستعمَل لتعويض اضطراب الإمدادات. وبلغت أسعار الوقود -هذا الصيف- ذروتها في بعض الأحيان نحو 340 يورو (336.04 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، عندما جرى الحقن في كهوف الملح، وخزّانات المياه الجوفية، ومستودعات الوقود التي تحتوي على مخزونات الغاز. وجرى تداول عقود الشتاء المعيارية بأقلّ من نصف ذلك، أقرب إلى 140 يورو (138.37 دولارًا). وإذا تقلصت مخزونات الغاز في أوروبا، لأيّ سبب من الأسباب، فإنها تترك مصدرًا واحدًا فقط للغاز، يتمثل في الإمدادات اليومية، القادمة على متن ناقلات الغاز المسال من الولايات المتحدة أو قطر، أو عن طريق خطوط الأنابيب من النرويج وشمال أفريقيا. ومن المرجح أن تؤدي أيّ دعوة إضافية لأحجام التداول اليومية إلى رفع الأسعار مرة أخرى، ما يُبقي فواتير الطاقة عند مستويات قياسية في جميع أنحاء أوروبا.

أسعار الغاز في أوروبا
انخفضت أسعار الغاز في أوروبا بعد يومين من المكاسب، إذ أدى الطقس الدافئ غير المعتاد إلى كبح الطلب وتخفيف المخاوف بشأن النقص في الشتاء. وشهدت العقود الآجلة للتسليم في شهر ديسمبر/كانون الأول تراجعًا بنسبة 10%، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ. وقد أدت درجات الحرارة فوق المعدل الطبيعي إلى تأخير التدفئة، وسمحت باستمرار حقن الغاز في مخزونات الغاز في أوروبا، التي أصبحت بالفعل أكثر امتلاءً من المعتاد. كما أن التدفقات القوية من الغاز الطبيعي المسال وانخفاض استهلاك الصناعات يؤديان إلى حدوث تخمة مفاجئة في أوروبا. حتى بعد الانخفاض الحادّ من أعلى مستوياتها في أغسطس/آب، لا تزال العقود الآجلة للغاز أعلى بـ4 أضعاف من متوسط الـ5 سنوات لهذا الوقت من العام.

صعوبات في شتاء 2023
في حين إن احتياطيات الغاز الكاملة ستوفر حاجزًا عندما تنخفض درجات الحرارة بشكل حتمي، ستكون إعادة التخزين أصعب شتاءَ العام المقبل، في غياب الإمدادات المعتادة من روسيا، التي قلّصت الشحنات عبر خطوط الأنابيب إلى القارة. قال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي: “لدينا مشكلات العام المقبل، لأنه في 2023 ليس لدينا غاز روسي”، محذرًا من أن الانخفاض الأخير في الأسعار قد لا يستمر. ويحاول صانعو السياسات اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان حماية الاقتصاد من أيّ زيادة أخرى في تكاليف الطاقة. إذ تعتزم المفوضية الأوروبية اقتراح حدّ أقصى لأسعار الغاز باستعمال آلية سعر ديناميكية، والتي يمكن أن تكون سارية في وقت قريب من هذا الشتاء، في محاولة للحدّ من تكاليف الوقود المتقلبة. إلّا أن العديد من المورّدين يحذّرون من أن التدخل في الأسعار قد يعزز الطلب ويرسل الشحنات إلى أماكن أخرى.

أوبك تشيد بدور الجزائر في إبرام الاتفاقيات المهمة

أشاد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، هيثم الغيص، اليوم الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول، بدور الجزائر “الثابت والحيوي في التوفيق بين وجهات النظر وإبرام اتفاقيات أوبك الرئيسة”.

وأكّد الغيص -في تصريح صحفي- دور منظمة أوبك في استقرار السوق النفطية وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، بالإضافة إلى تفعيل الجهود للمحافظة على الإمدادات من الطاقة، ولا سيما الغاز. جاء تصريح الأمين العام لـ”أوبك” عقب اجتماعه، في الجزائر العاصمة، مع وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، بحضور مسؤولين من قطاع الطاقة والمناجم، ووفد من مسؤولي أوبك.

