اليابان في موقف دفاعي الذهاب إلى قمة وزراء البيئة لمجموعة السبع

عندما يجتمع وزراء البيئة والطاقة من مجموعة الدول السبع في سابورو يوم السبت، ستدفع اليابان سياسة “التحول الأخضر” لرئيس الوزراء فوميو كيشيدا كطريقة للاجتماع باتفاق العام الماضي بشأن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قطاع الطاقة بحلول عام 2035. لكن هذه السياسة، التي تدعو إلى الاستخدام الموسع للتقنيات التي لم يتم إثباتها بعد، يمكن أن تكون مثيرة للجدل للغاية بمجرد بدء الاجتماعات. تواجه اليابان ضغوطًا من قادة مجموعة السبع الآخرين للتخلص التدريجي من طاقة الفحم بحلول عام 2030، بينما يسعى مؤيدو الطاقة المتجددة إلى دفع اليابان إلى زيادة مصادر الطاقة المتجددة. في اجتماع وزراء المناخ والطاقة والبيئة في مجموعة السبع في برلين العام الماضي، التزم الأعضاء بهدف تحقيق قطاع كهرباء خالٍ من الكربون بحلول عام 2035.

وفي الوقت نفسه، اتفق الوزراء أيضًا على التأكيد على دور الهيدروجين والأمونيا منخفض الكربون والقائم على مصادر الطاقة المتجددة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية، بالإضافة إلى تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه. تتضمن سياسة التحول الأخضر دفعة لجميع هذه التقنيات، والتي تقول الحكومة إنها ضرورية لتحقيق هدف اليابان المتمثل في خفض انبعاثات الكربون الصافية بحلول عام 2050. ويقولون أيضًا إن التكنولوجيا ستساعد العالم في تحقيق هدف اتفاقية باريس لعام 2015، وهو الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة العالمية هذا القرن أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، ومواصلة الجهود للحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية.

كانت المفاوضات على مستوى العمل بين أعضاء مجموعة السبع جارية هذا الأسبوع في سابورو لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك جهود إزالة الكربون. في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، تجنب وزير البيئة أكيهيرو نيشيمورا التعليق على وضع المفاوضات، قائلا إنه لا يزال هناك عدد من القضايا الحساسة قيد المناقشة. مع اقتراب بداية اجتماع الوزراء، وجدت اليابان نفسها تحت ضغط متزايد لزيادة استخدام الطاقة المتجددة. يوم الأربعاء، دعت مبادرة المناخ اليابانية إلى توفير الغالبية العظمى من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035 من خلال تنفيذ إصلاحات تنظيمية، وتسريع تطوير مزارع الرياح البحرية وجعل توليد الطاقة الشمسية إلزاميًا للمباني الجديدة.

تم دعم بيان اللجنة المشتركة الدولية من قبل 225 شركة و16 حكومة محلية – بما في ذلك سابورو وكيوتو وأوساكا ويوكوهاما – وعدد من المنظمات غير الحكومية. قدر معهد الطاقة المتجددة ومقره طوكيو أن هوكايدو وحدها تمتلك ما يقرب من نصف إمكانات طاقة الرياح في اليابان وخارجها. كان من دواعي قلق دعاة الطاقة المتجددة بشكل خاص موقف الحكومة من كلمة “في الغالب” – المستخدمة في بيان العام الماضي حول إزالة الكربون في قطاع الطاقة – وما تعنيه لجهود اليابان للوصول إلى هدف 2035. حاولت الحكومة اليابانية تجنب تعريف محدد للكلمة. تعني في الغالب إزالة الكربون بنسبة 70٪ أو 80٪ أو 90٪. لكن الحكومة اليابانية قالت إنه يمكن تفسير ذلك في الغالب على أنه 51٪ أو أكثر “، قال ممثل اللجنة المشتركة الدولية تاكيجيرو سويوشي في مؤتمر صحفي في سابورو.

في إطار خطة الطاقة الحالية لليابان، ستأتي 36٪ إلى 38٪ من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وأشار بيان اللجنة المشتركة الدولية إلى أن أربع دول أخرى من مجموعة السبعة – كندا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا – تستخدم بالفعل طاقة متجددة أكثر من هدف اليابان لعام 2030. حددت الولايات المتحدة هدفًا يتمثل في الحصول على 80٪ من طاقتها الكهربائية من مصادر الطاقة الخالية من الكربون – بما في ذلك الطاقة النووية – بحلول عام 2030، و100٪ من الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2035. بالنسبة لليابان، الوصول إلى التعريف الأكثر شيوعًا “في الغالب” “بحلول عام 2035 سيتطلب تكثيفًا هائلاً للطاقة المتجددة. بينما أقرت مجموعة السبع بدور الهيدروجين والأمونيا واحتجاز الكربون في تعزيز إزالة الكربون، لا تزال الثلاثة مثيرة للجدل. حذر تقرير صادر عن BloombergNEF في سبتمبر من أن الحرق المشترك بفحم الأمونيا من المرجح أن يكون مكلفًا وقد لا يساهم في إزالة الكربون.

أفاد تحليل لقطاع الكهرباء في اليابان صدر هذا الشهر من قبل مؤسسة إمبر للفكر البيئية ومقرها المملكة المتحدة أن اليابان كانت متأخرة جدًا في طموحها في مجال الطاقة المتجددة، حيث يأتي ما يقدر بـ 71٪ من الكهرباء من مصادر الوقود الأحفوري في عام 2022. وقد يستمر هذا أن تكون نقطة خلاف رئيسية في سابورو وتؤدي إلى قمة زعماء مجموعة السبع في هيروشيما في مايو. قال مالغورزاتا وياتروس موتيكا ، كبير محللي الكهرباء في إمبر: “في الوقت الذي تتولى فيه اليابان رئاسة مجموعة السبع، فإنها تواجه تحديًا كبيرًا على يديها حيث لا يزال أكثر من ثلثي طاقتها الكهربائية تأتي من الوقود الأحفوري”. دولة مجموعة السبع، في وقت تعهدت فيه مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بقطاع طاقة منزوع الكربون بالكامل أو في الغالب بحلول عام 2035. سترغب مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) في دفع (اليابان) بقوة أكبر في هذا الصدد “.

