يقوم الاتحاد الأوروبي بمبادرات للتعاون الدفاعي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – لكن لندن لا تستمع

أشار ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى أن الوقت قد حان لتوقيع المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على معاهدة بشأن التعاون في مجال الدفاع والسياسة الخارجية. هذا هو أوضح مؤشر حتى الآن على أن الاتحاد الأوروبي مهتم بإقامة علاقة خارجية جديدة ومحسنة مع المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن الأخبار السيئة هي أنه من غير المرجح أن يتم استقبال إشارات الدخان من بروكسل بشكل إيجابي من قبل حكومة المملكة المتحدة الحالية. بريطانيا ببساطة ليست على استعداد للنظر في تعاون رسمي في هذه المجالات. كما سيتذكر، اتبعت حكومتا بوريس جونسون وليز تروس نهجًا قتاليًا غير مفيد تجاه بروكسل، مما جعل الحديث عن التعاون أمرًا صعبًا. لقد تحسنت العلاقات بالتأكيد بين لندن وبروكسل تحت قيادة ريشي سوناك، خاصة بعد توقيعه على إطار عمل وندسور لتبسيط متاهة قواعد التجارة بين الاتحاد الأوروبي والبر الرئيسي لبريطانيا وأيرلندا الشمالية.

تلا ذلك عروض قوية في لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف مع القادة الأوروبيين. يمكن القول إن هذا أدى إلى تجديد الطاقة الدبلوماسية بين الجانبين، وفتح الباب لأشكال جديدة من التعاون بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحتى الشراكة. لكن المصافحة وحدها لن تكفي في عالم تكون فيه التهديدات الأمنية الرئيسية عالمية، من الحرب إلى الأمن السيبراني والإرهاب. المشكلة هي أن حكومة المملكة المتحدة ببساطة ليست في وضع الاستماع. على الرغم من الإدراج المبكر للسياسة الخارجية والتعاون الدفاعي في الإعلان السياسي الأولي لشهر أكتوبر 2019 بشأن العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، غيرت حكومة المملكة المتحدة رأيها لاحقًا. ثم عزز موقفه تجاه أي شكل من أشكال الحوار الرسمي أو الأداة أو المنتدى الذي يسمح بمناقشة الشؤون الخارجية الشاملة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

في الواقع، طوال فترة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ظلت غير مهتمة بشكل ثابت لدرجة أنها قامت عن عمد ببناء اتفاقية التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة (TCA) التاريخية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة من شأنها استبعاد أي شكل من أشكال التعاون الخارجي والأمني والدفاعي. ينص الاتفاق صراحة على أن “السياسة الخارجية والدفاعية الرسمية” ليست جزءًا من الصفقة. بدلاً من إطار مؤسسي، أو اتفاقية مدمجة في معاهدة – مثل TCA – اختارت حكومة المملكة المتحدة نهجًا جوهريًا لكل حالة على حدة، ومخصص للسياسة الخارجية والتعاون الأمني والدفاعي بين لندن وبروكسل. قلل هذا القرار بضربة واحدة أي قدرة من عام 2020 فصاعدًا لبريطانيا لإعادة التنظيم رسميًا مع بروكسل في أي من هذه المجالات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهكذا بقيت.

تركت بعض التغييرات في كراسي الاستلقاء حزب المحافظين نحو الوسط أكثر من اليمين المتشدد في إعادة تقييم العلاقات مع بروكسل، لكن الحكومة لا تزال هادئة تجاه أي مبادرات من هذا القبيل. وقد نشأت الفرص في مختلف المنتديات، بما في ذلك المجتمع السياسي الأوروبي، والاقتراحات التي قدمها قادة الاتحاد الأوروبي بما في ذلك رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل بأن التعاون الوثيق أمر حيوي. لكن المملكة المتحدة رفضت مثل هذا التقدم. لا تزال السياسات الحزبية تلوح في الأفق، على ما يبدو، مما أدى إلى أن “المخاوف السياسية الداخلية في حزب المحافظين الحاكم من أن يُنظر إليه على أنه قريب جدًا من بروكسل” لا تزال ذات أهمية قصوى، كما قال أحد المسؤولين في المملكة المتحدة. هذا يمنع أي اقتراح بمعاهدة وحتى حوار فضفاض حول الدفاع.