ترحيب بقرار أوبك+
تبادل وزير الطاقة والمناجم الجزائري والأمين العام لمنظمة أوبك، خلال الاجتماع، وجهات النظر المتطابقة حول الوضع الحالي لسوق النفط الدولية، وآفاق تنميتها على المديين القصير والمتوسط في مواجهة الشكوك التي طالت السوق لعدة أسابيع.

وأعرب الطرفان عن ثقتهما الكاملة بالأثر الإيجابي لاتفاقية 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022 المعتمدة في فيينا، التي تهدف إلى خفض الإنتاج العالمي بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 من المنظمة وشركائها في أوبك+ ضمن إعلان التعاون. وأكد الطرفان أن القرار سيؤدي إلى استعادة الاستقرار والتوازن في سوق النفط الدولية، لصالح الدول المنتجة وصناعة النفط والاقتصاد العالمي ككل.

وأشار الوزير الجزائري، محمد عرقاب، إلى أن اللقاء كان فرصة للحديث عن القطاع النفطي في الجزائر وجملة الفرص الاستثمارية في هذا المجال من خلال تفعيل التعاون بين الدول النفطية في مجال أسواق الغاز والطاقة بوجه عام. كما ناقش وزير الطاقة والمناجم الجزائري والأمين العام لمنظمة أوبك التحديات الكبرى التي تواجه صناعة النفط العالمية وسبل التغلب عليها من خلال تعزيز التنسيق واستقرار دور سوق النفط من قِبل أوبك وشركائها في أوبك+.

اجتماع مع الرئيس الجزائري
كشف الأمين العام لمنظمة “أوبك”، هيثم الغيص، عن أن اجتماعًا آخر سيجمعه، اليوم الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول، بعد الظهر بالتوقيت المحلي، مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون؛ من أجل التعرف على التوجيهات التي من المقرر تبنيها بخصوص أسواق النفط خلال المرحلة المقبلة، بالتوازي مع تفعيل دور المنظمة في سوق النفط، وتحقيق التوازن المنشود في هذا المجال.

الجزائر تبحث التعاون مع إيطاليا في مشروعات الهيدروجين وتخزين الطاقة الشمسية

تَصدَّر الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة الشمسية قائمة المشروعات التي تبحث الجزائر تعزيز التعاون فيها مع إيطاليا، خلال المرحلة المقبلة. وفي هذا الإطار، عقد المدير العام لشركة سونلغاز الجزائرية مراد عجال، عبر تقنية الاتصال المرئي، اجتماعًا مع مسؤولي الشركة الإيطالية للكهرباء “إينيل”. ناقش الطرفان سبل التعاون بين الشركتين، خاصة في مشروعات الطاقة النظيفة، واطّلعا على عدد من العروض التي تخصّ نشاط كلتا الشركتين في الجزائر وإيطاليا.

شراكة إستراتيجية
ترتبط الجزائر وإيطاليا بشراكة إستراتيجية في مجال الطاقة، إذ تعدّ أحد مورّدي الغاز الرئيسيين إلى روما، وسط خطط لزيادة الصادرات عبر خط “ترانسميد”. ووقّعت شركة سوناطراك مؤخرًا عدّة اتفاقيات مع شركة إيني الإيطالية، تستهدف زيادة صادرات الغاز، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار بقطاع المحروقات في الجزائر، وكذلك الدخول في مشروعات الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين. أشار مدير عام سونلغاز إلى مستوى العلاقات الجزائرية الإيطالية، والتي تتيح مناخًا مناسبًا للتعاون والشراكة في قطاع الطاقة.

محاور الشراكة الجديدة
أبدى عجال استعداد سونلغاز للتعاون مع الشركة الإيطالية للكهرباء من خلال 5 محاور أساسية تتعلق بإنتاج اللوحات الكهروضوئية، وتخزين الطاقة الشمسية، وتطوير الهيدروجين الأخضر، وصناعة العدادات الذكية، ورقمنة شبكات التوزيع.