أول محطة رياح بحرية عائمة في العالم تنفذها اليابان

بدأت اليابان بناء أول محطة رياح بحرية عائمة في العالم قبالة شاطئ مدينة غوتو بمحافظة ناغازاكي. المشروع، الذي يُعَد الأول من نوعه، ينفذه تحالف من عدة شركات يابانية، ويحمل اسم “غوتو فلوتنغ وند فارم إل إل سي” بطاقة توليدية تصل إلى 16.8 ميغاواط. يتولى تنفيذ مشروع أول محطة رياح بحرية عائمة في العالم تحالف تقوده شركة تودا كوربوراشن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وشرع التحالف في نقل 8 أساسات عائمة من نوع (إس بي آيه آر) على متن بارجة متخصصة إلى موقع مزرعة الرياح البحرية تمهيدًا لبدء أعمال التركيب، وفقًا لموقع أوفشور وند.

توربينات المزرعة
تشير التصميمات الهندسية لمشروع أول محطة رياح بحرية عائمة في العالم إلى أن هذه المزرعة ستضم 8 توربينات رياح من نوع هيتاشي بقدرة توليدية في حدود 2.1 ميغاواط لكل توربين. ومن المقرر أن تُثَبَّت التوربينات على حوامل هجينة الصنع مدعمة بـ 3 نقاط إرساء عائمة على أن يبدأ تشغيلها بالكامل بحلول يناير/كانون الثاني 2024، وفقًا لتقديرات تحالف تودا كوربوراشن. يخطط التحالف لتوصيل الكهرباء الناتجة عن أول محطة رياح بحرية عائمة في العالم بالشبكة الوطنية اليابانية للكهرباء بسعر 36 ينًا يابانيًا لكل كيلوواط/ساعة (0.24 دولارًا أميركيًا) حتى نهاية عمرها الافتراضي بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2043.

مشروعات الرياح البحرية
تتكون اليابان من سلسلة جزر بحرية تمتد على مساحة 378 ألف كيلومتر مربع شرق آسيا بين المحيط الهادئ وبحر اليابان، ويتمتع موقعها الجغرافي بمنطقة اقتصادية بحرية طويلة تُعَد سابع أكبر منطقة بحرية خالصة في العالم، بما يمثل بيئة مناسبة لمشروعات طاقة الرياح البحرية. ويقود التحالف الفائز بتنفيذ أول محطة رياح بحرية عائمة في العالم شركة تودا كوربوراشن بالشراكة مع عدة شركات محلية؛ أبرزها: إنوس كوربوراشن، أوساكا غاز إندكس كوربوراشن، إضافة إلى شركتي كنساي إليكتريك باور، وشيبو إلكتريك باور. وتخطط اليابان لتوريد 10 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، تزداد إلى 30 و45 غيغاواط بحلول 2040، في إطار طموحات إستراتيجية للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

الكهرباء في اليابان
تعتمد اليابان في الوقت الحالي على مصادر الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء بنسبة 25%، وتستهدف زيادتها إلى 38% بحلول 2030، وفقًا لتقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة. وتشجع الحكومة شركات القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الاستثمار في مزارع الرياح البحرية بوصفها أحد المرتكزات الرئيسة في خطة 2030. وأعلنت الحكومة اليابانية، في ديسمبر/كانون الأول (2021)، اختيار عدة شركات متخصصة لتشغيل 3 مشروعات جديدة لطاقة الرياح البحرية في البلاد عبر مزاد شهد منافسة قوية. وتشير تقديرات المجلس العالمي لطاقة الرياح إلى أن اليابان لديها إمكانات تؤهلها لتوليد 424 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية العائمة بمعدل 3 أضعاف إمكاناتها على التوليد من القيعان الثابتة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وتتوقع شركة كوبنهاغن أوفشور بارتنرز باليابان أن تصبح طوكيو من أكبر مناطق إنتاج طاقة الرياح البحرية العائمة بقدرات قد تصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2050. وتتوافق هذه التوقعات مع تقديرات أخرى لشركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي حول ارتفاع حجم فرص الاستثمار في الرياح البحرية العائمة إلى 58 مليار دولار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

اليابان تدرس إطالة عمر محطات الطاقة النووية لأكثر من 60 عامًا

دفعت أزمة الطاقة اليابان إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الاستثنائية، من بينها إطالة عمر محطات الطاقة النووية، وإجراء تدابير طارئة للحماية من مخاطر نقص الغاز. وتدرس اليابان تمديد عمر المحطات النووية إلى ما بعد الحد الأقصى، البالغ 60 عامًا، في تحول كبير في سياستها النووية بعد عقد من كارثة فوكوشيما، وتعتزم إجراء تعديلات تشريعية لمواجهة نقص إمدادات الطاقة وارتفاع التكاليف.

وكانت سياسة الطاقة في اليابان في حالة جمود، منذ أن أدت كارثة 2011 إلى إغلاق أغلب مفاعلاتها النووية، وتجنّبت بناء أي مفاعلات جديدة، وأجبر ذلك أكبر اقتصاد في آسيا على حرق المزيد من الفحم والاعتماد على الغاز الطبيعي وزيت الوقود، رغم تعهداتها بتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050. وستزيل اللوائح الجديدة -قيد الدراسة- القيود المفروضة على تشغيل محطات الطاقة النووية، ما يسمح بتمديدات متكررة إذا وافقت عليها هيئة الرقابة النووية، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

الطاقة النووية في اليابان
بموجب اللوائح الحالية -التي وُضعت بعد كارثة “فوكوشيما دايتشي” النووية عام 2011- يمكن تشغيل المفاعل النووي لمدة 40 عامًا، يليها تمديد آخر لمدة 20 عامًا، إذا تمت الموافقة عليه من قبل المنظمين. وتمت الموافقة على تمديد تشغيل 4 مفاعلات من أصل 33 مفاعلًا في اليابان، لمدة تصل إلى 60 عامًا، وفقًا لوكالة رويترز. وتقدّمت شركة “كيوشو إلكتريك باور” بطلب تمديد لمفاعلين في محطتها النووية “سينداي” يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بعد طلبات مماثلة من شركتي “كانساي إلكتريك باور” و”جابان أتوميك باور”.

