بدأ الفحم الإيراني يتدفق إلى أسواق باكستان لتعزيز محطات توليد الكهرباء المتضررة من الفيضانات المدمرة التي تتعرّض لها الأخيرة، وفق مصدر مسؤول في طهران. وقال عضو غرفة التجارة علي ريجي ميرجافه، إن البلدين لم يحددا حجم الفحم الذي ستحصل عليه باكستان، ولكن هذه الصادرات تُنفذ في إطار عمليات بنظام المقايضة، حسبما ذكر موقع برس تي في.
وتعرّضت باكستان إلى فيضانات مدمرة خلال الشهرين الماضيين، قتلت ودمرت آلاف الأشخاص والمنازل، وهي الكارثة الطبيعية التي أرجع بعض المحللين أسبابها إلى تغير المناخ، وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إليها في اجتماع له أمس الأربعاء الموافق 21 سبتمبر/أيلول في الإطار ذاته، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات سنوية
قال عضو غرفة التجارة في طهران علي ريجي ميرجافه، إن صادرات الفحم الإيراني إلى باكستان قد تبلغ 0.5 مليون طن متري سنويًا. وأضاف أن صادرات الفحم الإيراني بدأت التدفق إلى باكستان، بعد الفيضانات التي حطمت جزءًا كبيرًا من بنية محطات الطاقة التحتية، وفقدت كثير منها الوقود المُخزّن لديها.
ورغم أن مكتب رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، كان قد أعلن مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، عودة التيار الكهربائي إلى 46 محطة توزيع من أصل 81 محطة متضررة من الفيضانات، فإنه أشار إلى أن الكهرباء منقطعة حتى الآن في 35 محطة توزيع أخرى، انتظارًا لانحسار مياه الفيضانات.
وأوضح البيان -الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، حينها- أن 881 وحدة تغذية بقوة 11 كيلو فولت تأثرت بالأمطار الموسمية والفيضانات؛ ما انعكس سلبًا على إمدادات الكهرباء لـ975 ألف مستهلك، وأن الحكومة أتمت صيانة 475 وحدة من وحدات التغذية الكهربائية المتضررة. وما يزال نحو خُمْس محطات إقليم السند، ومحطتان في إقليم بلوشستان، مغمورة بمياه الفيضانات التي يبلغ ارتفاعها بين 91.44 و121.92 سنتيمترًا.
سوق باكستان
أسالت الفيضانات لعاب الدولتين العدوتين للغرب والمستهدفتين بعقوباته الاقتصادية، طهران وموسكو، حول إمكان تحول باكستان إلى سوق سهلة لمنتجاتهما، فبالإضافة إلى الفحم الإيراني، تنافس الدولة الفارسية روسيا على تصدير الغاز إلى إسلام آباد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرّح في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري، بأن بلاده يمكنها تأمين إمدادات الغاز إلى باكستان عبر خطوط الأنابيب.
وتوقع عضو غرفة التجارة في طهران علي ريجي ميرجافه، أن تنمو قيمة التبادل التجاري مع باكستان بمقدار 3 أضعاف خلال المستقبل القريب بصورة عامة لتبلغ 5 مليارات دولار أميركي، وليست في صادرات الفحم الإيراني فقط. وأشار -في تصريحات لوكالة “إل إن إيه نيوز” المحلية شبه الرسمية- إلى أن الاتفاقات التجارية بين البلدين لم تدخل جميعها حيز التنفيذ بعد، ما يسمح بزيادة مساحة التبادل التجاري.
وأوضح أن إيران تصدر إلى باكستان منتجات نفطية وسلعًا زراعية، وتستورد مقابلها من إسلام آباد أرزًا وفاكهة. وتابع أنه سيبدأ تنفيذ اتفاق مقايضة بين البلدين في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تصدر من خلاله إيران العنب والتفاح، وتحصل مقابلهما على عنب باكستاني.