صادرات الكهرباء السويدية إلى أوروبا وألمانيا ترفع الأسعار المحلية

تحتل إمدادات الكهرباء السويدية الصدارة في أوروبا، غير أن تلك الصدارة باتت مهددة بارتفاع أسعار الإمدادات المحلية، التي أثرت في الأسر والشركات.

وتشق إمدادات الكهرباء طريقها من السويد إلى ألمانيا -أكبر الاقتصادات الأوروبية- عبر خط نقل بحري تابع لشركة “بلطيق كابل” النرويجية بالكامل، بحسب صحيفة تيلر ريبورت. ورغم التأثير المحلي السلبي لارتفاع أسعار الكهرباء فإن زيادة الصادرات أنعشت خزينة الشركة النرويجية بعائدات ضخمة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

لماذا ترتفع الأسعار محليًا؟
تُعَد السويد أكبر مُصدِّر صافٍ للكهرباء إلى أوروبا خاصة ألمانيا، وتُنقل الإمدادات عبر خط النقل البحري التابع لشركة “بلطيق كابل” النرويجية. وبلغت عائدات صادرات الكهرباء السويدية إلى ألمانيا عبر الشركة النرويجية “بلطيق كابل” 3 ملايين كرونة العام الجاري (2022)، وحققت شركة النقل المملوكة بالكامل للنرويج أقصى استفادة من ارتفاع الأسعار.

وارتفعت أسعار الكهرباء السويدية على الصعيد المحلي، نظرًا إلى عوامل عدة، فمن جهة انخفض إنتاج الكهرباء من مناطق الجنوب ومن جهة أخرى واجهت سعة النقل من الشمال قيودًا. ومن ضمن العوامل الخارجية التي أدت إلى زيادة أسعار الكهرباء السويدية على الصعيد المحلي زيادة معدل الصادرات إلى أوروبا وبصفة خاصة ألمانيا. يأتي هذا، في حين تسجل أسعار الكهرباء في المنطقة الـ4 بجنوب السويد الأعلى بين المستهلكين الذي تضرروا بشدة سواء على مستوى الأسر أو الشركات.

زيادة العائدات
ارتفعت عائدات الشركة النرويجية “بلطيق كابل” بما يُسمى “عائدات الاختناقات”، وهو مصطلح عادة ما يشير إلى وجود فارق في أسعار الكهرباء بين المناطق المُصدّرة والمستوردة، ويتم ذلك عن طريق علاقة طردية، إذ تزيد العائدات كلما زاد الفارق بين أسعار الطرفين.

وزوّدت الكهرباء السويدية ألمانيا بنحو 2 تيراواط/ساعة خلال المدة من يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2022) حتى يوليو/تموز، ما يعادل إمدادات الكهرباء لتزويد المناطق السكنية في مدينة سكانيا السويدية خلال عام.

ودفعت الاختناقات نحو زيادة عائدات الشركة النرويجية “بلطيق كابل” المملوكة بالكامل لشركة الطاقة التابعة للحكومة النرويجية “ستيت كرافت” بنحو 800 مليون كرونة سويدية العام الماضي (2021).

وعلى الصعيد المحلي، دفعت أسعار الكهرباء السويدية المرتفعة والمتوقع ارتفاعها إلى مستويات أعلى خلال فصل الشتاء المقبل نحو إقدام الحكومة على إعلان خطة لدعم الشركات التي تسمح لعملائها بسداد الفواتير في صورة أقساط.

وتسمح تلك الخطة للمرافق بالاقتراض والسماح للمستهلكين بمدد سداد أطول، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة ونشرته في وقت سابق.

دعم حكومي
تسعى الحكومة السويدية لتقديم الدعم المتواصل إلى الشركات والأسر، واستبقت مقترحها الأخير باقتراح آخر يسمح بمنح تلك الكيانات ما مقداره 90 مليار كرونة سويدية، لتعويض فارق تكلفة الطاقة وأسعار الكهرباء المرتفعة.