وفي الوقت الذي تواجه فيه اليابان أزمة في إمدادات الطاقة بسبب الصراع في أوكرانيا، فضلًا عن ارتفاع تكاليف الطاقة، تعهّد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في أغسطس/آب (2022)، بإعادة تشغيل المزيد من محطات الطاقة النووية المتوقفة عن العمل والنظر في إطالة عمر المحطات القائمة. وأبقت اليابان معظم محطات الطاقة النووية معطّلة خلال عقد من الزمان منذ أن تسبب زلزال مدمر وتسونامي في عام 2011، في حدوث انصهار نووي في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة.

وقالت اليابان المعرضة للزلازل إنها لن تبني مفاعلات جديدة، لذا فإن تغيير هذه السياسة سيكون بمثابة تحول صارخ. وتهدف الحكومة اليابانية إلى تجميع القواعد الجديدة بحلول نهاية العام الجاري (2022)، وتقديم التعديلات ذات الصلة على القانون للموافقة عليها من قبل الدورة البرلمانية العادية العام المقبل (2023).

التحول الأخضر
اجتمع مسؤولون حكوميون في 24 أغسطس/آب الماضي، لوضع خطة لما يسمى “التحول الأخضر”، التي تهدف إلى إعادة تجهيز ثالث أكبر اقتصاد في العالم، لتحقيق الأهداف البيئية. وينظر إلى الطاقة النووية -التي عارضها الشعب بشدة بعد أزمة فوكوشيما- الآن من قبل البعض في الحكومة على أنها عنصر مهم في مسار التحول الأخضر، كما شهد موقف الرأي العام تحولًا أيضًا، إذ ارتفعت أسعار الوقود وأثار الصيف المبكر والحار دعوات إلى توفير الطاقة.

وتحتاج اليابان إلى الطاقة النووية، لأن شبكتها الكهربائية غير متصلة بالدول المجاورة، كما أنها غير قادرة على زيادة إنتاج الوقود الأحفوري المحلي. وبدءًا من أواخر شهر يوليو/تموز (2022)، كان لدى اليابان 7 مفاعلات قيد التشغيل، و3 أخرى متوقفة عن العمل بسبب عمليات الصيانة، ويخضع العديد من المفاعلات الأخرى إلى إعادة الترخيص بموجب معايير صارمة فُرضت بعد فوكوشيما. وقبل كارثة عام 2011، حصلت اليابان على قرابة ثلث احتياجاتها من الكهرباء بوساطة 54 مفاعلاً نوويًا. وتستحوذ محطات الطاقة النووية -حاليًا- على 6% من توليد الكهرباء في اليابان، وتخطط الحكومة لزيادتها بنسبة تصل إلى 20-22% بحلول عام 2030، عن طريق إعادة تشغيل المفاعلات الحالية بدلًا من بناء مفاعلات جديدة.

الغاز الطبيعي المسال
من جهة أخرى، وافقت الحكومة اليابانية على إجراء تعديل تشريعي يسمح للشركة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن “جيه أوه جي إم إي سي”، المملوكة للدولة بشراء الغاز الطبيعي المسال في حالة الطوارئ، وفقًا لتصريحات وزير الصناعة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا. وتتطلع اليابان -إحدى أكثر الدول شراء للغاز المسال في العالم- إلى تأمين الإمدادات لفصل الشتاء، ونظرًا إلى اعتماد الدولة الآسيوية الفقيرة في الموارد الطبيعية على واردات الطاقة، فقد تضررت بشدة من ارتفاع أسعار النفط والغاز.

وتستورد اليابان نحو عُشر الغاز الطبيعي المسال من روسيا، خاصة من حقل سخالين 2. وأضاف نيشيمورا -خلال مؤتمر صحفي اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022)- أن اليابان تخطط -أيضًا- لمراجعة قانون آخر للسماح للحكومة بأمر كبار المستخدمين بالحد من استخدام غاز المدينة في حالة الطوارئ، بحسب رويترز. وحثّت الحكومة اليابانية المرافق في البلاد على تخزين الغاز المسال قبل الشتاء، وسط توقعات بشح الإمدادات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

طوارئ الغاز
سيسمح التعديل الجديد للمؤسسة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن بشراء الغاز الطبيعي المسال نيابة عن المرافق عندما يصبح الشراء العادي من قبل الشركات الخاصة صعبًا. وتضع الحكومة حالات طوارئ لحماية أمن الطاقة وسط الخطر المتزايد المتمثل في انخفاض التدفقات من روسيا إلى السوق العالمية التي تعاني نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار.

وقال وزير الصناعة ياسوتوشي نيشيمورا: “مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن إمدادات الغاز المسال على خلفية زيادة الطلب العالمي وتغير الظروف الدولية والحوادث غير المتوقعة، نتخذ إجراءات للاستعداد لأي أزمة قد تسبب اضطرابات خطيرة في إمدادات الغاز”. وبموجب الخطة، التي يجب أن يوافق عليها البرلمان، سيُعدل قانون أعمال الغاز للسماح للحكومة بإصدار أوامر لمستخدمي غاز المدينة الكبار بتقييد الاستهلاك عندما يخاطر النقص بالتأثير سلبًا على الاقتصاد الوطني وحياة الناس.

محطات الطاقة النووية في اليابان تثير القلق بعد تسرب مياه مشعة

يتزايد القلق بشأن سلامة محطات الطاقة النووية في اليابان، بعد تسرّب مياه مشعة من محطة ميهاما النووية، بعد 10 أيام فقط من الموافقة على خطة لإطلاق مياه محطة فوكوشيما النووية في البحر.

وأفادت شركة كانساي للطاقة الكهربائية -المشغلة لمحطة ميهاما- بتسرُّب نحو 7 أطنان من المياه المشعة من المفاعل الثالث في المحطة النووية الواقعة في محافظة فوكوي يوم الإثنين (1 أغسطس/آب). وادعت الشركة أنه جرى احتواء التسرب في مفاعل الطاقة النووية الذي يزيد عمره على 40 عامًا -وهو خارج الخدمة حاليًا-، ولم يكن له أي تأثير في البيئة الخارجية، وفقًا لما نقلته منصة “غلوبال تايمز”.

