تخوض بوتان محاولة جديدة لبناء أول مشروع طاقة شمسية بها، في إطار تنويع مصادر الطاقة المتجددة التي تعتمد عليها بصورة كبيرة. وكانت الدولة الواقعة جنوب قارة آسيا قد شهدت أولى محاولات نشر المشروعات الشمسية قبل عامين، لكن يبدو أن النجاح لم يحالفها، وفق ما ورد بمجلة بي في مغازين.
يأتي هذا بينما تسعى الدول الآسيوية لتكثيف جهود توسعات الطاقة المتجددة في إطار زيادة مصادر الطاقة النظيفة الداعمة لرحلة تحول الطاقة والتخلص من الوقود الأحفوري، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أول مشروع طاقة شمسية في بوتان
تعتزم بوتان طرح مناقصة لأولى مشروعاتها في قطاع الطاقة الشمسية مع تقديم التسهيلات اللازمة، في محاولة منها لإنجاح محاولتها الثانية لتطوير المصادر المتجددة في البلاد. وقالت وزارة الطاقة المتجددة في بوتان، إن مناقصة المشروع الشمسي الجديد تستهدف ترسية بناءه بقدرة 17.38 ميغاواط في مقاطعة سيفو. وأمهلت الوزارة المطورين الراغبين بالمشاركة في مشروع الطاقة الشمسية المرتقب حتى 19 سبتمبر/أيلول المقبل للتقدم بعروضهم.
ودعمت الوزارة البوتانية إعلان المناقصة بعناصر يتعين على المطورين والمتقدمين بعروضهم مراعاتها، إذ تطمح في ضمّ منشآت المشروع مرافق لنظام الكهرباء الرئيس. وتشمل تلك المرافق: وحدات الطاقة الشمسية، العواكس، الوصلات، المحولات، ومعدات الحماية، هيكل تركيب الوحدات.
وبالإضافة إلى المرافق الفنية والاعتبارات التقنية، طالبت الوزارة المتقدمين بطرح تصوّر حول فرص الوصول لموقع المشروع بما يتضمن الطرق الداخلية، وكذلك أنظمة تصريف المياه وأنظمة إمدادات المياه. واهتمت -أيضًا- بنظام الإضاءة ومكافحة الحرائق وتوافر البيانات، وفق بيان الوزارة.
الطاقة المتجددة في بوتان
تتصدّر الطاقة الكهرومائية في بوتان أداء مصادر الطاقة المتجددة بقدرة توليد مركبة تصل إلى 2.33 غيغاواط، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا”. واقتصر تركيز تيمفو على الطاقة الكهرومائية حتى نهاية العام الماضي (2021)، في حين إنها افتقرت إلى أيّ سعة مركبة تتعلق بالطاقة الشمسية.
وكانت بوتان قد خاضت محاولة نشر أول مشروع طاقة شمسية في أكتوبر/تشرين الأول قبل عامين خلال (2020)، برعاية شركة “بوتان باور” التي طرحت حينها مناقصة لبناء محطة شمسية صغيرة. وخططت “بوتان باور” حينها لتلقّي عروض مناقصة بناء أولى المحطات الشمسية المثبتة أرضيًا بسعة تقتصر على نطاق قُدِّر بنحو 180 كيلوواط. ولا تتمتع بوتان بأيّ سواحل، إذ تقع ما بين الحدود الهندية والصينية في قارة آسيا، وتتصل حدودها الجنوبية والشرقية والغربية بالهند، وتقابل حدودها الشمالية الصين.
نشاط آسيوي
يبدو أن النشاط الدائر في المشروعات الشمسية بالقارة الآسيوية بدأ ينعكس على بوتان، إذ كثّفت الصين والهند وغيرهما من جهود نشر مصادر الطاقة المتجددة. ولا تكتفي الصين -على سبيل المثال- بالتوسع في المحطات والمشروعات فقط، بل امتدّ نشاطها إلى الريادة العالمية في صادرات المعدّات والألواح الشمسية، إضافة إلى توربينات الرياح.
وتعدّ الصين من أبرز مورّدي المعدات الشمسية إلى أميركا، في حين أشارت توقعات المحللين لأداء العام الجاري (2022) إلى بلوغ حجم صادراتها من التقنيات الشمسية وتوربينات الرياح ما يُقدَّر بنحو 100 مليار دولار. أمّا الهند، فعززت أسطولها الشمسي بتشغيل مشروع جديد في ولاية راجستان بقدرة 296 ميغاواط، مطلع شهر أغسطس/آب الجاري. وأعلنت الحكومة المركزية في الهند -في شهر مايو/أيار الماضي- أنها تدرس إلزام الجهات الحكومية بتركيب ألواح شمسية في مبانيها، رغم ارتفاع أسعار الألواح حينها بنسبة 50%.