ثاني أكبر حقل نفط في قازاخستان يستأنف إنتاج الخام في أكتوبر

من المتوقع أن يستأنف حقل “كاشاغان” النفطي -ثاني أكبر حقل نفط في قازاخستان- الإنتاج بالمستويات المعتادة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بحسب رويترز. وكانت شركة النفط الوطنية في قازاخستان أعلنت، يوم 5 أغسطس/آب (2022)، توقّف الإنتاج في واحد من أكبر الحقول النفطية في العالم بسبب تسرُّب الغاز، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وتسبّب التراجع الحاد في إنتاج ثاني أكبر حقل نفط في قازاخستان، في انخفاض إنتاج الدولة الواقعة في آسيا الوسطى من الخام الأسود خلال شهر أغسطس/آب (2022)، بنحو 13% إلى 1.196 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 5.077 مليون طن، من 1.378 مليون برميل يوميًا، (5.850 مليون طن) في يوليو/تموز.

حقل كاشاغان النفطي
تراجع إنتاج النفط في حقل كاشاغان البحري إلى نحو 100 ألف برميل يوميًا في 29 و30 أغسطس/آب (2022)، أي أقل بنحو 4 مرات من مستويات الإنتاج العادية للحقل. ووقع تسرب الغاز في ثاني أكبر حقل نفط في قازاخستان، في معمل معالجة بولاشاك البري، الذي أُغلِق على الفور، بهدف تحقيق الأمن من خلال السماح للمنشآت بخفض الضغط عن نظام الإشعال، ولم يُحدث التسرب أيّ أضرار.

وقال وزير الطاقة القازاخستاني بولات أكشولاكوف، إن أحجام الإنتاج المستقبلية والأطر الزمنية للحقل ستُحدد يومي 21 و22 سبتمبر/أيلول (2022)، في حين تخطّط البلاد للالتزام بخطط إنتاج النفط لعام 2022، البالغة 85.5 مليون طن. وتوقع الوزير أن يُشغّل الحقل في أكتوبر/تشرين الأول (2022) في أحسن الأحوال، مضيفًا: “ندرس الآن بأي قدرة إنتاجية وكيف”.

وتوقف الإنتاج في الحقل، الذي سُمي على اسم شاعر قازاخستاني، بسبب أعمال الصيانة المخطّط لها في يونيو/حزيران (2022) قبل أن يُستعاد الإنتاج تدريجيًا، وصولًا إلى متوسط 167 ألفًا و755 برميل يوميًا في يوليو/تموز (2022). ويُسهم حقل كاشاغان -ثاني أكبر حقل نفط في البلاد- في تعزيز إنتاج قازاخستان النفطي، إذ تُقدَّر الاحتياطيات القابلة للاستخراج -من الحقل الواقع في بحر قزوين، على بعد 50 ميلًا من سواحل البلاد- بنحو 9-13 مليار برميل من النفط. وتمثّل صادرات النفط القازاخستانية أكثر من 1% من الإمدادات العالمية، أو ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا من الخام الأسود، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

خط أنابيب بحر قزوين
من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة القازاخستاني بولات أكشولاكوف، إن جميع نقاط الإرساء الـ3 في محطة مرفأ البحر الأسود لاتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين ستستأنف العمل قبل 10-15 أكتوبر/تشرين الأول (2022). وتوقفت غالبية صادرات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب بحر قزوين، يوم 22 أغسطس/آب (2022)، بسبب الأضرار التي لحقت بنقاط الربط تحت الماء مع خزانات الطفو.

وأوقف تحالف ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين “سي بي سي” عمليات التحميل من نقاط الإرساء الـ3 مرارًا وتكرارًا هذا العام (2022)، بسبب أعمال الصيانة وعمليات التفتيش. ويتولى تحالف ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين “سي بي سي” شحن النفط القازاخستاني من خلال روسيا إلى الأسواق العالمية، كما أنه يتحكم ويتعامل مع ما يصل إلى 1% من إنتاج النفط العالمي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. ولمدة 20 عامًا، شُحن نفط قازاخستان عبر خط أنابيب “سي بي سي” إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، ومنه إلى السوق العالمية.

وتُسهم في الائتلاف: شركة ترانس نفط الروسية بحصة قدرها 24%، وشركة “قاز موناي غاز” القازاخستانية بحصة قدرها 19%، وشركة شيفرون بحصة قدرها 15%، وشركة “لوكاركو بي في” الروسية التابعة لشركة لوك أويل بحصة قدرها 12.5%، وشركة موبيل بحر قزوين بحصة 7.5%، والشركة المشغلة للائتلاف بحصة 7%، وشركة “روزنفط شل” بحصة 7.5%.