تسرّب مياه مشعة.. ومعارضة محلية
أفادت منصة سانكي نيوز اليابانية بأن الشركة تحقق فيما إذا كان التسرب سيؤثر في إعادة التشغيل المقررة للمفاعل في منتصف أغسطس/آب. وتبلغ كمية النشاط الإشعاعي للمياه المتسربة نحو 2.2 مليون بيكريل، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ووفقًا لإدارة إدارة النفايات وإعادة التدوير بوزارة البيئة اليابانية، فإن 100 بيكريل/كيلوغرام هو المعيار لإعادة التدوير الآمن للنفايات، و8 آلاف بيكريل/كيلوغرام هو المعيار للتخلص الآمن من النفايات. وقد حثت جماعة كيوتو شيمبون المدنية، حاكم محافظة شيغا على إعلان معارضته علنًا خطة شركة كانساي للطاقة الكهربائية لإعادة تشغيل مفاعل ميهاما الثالث في منتصف أغسطس/آب. مفاعل ميهاما الثالث القديم له تاريخ ملطخ؛ ففي أغسطس/آب 2004، انهار خط أنابيب للمفاعل، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 6 آخرين بجروح خطيرة، وفقًا لصحيفة يوميوري شيمبون.

خطة محطة فوكوشيما النووية
في سياقٍ متصل، وافقت الحكومة المحلية في محافظة فوكوشيما اليوم الثلاثاء 2 أغسطس/آب على السماح لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) ببناء منشآت لتصريف المياه الملوثة بالطاقة النووية، حسبما أفادت منصة إن إتش كيه اليابانية. جاء ذلك بعد أن وافقت هيئة التنظيم النووي اليابانية في 22 يوليو/تموز رسميًا على خطة تصريف المياه.

وقالت وزارة الخارجية في بيان -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إن المنظمين وجدوا أن عملية تصريف المياه، التي تحتوي على بقايا التريتيوم بعد معالجتها آمنة؛ إذ تعالج المحطة المياهَ الملوثة لإزالة أغلب الملوثات الإشعاعية، باستثناء التريتيوم. وأوضح البيان أن الحكومة ستضمن سلامة المياه المعالجة، بالإضافة إلى موثوقية تدابير المعالجة وشفافيتها.

وقبل تصريف المياه المعالجة في البحر، ستستمر هيئة التنظيم النووي اليابانية في تنفيذ عمليات التفتيش بالمحطة، كما ستواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحصها المستقل للمنشآت، وستنظر الحكومة بعناية في النتائج. وتخزن محطة فوكوشيما النووية المياهَ المستخدمة في تبريد المفاعلات عقب كارثة 2011 بخزانات ضخمة، التي بلغت أكثر من 1.3 مليون طن بحلول يوليو/تموز (2022)، حسب وكالة رويترز.

الطاقة النووية في اليابان
كانت اليابان قد أعلنت -في أبريل/نيسان (2021)- أنها تخطط لصرف المياه المعالجة المخزنة في محطة فوكوشيما النووية في البحر على مدى 30 عامًا -تقريبًا-. وطلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراجعة خططها وفقًا لمعايير السلامة للوكالة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتنتج المحطة 140 مترًا مكعبًا يوميًا من المياه الملوثة، وتُصَفي المياه لإزالة العناصر المشعة ما عدا عنصرًا واحدًا، وهو التريتيوم، الذي يشكل خطرًا على صحة الإنسان عند تناوله بجرعات كبيرة، بحسب ما أكده الخبراء.

وتخطط محطة فوكوشيما النووية لتخفيف المياه بهدف تقليل مستويات التريتيوم، وإطلاقه في البحر على مدى عدة عقود عبر أنبوب تحت الماء بطول كيلومتر. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إطلاق المياه يفي بالمعايير الدولية، ولن يسبب أي ضرر بيئي، ولا تتوقع البدء قبل ربيع 2023.

رسميًا.. اليابان تقرر إطلاق مياه محطة فوكوشيما النووية في البحر

رغم أن اليابان تعاملت مع كارثة محطة فوكوشيما النووية عام 2011 بكفاءة لتجنب أضرارها الجسيمة؛ فإنها ما تزال تواجه تحديات ضخمة، وعلى رأسها المياه الملوثة المخزنة في المحطة. وصرحت الحكومة اليابانية، اليوم الجمعة 22 يوليو/تموز (2022)، بأن هيئة التنظيم النووي اليابانية وافقت رسميًا على خطة شركة طوكيو باور إلكتريك (تيبكو) -المشغلة للمحطة- لإطلاق المياه المعالجة في البحر.

وتخزن محطة فوكوشيما النووية المياهَ المستخدمة في تبريد المفاعلات عقب كارثة 2011 بخزانات ضخمة، والتي بلغت أكثر من 1.3 مليون طن بحلول يوليو/تموز (2022)، حسب وكالة رويترز. وقالت وزارة الخارجية في بيان -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إن المنظمين وجدوا أن عملية تصريف المياه، التي تحتوي على بقايا التريتيوم بعد معالجتها آمنة؛ إذ تعالج المحطة المياهَ الملوثة لإزالة أغلب الملوثات الإشعاعية، باستثناء التريتيوم.

معايير السلامة
أوضح البيان أن الحكومة ستضمن سلامة المياه المعالجة، بالإضافة إلى موثوقية تدابير المعالجة وشفافيتها. وقبل تصريف المياه المعالجة في البحر، ستستمر هيئة التنظيم النووي اليابانية في تنفيذ عمليات التفتيش بالمحطة، كما ستواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحصها المستقل للمنشآت، وستنظر الحكومة بعناية في النتائج.

واستعانت المحطة حتى الآن بنحو 1000 خزان لتخزين المياه المعالجة، وكان من المتوقع امتلاء الخزانات في منتصف عام 2022، لكن شركة طوكيو باور إلكتريك قالت، في شهر يونيو/حزيران (2022)، إنها تتوقع أن تصل الخزانات إلى طاقتها القصوى في منتصف إلى أواخر عام 2023. وكانت اليابان في أبريل/نيسان (2021) قد أعلنت أنها تخطط لصرف المياه المعالجة المخزنة في محطة فوكوشيما النووية في البحر على مدى 30 عامًا -تقريبًا-.

وطلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراجعة خططها وفقًا لمعايير السلامة للوكالة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وتنتج المحطة 140 مترًا مكعبًا يوميًا من المياه الملوثة، وتُصَفي المياه لإزالة العناصر المشعة، ما عدا عنصر واحد، وهو التريتيوم، الذي يشكل خطرًا على صحة الإنسان عند تناوله بجرعات كبيرة، وفقًا للخبراء.

وتخطط محطة فوكوشيما النووية لتخفيف المياه بهدف تقليل مستويات التريتيوم، وإطلاقه في البحر على مدى عدة عقود عبر أنبوب تحت الماء بطول كيلومتر. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إطلاق المياه يفي بالمعايير الدولية ولن يسبب أي ضرر بيئي، ولا تتوقع البدء قبل ربيع 2023.

انتقادات محلية وعالمية
أثار القرار انتقادات حادة داخل مجتمعات الصيد المحلية التي عانت عقب حادث محطة فوكوشيما النووية؛ حيث يخشون تجنب المستهلكين لشراء منتجاتهم مرة أخرى بعد تصريف المياه في المنطقة. كما واجهت الخطة معارضة قوية من قبل السكان المحليين المتضررين من كارثة فوكوشيما. وسبق أن أثارت الخطة انتقادات في دول الجوار، مثل الصين وكوريا الجنوبية، إلى جانب النشطاء والجماعات البيئية، مثل منظمة غرينبيس.

وكانت الحكومة الكورية الجنوبية قد شكّلت فريق عمل للتصدي للمسألة، في حين أعربت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها المتعلق بقرار الحكومة اليابانية، وانتقدتها لاتخاذ قرار من جانب واحد دون التشاور مع الدول المجاورة أو المجتمع الدولي، متجاهلة الاعتراضات داخل اليابان وخارجها. وعقّبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن مستوى التريتيوم في المياه سيكون أقل بكثير من معايير المياه الصالحة للشرب حسب منظمة الصحة العالمية.

ويشار إلى أن حادث فوكوشيما عام 2011 تسبب في صعوبات بيئية واقتصادية واجتماعية هائلة باليابان، ولا تزال تواجه الكثير من التحديات بعد مرور أكثر من 10 سنوات. ولطالما كان يُنظر إلى عملية إطلاق المياه الملوثة في البحر على أنها الخيار الأكثر ترجيحًا منذ البداية، وقالت الحكومة اليابانية إنها ستعمل للحصول على موافقة الأطراف المعنية، ووعدت بعدم تنفيذ أي قرار دون دراسة متأنية.

وأثار تسريب المياه المشعة من الخزانات في عام 2013 -أي بعد عامين من الكارثة- مخاوف في اليابان وخارجها، وأمر رئيس الوزراء آنذاك، شينزو آبي، المسؤولين بإيجاد حل للمياه الملوثة. وقد قيَّم فريق تابع لوزارة الصناعة الخيارات القابلة للتطبيق للتخلص من المياه، وخلص بأن تصريف المياه في البحر يُعَد من أفضل الخيارات الـ5 المقترحة، من حيث التكلفة والمدة الزمنية.

الغاز المسال يدفع اليابان إلى طلب الدعم من أستراليا والولايات المتحدة

في ظل تصاعد حدة التوتر بين اليابان وروسيا، أعلنت طوكيو عزمها الحصول على إمدادات من الغاز المسال من الولايات المتحدة وأستراليا.

وفي هذا الشأن، صرّح وزير الصناعة الياباني، كويشي هاغيودا، اليوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز (2022)، أنه سيطلب مجددًا من الولايات المتحدة وأستراليا تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وضمان توفير إمدادات مستقرة لبلاده فور لقاء نظرائه بمدينة سيدني في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حسب وكالة رويترز.

وقال خلال مؤتمر صحفي: “سأطلب بإصرار من الولايات المتحدة، المنتج العالمي الرئيس للغاز المسال، وأستراليا، أكبر مورد للغاز المسال في اليابان، زيادة الإنتاج وضمان إمدادات مستقرة من الوقود وسط نقص إمدادات الغاز المسال في السوق العالمية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا”.

وبدأت اليابان البحث عن تدابير طارئة في محاولة لمواجهة القرار الروسي الأخير المتعلق بنقل جميع الحقوق في مشروع سخالين 2 إلى شركة روسية جديدة، وبذلك تواجه طوكيو تحديًا كبيرًا لاستبدال 6 ملايين طن متري/سنة من واردات الغاز المسال الروسي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مخاطر أمن الطاقة
من المتوقع أن يسافر وزير الصناعة الياباني، كويشي هاغيودا، إلى سيدني لحضور اجتماع المجموعة الرباعية، غدًا الأربعاء 13 يوليو/تموز (2022)، الذي يضم وزارء الطاقة من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، كما يخطط لعقد اجتماعات ثنائية.

ويواجه أمن الطاقة في اليابان -الفقيرة بالموارد الطبيعية- مخاطر غير مسبوقة وسط تصاعد حدة التوتر مع موسكو، ويزيد ذلك من خطر توقف إمدادات الغاز مع استمرار شح الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار الفورية. ويقول محللون إن اليابان بحاجة ملحة إلى الاستعداد لخسارة محتملة في استثمارات الغاز المسال وإمداداته من مشروع سخالين 2 بأقصى شرق روسيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس معهد اقتصاديات الطاقة الياباني (آي إي إي جي)، هيروشي هاشيموتو: “بالنسبة إلى الإمدادات حتى عام 2025، ستحتاج اليابان إلى تعزيز عمليات الشراء من المنتجين غير الروس أو اللاعبين في المحفظة الاستثمارية للغاز المسال، وهو كيان يشتري الغاز المسال من مجموعة واسعة من الموردين في جميع أنحاء العالم لإعادة بيعه إلى العديد من العملاء، بالإضافة إلى امتلاك أصول مختلفة للشحن والتخزين والتغويز”.