ومع ذلك، كما هو الحال مع الكثير في الشؤون الدولية، فإن الأحداث الأوسع نطاقًا لها عادة تعطيل الخطط. في تحول حلو ومر، تجاوز الغزو غير الشرعي لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022 نهج المملكة المتحدة المفضل في علاقات السياسة الخارجية مع الاتحاد الأوروبي. تتطلب الحرب تعاونًا دبلوماسيًا وأمنيًا ودفاعيًا حازمًا بين المملكة المتحدة والشركاء الأوروبيين، داخل وخارج المنتدى التقليدي للناتو. من التعاون مع الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات ضد روسيا، وتقديم المساعدة القاتلة وغير الفتاكة لأوكرانيا، إلى دعم أهداف الحرب الأوروبية الأوسع في المنتديات الأخرى بما في ذلك مجموعة السبع، ساعدت حرب أوكرانيا على “إعادة الأسلاك الكهربائية” بين لندن وبروكسل، وعواصم أوروبية أخرى. قد لا تكون المعاهدة وشيكة، ولكن في الممارسة العملية، تعمقت العلاقات الأمنية.

حتى أن المملكة المتحدة شعرت بأنها منخرطة بدرجة كافية للالتزام بـ Pesco (تعاون منظم دائم). يهدف مشروع الاتحاد الأوروبي طويل الأمد هذا إلى تبسيط الخدمات اللوجستية لنقل القوات والمعدات عبر أوروبا. يشير قرار المملكة المتحدة بالانضمام في أواخر عام 2022 إلى تعاون دفاعي أوثق عبر مشاريع محددة إن لم يكن من خلال اتفاقيات مؤسسية. هل يمكن لمقتضيات أوكرانيا، جنبًا إلى جنب مع المطالب الأمنية الإقليمية والعالمية الأوسع، والخطوات الأولى نحو التعاون الدفاعي مع الاتحاد الأوروبي أن تجتمع لتحفيز حكومة المملكة المتحدة على تغيير موقفها؟ يبدو أن بارنييه يعتقد ذلك بالتأكيد. في رأيه، كل من الظروف والوقت صحيحان:

بالنظر إلى الوضع في إفريقيا، والنظر إلى الحرب في أوكرانيا، والنظر في التحديات الجديدة لأمننا واستقرار القارة – أعتقد أنه سيكون من مصلحتنا المشتركة التفاوض بشأن معاهدة جديدة بشأن الدفاع والسياسة الخارجية والسياسة الخارجية. السياسة والتعاون بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

بالتأكيد بلغ التعاون عبر القنوات آفاقًا جديدة مرضية في الأشهر القليلة الماضية. لكن TCA – الأساس الوحيد لعلاقات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – لا يزال أداة معقدة وغير كاملة. إنه يستثني الكثير عن طريق التعاون الشرطي والقضائي، مع وجود مجال للخلافات والخلافات المستمرة حول كل شيء من مصايد الأسماك إلى التجارة. وفي هذه المرحلة، يبدو أن حكومة المملكة المتحدة لديها القليل من الرغبة في إقامة حوار جديد كليًا يتجاوز TCA لمناقشة أي شكل من أشكال الثنائية. قد توفر المراجعة المجدولة لـ TCA في عام 2025 الفرصة التالية، لكن الأحداث العالمية ببساطة قد لا تنتظر كل هذا الوقت. ومع ذلك، قد تكون الانتخابات المقبلة في المملكة المتحدة (وفي الواقع الاتحاد الأوروبي) عاملاً مساعدًا في إعادة تقييم الحاجة والإلحاح لسياسة خارجية وأمنية أكثر رسمية وعملية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

بعد انسحاب مالي منها.. ما مصير مجموعة دول الساحل الخمس؟

قبل نحو 9 سنوات، وتحديدا عام 2014 وبمبادرة من الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، ولدت قوة إقليمية تتألف من 5 دول هي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، تسمى مجموعة دول الساحل الخمس “الساحل جي 5” (G5 Sahel)، وذلك من أجل التصدي لتحديات أمنية مشتركة تواجهها المنطقة.

