يواجه أكبر منتج ليثيوم في العالم اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، من خلال شبهات بإجبار العديد من مسلمي الأويغور في الصين على العمل القسري؛ الأمر الذي دفعها إلى البدء بمراجعة نشاطها في منطقة شينجيانغ.
وتُراجع شركة غانفنغ ليثيوم الصينية إنتاجها في مصانع تابعة لها تقع في منطقة شينجيانغ، التي تجبر حكومتها مسلمي الأويغور على العمل القسري، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، ومصادر صحفية عدّة.
وفي يونيو/حزيران من العام الماضي (2021)، حظرت أميركا واردات بعض منتجات الطاقة الشمسية المصنّعة في منطقة شينجيانغ الصينية، للأسباب ذاتها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
خطط إنتاج الليثيوم
زار رئيس شركة غانفنغ ليثيوم الصينية، لي ليانغبين، منطقة شينجيانغ التي تحوم حولها اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد حقوق العمال، مطلع العام الجاري (2022)، لبحث التعاون مع الحكومة المحلية في خطط إنتاج الليثيوم اللازم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، والمعادن الأخرى. وتُعرّف الشركة الصينية نفسها في موقعها الإلكتروني، بأنها أكبر منتج ليثيوم في العالم، كما إنها الوحيدة التي لديها تقنيات إنتاج الليثيوم من محلول ملحي وخامات أُعيد تدويرها بصورة تجارية.
وتُعدّ الشركة من كبار المزوّدين للمعدن في سلسلة إمدادات الليثيوم العالمية، ومن عملائها، شركتا تيسلا الأميركية، وبي إم دبليو الألمانية. وتواجه شركات صناعة السيارات الكهربائية نفسها انتقادات بشأن انتهاكات العمال والإضرار بالبيئة المرتبط باستخراج المعادن المطلوبة لها، وفق “توداي كرونيكس”.
حظر منتجات شينجيانج
بدأت أميركا تفعيل قانون “الأويغور لمنع العمل القسري” في شهر يونيو/حزيران الماضي، والذي يحظر دخول السلع المصنوعة بمنطقة شينجيانغ الصينية إلى أسواق الولايات المتحدة، وفق صحيفة ذا نيويورك تايمز.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي، قد أقرّ نهاية العام الماضي، مشروع قانون “الأويغور لمنع العمل القسري” الذي يحظر استيراد البضائع القادمة من إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية المسلمة في الصين؛ نظرًا لأن هذه المنتجات تنتج من خلال “العمل بالسخرة”.
ونشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز تقريرًا، الشهر الماضي، أشارت فيه إلى أن الشركات العاملة في إنتاج الليثيوم، والمعادن الأخرى اللازمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في شينجيانغ اعتمدت على عمّال من مسلمي الإيغور يعملون قسرًا. وقالت شركة غانفنغ ليثيوم، في بيان: “إن أهمية حماية البيئة والمسؤولية المجتمعية وتطبيق قواعد الحوكمة، التي تشمل الدفاع عن حقوق العمّال من أولويات الشركة”.
وأضافت الشركة أن المنطقة الصينية ما تزال في مراحل إنتاج الليثيوم الأولية، ولا يوجد رؤية واضحة حول إمكان استمرار تطوير المشروع مستقبلًا. وتابعت أن الشركة لديها مشروعات في عدد كبير من بلدان العالم، وأن إمداداتها لن تتوقف على موقع بعينه.
وعلّقت الشريك المؤسس لشركة هوريزون آدفيزوري بأميركا، إميلي دي لا بروير، قائلة: “إن المخاطر التي يتعرض لها قطاع السيارات الكهربائية الناشئة المرتبطة بمصانع شينجيانغ هائلة؛ إذ قد يواجه كل إنتاج البطاريات في الصين خطرَ خرق القانون الأميركي والمعايير العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان”.