وتابع: “وكذلك من اللاعبين الصينيين، الذين أعادوا بيع كميات كبيرة من الإمدادات في النصف الأول”. وأضاف: “بالنسبة إلى الإمدادات بعد عام 2026، سيحتاج المشترون اليابانيون إلى توقيع عقود طويلة الأجل لتوفير إمدادات إضافية من الولايات المتحدة وأستراليا وقطر ودول أخرى، وسيتعيّن علي اليابان -أيضًا- تقديم الدعم للمساعدة في تعزيز تطوير مشروعات جديدة”.

تدابير طارئة
على الجانب الآخر، عقد معهد اقتصاديات الطاقة الياباني (آي إي إي جي) ندوة عبر تقنية الاتصال المرئي، اليوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز (2022)، أكد من خلالها حاجة اليابان إلى إعداد تدابير طارئة مع احتمال حدوث خلل بين العرض والطلب على الغاز المسال، لمواجهة القرار الروسي المتعلق بمشروع سخالين 2، حسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.

وأضاف المحللون، أن هذه الخطط مهمة، نظرًا إلى اعتماد اليابان الحالي على قرابة 6 ملايين طن متري/سنة من واردات الغاز المسال الروسية، التي سيكون من الصعب استبدالها في أثناء قطع الإمدادات من مشروع سخالين 2، المملوك بنسبة 22.5% لشركات يابانية.

وتستحوذ روسيا على نسبة 9% من إجمالي واردات اليابان من الغاز المسال البالغة 74.32 مليون طن متري في عام 2021، وهي خامس أكبر مورد لها، وفقًا لبيانات وزارة المالية اليابانية. وينص المرسوم الروسي على أن المساهمين الحاليين لديهم شهر لتقديم موافقتهم على نقل الحصص إلى الشركة الناشئة حديثًا، وبعد ذلك ستبت الحكومة في قبول الطلبات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس معهد اقتصاديات الطاقة الياباني (آي إي إي جي)، هيروشي هاشيموتو، خلال الندوة، إن أسس التفاوض المتعلقة بامتلاك حصص في الشركة الجديدة غير واضحة، لذا البلاد بحاجة إلى تسريع اتخاذ إجراءات طارئة في حال قطع الإمدادات الروسية.

وأوضح كبير الاقتصاديين في معهد اقتصاديات الطاقة الياباني، كين كويانا، أن اليابان ستحتاج إلى التفكير في طرق أخرى غير إمدادات الغاز المسال، لأنه سيكون من الصعب تعويض إمدادات بقرابة 6 ملايين طن متري/سنة. وقال: “وجود نظام صارم للحفاظ على الطاقة، أو توفير الكهرباء والغاز، سيكون من بين إجراءات الطوارئ المحتملة التي يمكن تفعيلها عند مواجهة مشكلات في إمدادات الوقود”.

تعاون جديد في الأمونيا النظيفة بين أدنوك و3 شركات يابانية

عززت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” علاقتها مع اليابان في قطاع الطاقة منخفضة الكربون من خلال نقل الأمونيا النظيفة إلى الدولة الآسيوية عبر 3 شركات يابانية كبرى.

وفي هذا الإطار، أنهت شركة النفط اليابانية “إنبيكس” وشركة تصنيع الآلات الثقيلة “آي إتش آي”، وشركة ميتسوي أو إس كيه لا ينز المتخصصة في تقديم خدمات النقل البحري، نقل شحنة من الأمونيا المصنّعة في الإمارات إلى اليابان، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.

ووفقًا لبيان صادر عن شركة إنبيكس، اليوم الخميس 30 يونيو/حزيران، تقوم شركة أدنوك بإنتاج الأمونيا النظيفة في فرتيغلوب، وهو مشروع مشترك بين أدنوك وشركة إنتاج الكيماويات “أو سي آي”، باستخدام الغاز الطبيعي. ويعدّ تصدير الأمونيا النظيفة إلى اليابان جزءًا من إبرام اتفاقية بيع وشراء مع شركة أدنوك في العام الماضي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

نقل الشحنات إلى اليابان
أوضح البيان أن شركة إنبيكس اليابانية راقبت عملية عزل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من إنتاج الأمونيا، وحقنه في حقول النفط البرية بأبوظبي، والتي تمتلك فيها إنبيكس حصص مشاركة، وهذا يجعلها أمونيا نظيفة. وأضاف البيان أن شركة ميتسوي نقلت الأمونيا النظيفة إلى اليابان في صهاريج، واستخدمتها شركة “آي إتش آي” لإجراء تجربة احتراق باستخدام توربين احتراق للأمونيا، وهو قيد التطوير -حاليًا-.

وبموجب البيان، نقلت شركة ميتسوي الشحنة في 18 مايو/أيار، واستلمتها شركة “آي إتش آي” في 22 يونيو/حزيران، وأنهت تجربة الحرق المشترك مع الغاز في 27 يونيو/حزيران. وأكد البيان أن شركة إنبيكس ستواصل العمل على بناء سلاسل توريد للهيدروجين والأمونيا بين اليابان وأبوظبي، وهي أحد ميادين العمل الرئيس للشركة، بالتعاون مع الحكومة اليابانية والعملاء، إلى جانب أدنوك.

تعزيز التعاون
في مطلع الشهر الجاري، وقّعت شركة أدنوك مذكرة تفاهم مع شركتي إينيوس وميتسوي اليابانيتين لإجراء دراسة جدوي تتعلق بإنشاء سلاسل توريد للهيدروجين، بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ألف طن متري سنويًا.

كما أصبحت شركة ميتسوي اليابانية شريكًا بجانب شركة فرتيغلوب وجي إس إنرجي في تطوير المنشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون ضمن “منطقة تعزيز للصناعات الكيماوية”، وهي مشروع مشترك بين شركتي أدنوك والقابضة في الرويس.

ومن المتوقع بدء إنتاج الأمونيا الزرقاء في عام 2025، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنويًا. وخلال العام الماضي، أعلنت إنبيكس عن رغبتها في استكشاف الإمكانات التجارية لقطاع إنتاج الأمونيا النظيفة في أبوظبي بالتعاون مع أدنوك وشركة جيرا اليابانية والشركة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن.

