تركيا تعلن موعد إنتاج الغاز الطبيعي من حقل صقاريا

تواصل تركيا المضي قدمًا في خططها للتنقيب واستخراج غاز البحر الأسود، وتستعد لإضافة قرابة 10 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي بحلول مارس/آذار 2023 من خلال حقل صقاريا. وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، يوم الخميس 11 أغسطس/آب 2022، إن بلاده ستتمكّن من استخدام احتياطيات الغاز المكتشفة -مؤخرًا- في البحر الأسود بحلول الربيع المقبل، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية.

وهذه الخطوة جاءت نتيجة جهود مضنية للحكومة التركية في التنقيب قبالة ساحل البحر الأسود منذ عام 2020، التي أدت إلى اكتشاف نحو 540 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في حقل غاز صقاريا البحري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

اكتشافات البحر الأسود
كانت تركيا قد تصدرت عناوين الصحف العالمية في يوليو/تموز عام 2020 عندما كشفت عن حقل غاز تاريخي باحتياطيات تصل إلى 405 مليارات متر مكعب، تلاه اكتشاف آخر باحتياطيات تبلغ 135 مليار متر مكعب في يونيو/حزيران 2021. وكلا الاكتشافين يمثل أهمية كبيرة لتركيا، لا سيما أنها تعتمد على الواردات باهظة التكلفة لتلبية الطلب على الطاقة.

وأكد الوزير فاتح دونماز أن سفينة الحفر “عبدالحميد خان” قد وصلت -مؤخرًا- إلى وجهتها الأولى في بئر يوروكلير 1 البحرية، جنوب محافظة أنطاليا. وأضاف أن السفينة -المعروفة بأنها الأكبر ضمن أسطول مكون من 4 سفن- ستبدأ حفر الآبار الاستكشافية في شرق البحر المتوسط، في حين ستواصل السفن الأخرى عمليات الحفر بالبحر الأسود.

ووفقًا لتصريحات الوزير، فقد أضافت البلاد إلى أسطولها سفينة من الجيل السابع، إذ تُعد واحدة من 5 سفن في العالم تتمتع بقدرة على الحفر حتى عمق يصل إلى 12 ألفًا و200 متر. وستستمر مهمة سفينة “عبدالحميد خان” الاستكشافية لمدة شهرين، ووعد بإعلان أي اكتشافات جديدة في المنطقة.

الاستعداد لفصل الشتاء
أما عن تحضيرات تركيا لفصل الشتاء، فقال الوزير: “لن تكون هناك مشكلات في الغاز الطبيعي عند التزام الموردين بخطة الشحن”. وأكد الوزير امتلاء خزان سيليفري للغاز الطبيعي بنحو 87% بدءًا من اليوم (11 أغسطس/آب 2022)، موضحًا أن هدف بلاده يتمثّل في ملء الخزان بالكامل بحلول سبتمبر/أيلول (2022).

وبالنسبة إلى خزان بحيرة الملح للغاز الطبيعي “سولت ليك”، بلغت نسبة الامتلاء 100%، مع استمرار تقديم الدعم الكافي للكهرباء والغاز الطبيعي. وقال الوزير إن حجم واردات الطاقة بلغ قرابة 100 مليار دولار، ويمكن للبلاد توفير 10% بفضل التدابير المنظمة. وبالنسبة إلى معدن البورون، أشار الوزير إلى أن تركيا لديها احتياطي يكفي العالم لمدة 500 عام.

المفاوضات مع روسيا
ناقش وزير الطاقة فاتح دونماز العديد من القضايا خلال لقاء مع وكالة الأناضول التركية، وكان على رأسها المفاوضات مع روسيا. وأوضح أن المفاوضات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثمرت التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن شراء تركيا الغاز الروسي بالروبل (العملة الروسية)، كما يبحث الطرفان عن مدى إمكان الدفع بالليرة التركية، مشيرًا إلى الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالترتيبات والأسعار خلال الأيام المقبلة.

كما تطرق الوزير إلى محطة أكويو النووية، مؤكدًا أن الجانب التركي مهتم بتنفيذ المشروع دون تأخير في الجدول الزمني، مضيفًا أن قادة البلدين سيناقشون -قريبًا- مستجدات المشروع.

التنقيب عن الهيدروكربونات
سبق أن أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حقل غاز صقاريا سيصل إلى ذروته بحلول عام 2026، وبإمكانه توفير ثلث الاحتياجات التركية من الغاز الطبيعي. وحضر أردوغان، يوم الثلاثاء 9 أغسطس/تموز 2022، مراسم تدشين سفينة الحفر التركية الجديدة، التي سُميت على اسم السلطان العثماني عبدالحميد الثاني.

