سيمنس جاميسا توقع أكبر صفقاتها للطاقة المتجددة في تايوان

وقّعت شركة سيمنس جاميسا أكبر صفقة لها في تايوان، لتوريد توربينات 3 مشروعات مزارع رياح بحرية، حسبما ذكرت منصة ذا إنرجي فويس. وقالت الشركة -وهي ثاني أكبر مصنع لتوربينات طاقة الرياح عالميًا، وتتخذ من إسبانيا مقرًا لها -يوم الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إنها وقّعت الصفقة مع الشركة التايوانية لمزارع الرياح “هاي لونغ أوفشور ويند بروجكت”. وتأتي تلك الصفقة قبل أيام من إعلان مسؤول حكومي في تايوان مساعي بلاده لزيادة مخزونات الطاقة لديها في ظل الأزمة التي تواجهها حاليًا. كما تأتي الصفقة بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء، وارتفاع الضغوط الصينية لإجبار تايبيه على الخضوع لقواعدها، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، اليوم الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول (2022). وتتّسم موارد الطاقة المحلية في تايوان بالمحدودية، لذلك تعتمد البلاد على الواردات بنسبة 98% تقريبًا، مما يجعلها عرضة لأزمة الطاقة. وتفاقمت الأزمة مؤخرًا مع تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الصين، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي إلى تايبيه، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

عقد 15 عامًا
قالت شركة سيمنس جاميسا، إنها وقّعت اتفاقًا لتوريد توربينات إلى 3 مزارع رياح في تايوان، بالإضافة إلى عقد تقديم خدمات لمدة 15 عامًا، يمكن مدّها 5 سنوات أخرى. وأوضحت أن مشروعات مزارع الرياح في تايوان هي: هاي لونغ إيه 3 بسعة 300 ميغاواط، وهاي لونغ 2 بي بطاقة 232 ميغاواط، وهاي لونغ 3 بطاقة 512 ميغاواط. ووفق الاتفاق الموقّع، تزوّد سيمنس جاميسا -أيضًا- مزارع الرياح الـ 3 بالخدمات اللوجستية والصيانة والتشغيل، إذ من المتوقع أن تحصل الشركة على موافقة نهائية لجلب توربينات الرياح إلى تايوان في 2023. وتُقام مشروعات مزارع الرياح الـ3 التي تزوّدها الشركة بالتوربينات في تايوان على بعد 50 كيلومترًا من ساحل مدينة تشانغوا في تايوان. وتبلغ سعة كل توربين 14 ميغاواط، وارتفاعه 222 مترًا ، وطول الشفرة 108 أمتار.

تطور هائل
قال الرئيس التنفيذي لأنشطة الأعمال البحرية في سيمنس جاميسا، مارك بيكر، إن المشروعات الجديدة تسمح بمزيد من التطورات الهائلة في صناعة طاقة الرياح البحرية في تايوان. وأضاف: “نحن حريصون في سيمنس جاميسا على زيادة مشاركتنا بقيادة الثورة البحرية التايوانية في مجال الطاقة”. وكانت سيمنس جاميسا قد أعلنت، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي 2022، توسعة مصنعها في مدينة تايتشونغ في تايوان بمقدار 3 أضعاف إلى 900 ألف متر مربع، وزيادة عدد العمال. وأطلقت الشركة، التي تفتتح مصنعها في تايوان عام 2024، أول محرك لتوربينات الرياح البحرية، جمعته في الدولة الآسيوية خلال أغسطس/آب الماضي 2022.

أزمة طاقة
تواجه تايوان أزمة طاقة، تتزامن مع تصاعد التوتر الجيوسياسي مع الصين، التي تعدّها دولة تابعة لها، لذلك تسعى إلى زيادة مخزوناتها من الطاقة. وقال نائب وزير الاقتصاد تسنغ وين شنغ، لوكالة رويترز، إن الحكومة تكثّف مخزوناتها من الغاز الطبيعي والفحم، في إطار تأمين الجزيرة لمواجهة أيّ طوارئ، وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. جاء ذلك ردًا على أسئلة حول احتمال فرض حصار صيني أو شنّ هجوم على تايوان، التي تعتمد على التجارة، وتستورد 98% من طاقتها. وأضاف: “من خلال بناء مرافق تخزين جديدة، تخطط الحكومة لزيادة مخزونات الغاز الطبيعي إلى أكثر من 20 يومًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 11 يومًا حاليًا”. كما تعتزم تايوان زيادة مخزونات الفحم إلى ما يصل لنحو 100 يوم، خلال السنوات المقبلة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أغضبت بكين.. واشنطن تقلل من شأن بطاقتها التعريفية الجديدة عن تايوان

قالت الولايات المتحدة إن سياستها تجاه تايوان لم تتغير، وذلك إثر نشرها تحديثًا لـ”بطاقة تعريف” للجزيرة أثارت غضب بكين بسبب خلوها من العبارة الشهيرة التي تؤكد فيها واشنطن بصورة لا لبس فيها أنها “لا تدعم استقلال” تايوان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين أمس الثلاثاء “لا تغيير في سياستنا. كل ما فعلناه هو أننا حدّثنا صحيفة وقائع، إنه شيء نقوم به على نحو منتظم بشأن جميع علاقاتنا في جميع أنحاء العالم”.

ودعا برايس الصين إلى “إظهار المسؤولية، وعدم خلق ذرائع من أجل زيادة الضغط على تايوان”.

وبطاقة التعريف موضع الجدل نشرتها الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني الأسبوع الماضي بعد أن حدّثتها، وتقول واشنطن في هذا التحديث إنها تتبع منذ أمد بعيد سياسة “الصين الواحدة”.

 

“الصين الواحدة”
وسياسة “الصين الواحدة” تستند بوجه خاص إلى بيانات أميركية وصينية مشتركة تعود إلى الوقت الذي أقامت فيه واشنطن، على حساب تايوان، علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين الشيوعية.

وتضمنت النسخة القديمة من بطاقة التعريف المنشورة في موقع الخارجية الأميركية فقرات بأكملها من البيان المشترك الصيني الأميركي لعام 1979، بما في ذلك عبارة تقول إن واشنطن أخذت علمًا بموقف بكين الذي يعدّ تايوان جزءا لا يتجزأ من الصين، وعبارة أخرى تؤكّد فيها الولايات المتحدة أنها “لا تدعم استقلال” الجزيرة.

وكانت وزارة الخارجية الصينية انتقدت أمس الثلاثاء الصياغة المتعلقة بتايوان على موقع وزارة الخارجية الأميركية، قائلة إن “التلاعب السياسي لن ينجح في تغيير الوضع القائم في مضيق تايوان”، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان في تصريحات صحفية أن التعديل الأخير لبطاقة التعريف الأميركية “خدعة لإخفاء مبدأ الصين الواحدة وتمييعه”.

 

تلاعب سياسي
وحذر المتحدث نفسه من أن “تلاعبا سياسيا كهذا بشأن قضية تايوان ومحاولة تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان سيضرّان بالولايات المتحدة نفسها”. وتشدد الصين على أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولا بد في نهاية المطاف من إعادة توحيدها مع البر الصيني الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر، وتقول بكين إن تايوان هي القضية الأكثر حساسية وأهمية في علاقاتها مع واشنطن. وترفض حكومة تايوان مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة، وتقول السلطات التايوانية إن سكان الجزيرة هم من لهم حق تقرير مستقبلهم.