كشف أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن أن الغاز القطري ربما يشكّل مساعدة جيدة لأوروبا، لكنه لن يكون تعويضًا لإمدادات الطاقة الروسية، التي تسبب نقصها في أزمة كبيرة للقارة العجوز. وقال الأمير تميم بن حمد آل ثاني -في تصريحات لصحيفة “لو بوان” الفرنسية، اليوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول (2022)-: إن دولة قطر جازفت واستثمرت في قطاع الغاز في ثمانينيات وتسعينيات القرن الـ20، لأنها علمت أنه سيكون مصدرًا ذا أهمية للطاقة في المستقبل.
وأضاف أمير قطر: “كررنا الأمر نفسه قبل عدة سنوات، من خلال زيادة إنتاج الغاز المسال، رغم أن التوجه في ذلك الوقت عالميًا كان يميل إلى التخلص من مصادر الوقود الأحفوري والتركيز على المصادر المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح”.
الغاز القطري والطاقة النظيفة
أكد أمير قطر تميم بن حمد أن الغاز يُعد أحد مصادر الطاقة النظيفة، وهو مهم للمرحلة الانتقالية القادمة، إذ إن الحرب في أوروبا تجعل الأمور معقدة بصفة غير مسبوقة، إلا أن الأزمة كانت موجودة مسبقًا.
وأوضح الأمير أن الدوحة تصدًر الغاز القطري إلى دول آسيا بصورة أساسية، وإلى دول أوروبا بناء على اتفاقيات طويلة الأمد، بجانب اتفاقيات البيع الفوري، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: “نسعى إلى مساعدة دول أوروبا، وسنزوّدها بالغاز القطري خلال السنوات المقبلة، لكن من يظن أن بإمكاننا تعويض الغاز الروسي مخطئ، لأنه مصدر مهم في السوق العالمية”. وتابع: “أنتم تعتقدون أن الغاز، والغاز الطبيعي المسال على وجه الخصوص، سيحافظ على دوره المحوري في سوق الطاقة الدولية.. هذا صحيح، فهو سيؤدي دورًا بالغ الأهمية في المدة الانتقالية، وفي تنويع مصادر الطاقة على المدى الطويل، كما أنه مصدر للطاقة النظيفة”.
وشدد الأمير على أن بلاده استثمرت كثيرًا من الأموال في تكنولوجيا احتجاز الكربون والحد من الاحتراق، ولكن يجب ألا ينسى أحد أن قطر تتحدث عن مشكلاتها، في حين هناك مليار شخص في العالم اليوم لا يحصلون على الكهرباء.
العقوبات على قطاع الطاقة الروسي
علّق أمير قطر تميم بن حمد على العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، مشددًا على ضرورة التعامل معها بحذر، لأنها تجعل الأمور معقدة بالنسبة إلى العالم كله. وأضاف: “في حالة العقوبات الروسية تحديدًا، لا يسعني تقييم مدى صواب القرار الأوروبي من عدمه، لكن جميعنا نرى المشكلات التي تسبب بها نقص إمدادات الطاقة في قارة أوروبا الآن”.
وتابع: “الأهم من ذلك أن الجميع يعانون الوضع الحالي، سواء على مستوى الطاقة أو على المستوى الغذائي، لذا هناك ضرورة لإنهاء الحروب الروسية الأوكرانية والتوصل إلى حل”.