وقال إن السفينة ستعمل قبالة سواحل محافظة أنطاليا في البحر الأبيض المتوسط للتنقيب عن الهيدروكربونات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وتابع: “نخطط لإنهاء العمليات في الآبار الـ10 اللازمة للمرحلة الأولى من غاز البحر الأسود، والبدء في الإنتاج خلال عام 2023”.

وأضاف أن تركيا تقوم بعمليات التنقيب والحفر في البحر المتوسط ضمن سيادتها، قائلًا: “لا نحتاج إلى إذن من أحد”. وكانت عمليات التنقيب عن الهيدروكربونات التركية في البحر المتوسط قد تسببت في توتر العلاقات مع اليونان والاتحاد الأوروبي منذ عام 2020.

حوض ويمبير إياسي في تنزانيا.. كنز ثري بعد اكتشاف مكامن نفطية بـ3 آبار

كشفت أعمال الاستكشاف بحوض ويمبير إياسي في تنزانيا عن وجود إشارات لمكامن نفطية ضخمة، عقب التيقن من احتواء آبار الحوض على الهيدروكربونات.

وكانت شركة تطوير النفط التنزانية المملوكة للدولة قد أعلنت بدء مشروعات الاستكشاف والحفر والتنقيب بالحوض، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، وخصصت ميزانية قدرها 2 مليار شلن، وفق صحيفة ذي سيتيزن. (الشلن التنزاني = 0.00043 دولارًا أميركيًا)

ومنذ ذلك الحين، تضمنت خطط الحفر في حوض ويمبير إياسي في تنزانيا -الممتد على مسافة تزيد عن 19 ألف كيلومتر مربع- استكشاف مكامن نفطية لنحو 3 آبار، بعمق يصل إلى 300 متر.

إمكانات هائلة
حُفرت الآبار الـ3 بمناطق إيغونغا، وسيميو، وسينغيدا، وأوضح المدير التنفيذي لشركة تطوير النفط، جيمس ماتاراغيو، أن ظهور علامات على وجود مكامن نفطية بحوض ويمبير إياسي في تنزانيا لا يعني توقّف أعمال الاستكشاف. وأشار ماتاراغيو إلى ضرورة مواصلة التنقيب، وأنه يجري العمل بالآونة الحالية على رسم الخرائط الجيولوجية بامتداد حوض ويمبير إياسي بالكامل.

ولفت إلى أن أحواض الوادي المتصدع بشرق أفريقيا “ريفت فالي” غالبًا ما تضم موارد هيدروكربونية، مستشهدًا باكتشافات نفطية لكل من كينيا وأوغندا بالوادي ذاته، في بحيرات توركانا وألبرت على الترتيب. وفيما يتعلق بتنزانيا، أوضح ماتاراغيو أن بحيرة تنغانيكا المشتركة وبحيرة روكوا الواقعتين في الجناح الغربي للوادي، تضمّان -أيضًا- إمكانات نفطية عالية.

وبخلاف مواصلة أعمال الحفر بحوض ويمبير إياسي في تنزانيا، هناك مشروعات نفطية أخرى قائمة في البلاد، أبرزها، مواصلة أعمال مشروع خط أنابيب النفط الخام لشرق أفريقيا “إيكوب” الذي يربط بين مدينة هويما الأوغندية وميناء تانغا ثاني أكبر الموانئ التنزانية. ويبلغ طول خط إيكوب 1445 كيلومترًا، وتبلغ تكلفته الاستثمارية نحو 3.5 مليار دولار.

مشروعات الغاز
لم تكن نتائج الحفر المتفائلة ودلالات وجود مكامن نفطية بحوض ويمبير إياسي في تنزانيا الملف الوحيد محلّ اهتمام قطاع النفط والغاز في البلاد، إذ حظيت مشروعات الغاز -أيضًا- بخطط مستقبلية مهمة. وفي هذا السياق، أكد وزير الطاقة جانيواري ماكامبا أن إنتاج الغاز الطبيعي يجب ألّا يقتصر على الاستهلاك المحلي فقط، لكن يجب أن تمتد خطط التطوير لتشمل سوق التصدير.

ويأتي ذلك بينما تملك تنزانيا بمنطقة ليندي احتياطيات غاز طبيعي تُقدّر بنحو 57 تريليون قدم مكعبة تقع غالبيتها بالحقول البحرية، ومن ضمن تلك الاحتياطيات يوجد 43 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، بجانب احتياطيات إضافية للاستغلال التجاري.

ويعدّ مشروع الغاز الطبيعي المسال أبرز مشروعات تنزانيا في هذا الإطار حاليًا بتكلفة تقارب 40 مليار دولار، ووقّعت دودوما شهر يونيو/حزيران الماضي اتفاقًا مع شركتي إكوينور النرويجية وشل حول إنشاء محطة تصدير باستثمارات تصل إلى 30 مليار دولار.