نفط قازاخستان يتدفق إلى الأسواق العالمية عبر أذربيجان متخطيًا روسيا

من المتوقع أن يتدفق نفط قازاخستان عبر أكبر خط أنابيب نفط في أذربيجان، بدءًا من سبتمبر/أيلول المقبل (2022)، إذ تسعى الدولة الآسيوية إلى إيجاد بدائل لطريق هدّدت روسيا بإغلاقه. وتمثّل صادرات النفط القازاخستانية أكثر من 1% من الإمدادات العالمية، أو ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا من الخام الأسود، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة. ولمدة 20 عامًا، شُحن نفط قازاخستان عبر خط أنابيب “سي بي سي” إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، ومنه إلى السوق العالمية، وفقًا لرويترز.

نفط قازاخستان يواجه تهديدات روسية
في يوليو/تموز (2022)، هدّدت محكمة روسية بإغلاق خط أنابيب بحر قزوين “سي بي سي”، ما دفع الحكومة القازاخستانية وكبار المنتجين الأجانب إلى إبرام عقود لمنافذ أخرى بصفته إجراءً احترازيًا. ومنذ غزوها لأوكرانيا، منعت موسكو صادرات النفط القازاخستانية من عبور أراضيها مرتين. وتسمح البدائل المتاحة بنقل كميات نفط أقل من خط أنابيب سي بي سي، ما يزيد على خطر حدوث مزيد من التقلبات في أسواق الطاقة العالمية.

بعد مدة وجيزة من غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، وصلت أسعار النفط الخام العالمية إلى أعلى مستوياتها في 14 عامًا، وظلت الأسعار مرتفعة، وحافظت على متوسط أعلى من 100 دولار للبرميل في يوليو/تموز الماضي. وخلال التعاملات الصباحية اليوم الجمعة 12 أغسطس/آب، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول- بنسبة 0.26%، مسجلًا 99.86 دولارًا للبرميل.

وتجري شركة النفط الحكومية القازاخستانية “كاز موناي غاز”، مناقشات متقدمة مع الذراع التجارية لشركة النفط الحكومية لجمهورية أذربيجان “سوكار” للسماح ببيع 1.5 مليون طن (10.7 مليون برميل) سنويًا من الخام القازاخستاني عبر خط الأنابيب الأذربيجاني الذي ينقل النفط إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.

ويمكن للخط الأذربيجاني أن ينقل 30 ألف برميل يوميًا من نفط قازاخستان، وهو رقم أقل بكثير من المعدل المعتاد البالغ، 1.3 و1.4 مليون برميل يوميًا، الذي يتدفق عبر خط أنابيب سي بي سي. ومن المقرر توقيع العقد النهائي نهاية أغسطس/آب الجاري مع بدء التدفقات عبر خط أنابيب (باكو- تبيليسي- جيهان) بعد شهر.

بدائل أخرى
من الممكن أن يتدفق 3.5 مليون طن أخرى سنويًا من الخام القازاخستاني عبر خط أنابيب أذربيجاني آخر إلى ميناء سوبسا الجورجي على البحر الأسود في عام 2023. وبالاقتران مع تدفقات خط أنابيب (باكو- تبيليسي- جيهان)، ستتجاوز الكميات ما يزيد قليلًا على 100 ألف برميل يوميًا أو ما يعادل 8% من تدفقات خط سي بي سي، وسيسمح الاعتماد على أذربيجان لقازاخستان بأن تتخطى الأراضي الروسية.

وفي الشهر الماضي، قالت شركة بي بي أذربيجان، إنها ستعيد توجيه التدفقات بعيدًا عن خط أنابيب باكو-سوبسا إلى أنبوب (باكو- تبيليسي- جيهان) الأكبر. مع ذلك، فإن خط أنابيب (باكو- تبيليسي- جيهان) يعني أن قازاخستان ستضطر إلى الاعتماد على أسطول من الناقلات الصغيرة لنقل نفطها عبر بحر قزوين من مينائها في أكتاو الذي لديه سعة احتياطية محدودة إلى باكو.

من ناحية أخرى، يتفاوض تنغيزشيفرويل (تي سي أو)، وهو مشروع مشترك تقوده شركة النفط الكبرى شيفرون، عبر ذراع تسويقية خاصة به، بصورة منفصلة على تصدير النفط الخاص به عبر خطوط الأنابيب والسكك الحديدية. قد يكون خط أنابيب (باكو- تبيليسي- جيهان) خيارًا لشركة تنغيزشيفرويل أيضًا، لكن مصدرًا أوضح أنه في حال الاتفاق مع سوكار الأذربيجانية فقد يستغرق بدء التدفقات ما يصل إلى 6 أشهر.

وبدأت تنغيزشيفرويل في إعادة توجيه كمية صغيرة من النفط بالسكك الحديدية إلى ميناء باتومي في جورجيا في أبريل/نيسان (2022) عندما جعلت أضرار العاصفة جزءًا من خط أنابيب (سي بي سي) غير صالح للاستخدام. وتصدر قازاخستان بصورة منفصلة ما يصل إلى مليون طن، أو 250 ألف برميل يوميًا من الأورال عبر نظام خطوط الأنابيب الروسي إلى البحر الأسود ومواني بحر البلطيق.