تمكّن فريق البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان من إنتاج 100 لتر من وقود الديزل الحيوي المستخلَص من نوى التمر. جاء ذلك ضمن مشروع بحثي موّلته شركة تنمية نفط عمان، في سعيها لتحقيق الحياد الكربوني عن طريق إنتاج الوقود الحيوي. ويُعَد المشروع البحثي أحد مشروعات منصة “إيجاد” في سلطنة عمان، وهي منصة إلكترونية تهدف إلى التعاون بين القطاعين الصناعي والأكاديمي البحثي في السلطنة في مجال الطاقة، تحت مظلة معهد تكامل التقنيات المتقدمة التابع لمجلس البحث العلمي. وأُخضع الديزل الحيوي المنتج لاختبارات في مختبر دولي معتمد في المملكة المتحدة، كما أعلنت شركة تنمية نفط عمان نجاحها في اختبار هذا الوقود على مولد يعمل بالديزل من صنع شركة أجريكو في ساحة الجامعة؛ للتحقق من أدائه وكمية ثاني أكسيد الكربون المخفضة جرّاء استخدامه.
تجارب سابقة
في يوليو/تموز 2020 أجرى فريق بحثي من كلية العلوم في الجامعة العديد من الأبحاث والتجارب العلمية في مجال رفع الإنتاج المختبري للديزل الحيوي “البايوديزل” والبحث عن منتجات ثانوية من العملية لرفع الجدوى الاقتصادية للمشروع. واستخلص الفريق الزيت من نوى التمر الذي يُحوّل لاحقًا بعد معالجته كيميائيًا إلى وقود ديزل و”جليسيرول”، وفي إطار موازٍ تُعالج مادة “الجليسيرول” وتحويلها إلى مادة ثانوية تستخدم في تحسين خصائص الديزل. وتأتي هذه الأبحاث ضمن سعي العالم نحو استخدام الوقود الحيوي، وهو الوقود المصنع والمستخلص من مواد حيوية من أصل نباتي أو حيواني أو من الميكروبات والطحالب بصفته بديلًا عن الوقود الأحفوري. وأكدت الأستاذة في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس الدكتورة لمياء الحاج -إحدى المشاركات في البحث-، أهمية الوقود الحيوي، موضحة أنه يُسهم في 3 مجالات أساسية، وهي: بيئية كونه طاقة متجددة، واقتصادية من ناحية تنوع مصادر الدخل، واستغلال المصادر، وإيجاد الوظائف، وثالثًا من ناحية استراتيجية كونه يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتأمين الطاقة. وأضافت: “ومن أجل المحافظة على البيئة وعدم ترك بقايا نوى التمر بعد استخلاص الزيت منها، ستُحوّل إلى أوعية صديقة للبيئة بديلة عن البلاستيك”.
الديزل الحيوي
يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي -في كتابه “مفاهيم الطاقة”-، إن الديزل الحيوي يختلف عن الديزل النفطي في أنه يُستخرج من النباتات المعروفة بإنتاجها للزيوت مثل: الصويا والقنب والقطن والفستق والنخيل، أو من الشحوم الحيوانية؛ الأمر الذي يجعل لونه يختلف حسب مصدره، ويتراوح بين لون ذهبي إلى بني غامق. ويضيف أن هذا النوع من الديزل يُستخدم في المحركات وعمليات التسخين والتدفئة، مثله مثل الديزل النفطي، ورغم أنه يمكن استخدامه في عدّة أنواع من السيارات، فإن الشائع في أوروبا وأميركا هو مزجه مع الديزل المعدني بنسب تختلف من مكان إلى آخر. ويوضح أن الحصول على الديزل الحيوي يتم عن طريق عملية كيماوية تسمى “الأسترة”، يجري فيها مزج الزيوت النباتية بموادّ كحولية، مثل: الميثانول أو الإيثانول، ومواد محفّزة، مثل: الصوديوم الهيدروكسايد، الذي يسبّب تفاعلًا كيماويًا ينتج عنه الديزل الحيوي، ومادة أخرى هي الغليسيرين. ومن أهم ميزات الديزل الحيوي مقارنة بالديزل النفطي -بحسب الدكتور أنس الحجي- أنه يتحلل بسهولة، وغير سامّ، ويُنتج عند حرقه غازات أقلّ من الديزل النفطي، كما أنه يعطي عمرًا أطول للمحرّكات.