وفي وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري أعلنت الحكومة عزمها تقديم حزمة دعم إلى شركات الطاقة في صورة ضمانات تُقدّر بنحو 250 مليار كرونة، وتستمر حتى مارس/آذار العام المقبل، لمواجهة نقص الإمدادات وارتفاع أسعارها.

وقدّرت شركة الكهرباء السويدية “غود إل” أن تكلفة أسعار الكهرباء قد ترتفع إلى 1581 دولارًا أميركيًا شهريًا لوحدة تستهلك 20 ألف كيلوواط/ساعة سنويًا، بما يزيد بنحو 1200 دولار عن الشهر ذاته العام الماضي (2021).

وبنظرة عامة، تشير توقعات المحللين إلى مواجهة الدول الأوروبية شتاء يشهد زيادة في الطلب على الكهرباء والتدفئة لا سيما مع خلوه من إمدادات الغاز الروسي. وزادت تلك التوقعات عقب المناوشات التي شهدها خط أنابيب نورد ستريم 1 (المسار الرئيس لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا)، التي بدأت بخفض التدفقات ثم تعليقها، وصولًا إلى إغلاق الخط لأجل غير مسمى.

السويد تدعم شركات الطاقة بـ23 مليار دولار لمواجهة نقص الغاز الروسي

تعتزم السويد تقديم حزمة دعم مالية طارئة بمليارات الدولارات، لمساعدة شركات الطاقة في البلاد على مواجهة أزمة نقص الإمدادات التي تزداد سوءًا يومًا تلو الآخر. وتسببّت الحرب الروسية على أوكرانيا -التي اندلعت شرارتها الأولى في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)- بخَلق أزمة طاقة في دول الاتحاد الأوروبي التي طالما اعتمدت على موسكو في تزويدها بما يقرب من نصف احتياجاتها من الغاز.

وتخطّط السويد إلى تقديم ضمانات سيولة بقيمة 250 مليار كرونة سويدية (23.23 مليار دولار)، لشركات الطاقة، حتى مارس/آذار من العام المقبل (2023)، لحماية هذه الشركات من فخ الوقوع في أزمة مالية، وسط ارتفاعات حادّة في أسعار الغاز والكهرباء، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، والتقارير التي اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصّصة.

وتقترب أسعار الكهرباء في جنوب السويد من مستوى قياسي، مدفوعة بنقص الإمدادات بصفة أساسية، بالإضافة إلى مستويات الأسعار الأعلى بكثير في باقي أنحاء القارة الأوروبية، منذ أن جرى ربط الأسواق.

إفلاس شركات الطاقة
قال وزير المالية السويدي ميكائيل دامبيرغ، اليوم الأحد 4 سبتمبر/أيلول (2022)، إنه دون الضمانات الحكومية يمكن أن ينتهي المطاف بمنتجي الكهرباء في البلاد إلى (إفلاس فني) ابتداءً من غد الإثنين، بعد يومين من إغلاق شركة غازبروم الروسية لخطّ أنابيب الغاز نورد ستريم 1، مما يعمّق أزمة الطاقة في أوروبا، بحسب رويترز.

وأعلنت شركة غازبروم التي تسيطر عليها الدولة وتحتكر صادرات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، يوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022)، أنها لن تتمكن من استئناف عمليات التسليم بأمان حتى تتمكن من إصلاح التسرب الموجود في توربين حيوي، ولم تُعطِ إطارًا زمنيًا جديدًا.

وحذّرت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون من أن قرار روسيا بوقف شحنات الغاز إلى أوروبا قد يضع نظامها المالي تحت ضغط شديد. وقالت أندرسون، إن قرار موسكو لا يتسبب فقط في شتاء قاسٍ، لكنه يهدد -أيضًا- الاستقرار المالي للبلاد.

وسيبحث وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي اتخاذَ خطوات لتخفيف أزمة نقص السيولة بشركات الطاقة، في اجتماع طارئ يوم الجمعة المقبل 9 سبتمبر/أيلول (2022)، ويمكن أن تشمل الإجراءات الأخرى الحدّ من ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز.