وواجهت هذه المجموعة طيلة الفترات السابقة تحديات جمة لكونها لم تحظ بالتمويل الكافي ولا التفويض الأممي الكامل، إضافة إلى سلسلة الانقلابات التي شهدتها الدول الأعضاء، مما انعكس على أدائها سلبا، وهي الآن تواجه أكبر تحد عرفته في تاريخها بعد انسحاب مالي.

فبعد أن تخلت مالي عن فرنسا، حليفتها الاستعمارية، وفي ظل أجوائها المتوترة بفعل القرارات العسكرية الجريئة، ها هي اليوم تقاطع مجموعتها في دول الساحل الخمس.

وغادرت مالي، العضو الأبرز، الإطار الإقليمي الموحد للتغلب على هواجس أمنية مشتركة طالما أرقتها هي بالخصوص، إذ ظلت -ولسنوات عديدة- حدودها من الجهات الأربع على صفيح ساخن بسبب تحركات الجماعات المسلحة النشطة على حدودها مع النيجر وبوركينا فاسو.

 

أسباب ومواقف
وقررت حكومة مالي الانسحاب من المجموعة بعد أن تخطى موعد انعقاد مؤتمرها الدوري بثلاثة أشهر، الذي كان من المفترض أن ينعقد في مالي وتسلم لها فيه راية القيادة. ورفضت مالي الذريعة التي يستند إليها الأعضاء لمعارضة رئاستها، والمرتبطة بوضعها السياسي المثير للجدل في المنطقة منذ زمن، كما لا تخفي مالي تخوفها من أن تكون هذه المعارضة ذات صلة بدول خارج المنطقة تستهدفها وتسعى إلى عزلها.

وقابل هذا القرار المالي أسف أوروبي وأممي وتحركات متسارعة ومواقف متباينة من داخل الحلف نفسه، ففي الوقت الذي سعى فيه الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لتلافي الوضع وبعث وزير خارجيته محمد سالم ولد مرزوق إلى باماكو، وتحرك رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي بتفاؤل وبعث رسائل طمأنة إلى الرئيس الانتقالي عاصيمي غويتا، كان رئيس النيجر محمد بازوم يتحدث بتشاؤم ويصف المجموعة بالميتة، في حين ظل القادة في بوركينا فاسو يلتزمون الصمت.

فهل ستكون هذه هي نهاية القوة الإقليمية التي لم تنضج بعد؟ أم إن التحركات الإقليمية والدعوات الدولية المتكررة ستنقذ المجموعة من موت بات وشيكا؟

 

مخاطر محدقة
تمتلك مجموعة الساحل خطة تنموية مشتركة تتضمن عشرات المشاريع المتنوعة والمتكاملة قدمتها للمانحين خلال قمة في نواكشوط عام 2018، والتي تعهد المانحون فيها بنحو مليار ونصف المليار دولار، لكن عدم تنفيذ تلك التعهدات وقف عائقا أمام تحقيق المشاريع التنموية. كما تم في الوقت نفسه إعداد مقاربة صلبة تعتمد على التعاون العسكري وتبادل المعلومات.

وفي هذا السياق، قال محمد عبد الله الطالب اعبيدي مدير جهاز أمن الدولة سابقا بموريتانيا ومسؤول مركز “الدار” للدراسات الأمنية والإستراتيجية، إن انسحاب مالي “سيؤدي بلا شك إلى توقف مشاريع تنموية عديدة، إضافة إلى شلل القوة المشتركة التي تم إنشاؤها بين الدول لمكافحة الجماعات المسلحة، والتي كانت تتمتع بصلاحية المتابعة داخل أراضي الدول الأعضاء”.