وتستهدف الجزائر الوصول إلى 15 ألف ميغاواط من مصادر الطاقة الشمسية بحلول سنة 2035، ضمن خطّتها لتنويع مصادر الطاقة والتوسع في المشروعات الخضراء. أكد مراد عجال أهمية الشراكة الجزائرية الإيطالية التي من شأنها فتح السوق الأفريقية أمام الطرفين، وكذلك التوسع في السوق الأوروبية.

فريق عمل
اتفق المشاركون في الاجتماع على تشكيل فريق عمل متخصّص لمناقشة أوجه التعاون بين الشركتين، من أجل مناقشتها وبلورتها. وتعدّ الجزائر في طليعة الدول العربية الناشطة بمشروعات الطاقات النظيفة والمتجددة قيد التطوير، وفقًا لتقرير غلوبال إنرجي مونيتور.

وتوقّع التقرير أن يتضاعف إنتاج الجزائر 20 مرة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، إلى أكثر من 10 غيغاواط، من بينها إنتاج متوقع من الطاقة الشمسية يصل إلى 5 غيغاواط، و5 غيغاواط أخرى من طاقة الرياح.

تصنيع مكونات الطاقة الشمسية في الجزائر بالتعاون مع إيطاليا

تتواصل الاستعدادات لمشروع جديد لتصنيع مكونات محطات الطاقة الشمسية في الجزائر، بشراكة مع مؤسسة إيطالية، ضمن توجّه الدولة لدعم مقومات الطاقة المتجددة والجديدة. ومن المقرر أن تبدأ المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية، في سيدي بلعباس، تصنيع المكونات الأساسية للمحطات الشمسية، بالشراكة من مؤسسة “فايمر” الإيطالية، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الجزائرية.

وقال المدير العام للمؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية عباس ميكامن، إن مشروع تصنيع مكونات محطات الطاقة الشمسية في الجزائر يندرج ضمن اتفاقية ثنائية بين المؤسستين، وُقِّعَت في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي (2021). وتقضي الاتفاقية باستحداث وحدة تصنيع “فايمر الجزائر”، التي ستتخصص في تصنيع مكونات ووحدات اتصال محطات الطاقة الشمسية، ومعدّات المراقبة لصناعة الطاقة الشمسية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أهداف اتفاقية التصنيع المشترك
قال المدير العام للمؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية عباس ميكامن، إن المؤسستين وضعتا في الاتفاقية عدّة أهداف أخرى، من بينها تدريب العمالة وتبادل الخبرات وتطوير الكفاءات، وذلك فيما يتعلق بعمل مؤسسة دولية في المقام الأول، والإنتاج المحلي، وفق المعايير الدولية.

وبموجب الاتفاق، ستُستَحْدَث أكثر من 300 وظيفة مباشرة، و1400 وظيفة أخرى غير مباشرة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة. وأوضح عباس ميكامن أن المشروع يأتي ضمن خطط المؤسسة لتنويع الاستثمارات، واستحداث صناعة جديدة على مستوى السوق الوطنية، إذ ستتكفل المؤسسة بتصنيع المكونات الأساسية لمحطات الطاقة الشمسية في الجزائر.

وبحسب المدير العام للمؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية، فإن المشروع يأتي في إطار الإستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقوي للطاقات المتجددة التي تتبنّاها الجزائر، والتي تهدف إلى إنتاج 1000 ميغاواط/سنويًا، بحلول عام 2035.

الإنتاج المنتظر من المشروع
ستعمل المؤسستان على إنتاج تشكيلة متنوعة من قطع ومكونات وحدات الاتصال والتحويل الخاصة بمحطات الطاقة الشمسية في الجزائر، وفق أحدث التكنولوجيات ولواحقها، بمعدل إدماج قد يبلغ 50%، خلال 5 سنوات الأولى من بدء المشروع.

يشار إلى أن المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية تعمل في مجال تصنيع المنتجات الإلكترونية، من خلال مواقع إنتاجها التي تضم نحو 6 آلاف و400 عامل، بين مهندسين وموظفين متخصصين، دُرِّبوا في ألمانيا وبريطانيا وأميركا وروسيا.

