أثار قرار حكومة الكونغو الديمقراطية بيع 30 مربعًا للتنقيب عن النفط والغاز غضب منظمة غرينبيس البيئية، التي تريد وقف عمليات الحفر؛ لأنها تقع في منطقة محمية. وتُعَد الكونغو ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم، وتتمتع باحتياطيات هائلة غير مستغلة من الوقود الأحفوري، بسبب عراقيل سياسية واقتصادية وبيئية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت منظمة غرينبيس إنها تسعى للحصول على دعم دولي لعرقلة طموح السلطات في الكونغو، واصفة استكشافات النفط والغاز بأنها مشروعات “قذرة” في أحد أكثر الأماكن اخضرارًا في العالم.
أراضي الخث
قررت جمهورية الكونغو الديمقراطية، الإثنين 18 يوليو/تموز (2022)، زيادة عدد المناطق المطروحة للتنقيب عن النفط والغاز إلى 30 مربعًا، ارتفاعًا من 16 مربعًا. وتقول المنظمة البيئية غير الحكومية إن 3 من هذه المربعات تقع في أرض رطبة مليئة بالكربون، مضيفة: “الأراضي الرطبة في منطقة حوض الكونغو المعروفة باسم “كوفيت سنترال”، وهي أراضٍ خثية، تخزن نحو 30 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون؛ أي ما يعادل عامًا واحدًا من انبعاثات الكربون العالمية”.
وبسبب تعذّر الوصول إليها، لا يُعرف سوى القليل عن التنوع البيولوجي الغني لأنظمتها الإيكولوجية التي لا يمكن تعويضها، وفقًا لمنظمة غرينبيس. وقالت الناشطة في منظمة غرينبيس، إيرين وابينا بيتوكو، إن أكثر من نصف الأراضي خثية في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ ما يجعلها لاعبًا رئيسًا في مكافحة تغير المناخ. وتأسست منظمة غرينبيس في عام 1971 بمدينة فانكوفر الكندية من قِبل ناشطين في مجال السلام والبيئة، وتملك حاليًا مكاتب في أكثر من 40 دولة.
حقول النفط والغاز في الكونغو
كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية قد أعلنت طرح 27 مربعًا للنفط و3 آبار للغاز للبيع في عطاء يومي 28 و29 يوليو/تموز من العام الجاري (2022). وقال وزير النفط والغاز، ديدييه بوديمبو، إن حكومة بلاده تريد جذب المستثمرين في قطاع الهيدروكربونات.
وتسعى الكونغو إلى تعزيز قطاع النفط، واستغلال احتياطياتها الهائلة؛ إذ لم يطرأ أيّ تغيير على الإنتاج لسنوات؛ بسبب نقص الاستثمارات. ويقتصر إنتاج النفط في الكونغو الديمقراطية -حاليًا- على 25 ألف برميل يوميًا، وتصدّره الدولة بالكامل، وتسعى الدولة الأفريقية لزيادته إلى ما بين 500 ألف ومليون برميل يوميًا.
وأضاف الوزير أنه من أصل 32 حقلًا نفطيًا كانت السلطات تعتزم طرحها، تقرّر في نهاية المطاف فتح الباب في 28 يوليو/تموز الجاري أمام تلقّي العروض لمنح حقوق استغلال 27 حقلًا؛ من بينها حقلان استعادتهما الحكومة مؤخرًا من رجل الأعمال الإسرائيلي دان غيرتلير.
وفي فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، توصّلت الكونغو إلى اتفاق ودّي مع رجل الأعمال الإسرائيلي، دان غيرتلير، الذي كان يمتلك حقوقًا في المربعين 1 و2 بمنطقة ألبرتين غرابن، بقيمة ملياري دولار.
وأكد الوزير أن مربعات النفط والغاز التي ستُطرح خلال هذه العطاءات، تقع خارج المناطق المحمية. وأوضح وزير النفط، ديدييه بوديمبو، أن المربعات موزّعة في جميع أنحاء البلاد، 3 منها في الحوض الساحلي لمقاطعة الكونغو الوسطى، و9 في كوفيت سنترال، و11 بالقرب من بحيرة تنجانيقا، و4 بالقرب من بحيرة ألبرت، أما مربعات الغاز فتقع على بحيرة كيفو.
كارثة بيئية
قالت منظمة غرينبيس إن مشروعات النفط والغاز المُزمع طرحها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، سيكون لها تأثير كارثي في السكان والتنوع البيولوجي والمناخ العالمي. وأضافت: “تُعَد الغابات المطيرة في حوض الكونغو موطنًا لملايين الأشخاص ونباتات وحيوانات استثنائية؛ بما في ذلك 3 أنواع عظيمة من القردة (الشمبانزي والبونوبو والغوريلا)”.
وأكدت المنظمة البيئية غير الحكومية ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة التغير المناخي. وفي 2020، كان أكثر من نصف ثاني أكسيد الكربون، الصادر عن الوقود الأحفوري على الصعيد العالمي، ناتجًا عن النفط والغاز الطبيعي.