عززت توتال إنرجي الفرنسية (أحد أكبر شركات الطاقة في العالم) من حضورها بقطاع محطات تزويد الشاحنات بالغاز الطبيعي المسال في ألمانيا، ضمن خطة للتوسع في هذه المحطات على مستوى أوروبا. وأعلنت الشركة افتتاح ثاني محطة لتزويد الشاحنات بالغاز المسال في ألمانيا، ضمن خطة معلنة لافتتاح 3 محطات قبل نهاية عام 2022، وفقًا لمنصة إل إن جي برايم المتخصصة. تقع محطة توتال إنرجي الجديدة في بلدة لبيتال بمدينة زوست، وهى محطة متخصصة في تزويد شاحنات النقل التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
محطات توتال
تتميز محطة توتال إنرجي بمسارين لتزويد الشاحانات على جانبي الطريق السريع، ما يتيح قدرة استيعابية أعلى مقارنة بالمحطات ذي الاتجاه الواحد. أُطلقت هذه المحطة عبر إحدى الشركات التابعة لمجموعة توتال إنرجي في ألمانيا، وتحمل اسم “بت بوينت إل إن جي”، وهى شركة مشتركة مع برايم غاز التابعة لشركة إس إتش في إنرجي الألمانية. وتمتلك توتال إنرجي بالفعل عددًا من محطات تزويد الشحنات بالغاز الطبيعي المسال في عدد من المدن والبلديات الألمانية، أبرزها: غايسلفيند، وهيرشبرغ، وآلسفد. وأعلنت توتال إنرجي خطة في بداية العام الجاري (2022) لإنشاء 3 محطات لتزويد الشاحنات بالغاز المسال، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا الهولندية “لكال” وشركة بت بوينت. كما تخطط الشركة الفرنسية لافتتاح محطات مشابهة في عدة دول أوروبية، لا سيما ألمانيا قبل نهاية العام الجاري، حيث افتتحت “بت بوينت” محطة في بلجيكا -مؤخرًا- بمدينة أنتويرب البلجيكية.
128 محطة في ألمانيا
افتتحت توتال إنرجي في 8 يوليو/تموز (2022)، أول محطة وقود لتزويد الشاحانات بالغاز المسال في بافاريا، إحدى الولايات الـ16 المكونة لجمهورية ألمانيا الإتحادية. وتظهر بيانات حديثة صادرة عن الاتحاد الأوروبي، بلوغ عدد محطات الوقود التي تزود الشاحنات والمركبات بـ”الغاز الطبيعي المسال” في أوروبا إلى 568 محطة، بينما يبلغ عدد محطات الغاز الطبيعي المضغوط قرابة 4 آلاف و171 محطة. وتعد ألمانيا أكبر بلد أوروبي تنتشر فيه محطات تزويد الشاحنات بالغاز الطبيعي المسال بعدد 128 محطة، تليها إيطاليا بـ126 محطة. كما تأتي أسبانيا في المركز الثالث بـ88 محطة، تليها فرنسا في المركز الرابع بـ65 محطة، ثم هولندا 31 محطة، والسويد 28 محطة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إعفاء الشاحنات من رسوم الطرق
تعتمد ألمانيا خططًا للتوسع في محطات تزويد الشاحنات بالغاز الطبيعي المسال في مجال النقل، عبر حزمة حوافز تشمل دعم شراء هذا النوع من الشاحنات مع إعفائها من رسوم المرور على الطرق السريعة. ويُنظر للشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال بوصفها أقل تلويثًا للبيئة من حيث معدل الابنعاثات الناتجة من تشغيلها مقارنة بنظيرتها التي تعمل بالبنزين أو الديزل. وأشارت دراسة صادرة عن مؤسسة مركبات الغاز الطبيعي في أميركا إلى أهمية الاستثمار الإنتقالي في تطوير شاحنات الغاز المسال إلى جانب الاستثمار في الشاحنات الكهربائية. ركزت الدراسة على تحليل البيانات المجمعة في قطاع النقل بولاية نيوجيرسي، لتنتهى إلى رصد 4 مزايا لانتقال شاحنات النفايات العاملة بالديزل إلى الغاز المسال وليس البطاريات الكهربائية. انتهت الدراسة إلى ترجيح كفة شاحنات النفايات التي تعمل بالغاز على الشاحنات الكهربائية من حيث قدرتها على تخفيض انبعاثات أكسيد النيتروجين، وفقا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مقارنة بين الغاز والكهرباء
اكتشفت الدراسة أن شاحنات الغاز المسال يمكنها المساهمة في الحد من إجمالي انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون (أحد غازات الاحتباس الحراري) بمعدل أكبر من الشاحنات الكهربائية. وقدرت الدراسة حجم الانبعاثات التى تصدر من شاحنات الغاز بولاية نيوجيرسي -التى تضم 10 آلاف شاحنة- بنحو 14 ألف طن من انبعاثات أكسيد النيرتروجين، مقابل 9700 طن للشاحنات الكهربائية. كذلك تخفض الشاحنات التي تعمب بالغاز المسال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (الغاز الرئيس المسبب للاحتباس الحراري) بمعدل 10.6 مليون طن مقارنة بمعدل 9.2 مليون طن للشاحنات الكهربائية. أما من حيث التكلفة، فقد لاحظت الدراسة ارتفاع تكلفة تحويل الشاحنات من الديز إلى الغاز بنسبة صغيرة، مقارنة بمعدل مرتين إلى 3 مرات في حالة تحويلها إلى الكهرباء. تستثمر ولاية نيوجيرسي في دعم البنية التحتية لشبكات الوقود لدعم كلا النوعين من الشاحنات العاملة بالغاز والكهرباء، حيث يتواجد بها 550 شاحنة تعمل بالغاز الطبيعي تخدم 16 من أصل 21 مقاطعة في الولاية.
محطات مماثلة للسفن
تولي عملاق الطاقة الفرنسية توتال إنرجي اهتمامًا ملحوظًا بتعزيز حضورها في قطاع محطات الغاز الطبيعي المسال، ليس لتزويد الشاحنات البرية فحسب، بل لتزويد السفن العاملة بالبحر أيضًا. فقد أعلنت الشركة في يناير/كانون الثاني (2022)، افتتاح أول محطة لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال بميناء مرسيليا جنوب فرنسا. وقالت الشركة، إن هذه المحطة تأتي في إطار خططها للتحول إلى وقود منخفض الكربون، أملًا في الوصول إلى مرحلة الحياد الكربوني بحلول 2050. ومن المقرر أن تزود الشركة الفرنسية السفن والناقلات البحرية بالوقود من خلال سفينتها “غاز فيتاليتي”،التي تصل سعة خزانها من الوقود إلى 6 آلاف متر مكعبة من الغاز الطبيعي المسال.