بدء تنفيذ أول مسجد أخضر في الجزائر يعمل بالطاقة المتجددة

شهدت المدينة الجديدة “سيدي عبدالله”، يوم الإثنين 8 أغسطس/آب، وضع حجر الأساس لمشروع أول مسجد أخضر في الجزائر، يعمل بواسطة مصادر الطاقة المتجددة، في خطة للتوسع في إنشاء المساجد صديقة البيئة.

وأطلق الأمين العام لوزارة السكن والعمران والمدينة في الجزائر، مصطفى شيخ زواوي، إشارة بدء العمل في المشروع، الذي يعتمد على تقنيات تسمح بخفض استخدام الكهرباء بنسبة 50%، من خلال استهلاك الطاقات المتجددة، وإدراج وسائل الفعالية الطاقوية، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الجزائرية.

كما يسمح أول مسجد أخضر في الجزائر باقتصاد المياه، بفضل عمليات إعادة التدوير الذاتية للمياه، كما يحتلّ المسجد -الذي تستغرق أعمال بنائه 24 شهرًا- مساحة إجمالية تبلغ 8 آلاف و200 متر مربع. ويستوعب أول مسجد أخضر في الجزائر، في المدينة الجديدة “سيدي عبدالله”، نحو 6 آلاف مصلٍّ، إذ خُصصت الأماكن لنحو 4 آلاف رجل وألفي سيدة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مواصفات أول مسجد أخضر في الجزائر
يتضمن أول مسجد أخضر في الجزائر، 3 طوابق: الأرضي بسعة 2500 فرد، والطابق الأول بسعة 1500 مصلٍّ، والطابق الثاني مخصص للنساء بسعة ألفي سيدة، بالإضافة إلى تخصيص موقف للسيارات في باحته يتّسع لنحو 50 سيارة. كما يضم المسجد منارة ارتفاعها 47 مترًا، بالإضافة إلى مرافق أخرى مثل قاعة محاضرات ومكتبة وفصول لتحفيظ القرآن الكريم، بجانب منزلين وظيفيين للإمام والمؤذن.

والمسجد مزوّد بنظام تكييف مركزي، بجانب تجهيزات حديثة سمعية وبصرية، إذ تشرف على بنائه مؤسسة “البيرق للبناء”، وهي مؤسسة سورية تعمل بدعم الكفاءات الجزائرية بنسبة 90%. وتهدف هذه الخطوة إلى جعل مدينة سيدي عبد الله قطبًا عمرانيًا ذكيًا وصديقًا للبيئة.

ووفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يأتي أول مسجد أخضر في الجزائر، متزامنًا مع برمجة مساجد أخرى بسعة متوسطة، على مستوى أحياء المدينة الجديدة، وذلك استجابة لاحتياجات سكانها، البالغ عددهم 200 ألف شخص.

استخدام الطاقة المتجددة في الجزائر
تسعى الجزائر إلى التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية منها، بهدف تأمين احتياجات العديد من القطاعات والمؤسسات، وهو التوجه الذي يتزامن مع خطة إستراتيجية تهدف لتحويل البلاد إلى استخدام الطاقة النظيفة في المستقبل.

وفي 3 أغسطس/آب الجاري، وقّعت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، اتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لتزويد المساجد والمدارس القرآنية والزوايا بسخانات مياه تعمل بواسطة الطاقة الشمسية، من خلال تمويل مشترك بين الوزارتين.

وتأتي الاتفاقية، التي تدعم توجّه البلاد إلى التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية، متزامنةً مع قافلة توزع مصابيح الكهرباء الموفرة على المساجد والمدارس القرآنية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر تصل إلى المساجد والمدارس القرآنية

تتوسع مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر، لتأمين احتياجات العديد من القطاعات والمؤسسات، بالتزامن مع خطة إستراتيجية لتحول البلاد إلى الطاقة النظيفة. وفي هذا الإطار، وقّعت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة اتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، من أجل تزويد المساجد والمدارس القرآنية والزوايا بسخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية وتركيبها بها بتمويل مشترك.

تزامن توقيع الاتفاقية التي تهدف إلى التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر، مع إطلاق قافلة توزيع المصابيح الموفِّرة للكهرباء على المساجد والمدارس القرآنية. تأتي القافلة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، لتعميم الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية في الجزائر وتطبيقاتها على مستوى الفضاءات العمومية، وتعدّ مؤسسات العبادة من الأماكن العامرة فجرًا إلى ما بعد المغرب.