أسعار الغاز والكهرباء
بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق قبل 8 أيام، تراجعت أسعار الغاز والكهرباء بشكل طفيف هذا الأسبوع، مع انخفاض أسعار الغاز القياسية الأوروبية وعقود الطاقة الألمانية بنحو الثلث، على الرغم من أنها ما تزال نحو 10 أضعاف المستوى التاريخي، لكن الإغلاق الممتد لخط أنابيب (نورد ستريم 1) قد يحلّق بالأسعار مرة أخرى عند إعادة فتح التداول يوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2022).

وتستفيد بعض شركات الطاقة الأوروبية من ارتفاع الأسعار، في حين تواجه شركات أخرى صعوبات مالية. ستجني الشركات التي تُنتج الغاز أو تولّد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة أو النووية -إذ لا تزيد تكاليف المُدخلات- أرباحًا كبيرة، بينما تواجه الشركات التي تعتمد على الغاز في توليد الكهرباء صعوبات كبيرة، من المتوقع أن تزداد حدّتها مع قطع الإمدادات الروسية.

وارتفعت ديون شركات الطاقة الأوروبية هذا العام لأكثر من 1.7 تريليون يورو (1.72 تريليون دولار)، لتقفز بنحو 50% عن مستوياتها قبل عام 2020. وأبرزت الإجراءات الدراماتيكية خطورة الوضع الذي تواجهه أوروبا، إذ تسعى جاهدة لتأمين إمدادات طاقة كافية قبل الشتاء، وتحاول تجنّب انتشار المحنة بين منتجي الكهرباء.

السويد تعتمد على محطة كهرباء تعمل بالنفط لمواجهة أزمة الطاقة

تتجه السويد إلى الاعتماد بصفة منتظمة على محطة كهرباء تعمل بالنفط، لتجنب خطر انقطاع الكهرباء بجنوب البلاد، في ظل ندرة توليد طاقة الرياح وعمليات الانقطاع في الطاقة النووية.

وتخطط شركة الطاقة الألمانية يونيبر لزيادة عدد الموظفين في محطة كارلسهامن القديمة لتوليد الكهرباء، التي يعود تاريخها إلى 50 عامًا وتعمل بالنفط، لمواجهة أزمة الطاقة المتفاقمة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

ويهدف اللجوء إلى المحطة -التي كانت تُستخدم من حين إلى آخر فقط في الماضي- بصفة منتظمة للمساعدة في سد النقص في جنوب السويد، بعد إيقاف تشغيل العديد من المفاعلات النووية خلال السنوات القليلة الماضية.

نقص الكهرباء في جنوب السويد
تهيمن الطاقة الكهرومائية على نظام الكهرباء في السويد، وتقع بصورة رئيسة في شمال البلاد، والطاقة النووية في الجنوب، وتمثّل ما يقرب من 50% و25% على التوالي من إنتاج الكهرباء، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المتحدث باسم شركة يونيبر، توربيورن لارسون: “أصبحت كارلسهامن منشأة أكثر أهمية للمساعدة في ضمان إمدادات الكهرباء في جنوب السويد وفي الدول المجاورة لنا”.

وأضاف: “لكي نتمكّن من تلبية جميع التوقعات والطلبات في المحطة، نحتاج إلى تعيين 10 موظفين آخرين أو نحو ذلك”. ووفقًا للارسون، يعمل في محطة كارلسهامن -التي تبلغ طاقتها 660 ميغاواط- نحو 50 شخصًا حاليًا. وقال: “نحن بحاجة للاستعداد لتقديم أسهامات أكثر انتظامًا، وقد أنتجنا كهرباء أكثر مما أنتجناه خلال العام الماضي بأكمله”.