شراكة قديمة
تستهدف شركة إنبيكس اليابانية تحقيق الحياد الكربوني عام 2050، واستثمار نحو 8.66 مليار دولار أميركي حتى عام 2030 في مشروعات الهيدروجين والأمونيا والتقاط الكربون وتخزينه، والتوجه للغاز بدلًا من النفط. وتخطط الشركة لتطوير تقنيات الهيدروجين والأمونيا من خلال الاستثمار في 3 مشروعات أو أكثر بحلول عام 2030، وإنتاج وتوريد 100 ألف طن متري أو أكثر من الهيدروجين/الأمونيا سنويًا.

وتعمل شركة أدنوك الإماراتية على ترسيخ علاقتها مع اليابان، وإبرام صفقات في الأمونيا والهيدروجين مع الدولة الآسيوية، إذ تخطط لتزويد العالم بالهيدروجين منخفض الكربون بنسبة 25% بحلول عام 2030.

وفي العام الماضي، باعت أدنوك شحنات الأمونيا الزرقاء لشركات إنبيكس وإيدميتسو وإتوتشو اليابانية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. بالإضافة إلى ذلك، تعدّ الشركة اليابانية شريكًا قديمًا لشركة أدنوك في قطاع التنقيب والإنتاج. كما إنها تعدّ واحدة من بين 9 شركاء لأدنوك، وشريكًا في بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة لتداول خام مربان، التي أُطلقت في 29 مارس/آذار 2021. وفي عام 2019، فازت شركة إنبيكس بحقوق التنقيب في مربع رقم 4 البري بأبوظبي، والتابع لشركة أدنوك.

كما فازت بحصة 10% في امتياز حقل زاكوم السفلي البحري الجديد لشركة أدنوك عام 2018، فضلًا عن تمديد حصّتها في امتياز حقل سطح البالغة 40%، وزيادة حصتها من 12% إلى 40% في حقل “أم الدلخ”.

نيسان وميتسوبيشي تطرحان أول مركبات كهربائية خفيفة في اليابان

تستعد شركتا نيسان وميتسوبيشي للهيمنة على سوق المركبات الكهربائية الخفيفة الأكثر شهرة في اليابان بطرح أول طرازات لهما بأسعار معقولة. وتتعاون الشركتان لتطوير مركبات كهربائية خفيفة ضمن مساعيهما، لجذب المزيد من السائقين في اليابان إلى السيارات التي تعمل بالبطاريات، بإتاحة طرازات متناهية الصغر وبسعر منخفض.

وتُعدّ نيسان وميتسوبيشي جزءًا من تحالف “آر إن إم” الذي يضم شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو، وعُرفتا بريادتهما في صناعة السيارات الكهربائية بالسوق اليابانية، لكن تواجهان صعوبة لاستقطاب العملاء والتحديات من الوافدين الجدد سريعي النمو، مثل تيسلا.

 

“كي” الكهربائية تغيّر قواعد اللعبة
قدّمت شركتا صناعة السيارات اليابانيتان السيارات الجديدة خلال حفل في مدينة كوراشيكي بغرب اليابان. وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة نيسان اليابانية، ماكوتو أوشيدا، عن ثقته بقدرة السيارات الجديدة، التي تمثّل التحالف، على تغيير قواعد اللعبة في سوق السيارات الكهربائية باليابان. وتأمل نيسان وميتسوبيشي في الاستفادة من مكانتهما في سوق السيارات الخفيفة الصغيرة “كي” الفريدة.

وأعلنت الشركتان بدء بيع الطرازات الجديدة من سيارات “كي” الكهربائية خلال هذا الصيف، حسب وكالة رويترز. ويرى مدير الإنتاج الإقليمي في نيسان، ريهو سوزوكي، أن الاعتقاد السائد بين الأشخاص أن السيارات الكهربائية باهظة سيتغيّر، وسيصبحون مهتمين بهذه المركبات، وعلى استعداد لتجربتها.

 

تحالف الشركات الـ3
في وقت سابق من هذا العام، أعلن التحالف خطة مدتها 5 سنوات لاستثمار 26 مليار دولار في تطوير السيارات الكهربائية، التي من بينها سيارات كي. فمنذ عام 2019، أعربت نيسان عن رغبتها في إطلاق سيارة كي كهربائية في اليابان، ووفت بوعدها خلال الحفل بإعلان سيارة ساكورا أو “زهرة الكرز”. وكشفت الشركة عن أن ساكورا تُعد أول سيارة كهربائية خفيفة، وسيبدأ سعرها من 1.78 مليون ين (13 ألفًا و891 دولارًا) بعد حساب الدعم الحكومي، وبمدى يصل إلى 180 كيلومترًا.

(الين الياباني= 0.0078 دولارًا أميركيًا)

أما شركة ميتسوبيشي فتُخطط لإطلاق سيارة “إي كيه كروس” بسعر يبدأ من 1.85 مليون ين، وبمدى 180 كيلومترًا.

 

السيارات الأكثر شعبية في اليابان
تشكّل سوق سيارات كي اليابانية قرابة 40% من مبيعات السيارات الخفيفة في اليابان، في حين تمثل السيارات الكهربائية نسبة ضئيلة تصل إلى 1.7% فقط من إجمالي مبيعات سيارات الركاب في البلاد. والسيارة الكهربائية الخفيفة الوحيدة المتاحة في اليابان -حاليًا- هي سيارة تويوتا “سي+بود” ذات المقعدين.

ويعمل عمالقة السيارات في اليابان على تسريع طرح سياراتهم الكهربائية الصغيرة، التي تحظى بشعبية كبيرة بين السائقين في البلاد. وتهدف هذه الخطوة إلى جعل التنقل الكهربائي في متناول العملاء اليابانيين.

اتفاق لتعزيز التحالف الأميركي الكوري الجنوبي وبايدن يؤكد أن أي لقاء محتمل مع زعيم كوريا الشمالية رهين بـ”صدق نواياه”

قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم السبت إن أي لقاء محتمل بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون رهن بـ”صدق” نواياه، وسط مخاوف من إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية بالتزامن مع زيارة بايدن.

وأكد بايدن الذي يزور سول في أول جولة له إلى آسيا منذ توليه الرئاسة، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أن أي اجتماع مع كيم “رهن بصدق” الزعيم الكوري الشمالي.

