بريطانيا.. حزب المحافظين يعتزم تسريع إجراءات اختيار خليفة لجونسون

يعتزم حزب المحافظين البريطاني تسريع الإجراءات لاختيار خليفة لرئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون، في وقت أعلن فيه وزيرا المالية ناظم الزهاوي والنقل غرانت شابس عزمهما الترشح لخلافته، وسط توقعات بترشح نحو 10 آخرين، فيما انسحب وزير الدفاع بن والاس من المنافسة في سباق زعامة الحزب.

وقال عضو في لجنة حزب المحافظين البريطاني المشرفة على سباق خلافة رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون إن الحزب سيتخذ إجراء تخفيض عدد المتنافسين على المنصب إلى اثنين بحلول يوم 20 يوليو/تموز الجاري.

وستحدد لجنة الحزب المسماة “لجنة 1922” الأسبوع المقبل قواعد وجدول المنافسة الزمني بعد اضطرار جونسون تحت ضغط الحزب إلى التنحي، ويضغط عدد كبير من أعضاء البرلمان من أجل خلافة سريعة لجونسون.

وأفادت صحيفة “إيفنينغ ستاندرد” اليوم السبت بأن وزير المالية البريطاني المعين حديثا ناظم الزهاوي سيخوض الانتخابات ليحل محل جونسون. ونقلت الصحيفة عن الزهاوي قوله “هدفي بسيط: توفير الفرص التي أتيحت لجيلي ولكل البريطانيين مهما كانت أصولهم حتى يستقر الاقتصاد”.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير النقل غرانت شابس رسميا ترشحه للمنصب ليصبح خامس مشرع طامح لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء خلفا لجونسون، لكن من المتوقع أن يتقدم لشغل المنصب 12 آخرون.

كما أعلنت وزيرة المساواة السابقة كيمي بادينوك اسمها اليوم في لائحة المرشحين لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون على رأس حزب المحافظين. وفي مقال نُشر في صحيفة “تايمز” دعت بادينوك إلى التغيير، وقالت إن الرأي العام البريطاني “مرهق من الابتذال والخطاب الفارغ”.

خروج من المنافسة
من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس -الذي يعد أحد المرشحين البارزين لخلافة جونسون- إنه قرر عدم المنافسة في سباق زعامة حزب المحافظين. وقال بن والاس (52 عاما) -في تغريدة على تويتر- “بعد دراسة ومناقشة متأنية مع زملائي وعائلتي اتخذت قرارا بعدم المشاركة في المنافسة على زعامة حزب المحافظين، لم يكن اختيارا سهلا، لكن تركيزي ينصب الآن على وظيفتي الحالية وعلى الحفاظ على أمن هذا البلد العظيم”.

وسيعقد أعضاء البرلمان من حزب المحافظين سلسلة اقتراعات لخفض عدد المرشحين إلى اثنين يقترع عليهم أعضاء الحزب في نهاية المطاف لاختيار خليفة جونسون، وينتظر أن يتم تحديد موعد بعد غد الاثنين لانتخابات قيادة حزب المحافظين، على أن ينصّب الفائز في المؤتمر السنوي للحزب في أوائل أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

يذكر أن نحو 60 نائبا ومساعدا استقالوا هذا الأسبوع لإجبار بوريس جونسون على ترك منصبه، لكن جونسون قال عند إعلان تنحيه عن زعامة الحزب إنه سيبقى في منصبه حتى يتم اختيار خلف له، وهي عملية قد تستغرق أشهرا.

نصر مكلف لبوريس جونسون.. سلطته تتضاءل وحزبه أكثر انقساما

وصفت افتتاحية “التايمز” البريطانية نجاة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من تصويت سحب الثقة الذي أجري الليلة الماضية بأنه نصر مكلف، وجاء بفارق ضئيل، ويشير إلى حجم التمرد ضد قيادته.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى إعراب جونسون عن أمله في أن تصويت الليلة الماضية سيمكن الحزب من وضع حد للأحداث الأخيرة، لكنها لفتت إلى أن التاريخ يوحي بغير ذلك. وعلقت بأنه، بالطبع، سيدعم نفسه ليخالف التاريخ، ويتخلص من هذه النكسة الأخيرة كما فعل كثيرا في حياته المهنية من قبل.

