شهد قطاع الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا خطوة غير مسبوقة بإعلان شركتي ستارسايت إنرجي، وسولار أفريكا، خطة للاندماج بينهما ضمن إطار إستراتيجية للتوسع بمناطق جديدة غرب أفريقيا.
وتتوقع الشركتان الناشئتان الحصول على الموافقات الرقابية والتنظيمية اللازمة من الجهات المختصة بجنوب أفريقيا لإطلاق عملية الاندماج في غضون 3 إلى 5 أشهر، وفقًا لمنصة إنرجي فويس. ولم تفصح الشركتان عن الكيفية التي ستتم بها عملية الاندماج، إلا أنه من المرجح أن تحتفظ سولار أفريكا باسمها التجاري في سوقها المحلية بجنوب أفريقيا، كما ستحتفظ ستارسايت إنرجي باسمها في مشروعاتها بنيجيريا وغانا وكينيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
توسيع المشروعات
كلتا الشركتين حديث نشأة؛ إذ يرجع تاريخ تأسيس سولار أفريكا إلى عام 2011، بينما يرجع تأسيس ستارسايت إنرجي إلى عام 2015. ومن المخطط أن تتوسع الشركة المندمجة (الكيان الوليد) في مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على الأسطح، وصولًا إلى الدخول في صفقات لبيع الطاقة المتجددة إلى الشركات الكبرى؛ ما يدعم خططها التجارية والصناعية الطموحة بجنوب أفريقيا .
ومن المقرر أن تجتمع أصول الشركتين تحت مظلة الكيان الجديد، وتتنوع هذه الأصول بين 220 ميغاواط من الكهرباء المولدة، إضافة إلى 40 ميغاواط من بطاريات التخزين، فضلًا عن مشروعات قيد الإنشاء بسعة 1 غيغاواط أخرى.
صناديق استثمار تدخل الصفقة
يسهم في مشروع الاندماج بعض صناديق الاستثمار الخاصة الأفريقية ذات الصلة بالشركتين؛ أبرزها: صندوق أفريكان إنفراستركشر إنفستمنتس مانغرز، وصندوق هليوس إنفستمنتس بارتنرز، وفقًا لتقارير متصلة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلن صندوق أفريكان إنفراستركشر إنفستمنتس مانغرز توفير تمويل إضافي إلى شركة ستارسايت لتعزيز نشاطها في سوق العجلات المصنعة من ألياف الكربون بأسعار تدفع إلى تعزيز الثقة مع العملاء.
وأجرت حكومة جنوب أفريقيا تعديلات على قوانين ولوائح الاستثمار فى البلاد باتجاه تعزيز الاستثمارات الخاصة في مجالات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة أو النظيفة؛ الأمر الذي يُعَد فرصة أمام شركة ستارسايت أحد أطراف صفقة الاندماج.
تأسيس محطة ضخمة بكيب تاون
تعمل ستارسايت في الوقت الحالي على بناء محطة كبيرة للطاقة الشمسية بالتعاون مع شركة “إسكوم هولدنغ إس أو سي” في مقاطعة كيب الشمالية، أكبر المقاطعات من حيث المساحة والسكان بجنوب أفريقيا، وسيصب ذلك في صالح الاندماج.
ويتطلع المشروع إلى تصدير الكهرباء المولدة من المحطة، وفقًا للرئيس التنفيذى لشركة سولار أفريكا ديفيد ماكدونالد . من جانبه، أشاد الرئيس التنفيذي لشركة ستارسايت، توني كار، بمعدلات النمو الصاعدة في قطاعات الطاقة المتجددة بجنوب أفريقيا بما يمثل عاملًا لجذب الشركات لعقد مزيد من الصفقات في هذا المجال. وقال توني كار إن شركته على وشك بدء مشروعات جديدة مماثلة في تنزانيا وأوغندا، مشيرًا إلى أن منطقة غرب أفريقيا الفرنكوفونية (الناطقة بالفرنسية) ذات أهمية كبيرة للشركة.
نيجيريا ودول غرب أفريقيا
أسهمت أنشطة ستارسايت في جنوب أفريقيا، خلال السنوات الماضية، في تعزيز أنشطة عدد من المؤسسات المالية العاملة في نيجيريا ودول غرب أفريقيا. أما شركة سولار أفريكا؛ فتمتلك منصة تكنولوجية تعتمد على جمع المعلومات والبيانات ذات الصلة بمجالات الطاقة المتجددة وتحليلها، وهو ما يميزها عن غيرها، وفقًا للرئيس التنفيذي للشركة ديفيد ماكدونالد.
وتُعَد مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا أحد الحلول التي لجأت إليها دول القارة السمراء لتوسعة نطاق وصول المجتمعات والمناطق المحرومة إلى الكهرباء، من خلال الاستفادة من الموارد والثروات الطبيعية الوفيرة بها. وتشكل كيب تاون واحدة من أكبر أسواق الطاقة المتجددة في أفريقيا؛ إذ تعمل حكومة جنوب أفريقيا على تغيير عدد من السياسات واللوائح التنظيمية من أجل تشجيع القطاع الخاص على الدخول في صناعة توليد الكهرباء بالبلاد.