وأوضح بايدن أن واشنطن تسعى لتعزيز التحالف الإستراتيجي مع سول في جميع المجالات، مبرزا أن تحالف بلاده مع كوريا الجنوبية من شأنه أن يحفظ منطقة المحيطين الهادي والهندي، ويحد من تهديدات كوريا الشمالية ويمنعها من تغيير الحدود بالقوة.

في حين أكد رئيس كوريا الجنوبية أن جارته الشمالية تواصل تعزيز قدراتها الصاروخية، معلنا أنه اتفق مع بايدن على تكثيف سبل ردعها. وأعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اليوم السبت عزمهما توسيع المناورات العسكرية المشتركة لمواجهة “تهديد” كوريا الشمالية.

وجاء في بيان مشترك صدر في ختام قمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والكوري الجنوبي يون سوك يول في سول، أنه “نظرا إلى تنامي التهديد الذي تطرحه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، يتفق القائدان على بدء محادثات من أجل توسيع مدى وحجم التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها”.

ومن قاعدة أوسان الجوية التي هبطت طائرته فيها، توجّه بايدن إلى مصنع لأشباه الموصلات تابع لشركة “سامسونغ” (Samsung) الكورية الجنوبية العملاقة في بيونغتايك جنوب العاصمة سول مع نظيره الكوري الجنوبي الذي تولى المنصب في مايو/أيار الماضي.

 

مصنع سامسونغ
ولم يكن اختيار مصنع سامسونغ ليكون أول محطة في رحلته اعتباطيا، فالتزود بأشباه الموصلات الأساسية، في صناعة معظم الأجهزة الحديثة من الهواتف إلى السيارات والأسلحة عالية التقنية، يشهد نقصا ضمن التباطؤ العام لسلاسل الإمداد العالمية الذي يهدد بتقويض التعافي الاقتصادي من وباء كوفيد.

وشدد بايدن على ضرورة أن تعمل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من أجل “الحفاظ على مرونة سلاسل إمدادنا وموثوقيتها وسلامتها”.

من جانبه، أشار الرئيس يون إلى أن كوريا الجنوبية توفر حوالي 70% من إنتاج العالم من أشباه الموصلات.

كما اعتبر أن زيارة بايدن يمكن أن تساعد البلدين في تشكيل “تحالف اقتصادي وأمني جديد يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والتعاون فيما يتعلق بسلاسل الإمداد”.

 

تحالف رباعي
وبعد سول، يتوجه الرئيس الأميركي الأحد إلى طوكيو حيث يشارك في القمة الإقليمية لتحالف “كواد” (Quad). وترفض نيودلهي حتى الآن التنديد بهجوم موسكو على أوكرانيا، وقاومت المحاولات لضمها إلى التحرك الدولي ضد روسيا.

وتحالف “كواد” -الذي يضم واشنطن وطوكيو وكانبيرا ونيودلهي- متوافق على تشكيل قوة مضادة لنفوذ الصين الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

ويجتمع هذا التحالف الرباعي في وقت يحذّر فيه العديدون من أن بكين تراقب عن كثب الرد الدولي على غزو أوكرانيا، وتدرس خياراتها من أجل “إعادة توحيد” تايوان مع البر الصيني. وقد تطغى على القمة مسألة كوريا الشمالية، في وقت تفيد فيه واشنطن بأنها تعدّ لعمليات إطلاق صواريخ جديدة وربما كذلك تجربة نووية.

 

مخاوف يابانية
كما تبدي اليابان مخاوف من الوجود الصيني حول جزر متنازع عليها بين البلدين، في وقت تتكثف فيه المحادثات حول سبل الرد على التهديدات الصينية لتايوان.

وقد أجرى وزير الخارجية الياباني الأربعاء محادثات لأول مرة منذ 6 أشهر مع نظيره الصيني، داعيا بكين إلى لعب “دور مسؤول” على الساحة الدولية. من جانبها، حذرت بكين من أن المعلومات -التي تفيد بأن واشنطن وطوكيو “ستوحدان قواهما” ضدها- تنعكس سلبيا على الأجواء.

وأوضح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من على متن طائرة “إير فورس وان” أنّ الولايات المتحدة تريد “تأكيد صورة ما يمكن أن يكون عليه العالم إذا اجتمعت الديمقراطيات والمجتمعات المنفتحة لإملاء قواعد العمل (وفق) حس القيادة” الأميركية.

وتابع “نعتبر أن هذه الرسالة ستصل إلى بكين. لكنها ليست رسالة سلبية وليست موجهة إلى دولة واحدة”. كذلك، ستكون الصين وتايوان في الواجهة.

 

استفزاز كوري شمالي
وتتوقع سول وواشنطن أن تستأنف بيونغ يانغ التجارب النووية على الفور، بعد أن أجرت 6 تجارب بين عامي 2006 و2017. وأكدت إدارة بايدن، قبل مغادرته واشنطن، أنه وفقا للمخابرات الأميركية هناك “احتمال حقيقي” بأن تقوم كوريا الشمالية بعمل “استفزازي” بعد وصول بايدن إلى سول.

وعاد سوليفان ليقول إن ذلك قد يعني “تجارب صاروخية جديدة، تجارب صواريخ بعيدة المدى أو تجربة نووية” أو كلا الأمرين، قبل أو أثناء أو بعد جولة الرئيس بايدن.

كذلك أكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية سيؤدي إلى “تعديلات في وضع قواتنا المسلحة بالمنطقة”، لكنه نفى أن يُنظر إلى مثل هذا الحدث على أنه انتكاسة لدبلوماسية بايدن.

وستكشف الولايات المتحدة مبادرة تُعرف باسم “الإطار الاقتصادي لمنطقة الهندي والهادي”، وهو تجمع تجاري جديد يعتبر وسيلة لإقامة سلاسل إمداد من دون الصين. وتأتي هذه المبادرة الجديدة بعد انسحاب واشنطن المفاجئ عام 2017 من “الشراكة عبر المحيط الهادي”، التي تضم دولا من آسيا والمحيط الهادي والقارة الأميركية.

غير أن أي موقف مشترك قد يصطدم بخلافات مع الهند، الدولة الوحيدة في تحالف كواد التي امتنعت حتى الآن عن التنديد بروسيا التي شنت هجوما على أوكرانيا، لا بل زادت وارداتها النفطية من موسكو رغم الانتقادات.