العودة إلى أكثر الطرق تلويثًا
تقترب أسعار الكهرباء في جنوب السويد من مستوى قياسي، مدفوعة بنقص الإمدادات بصفة أساسية، بالإضافة إلى مستويات الأسعار الأعلى بكثير في باقي أنحاء القارة الأوروبية منذ أن جرى ربط الأسواق. وكانت محطة كارلسهامن -التي تحرق زيت الوقود الثقيل وتعود إلى أوائل السبعينيات- تعمل بصفة منتظمة إلى حدٍ ما في أغسطس/آب.

وأصبحت المحطة جزءًا من احتياطي شبكة الكهرباء السويدية، من منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى منتصف مارس/آذار، وهو أحدث دليل على تراجع مكافحة الاحترار العالمي في ظل أزمة الطاقة التاريخية في أوروبا. ويُعد حرق النفط مصدرًا موثوقًا لتوليد الكهرباء، ولكنه من بين أكثر الطرق تلويثًا، ويُضاف إلى الاستخدام المتزايد للفحم اللازم لتلبية الطلب في المنطقة.

الطلب العالمي على النفط
أوضح لارسون أن المحطة تستخدم ما بين 50 و70 طنًا من الوقود في الساعة؛ ما يعادل نحو 9 آلاف برميل يوميًا على مدار 24 ساعة كاملة، وفقًا لحسابات بلومبرغ. ورغم أن الحجم صغير في سياق سوق النفط العالمية، فإنه يؤكد الاتجاه المستمر للمستهلكين نحو حرق المزيد من النفط لتوليد الكهرباء، مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية.

وقد رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال عامي 2022-2023، مستشهدة بالتحول إلى النفط في توليد الكهرباء بوصفه أحد الأسباب وراء الزيادة. وتوقعت وكالة الطاقة -في تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادر في 11 أغسطس/آب- نمو الطلب على النفط عالميًا بنحو 2.1 مليون برميل يوميًا في 2022، بزيادة 380 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة. كما رفعت وكالة الطاقة تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط في العام المقبل (2023) بنحو 500 ألف برميل يوميًا مقارنة بتقييمات الشهر الماضي.

وقف مفاعل نووي رئيس
سيصبح الاعتماد على محطة كارلسهامن أكثر أهمية، بعد أن أعلنت شركة فاتنفول السويدية عن انقطاع مطول لأحد المفاعلات الذرية اليوم الأربعاء (31 أغسطس/آب). وقالت فاتنفول -أكبر مرفق في المنطقة- إن مفاعلها “رينهالس 4” لن يعود للعمل حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ما يعني تأخر إعادة التشغيل لمدة شهرين تقريبًا، في وقت تشتد الحاجة إليه.

ويقع المفاعل في منطقة الأسعار نفسها مثل كارلسهامن، إذ تقترب الأسعار من المستويات القياسية. وحذّر وزير الطاقة السويدي خاشيار فارمانبار، من أن نقص الكهرباء في جنوب السويد قد يؤدي إلى توتر الوضع هذا الشتاء، إذ إن أزمة الطاقة في المنطقة تزداد سوءًا، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقال فارمانبار -في إفادة صحفية اليوم الأربعاء-: “نرى خطر حدوث إجهاد على نظام الكهرباء هذا الشتاء، وسيكون لخروج رينهالس 4 عن الشبكة تأثير كبير. الخطر الأكبر ليس الانقطاعات، ولكن الأسعار المرتفعة للغاية”. وشدد على أن الانقطاع المخطط له في مفاعل فورسمارك-1 التابع لـ فاتنفول في المدّة من 4 سبتمبر/أيلول إلى 8 أكتوبر/تشرين الأول، سيجعل الوضع أسوأ.

انهيار توربين في مزرعة رياح بالسويد بعد أيام قليلة من افتتاحها

انهار توربين في مزرعة رياح مكونة من 114 توربينًا في السويد، بعد أيام قليلة فقط من افتتاح المزرعة، بحسب موقع رينيو إيكونومي.

