بتروناس الماليزية تتعاون مع شركات كورية لتخزين الكربون قرب مربع سارواك النفطي

تخوض شركة بتروناس الماليزية تعاونًا جديدًا مع ائتلاف شركات كورية بهدف تخزين الكربون المُحتجز من قبل تلك الشركات قرب مربع نفطي في مدينة سارواك، في مشروع أُطلق عليه “شيفرد”. ويُعَد مشروع “شيفرد” العابر للحدود أول مشروع يربط بين مشروعات المنبع و”تخزين الكربون”؛ إذ وقع الاختيار على موقع لمراكز تخزين قرب مشروع نفطي تشغله شركة كورية في ماليزيا، وفق ما نشرته منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

ويعتزم ائتلاف الشركات الكورية توسعة نطاقه ليضم شركات إضافية مستقبلًا عقب الاتفاق مع بتروناس الماليزية على بدء دراسة جدوى تعزز سلسلة القيمة لمشروع جمع انبعاثات الشركات الكورية الصناعية ونقلها للتخزين في أكبر الولايات بالبلاد، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اتفاق بتروناس والشركات الكورية
وُقع الاتفاق بين شركة بتروناس الماليزية المملوكة للدولة من جهة، وائتلاف يضم 6 شركات كورية من جهة أخرى؛ هي: إس كيه إنرجي، إس كيه إيرثون للتنقيب عن النفط، وسامسونغ إنجينيرنج لأعمال البناء، وسامسونغ هيفي إندستريز لبناء السفن، وشركة لوت كيميكال لإنتاج البتروكيماويات، وشركة جي إس إنرجي الخاصة.

ويهدف الاتفاق إلى تطوير مشروع احتجاز كربون وتخزينه أطلقوا عليه مشروع “شيفرد” العابر للحدود، إلى بدء إعداد دراسات الجدوى التمهيدية لتطوير سلسلة القيمة بمراحلها المختلفة التي تتضمن جمع الانبعاثات الكربونية ونقلها وتخزينها، واستكشاف مواقع التخزين في ماليزيا. وتُركز دراسة الجدوى على استكشاف إمكانات موقع “شيفرد” الذي يبعد مسافة قليلة عن مربع 427 النفطي وتُشغله شركة “إس كيه إيرثون” على سواحل مدينة ساراواك.

واعتبر مسؤول المركز التقني في شركة “إس كيه إيرثون”، هان يونغ جو، أن مشروع “شيفرد” لتخزين الكربون -بالتعاون بين شركة بتروناس الماليزية والائتلاف الكوري- يُعَد أول مشروع يربط بين أعمال المنبع وبين تقنيات التخزين. ويبدو أن مشروع “شيفرد” حفّز شركات كورية جنوبية أخرى على التوسع في ماليزيا؛ إذ قالت تعكف شركة “بوسكو إنترناشيونال” و”بوسكو إنجينيرنج أند كونستركشن” على استكشاف الفرص المشتركة في مجال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه بالبلاد.

تخزين الكربون في مشروع “شيفرد”
يتطلب مسار المشروع المرتقب احتجاز الكربون من المجمعات الصناعية في كوريا الجنوبية وتخزينها في مراكز محلية قبل نقلها إلى مراكز التخزين النهائية في ماليزيا. وتخضع انبعاثات الكربون التي جُمِعَت في مراكز التخزين خلال المرحلة الأولية للمشروع في كوريا الجنوبية للمعالجة؛ ما يضمن عملية نقل ذات كفاءة عالية.

وقالت شركة إس كيه إنرجي الكورية الجنوبية إن اختيار الائتلاف لمواقع تخزين كربون في ماليزيا جاء لاعتبارات عدة؛ من بينها قرب مسافة الوصول جغرافيًا بين البلدتين الآسيويتين وكذا قدرتها التخزينية. وأعربت الشركة عن أملها في تنفيذ مشروع احتجاز الكربون وتخزينه -بالتعاون مع شركة بتروناس الماليزية- قبل نهاية العقد (2030)، التزامًا من الشركات الكورية بمساهماتها الوطنية نحو الخطط والأهداف المناخية.

وأكد مسؤول الحياد الكربوني في الشركة، هونغ جيونغ إيوي، أن نطاق تعاون الائتلاف مع الشركات الكورية الجنوبية المحلية وكذا الشركات الدولية من المقرر أن يتسع خلال الآونة المقبلة. وتوقع إيوي تعزيز دور النقل الدولي عبر السفن (فيما يعرف بالشحن البحري)، وعمليات تخزين الكربون خارج الحدود لها دور مهم خلال رحلة الحياد الكربوني.