إذا تجنب جونسون قيادة حزبه إلى هزيمة كارثية في الانتخابات المقبلة، فسيحتاج إلى إظهار درجة من السيطرة والتركيز كانت غائبة إلى حد كبير حتى الآن في رئاسته للوزراء

وأضافت الصحيفة أنه حتى لو نجا جونسون من هذه الاختبارات، فإن السؤال الأوسع هو ما الذي ينوي فعله لاستعادة ثقة الجمهور قبل الانتخابات المقبلة؟ فرغم كل شيء لم يكن التمرد عليه مدفوعا فقط بالغضب العام منه أو الشكوك حول نزاهته.

وكما قال جيسي نورمان، الوزير السابق والمؤيد السابق لجونسون، في رسالة شديدة اللهجة “تحت قيادتك يبدو أن الحكومة تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية، فهي لديها أغلبية ولكن ليس لديها خطة طويلة الأجل”.

ورأت الصحيفة أنه إذا تجنب جونسون قيادة حزبه إلى هزيمة كارثية في الانتخابات المقبلة، فسيحتاج إلى إظهار درجة من السيطرة والتركيز كانت غائبة إلى حد كبير حتى الآن في رئاسته للوزراء، حتى في ظل فريقه الحالي من المستشارين.

وأضافت الصحيفة مع ذلك فإن الخطر يكمن في أن سلطته قد تأثرت بشدة لدرجة أنه سيجد صعوبة متزايدة في إنجاز أي شيء. وبدلا من ذلك سيكون الإغراء هو الاستمرار في السعي إلى تعزيز موقفه بإثارة انقسامات جديدة، سواء بتشجيع الحروب الثقافية داخليا أو تأجيج صراعات جديدة مع الاتحاد الأوروبي. وختمت بأنه من غير المرجح أن يغفر الجمهور مثل هذا الافتقار العميق للجدّ مع التحديات غير المسبوقة التي تواجه البلاد.

انتخابات بريطانيا المحلية.. حزب المحافظين بزعامة جونسون يخسر معاقل تاريخية

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في بريطانيا تراجع حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون وخسارته لمعاقل تاريخية، وتحقيق أحزاب المعارضة وعلى رأسها العمال مكاسب لا سيما في المجالس المحلية بالعاصمة لندن.

وفقد حزب المحافظين 53 مقعدا في المجالس المحلية، بينما فازت المعارضة العمالية بالمجالس المحلية لويستمنستر في لندن حيث كان المحافظون يهيمنون منذ إنشائها في 1964 -والتي تحتضن البرلمان وقصر باكنغهام- وبارنيت وواندسوورث “المجلس المفضل” لرئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر.

كما فاز حزب العمال بساوثهامبتون (جنوب)، لكن خارج العاصمة حقق الحزب كما يبدو من النتائج حتى الآن مكاسب محدودة، بينما يبدو أداء أحزاب أصغر جيدا.

ولا تزال عمليات الفرز متواصلة في إنجلترا، ولم تبدأ بعد عمليات الفرز بعد في أسكتلندا وويلز.

وتكتسب هذه الانتخابات أهمية لأنها تأتي على خلفية أزمة معيشة وارتفاع فواتير الطاقة، إضافة إلى الفضائح السياسية وعلى رأسها فضيحة “بارتي غيت” التي اتهم خلالها رئيس الوزراء وأعوانه بخرق قواعد الحجر الصحي أثناء الجائحة.

 

انتقادات واختبار
ويواجه المحافظون وهم في السلطة منذ 12 عاما انتقادات بسبب دعمهم غير الكافي للأسر التي يخنقها التضخم الذي سيتجاوز هذا العام 10%، حسب البنك المركزي.

وستقدم الحصيلة الإجمالية المقرر إعلانها في وقت لاحق اليوم الجمعة أهم صورة للرأي العام، منذ فوز جونسون بأكبر أغلبية لحزب المحافظين منذ أكثر من 30 عاما في الانتخابات العامة عام 2019.

والاقتراع المحلي أول اختبار انتخابي لجونسون منذ أن أصبح أول زعيم بريطاني في الذاكرة الحية يخالف القانون أثناء توليه منصبه.

وتم تغريمه الشهر الماضي بسبب حضوره تجمع عيد ميلاد في مكتبه في عام 2020، بما يخالف قواعد التباعد الاجتماعي المعمول بها آنذاك للحد من انتشار كوفيد-19.

وقال جون كيرتس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد “هذه النتائج تؤكد أن المحافظين عانوا قدرا من رفض الناخبين”.

وستقرر الانتخابات التي أجريت يوم الخميس الفوز بما يقرب من 7 آلاف مقعد في المجالس المحلية، بما في ذلك جميع المقاعد في لندن وأسكتلندا وويلز، وثلث المقاعد في معظم أنحاء إنجلترا.