سخانات المياه بالطاقة الشمسية
أشار بيان وزارة الانتقال الطاقوي، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن فعاليات اليوم اشتملت على محورين، الأول، يخص سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية، وهي عملية مسجلة في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة. أما المحور الثاني فيتمثل في تنفيذ مشروع توزيع 3 ملايين مصباح موفّر للطاقة من نوع “ليد”.

ومن المقرر تمويل مشروع تركيب سخانات المياه بالطاقة الشمسية بشكل مشترك، إذ تجري تغطية 50% من تكلفة معدّات السخان من قبل الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والتوليد المشترك للطاقة، ضمن مشروع يهدف تنفيذه لنشر “سخانات المياه بالطاقة الشمسية” ذات الإمدادات الفردية لإنتاج الماء الساخن المنزلي في المساكن والمساجد والمدارس والمؤسسات الصحية على وجه الخصوص.

ويهدف المشروع إلى إيجاد سوق وطنية محلية لهذه السخانات، إذ إنها تنطوي على تقنية بسيطة نسبيًا، يمكن للمصنّعين المحليين من إنتاج الأنظمة وتركيبها وصيانتها بأنفسهم، بما يوفر حلًا ميسور التكلفة. كما يمكّن من إنشاء شبكة وطنية من المشغّلين الصناعيين والحرفيين لتنفيذ برنامج واسع لتعميم استخدام سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية في الجزائر.

الاستفادة من المشروع
لتنفيذ المشروع، أُطلِقَت دعوات للراغبين في الاستفادة من المشروع، إذ تهدف الدعوة الأولى إلى اختيار مركّبي “سخانات المياه بالطاقة الشمسية” الذين سيكونون مسؤولين عن تنفيذ المشروع لصالح المستفيدين، والثانية أُطلِقَت في اتجاه الولايات وقطاعات عديدة (الشؤون الدينية والأوقاف، التربية والمؤسسات التعليمية، والصحة) لإبداء الاهتمام بغرض الاستفادة من صيغة التمويل المشترك المعتمد في إطار المشروع، بما يتيح المجال للمنشآت التابعة لهذه القطاعات من توفرها بشكل دائم على الماء الساخن المنتج باستخدام الطاقة الشمسية.

وأوضح البيان أن من بين القطاعات المستجيبة للمبادرة، كان قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، إذ بلغ عدد المساجد التي حُدِّدَت بـ 1673 مسجدًا عبر 33 ولاية بصفتها جهات يمكنها الاستفادة من تركيب “سخانات المياه بالطاقة الشمسية”. الاتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لبدء مشروع طموح، من خلال تركيب وتشغيل 880 سخان مياه بالطاقة الشمسية بمرحلة أولى، تأتي في ضوء التوقعات بأن تصل قدرات مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر إلى 15 ألف ميغاواط بحلول 2035.

ترشيد استهلاك الكهرباء
أشارت الوزارة إلى أن المحور الثاني المتمثل في تنفيذ مشروع توزيع 3 ملايين مصباح موفر للطاقة من نوع “ليد”، مسجل كذلك في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة لاستبدال المصابيح المتوهجة، إذ سيجري ضمان اقتناء مصابيح عن طريق التمويل المشترك بضمان 50% من التكلفة من الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والتوليد المشترك للطاقة. وأشارت الوزارة إلى أنه سيُخَصَّص نحو 500 ألف مصباح موفر للكهرباء لصالح مؤسسات العبادة بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، والعملية بدأت اليوم رمزيًا بتوزيع 4000 مصباح على 8 مؤسسات.

ويهدف المشروع إلى تجسيد أهداف ترشيد استهلاك الكهرباء، لا سيما من خلال السماح للمساجد والزوايا والمدارس القرآنية من الحصول على الإضاءة الموفرة التي يصل عمرها إلى نحو 10 أضعاف مصادر الإضاءة التقليدية، وباستهلاك أقلّ من تلك التي تستهلكها المصابيح المتوهجة بنسبة توفير للكهرباء تصل إلى 80%.