ويضيف في حديث خاص للجزيرة نت أن “أخطارا محدقة ستطال أساسا منطقة الحدود الثلاث: مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إثر غياب التنسيق وتبادل المعلومات والقيام بعمليات مشتركة، حيث بدأت هذه الجماعات تستغل الوضع لبسط سيطرتها على المنطقة وتقوم بتهجير السكان وفرض الإتاوات”.

أما الصحفي محفوظ السالك المتخصص في الشؤون الإفريقية، فيرى أن المجموعة بلورت رؤية تنموية مشتركة تتخذ من البعد التنموي والاقتصادي والاجتماعي أحد المداخل الرئيسية لمواجهة تنامي العنف بالمنطقة، منطلقة من قاعدة “لا استقرار من دون تنمية”.

وأضاف “رغم تنفيذ قوتها المشتركة عددا من العمليات العسكرية الميدانية على المثلث الحدودي الواقع بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، فإن الأداء في عمومه، تنمويا وعسكريا، ظل محدودا نتيجة لمحدودية الوسائل والإمكانات”.

 

تحد كبير
بعد انسحاب مالي، تواجه الآن المجموعة أكبر تحد في تاريخها، إذ أصبحت مهددة بالانفكاك، وهناك تخوف دولي من أن تكون هذه نهاية حلم أهم إطار إقليمي كانت تعلق عليه آمالا كبيرة في المجالين التنموي والأمني في منطقة الساحل.

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد ولد السالك أن هناك بعدين أساسيين يحكمان مصير مجموعة الساحل الخمس، أولهما ذاتي داخلي يتعلق بالدول الأعضاء، ومدى استعدادها للبحث عن وسائل وآلات ذاتية لتنفيذ سياساتها التنموية، وإستراتيجيات قوتها العسكرية. والبعد الثاني دولي يرتبط بالشركاء الدوليين ومدى استعدادهم لتمويل هذه المنظمة الإقليمية، خصوصا وأنها محل اهتمام دولي متزايد، ولأن الأمن مدخل رئيسي من أجل تحقيق أي استثمار في المنطقة، أو نجاح أي شراكة معها.

 

وساطة نواكشوط
لم تجد موريتانيا، المقر الدائم لـ”الساحل جي 5″ أن هناك مبررا لانسحاب مالي، وسعت لتجاوز التحديات وأبقت علمها مرفوعا يتوسط أعلام المجموعة في المقر، واعتبرت على لسان الناطق باسمها أن “خروج مالي سيكون له تأثير كبير على المقاربة الأمنية، إذ إنها كانت وما زالت موطن الإشكاليات”.

وإن كان نجاح نواكشوط ونجامينا في إقناع مالي بالتراجع من السيناريوهات المحتملة، إلا أنه -حسب ولد السالك- “قد يتسبب في غضب النيجر التي لا تخفي معارضتها للانقلابيين والعسكريين في مالي، وصرح رئيسها محمد بازوم بأن مجموعة الساحل ميتة”.

وإذا لم تنجح، يقول ولد السالك، فستبقى مالي منسحبة، وقد تنسحب النيجر أيضا إذا واصلت تبني عدم أهمية المجموعة، وبالتالي نكون أمام تفكك للمجموعة، خصوصا في ظل عدم تحمس بوركينا فاسو.

ويتابع “هناك سيناريو ثالث، وهو أن يتم تحويل المجموعة إلى تحالف إقليمي أوسع، يضم الدول التي تواجه الهواجس والتحديات ذاتها، وتخشى أن يصلها العنف المسلح بشكل أكبر مما هو حاصل الآن، مثل التوغو وبنين وساحل العاج”.

 

إشارات إيجابية
تسعى مختلف الأطراف، بما فيها الإقليمية والدولية جزئيا، إلى إعادة مالي إلى المجموعة، وتعتبر موريتانيا الأقرب إلى أخذ زمام المبادرة بفعل علاقتها الوطيدة بمالي ومختلف دول منطقة غرب أفريقيا عموما.