وافتُتحت مزرعة رياح نيساتير، بطاقة إنتاجية 475 ميغاواط، ورُبطت بالشبكة المحلية في 9 يوليو/تموز الجاري 2022، على بُعد نحو 400 كيلومتر شمال ستوكهولم، والتي من المتوقع أن تولّد ما يكفي من الكهرباء لتغطية الاحتياجات السنوية لأكثر من 300 ألف أسرة سويدية، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وتمّ تطوير مزرعة الرياح بواسطة شركة “آر دبليو إي رينيوابليز”، التي استحوذت على المشروع في عام 2011، من (إس سي أيه) المطّور الأصلي للمشروع.

مزرعة رياح نيساتير
تعدّ مزرعة رياح نيساتير موطنًا لـ 144 توربين رياح من طراز نورديكس، ولسوء الحظ، بعد أقلّ من أسبوعين من ربط المزرعة بالشبكة المحلية، انهار توربين واحد في مزرعة الرياح منتصف يوم 16 يوليو/ تموز الجاري (2022).

وأكد بيان نشره موقع مزرعة الرياح السويدية، أن انهيار التوربين لم يُسفر عن أيّ إصابات، وأن المنطقة المحيطة بتوربينات الرياح المتضررة مغلقة الآن. وكان البيان الأصلي للشركة قد أشار إلى أنّ تسرُّب الزيت من علبة التروس هو سبب محتمل لانهيار التوربين، قبل أن يُحذف هذا الجزء من البيان.

وأضاف البيان أن فريقًا من الشركة سيُجري تحقيقات لمعرفة سبب الحادث هذا الأسبوع، وستُغلَق مزرعة الرياح بأكملها، حتى إصدار التقرير. وتُظهر أحث البيانات، أن إجمالي قدرات طاقة الرياح في السويد بلغ، خلال عام 2020، 10 آلاف و084 ميغاواط من 4 آلاف و333 توربينًا للرياح، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

طاقة الرياح في السويد
بحسب وكالة الطاقة السويدية، ركّبت الدولة 2.1 غيغاواط من طاقة الرياح في عام 2021، وهي لا تشمل 475 ميغاواط من مزرعة رياح نيساتير التي رُكِّبَت هذا العام. وتسعى الحكومة لتطوير قطاع الرياح البحرية في السويد لإنتاج 120 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

وتمتلك السويد -حاليًا- 191 ميغاواط من القدرات التشغيلية المولّدة من طاقة الرياح البحرية، وفقًا لمتعقب طاقة الرياح “ويندباور إنتليجنس”، ويبلغ استهلاك الكهرباء الحالي في السويد قرابة 140 تيراواط/ساعة سنويًا.

وتحصل الدولة الواقعة في شمال القارّة الأوروبية على ثلث الكهرباء التي تحتاجها من محطات الطاقة النووية، إذ تعتمد بصفة كبيرة على مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، للوصول إلى انبعاثات صفرية من الكربون بحلول عام 2040.

وفي الشهر الماضي، انهار توربين في مزرعة رياح “واك أواي” البالغة من العمر 16 عامًا في غرب أستراليا، دون تفسير لسبب الانهيار حتى الآن؛ ما أدى إلى توقّف الإنتاج بالمزرعة لمدة 4 أسابيع لفحص التوربينات الفردية.

الانضمام للحلف الأطلسي.. بايدن يدعم طلب السويد وفنلندا ومساع لتبديد “مخاوف” تركيا

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك بعد أن تخلى البلدان عن حيادهما طويل الأمد، بينما يعمل الحلف على تبديد “مخاوف” تركيا حيال انضمام البلدين لهذا التحالف العسكري.

وأكد بايدن أن السويد وفنلندا شريكتان من قبل للولايات المتحدة والناتو ولديهما قوة عسكرية ويلبيان كل متطلبات العضوية، مبيّنا أنه بحث مع الجانبين الحرب في أوكرانيا وتعزيز الأمن بين ضفتي الأطلسي. ورأى الرئيس الأميركي أن فنلندا والسويد سيجعلان من الحلف أكثر قوة بالنظر لتجربتهما الديمقراطية.

