عدّلت هيئة قناة السويس رسوم عبور السفن، للعام الميلادي المقبل (2023)؛ لترفعها بنسبة 15% لجميع أنواع السفن. وأصدرت الهيئة، برئاسة الفريق أسامة ربيع، اليوم السبت 17 سبتمبر/أيلول (2022)، قرارات جديدة بشأن رسوم عبور جميع أنواع السفن؛ إذ زادت رسوم عبور كل من سفن الصب الجاف والسفن السياحية بنسبة 10%، بينما زادت نسبة عبور بقية الأنواع بنسبة 15%، وفق بيان نشرته الهيئة على موقعها الرسمي. ومن المقرر أن تبدأ هيئة قناة السويس تطبيق الأسعار الجديدة لعبور السفن، بداية من شهر يناير/كانون الثاني المقبل (2023)، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إستراتيجية تسعيرية متوازنة
قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، إن الهيئة حريصة على تطبيق إستراتيجية تسعيرية وتسويقية متوازنة ومرنة، تحقق مصالحها المشتركة مع عملائها، وتراعي الظروف الاقتصادية العالمية ومتغيراتها، من خلال آليات واضحة تتضمن تقدير رسوم عبور السفن اعتمادًا على الوفر الذي تحققه القناة للسفن العابرة.
وأضاف: “تتكامل آلية التسعير مع المنشورات الملاحية التي تصدرها وتجددها الهيئة وفق المتغيرات الآنية لكل فئة من فئات السفن العابرة؛ ما يتيح إجراء تعديلات على رسوم العبور، ومن ثم التدخل الفعال في حال تغير ظروف السوق الملاحية، بما يمكن معه تقديم الخدمات الملاحية وفق سياسة نموذجية، تضمن استمرار ريادة القناة، لتصبح الاختيار الأمثل والأسرع والأقصر للعملاء، مقارنة بالطرق الأخرى”.
وأوضح الفريق أسامة ربيع أن زيادة رسوم عبور السفن لقناة السويس تأتي في ضوء المتابعة المستمرة لمستجدات المتغيرات السوقية لقطاع النقل البحري، واستمرار ارتفاع فئات التأجير الزمني اليومي لمعظم أنواع السفن لمستويات غير مسبوقة، وتوقعات استمرارها خلال العام المقبل. وأشار إلى ارتفاع أسعار تأجير ناقلات النفط بنسبة 88% عن متوسط عام (2021) الماضي، بجانب ارتفاع أسعار تأجير ناقلات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 11% عن متوسط العام السابق نفسه.
كيفية تحديد رسوم العبور
قال رئيس هيئة قناة السويس إن تحديد رسوم عبور السفن في قناة السويس يجري وفق عدة عوامل؛ أبرزها متوسط أسعار نوالين الشحن لمختلف فئات السفن، والتي سجلت زيادات كبيرة ومتتالية خلال الآونة الأخيرة، خاصة نوالين سفن الحاويات، مقارنة بما كانت عليه قبل أزمة كورونا. ولفت إلى انعكاس هذه الزيادة على توقعات تحقيق الخطوط الملاحية أرباحًا تشغيلية خلال العام المقبل (2023)، في ظل استمرار تأثير أزمة اضطراب سلاسل الإمداد العالمية وتكدسات المواني العالمية وتأمين الخطوط الملاحية لعقود شحن طويلة الأجل عند مستويات مرتفعة.
وأضاف الفريق أسامة ربيع أن ارتفاع أسعار الطاقة أثر في معادلة حساب الرسوم؛ إذ يؤدي استمرار ارتفاع أسعار النفط فوق مستوى 90 دولارًا للبرميل، وارتفاع متوسط أسعار الغاز المسال أعلى من مستوى 30 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية، إلى ارتفاع متوسط سعر وقود السفن، ومن ثَم زيادة الوفر الذي تحققه قناة السويس مقارنة بالطرق البديلة الأخرى.
وشدد رئيس هيئة قناة السويس على ضرورة رفع رسوم عبور السفن، في ظل ارتفاع معدلات التضخم العالمية في الوقت الحالي بأكثر من 8%؛ ما يؤدي إلى زيادة تكاليف التشغيل والصيانة وتقديم الخدمات الملاحية بالقناة.