تمثّل الحقول البحرية، وفي مقدمتها حقل منيفة -خامس أكبر حقول النفط في العالم وأقدمها-، أهمية كبيرة لشركة أرامكو ضمن مساعيها لتعزيز الإنتاج في السنوات المقبلة. وفي هذا الإطار، تخطط الشركة السعودية لطرح مناقصة لتوسعة حقل منيفة العملاق البحري، حسبما نشر موقع أبستريم المتخصص في صناعة النفط والغاز.
وأصدرت أكبر مصدّر للنفط في العالم وثائق المناقصة لمشروع منيفة، ومن المتوقع أن يتنافس قرابة 10 شركات أو تحالفات لتطوير المشروعات في المياه الضحلة، التي تتّسم بالربحية والصعوبة في الوقت نفسه، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
عقود الحقول البحرية
أطلقت شركة أرامكو المملوكة للدولة عطاءات للعديد من عقود الصيانة البحرية خلال الأشهر الأخيرة، إذ تهدف إلى زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027. ويعدّ العقد جزءًا من اتفاقية طويلة الأجل (إل تي إيه) أبرمتها شركة أرامكو مع 10 تحالفات أو شركات مقاولات عالمية، وتتضمن عمليات توسعة وصيانة جميع الحقول البحرية في البلاد.
وخلال شهر أغسطس/آب (2022)، كشف تقرير أن ما لا يقلّ عن 4 شركات عالمية رائدة في مجال الهندسة والشراء والبناء تستعد للتنافس على عقد بحري ضخم من أرامكو لحقل أبو سعفة النفطي.
وكان من المتوقع تقديم العطاءات بحلول نهاية شهر أغسطس/آب، بمشاركة عدد من الشركات العالمية، مثل ماكديرموت إنترناشيونال الأميركية، وشركة الإنشاءات البترولية الوطنية الإماراتية، وسابسي 7 النرويجية، وغيرها من الشركات الأخرى، حسبما نقل موقع أبستريم.
معلومات عن حقل منيفة
يعدّ “منيفة” أحد حقول النفط التقليدي ويقع في المياه الضحلة بالمملكة العربية السعودية، والتي يتراوح عمقها بين متر و15 مترًا، وتقوم بتشغيله شركة أرامكو العملاقة. وحقل منيفة هو خامس أكبر حقول النفط في العالم، ومن أقدم الحقول في المملكة العربية السعودية، إذ اكتُشِف عام 1957، وبدأ الإنتاج عام 1964، ويقوم بإنتاج الخام العربي الثقيل.
وبلغت الطاقة الإنتاجية -آنذاك- 125 ألف برميل يوميًا، في حين تبلغ الطاقة الإنتاجية بعد تطويره نحو 900 ألف برميل يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. ويتكون الحقل من 6 مكامن، ويحتوي على 350 بئرًا، وتصل مساحته إلى قرابة 45 كيلومترًا طولًا، و18 كيلومترًا عرضًا.
وبحلول أبريل/نيسان عام 2013، انتهت المرحلة الأولى لتطوير الحقل، وجاءت عمليات التطوير في إطار برنامج يعدّ الأكبر بتاريخ شركة أرامكو. ويعدّ تطوير حقل منيفة أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط، ويوفر اللقيم للعديد من المصافي التابعة للشركة.
جائزة التنقيب والإنتاج
على صعيد آخر، حصدت شركة أرامكو السعودية على جائرة “مشروع العام في مجال التنقيب والإنتاج” بشهر أبريل/نيسان (2022)، خلال حفل توزيع جوائز الشرق الأوسط للطاقة 2022، بعد التزامها الدقة في عمليات تطوير حقل منيفة الضخم وإدارته، وابتكار حلول لحماية النظام البيئي لخليج منيفة.
واحتفالًا بالمناسبة، وصف نائب رئيس أرامكو لعمليات نفط المنطقة الشمالية داوود الداود، منيفة، بأنه “حقل استثنائي”، إذ يجمع بين الابتكار والإبداع والعزيمة والبراعة الهندسية في تقديم حلول للمشكلات المستعصية.
وأضاف أن تطوير حقل منيفة يعدّ دليلًا على كفاءة وبراعة موظّفي أرامكو، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. فخلال السنوات الماضية، سعت شركة أرامكو لحماية النظام البيئي في المنطقة، إذ يعدّ الحقل موردًا مهمًا للنفط والغاز، وموئلًا للأعشاب البحرية والشعاب المرجانية في الوقت نفسه. وتوصلت الشركة إلى فكرة تحويل ما يربو على 70% من الحقل إلى حقل بري، ويعني ذلك إنشاء 27 جزيرة صناعية؛ لتكون بمثابة مواقع حفر برية فوق حقل النفط البحري. ويربط بين هذه الجزر جسر بحري طوله 41 كيلومترًا.