وقبل ساعات من أول جولة يقوم بها في آسيا منذ توليه منصبه، اجتمع بايدن مع رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في البيت الأبيض لمناقشة طلبيهما الانضمام لحلف الأطلسي. وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، “هذا حدث تاريخي، لحظة فاصلة في الأمن الأوروبي. دولتان تلتزمان الحياد منذ زمن بعيد ستنضمان إلى أقوى حلف دفاعي في العالم”.

يشار إلى أن بايدن جعل من توحيد أوروبا في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا أولوية قصوى. من جهته قال الرئيس الفنلندي نينيستو إن القوات المسلحة الفنلندية هي من بين الأقوى في أوروبا، مشيرا إلى أن بلاده تأخذ مخاوف الجانب التركي على محمل الجد. وأضاف أن حكومته تتعامل مع “الإرهاب” بجدية وتدينه بكل أشكاله وتواجهه. أما رئيسة الوزراء السويدية فقالت إن انضمامنا سيعزز أمن وقوة الناتو بسبب قدراتنا، وأضافت “تصدينا معا للعدوان الروسي وقدمنا دعما لم يسبق له مثيل لأوكرانيا”.

 

تدخّل وتداعيات
وأمس الأربعاء، قدّمت فنلندا والسويد طلبي انضمامها لحلف شمال الأطلسي، بعد أن تسبب التدخل الروسي في أوكرانيا في تحول كبير في سياسات الحياد العسكري التي انتهجها البلدان على مدى عقود.

واستقبلت الدول الأعضاء طلبَي فنلندا والسويد بحفاوة، باستثناء تركيا التي أبدت اعتراضها. ولم يتمكن السفراء المجتمعون في بروكسل من التوصل إلى توافق على بدء مفاوضات الانضمام رسميا.

وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قد تعهّد بأن تكون عملية الانضمام “سريعة وسلسة”، لكن موقف تركيا يستدعي الاستجابة لهواجسها قبل المضي قدما في المفاوضات.

 

موقف تركيا
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه “مصمم” على التصدي لطلب فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، واصفا السويد بأنها “وكر للإرهابيين”. وقال أمام تجمع للشباب بمناسبة اليوم العالمي للشباب “نحن مصممون على الإبقاء على موقفنا، لقد أبلغنا أصدقاءنا بأننا سنقول لا لفنلندا والسويد الراغبتين في الانضمام إلى حلف الناتو وسنستمر على هذا النهج”.

وأضاف “السويد وفنلندا هما الدولتان اللتان تؤويان الإرهابيين، حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية”.

وحزب العمال الكردستاني مصنف منظمة إرهابية من قبل أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال “إننا قلقون للغاية بشأن هذين البلدين خاصة السويد التي تعد بؤرة للإرهاب ووكرا للإرهابيين”. وأشار أردوغان إلى قاعدة الإجماع داخل حلف شمال الأطلسي “إذا رفضت دولة الانضمام فلا يمكن (للدول الأخرى) قبوله”. وهذه التصريحات التي تم تسجيلها لبرنامج تلفزيوني يبث مساء اليوم الخميس، تم تداولها مسبقا على حساب أردوغان الرسمي على تويتر.

 

تبديد المخاوف
من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولتنبرغ اليوم الخميس أن التحالف العسكري يعمل على تبديد “المخاوف” التي أعربت عنها تركيا بشأن طلبي السويد وفنلندا الانضمام إليه. وقال ستولتنبرغ -خلال مؤتمر في كوبنهاغن- “بالتأكيد نتعامل مع المخاوف التي أعربت عنها تركيا” من أجل التوصل إلى “اتفاق بشأن طريقة المضي قدما”، وذلك بعدما عارضت أنقرة طلبي البلدين الإسكندنافيين على خلفية ما اعتبرته تساهلا من قبلهما حيال مجموعات كردية.

