تسابق ألمانيا الزمن لإيجاد بدائل عاجلة للغاز الروسي من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، لتجنّب البلاد أزمة طاقة، مع اقتراب موسم الشتاء والذي يتزايد فيه الطلب على الكهرباء للتدفئة. كانت برلين تعتمد على الغاز الروسي في تلبية 55% من احتياجاتها من الطاقة، قبل أن تشنّ موسكو هجومًا عسكريًا على كييف في فبراير/شباط الماضي.
وتُجري ألمانيا والإمارات العربية المتحدة مزيدًا من المباحثات حول الهيدروجين والطاقة النظيفة، للتخلص من اعتمادها على الغاز الروسي الذي يشكّل حاليا نحو 35% من إمداداتها، بحسب بلومبرغ.
الطاقة النظيفة من الإمارات
“يتوجه وفد إماراتي من مسؤولين حكوميين وممثلين عن شركتي نفط أبو ظبي الوطنية أدنوك، ومصدر للطاقة النظيفة، إلى ألمانيا يوم الثلاثاء المقبل 28 يونيو/حزيران”، وفق ما نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”. وقال وكيل وزارة الطاقة الإماراتية، شريف العلماء: “إن الزيارة تهدف إلى إرساء آليات تعاون مستدام بين البلدين”.
وأضاف شريف العلماء، أن الوفد الإماراتي سيلتقي خلال الزيارة عددًا من كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص في ألمانيا لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاع الطاقة. وتسعى الإمارات العربية المتحدة لأن تكون واحدة من أبرز مورّدي الهيدروجين في العالم، على من عدم احتمال قدرتها على تصدير كميات كبيرة قبل نهاية هذا العقد.
وتستهدف إمارة أبو ظبي، عاصمة الإمارات، استثمار 80 مليار درهم (21.78 مليار دولار)، في قطاع الطاقة النظيفة، خلال العقود الثلاثة المقبلة، بحسب بيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة. وتستثمر الدولة العضو في منظمة أوبك في إنتاج الهيدروجين الأزرق، المصنوع من الغاز الطبيعي في عملية تلتقط انبعاثات الكربون بدلًا من السماح لها بالانطلاق في الغلاف الجوي.
وأعلنت دائرة الطاقة في أبو ظبي أنه سيُكشَف عن سياسة جديدة للهيدروجين في الإمارة، خلال العام الجاري، موضحة أن الطاقة النظيفة والمتجددة ستشكّل أكثر من 90% من الاستثمارات المستهدفة في قطاع الطاقة بحلول 2050. وفي عام 2017، أطلقت برلين وأبوظبي شراكة الطاقة الإماراتية الألمانية لتعزيز الحوار وتوفير إطار للتعاون في انتقال الطاقة.
الهيدروجين الأزرق
وقّعت شركات ألمانية وإماراتية مذكرات تفاهم في مارس/آذار الماضي، لتصدير شحنات من الأمونيا الزرقاء المنتجة من الهيدروجين الأزرق من أبو ظبي إلى برلين، وتوقعت إرسال الشحنة الأولى هذا العام. وتعّول الإمارات على الهيدروجين، في أداء دور أساس في الإستراتيجية الوطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، إضافة إلى دعم دول العالم من خلال تصدير الهيدروجين.
وتشمل الإستراتيجية رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع إسهام الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الكهرباء المنتجة في الإمارات إلى 50%،منها 44% من مصادر متجددة و6% من محطات الطاقة النووية.
وأحرزت أبوظبي تقدمًا ملحوظًا في مجال الهيدروجين، مستفيدة من وفرة مصادر الطاقة الشمسية وزيادة الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، وخلال مؤتمر المناخ كوب 26، أطلقت خارطة طريق الإمارات للهيدروجين. وتستهدف الإمارات العربية المتحدة الاستحواذ على حصة 25% من سوق طاقة الهيدروجين في الأسواق الرئيسة في العالم، على مدار العقد الجاري حتى حلول عام 2030.