وفي حديثه للجزيرة نت، يبدو مدير الأمن سابقا محمد عبد الله الطالب اعبيدي متفائلا، إذ يعتبر أن موريتانيا تتمتع بنفوذ كبير في مالي نظرا للتسهيلات التي قدمتها لها إثر الحصار الذي فرضته مجموعة “إيكواس” (ECOWAS)، وبعد أن أوفدت وزير خارجيتها لباماكو يبدو أن ذلك أدى لتجميد قرار انسحاب مالي من المجموعة، وقد لوحظ أنه رغم الإعلان عن الانسحاب فإن ممثلي مالي ما زالوا يزاولون مهامهم في الهيئات المختلفة.

وبينما يبقى إقناع مالي للتراجع عن قرارها من أبرز التحديات الماثلة الآن أمام مجموعة الخمس بالساحل، تتضاعف التحديات في المجموعة في ظل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لجائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وشبح المجاعة الذي يتهدد المنطقة.

روسيا تطرد عشرات الدبلوماسيين الأوروبيين ردا على خطوة مماثلة لدولهم

أعلنت الخارجية الروسية طرد عشرات الدبلوماسيين الأوروبيين، ردا على إجراء مماثل اتخذته دول أوروبية ضد دبلوماسيين روس.

وقالت الوزارة إنها قررت طرد دبلوماسيين من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإنها أبلغت سفراء (هذه الدول) بقرارها هذا اليوم. وقالت في بيان إنها “استدعت السفير الفرنسي بيير ليفي لإبلاغه بإجراءات جوابية، ردا على طرد باريس عددا من الدبلوماسيين الروس في وقت سابق”.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن طرد 34 دبلوماسيا فرنسيا جاء ردا على إجراء مماثل من باريس، التي أدانت “بشدة” طرد دبلوماسييها معتبرة أن القرار لا يستند “إلى أي أساس شرعي”.

وكانت باريس طردت نحو 30 دبلوماسيا روسيا بداية أبريل/نيسان الماضي، بدعوى أن ممارساتهم “تتعارض مع المصالح الأمنية لفرنسا”. وفي وقت لاحق، تم إعلان 6 دبلوماسيين روس آخرين أشخاصا غير مرغوب فيهم.

وفي السياق ذاته، أعلنت الخارجية الروسية أنها ستطرد 24 دبلوماسيا إيطاليا، وهو ما أدانه رئيس الوزراء الإيطالي واعتبره عملا عدائيا ومؤكدا على ضرورة عدم غلق القنوات الدبلوماسية مع موسكو.

كما أقدمت موسكو على طرد 27 دبلوماسيا إسبانيا وقالت الخارجية إنه يجب عليهم مغادرة البلاد خلال أسبوع، وكان وزير الخارجية الإسباني أعلن في أبريل/نيسان الماضي أن بلاده ستطرد 25 من الدبلوماسيين الروس وموظفي السفارة من مدريد، لأنهم “يمثلون تهديدا لمصالح وأمن بلادنا”.

يذكر أن سياسة طرد الدبلوماسيين بين روسيا والدول الغربية والولايات المتحدة تنشط، وتزداد مع كل خلاف بين موسكو والغرب.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت أمس طرد اثنين من ممثلي البعثة الدبلوماسية الفنلندية. وقالت الوزارة في بيان إنها طردت دبلوماسيين اثنين من السفارة الفنلندية بموسكو “ردا على قرار مماثل من هلسنكي بطرد اثنين من دبلوماسيينا”.

ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، قامت عدة دول أوروبية بطرد دبلوماسيين روس دعما لأوكرانيا وضغطا على روسيا مما دفع الأخيرة للرد على تلك الخطوات من مبدأ المعاملة بالمثل، وكان الكرملين قد ندد بـ “ضيق البصيرة” الأوروبية، إثر طرد بلدان في أوروبا أكثر من 120 دبلوماسيا روسيا على خلفية الهجوم على أوكرانيا.

ووفقا لإحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، فإن قرابة 260 دبلوماسيا روسيا طردوا من مختلف دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي حتى بداية أبريل/نيسان الماضي.