ولفت ستولتنبرغ إلى أنه يوجد “سجل طويل للناتو في النجاح في تجاوز الخلافات”. وأضاف “أنا متأكد تماما من أننا سنتمكن من الاتفاق على هذه المسألة”، معربا عن ثقته بأن الحلف سيتوصل إلى “قرار سريع” بشأن طلبي السويد وفنلندا.

 

ترحيب ألماني
من جانبه، رحب المستشار الألماني أولاف شولتز بالانضمام المخطط له لكل من فنلندا والسويد بحلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال شولتز اليوم الخميس في بيان حكومي بالبرلمان الألماني “بوندستاغ” بالعاصمة برلين “أقول بدون أي تردد، صديقاتي وأصدقائي الأعزاء، إنكم مرحب بكم من القلب، معكم بجانبنا يصير الناتو وتصير أوروبا أقوى وأكثر أمنا”.

وأضاف المستشار الألماني أن هجوم روسيا على أوكرانيا دفع كثيرا من الدول الأخرى بأوروبا لإعادة التفكير من جديد بشأن أمنها، لافتا إلى أن دولا كثيرا زادت منذ ذلك الحين استثماراتها بشكل واضح في دفاعها.

 

توعد روسي
وتوعدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن الرد الروسي على قرار فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي سيكون مفاجئا.

وقالت زاخاروفا في إيجازها الصحفي الأسبوعي بموسكو إن هذا الرد سيكون في شكل تدابير عسكرية، وسيترك للعسكريين الروس في المقام الأول. كما نقلت وكالة “تاس” الروسية تصريحات لرئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أكدت فيها ضمان أمن روسيا رغم انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.

وحذرت المسؤولة الروسية من أن ردّ بلادها على انضمام البلدين إلى الحلف سيكون متناسبا عسكريا مع حضور الحلف داخل أراضي البلدين، من دون تقديم مزيد من التوضيح. وتابعت أن عضوية فنلندا والسويد في الناتو ستؤثر تأثيرا سلبيا على سياسات أوروبا ولن تؤمن استقرار القارة، لا سيما أن القرار اتخذ بضغوط غربية من الولايات المتحدة ودول الحلف.

فنلندا والسويد تقدمان رسميا طلب الانضمام للناتو وأردوغان: لا نقبل دولاً ترعى الإرهاب في الحلف

تقدمت فنلندا والسويد، اليوم الأربعاء، رسميا بطلبين للالتحاق بحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ليدشن بذلك مسار انضمام من المتوقع أن يستغرق بضعة أسابيع، في وقت يرى فيه دبلوماسيون أن تصديق جميع برلمانات الدول الأعضاء -وعددها 30- قد يستغرق حوالي عام.

وسلم سفيرا البلدين في بروكسل رسميا طلب الانضمام للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية. وقد رحب ستولتنبرغ بالقرار، وقال بعد تسلمه طلبي الانضمام من سفيري البلدين “إنها خطوة تاريخية. سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل المقبلة ضمن مساريكما للانضمام إلى الناتو”. وتعليقا على مساعي الدولتين الالتحاق بالحلف، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن موقف بلاده واضح و”نرفض انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو” منوها إلى أن تركيا “لا يمكنها قبول دول تدعم الإرهاب في الحلف”.

وأضاف “نتوقع من حلفائنا أن يتفهموا أفكارنا وحساسياتنا بشأن الأمن ومساندة البعض للمنظمات الإرهابية”.

وأكد أردوغان أن بلاده طالبت من قبل السويد بتسليم إرهابيين لديها لكنها رفضت الطلب التركي “والآن نرفض قبول انضمامها للناتو” مؤكدا “ألا حاجة للزيارات الرسمية من السويد وفنلندا إلى تركيا لأن موقفنا واضح ونرفض انضمامهما للناتو”.

كما أشار الرئيس التركي إلى أن بلاده أخطأت من قبل عندما وافقت على عضوية اليونان في الحلف “ولا تريد تكرار نفس الخطأ”. ومن جانب آخر أفاد بيان للبيت الأبيض الأميركي بأن الرئيس جو بايدن سيستقبل رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في واشنطن غدا الخميس لمناقشة انضمام البلدين للحلف. وكانت الدولتان الإسكندنافيتان قد أعلنتا في وقت سابق أنهما ستقدمان بشكل مشترك ترشيحَيهما لعضوية الحلف رغم تحفظات تركية.

ضوء أخضر
ومنح البرلمان الفنلندي الضوء الأخضر لهذه الخطوة، إذ صوّت أمس لصالح الانضمام بأغلبية ساحقة بلغت أكثر من 95%. وقد اعتمد -في ختام جلسة استمرت يومين- مشروع انضمام البلاد إلى الحلف بغالبية 188 صوتا مقابل 8، ومن دون امتناع أي عضو.

وقال وزير الخارجية قبل التوجه لتوقيع رسالة الترشح “إنها نتيجة استثنائية، لم أكن أتوقع مثل هذه النتيجة. التصويت واضح.. لا مجال للنقاش”. وقالت أندرسون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو “أنا سعيدة لأننا سلكنا المسار نفسه ولأننا نستطيع القيام بذلك معًا”.

ورغم التهديدات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدولتين في حال انضمامها للحلف، فإن العقبة الرئيسية لهذا المسار تأتي من داخل الحلف، إذ كررت أنقرة رفضها خطوة الانضمام رغم محادثات دبلوماسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأكد أردوغان أول أمس أن بلاده “لن تتنازل” متهما السويد بأنها “حاضنة للتنظيمات الإرهابية” كما اتهمها بفرض عقوبات على بلاده. وتأخذ تركيا خصوصا على البلدين عدم الموافقة على طلبات تسليم أشخاص تتهمهم بأنهم أعضاء في “منظمات إرهابية” مثل حزب العمال الكردستاني، أو تعليق مبيعات أسلحة إلى تركيا.

ويرى محللون أن أنقرة تبحث عن مقابل لمنح الضوء الأخضر لعضوية فنلندا والسويد، مثل تغيير موقف الولايات المتحدة الرافض لبيعها مقاتلات “إف-35” (F-35).

تفاؤل وتوافق
ورغم الخلافات، فإن الرئيس الفنلندي قال إنه “متفائل” بشأن الحصول على دعم تركيا “عبر محادثات بناءة”.

ومن جانبها قالت رئيسة وزراء السويد إن بلادها “مسرورة بالعمل مع تركيا في الناتو ويمكن أن يشكل هذا التعاون عنصرا في علاقتنا الثنائية” مؤكدة أن ستوكهولم “ملتزمة بمكافحة جميع أشكال الإرهاب”.

أما في واشنطن فقد بدت الخارجية متفائلة بعض الشيء، وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس للصحفيين “نحن واثقون من قدرتنا على الحفاظ على التوافق داخل الحلف” لإقرار عضوية السويد وفنلندا، مؤكدا أن هذا الشعور “لم يتغيّر” رغم تصريحات الرئيس التركي.

في سياق آخر، تتوجه سفينة الإنزال الأميركية “يو إس إس كيرساردغ” (USS Kearsarge) إلى السويد للمشاركة بتدريبات عسكرية تقام في بحر البلطيق مطلع الشهر القادم بمشاركة نحو 20 دولة.

وقالت مديرة الاتصالات بالبحرية السويدية إن السفينة التي يبلغ طولها 257 مترا ستعمل على نقل أعداد كبيرة من القوات والمروحيات والطائرات المقاتلة وغيرها من المعدات، كما أنها ستكون جزءا من تدريبات الناتو في بحر البلطيق بهدف ضمان أمن واستقرار المنطقة.

يشار إلى أن ترشح فنلندا والسويد، وهما دولتان تمسكتا بالحياد العسكري لمدة طويلة، إلى عضوية الناتو كان نتيجة مباشرة للحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، إذ ارتفع بشكل كبير عدد مؤيدي الانضمام في كلا البلدين منذ بدء الحرب.